العزيز بالله الفاطمي

العزيز بالله الفاطمي: خامس الخلفاء الفاطميين، والإمام الخامس عشر من أئمة الإسماعيلية، كان أديبًا فاضلًا، ويُعَد عصره هو أزهى عصور الدولة الفاطمية، واعتبره المؤرخون آخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء.

هو «نزار بن معد بن المنصور العبيدي الفاطمي»، وُلد عام ٣٤٤ﻫ/٩٥٥م في مدينة «المهدية» بالمغرب، وهي العاصمة الفاطمية الأولى التي أنشأها جدُّه الأكبر مؤسس الدولة الفاطمية «عبيد الله المهدي»، وعاش «العزيز بالله» في المهدية سنوات صباه إلى أن جاء إلى مصر مع والده الخليفة «المعز لدين الله» لفتحها وإقامة الخلافة الفاطمية بها، وظل «العزيز بالله» مستقرًّا بمصر، وتولى خلافتها بعد وفاة أبيه، وذلك في عام ٣٦٥ﻫ.

وقد شهدت مصر في خلافة «العزيز بالله» ازدهارًا سياسيًّا واقتصاديًّا كبيرًا، كما شهدت البلادُ العديدَ من مظاهر العمران والنهضة الحضارية، التي شملت الكثير من العلوم والفنون والآداب، ومن أبرز آثاره المعمارية قصر «اللؤلؤة» الذي شيَّده على ضفاف نهر النيل، فضلًا عن مكتبته الضخمة التي أُلحِقت بقصره، والتي عُرفت بأنها أكبر مكتبة في التاريخ الإسلامي؛ حيث ضمت ملايين من الكتب والمجلدات في شتى العلوم والمعارف، كما شهدت بداية خلافته أولى حلقات الدراسة في الجامع الأزهر الشريف.

وكان ﻟ «العزيز بالله» موضع احترامٍ وتقديرٍ كبيرين من العالم أجمع لما تمتعت به شخصيته من صفاتٍ حميدة كثيرة؛ فقد اشتُهر بمكارم أخلاقه، وذكائه وحنكته السياسية، وحبه للعلم والأدب، فكان يُشجِّع دائمًا العلماء والأدباء، كما كان مثل والده شاعرًا مجيدًا وأجاد عديدًا من اللغات، فضلًا عن تمتُّعه بصفات العفو والتسامح والكرم.

وتُوفِّي «العزيز بالله» في القاهرة عام ٣٨٦ﻫ/٩٩٦م تاركًا إرثًا كبيرًا وحضارة عريقة خلدت اسمه في ذاكرة التاريخ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤