فرانسيس برت هارت
فرانسيس برت هارت: كاتب وشاعر أمريكي هامٌّ، يُعد من أهم كُتاب القرن التاسع عشر؛ اشتهر بتوثيقه لحياة المهاجرين الأوائل ﺑ «كاليفورنيا» وكتابته عن حقوقهم في عصر اضطهادهم، وعُرف في الأوساط الأدبية باسمه الأوسط «برِت هارت».
ولد عام ١٨٣٦م في «نيويورك»؛ جده «برنارد هارت» كان يهوديًّا أرثوذكسيًّا (وهي واحدة من أهم طوائف اليهودية في العهد الحديث)؛ هاجر إلى «نيويورك» في مقتبل عمره وازدهرت بها تجارته، وكان أحد مؤسسي بورصة «نيويوك».
اهتم بالأدب منذ صغره؛ ونشر أول قصيدة ساخرة له وهو في الحادية عشرة بعنوان «تأملات الخريف»؛ اضطر لترك الدراسة وهو في الثالثة عشرة من عمره لكثرة تنقل العائلة؛ إلى أن استقر في «كاليفورنيا» عام ١٩٥٠م واشتغل بها كعامل في أحد المناجم؛ وبرغم ذلك لزم قراءاته ولم يترك الكتابة.
عمل لاحقًا كمدرس وصحافي، وثق لحياة المهاجرين الأوائل ﺑ «كاليفورنيا» فاعتُد بما كتبه في «سان فرانسيسكو» و«نيويورك»؛ وأثناء عمله كمساعد تحرير في جريدة «نورثرن كاليفورنيان»؛ كتب تحقيقًا عن مذبحة «ويوت» عام ١٨٦٠م؛ والتي قُتل بها حوالي ٢٥٠ هنديًّا من السكان الأوائل ﻟ «كاليفورنيا». هُدد بالقتل عقب ذاك التحقيق؛ واضطر لترك وظيفته والهرب إلى «سان فرانسيسكو»، وبعد هربه نُشرت رسالة مجهولة المصدر بإحدى الجرائد الرسمية تخاطبه بشكل مباشر، وتُقر بأن المذبحة نالت موافقة المجتمع، وأن تحقيقه يخالف موقف الأغلبية.
كانت حياته مع زوجته «آنا جريسوود» عاثرة قليلًا، فلقد تزوج منها ١٨٦٢م؛ وبرغم أن زواجهما دام أربعين عامًا إلا أنهما لم يعيشا سويًّا إلا ١٦ عامًا منها، فلقد كانت غيرة «آنا» مصدر خلاف دائم بينهما. أنجبا ٤ أبناء، وظلا متزوجَيْن حتى وفاته.
اتجه إلى الصحافة الأدبية مبكرًا؛ فنشر عدة قصائد وبعض النثر في عدة دوريات حتى أصبح رئيس تحرير مجلة «أوڤر لاند مانثلي» الأدبية عام ١٨٦٨م؛ والتي نشر بها قصته «الحظ في مُخيم رورن». لاقت القصة رواجًا واسعًا؛ وكانت بابه إلى الشهرة العالمية. تبعها عدة إصدارات له وعدة مناصب أدبية وشرفية عُرضت عليه، لم يقبل منها سوى منصب قنصل أمريكي ﺑ «ألمانيا» ١٨٨٠م؛ ثم انتقل للعيش في «لندن» عام ١٨٨٥م.
أمضى «برِت هارت» ٢٤ عامًا في أوروبا؛ أصدر خلالها أفضل ما كتب، حتى وفاته عام ١٩٠٢م في «كيمبرلي-إنجلترا» إثر إصابته بسرطان في الحنجرة.