جورج جيسنج
جورج جيسنج: روائي إنجليزي أثرى الأدب العالمي بأكثر من عشرين رواية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولاقت أشهر رواياته «العالم السفلي» رواجًا كبيرًا.
وُلد جورج روبرت جيسنج في «يوركشاير» سنة ١٨٥٧م لأسرة إنجليزية هو أكبر أبنائها الخمسة، وكان أخوه «ألجرنون» كاتبًا أيضًا. كان جيسنج تلميذًا نجيبًا، سرعان ما نما ولعه بالكتب في سن العاشرة، فقرأ لتشارلز ديكنز وأعلام الأدباء، مما غذى ميوله الأدبية المبكرة، فكتب قصائده الأولى التي نشرت فيما بعد تحت عنوان «أشعار جورج جيسنج». وعندما تُوفي والده أُلحِق جيسنج بمدرسة عسكرية تابع فيها تحصيله الجاد، ونجح في الحصول على منحة دراسية من «كلية أوينز» (جامعة فكتوريا - مانشستر حاليا) وهناك تابع اجتهاده، ونال عدة جوائز، بينها: جائزة الشعر ومنحة شكسبير.
انتهت مسيرة جيسنج الأكاديمية نهاية مشينة، وذلك حين وقع في حب فتاة ليل شابة، فتزوج منها، وظن أن بإمكانه إنقاذَها وكفَّها عن عملها بماله، لكنه ومع نفاد ما معه من مال تورط في سرقة أحد زملائه، وتمكن المحقق الذي عينته الجامعة من وضعه في دائرة الاتهام، وبمساءلته ثبتت إدانته وتمَّ فصله.
وفي عام ١٨٧٧م سافر جيسنج إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث عمل مدرسًا للكلاسيكيات، وتكسَّب بكتابة القصص القصيرة التي دفعها إلى الصحف والمجلات، لكن ذلك لم يغطِّ احتياجاته المادية فبدأ بالانخراط في أعمال التجارة كمساعد لأحد التجار، وهي التجربة التي غاصت به في عوالم الفقراء وألهمته روايته «شارع الكادحين الجدد» التي كتبها لاحقًا.
وبعد عودته إلى إنجلترا عام ١٨٧٧م، تفرغ جيسنج للكتابة، إلى جانب عمله كمدرس خاص، وطبع أولى رواياته «عاملون في الفجر» على نفقته الخاصة إذ لم يقبلها أي ناشر، لكن أعماله روائيةً وقصصيةً تتابعت دون توقف، وبدأ يجني الأرباح بعدما حققت روايته «شارع الكادحين الجدد» مبيعات قياسية عام ١٨٩١م.
توفي «جورج جيسنج» عام ١٩٠٣م متأثرًا بمرضه، بعدما شهدت سنوات عمره الأخيرة إنتاجًا غزيرًا، أشاد به روائيو عصره، وعدَّه «جورج أورويل» فيما بعد أفضل من أنجبت إنجلترا من الروائيين.