ابن العبري
ابن العبري: رجل دِين، وعالِم لاهوت مسيحي، وفيلسوف سرياني الأصل.
وُلد «غريغوريوس أبو الفرج بن هارون الملطي» (وكان اسمه عند الميلاد «حنا»، ولكنه سُمي «غريغوريوس» بعد انتظامه في سلك الكهنوت حسب التقاليد الكنسية للرَّهبنة) بمدينة ملطية (الواقعة في تركيا الآن) في عام ١٢٢٦م، ثم انتقل مع أُسرته إلى مدينة أنطاكية التي لم يَبقَوا فيها طويلًا؛ فسافروا من جديدٍ إلى بلاد الشام، وهناك تَلقَّى العلومَ الدينية بالإضافة إلى الطب والمنطق، كما درس اللغات بشَغف، حيث أجاد السريانية والعربية والفارسية والأرمينية.
رُسِّم «ابن العبري» كاهنًا وهو في العشرين من عمره (وجديرٌ بالذكر أن لقبه هذا قد سبَّب له بعض المشكلات؛ حيث اتهمه البعض بأنه من أصولٍ يهودية، وهو ما نَفاه بشكلٍ قاطعٍ مُؤكِّدًا مسيحيتَه)، وتَدرَّج سريعًا في المناصب الكنَسية؛ حيث وصل إلى أعلى المناصب الدينية للمسيحيين السريان قبل وفاته.
أتاحت الخَلوةُ التي توافرَت ﻟ «ابن العبري» الكثيرَ من الوقت لكي يقرأ ويُؤلِّف؛ فكان إنتاجه غزيرًا مميزًا تَنوَّعت موضوعاتُه ما بين اللاهوت المسيحي والتأريخ والعلوم، وقد جاء كثيرٌ من هذه الكتابات باللغة السريانية، وتَرجَم بعضَها بنفسه إلى العربية، مثل كتابه «مختصر تاريخ الدول».
تُوفِّي «ابن العبري» في عام ١٢٨٦م عن ستين عامًا تقريبًا.