أغاني … وعجباني

أول حبي للغناء يشابه أول حبي للقراءة. لا أذكر متى أحببت القراءة، ولا أذكر متى بدأ الغناء تأثيره في تكويني الثقافي. أحببت الغناء منذ طفولتي، منذ كان فونوغراف قهوة فاروق يعلو بلحني عبد الوهَّاب «الكرنك» و«الجندول»، أُنصت إليهما في شقتنا المطلة على القهوة، هذا ما أستعيده في زياراتي المتقاربة إلى بحري، وإن أحببت الصوت الجميل — في الراديو الموضوع على رف في صالة الشقة — بصرف النظر عن اسم صاحبه.

من بين الكتب التي أعتز بتأليفها: «أغنيات»، عن مواقف في حياتي، يرتبط كل موقف بأغنية، حينما أستمع إليها في مناسبات تالية، فإني أتذكر المناسبة القديمة.

ظني أني تعلمت الإيقاع الموسيقي على وقع حوافر جياد الملك في جولتها الصباحية، كان لساني «يطرقع» في فمي بصدى الإيقاع، وما أذكره من طفولتي موسيقى الشرطة التي كانت تجول شوارع الإسكندرية، تستهويني ألحانها الشرقية والغربية وأنا أتابعها في تنقلي بين شرفات ونوافذ البيت، منذ ترامي ألحانها وهي قادمة من شارع فرنسا، متجهة إلى شارع رأس التين. حفظت من ألحان فرقة موسيقى الشرطة:

قلبي يحبك ليه تتيه يا جميل،
ياللي سبيت باللحظ أرباب الجمال،
ما هو العشم يا منيتي من غير دليل،
قال لي نعم لكن أنا طبعي الدلال.

مثل ذلك اللحن — وغيره — بداية تعرفي إلى فن الموسيقى.

ولعل أول ما أذكره أغنية «شافية أحمد»: «يا حلاوة ام اسماعيل في وسط عيالها … زي النجفة عم تلعلع في جمالها». أحببت الكلمات واللحن والأداء، أداء «شافية أحمد» أجمل ما في الأغنية، أتصور فيه القعدة البسيطة للأسرة المصرية في أوقات الحميمية والدفء.

أذكر سؤال جارتنا أم كمال لأمي: هل استمعت إلى فايدة كامل؟

قالت أمي: هدى سلطان أفضل!

لم أكن أعرف المطربتين، أعرف أم كلثوم ونجاة الصغيرة وشافية أحمد، لكنني لم أكن استمعت إلى المطربتين الجديدتين!

وكان جاد أفندي معلمي في البوصيري الأولية (له تأثير مهم في حياتي) يتجه بتلاميذ الفصل إلى حديقة سراي رأس التين، لا أذكر عدد المرات التي نعيت فيها هذه الحديقة الواسعة، وإغلاقها دون سبب ما، اللهم إلا أن السراي تطل عليها، بينما القصر الجمهوري بمصر الجديدة يطل على زحام المواصلات، وجلساء شرفة جروبي، ورواد الدكاكين قبالة القصر.

كنا نجلس في ركن من الحديقة الواسعة، نلعب، نتحاور، نروي الحكايات والحواديت، نلقي النكات، نغني أحيانًا. ويبدو أن صوتي — في تلك الأيام البعيدة — كان مشجعًا لجاد أفندي، كي يطلب مني أداء الأغنيات التي أحبها، نسيت ما دفعتني اللحظة إلى أدائه، لكنني أذكر انتشائي، وأنا أغني لليلى مراد: «يا مسافر وناسي هواك!» وغنيت لأم كلثوم وعبد الوهَّاب ومحمد فوزي.

وإذا كانت العناية الإلهية قد أنقذت محبي الغناء من صوت، ربما مثل تلوثًا للبيئة، فإن حبي للغناء صار بعدًا في تكوين وعيي الجمالي.

•••

أحببت «صالح عبد الحي» في «ليه يا بنفسج بتبهج وانت زهر حزين»، ثم جاوز الأمر مجرد حب الأغنية إلى حب الرجل نفسه. صداقة شقيقتي لإحدى قريباته، أتاحت لها الجلوس إليه، وسماع حكاياته التي تعكس عمرًا فنيًّا طويلًا، وثريًّا، وكانت شقيقتي تنقل لي حكايات الرجل، فأتأثر بها.

•••

من أحببتهم من المطربين، أعني هؤلاء الذين أحببت أصواتهم، وما يغنون، بصرف النظر عن اقترابهم من الإجادة وابتعادهم عنها، كانوا عددًا قليلًا. أذكر أم كلثوم وعبد الوهَّاب والسنباطي وليلى مراد وعبد الحليم ومحمد قنديل (يغني محمد قنديل «أهل الإسكندرية» فينقلني إلى مدينتي الجميلة، بكل ما تضمه من سمات مميزة، ويغني «يا رايحين الغورية» فأجدني في قلب القاهرة الفاطمية بزحامها وآثارها الإسلامية وناسها الطيبين) ومحمد فوزي وعباس البليدي، ثم فايزة أحمد منذ غنت «ما تحبنيش بالشكل ده»، حتى آخر أغنياتها، وفريد الأطرش إلى نهاية مرحلة الصبا!

أحببت صوت أم كلثوم منذ عرفت معنى سماع الموسيقى والغناء، ثم أضفت إليه صوت فايزة أحمد بعد أن استمعت إلى أغنياتها الأولى، احتل في وجداني موضعًا تاليًا لصوت أم كلثوم. استقر صوت أم كلثوم في وجداني منذ الطفولة، وبالذات تلك الأغنيات المأخوذة من قصائد لشوقي ورامي وغيرهما. صوت أم كلثوم أحد المفاتيح المهمة في وعيي الجمالي، يتماهى مع تلاوة محمد رفعت، وألحان السنباطي، ولوحات محمود سعيد وجاذبية سري وحامد ندا وإنجي أفلاطون وعمر النجدي وفرغلي عبد الحفيظ، وجداريات سامي رافع، وروايات نجيب محفوظ، وقصص يوسف إدريس، وقصائد المتنبي وصلاح جاهين وعبد الصبور.

صوت فايزة أحمد — منذ استمعت إليه للمرة الأولى — جعل الكلمات واللحن في مرتبة تالية، أحببته مطلقًا. ورغم تحفظي على الكثير من آراء أنيس منصور، فإني أوافقه رأيه بأن فايزة أحمد هي الصوت الكامل. تظل أم كلثوم في مكانتها المتفردة، بعيدًا عن كل الأصوات المغنية، احتلت فايزة أحمد موضعًا متقدمًا — أو الموضع المتقدم — في صف المطربات المتميزات.

عندما يهزني الشجن، أو يهزمني الضيق، أو يفيض بي التأثر، فإني ألجأ — في تلك الأحوال — إلى صوت فايزة أحمد، هو الصداقة والونس وراحة النفس.

يأتي في مقدمة الأصوات التي أحببتها — وما زلت — عبد الحليم حافظ، أفردت له فصلًا مستقلًّا طويلًا في كتابي «ملامح مصرية» فأحيلك إليه.

اللافت أن التنشئة الموسيقية لمحمد فوزي وعبد الحليم حافظ تدين بالفضل لعسكري مَطافٍ، كل منهما تعهده بالرعاية الفنية عسكري مَطافٍ. فوزي في طنطا، وعبد الحليم في الزقازيق … لماذا؟

شاهدت الكثير من أفلام محمد فوزي، واستمعت إلى الكثير من ألحانه، لكن المشهد الذي علِق في ذاكرتي — فأنا أستعيده حين تأتي سيرة الفنان الراحل — وقفته عند خزان أسوان، يتأمل النيل في جريانه نحو الشمال. أما اللحن فهو:

يا موج النيل على مهلك،
يا رايح مصر باندهلك،
أمانة أمانة … روح وطمنِّي!

لا أذكر اسم الفيلم، ولا أحداثه، أو أبطاله، ولا حتى بقية كلمات الأغنية، وإن كان ذلك بداية تعلقي بفن محمد فوزي، وهو التعلق الذي ظل قائمًا، منذ ذلك اليوم البعيد في سينما رأس التين.

أحببت محمد فوزي، وجدت فيه ملحنًا يسبق عصره (ولد في ١٩١٨م، العام نفسه الذي ولد فيه جمال عبد الناصر)، يذكرني بمحمد حافظ رجب في القصة القصيرة، قال يحيى حقي إن قصص حافظ رجب سبقت زمانها. ظني أن هذا القول ينطبق أيضًا على أغنيات محمد فوزي، أكثر من أربعمائة لحن لنفسه، وللآخرين، فضلًا عن بطولته لما يقرب من ٣٥ فيلمًا. ثمة من أهمله، وثمة من أبدى ملاحظات، لكن ألحانه ظلت معلمًا يصعب إغفاله، بل إن العين المتأملة عن بعد تبينت ما كان قد علاه الشحوب في عصرها، فهي تنتمي إلى عصرنا الحالي، وربما إلى المستقبل أيضًا. أذكرك بالدويتو الجميل «شحات الغرام» الذي شاركته في أدائه مطربة جيلنا ليلى مراد، وبأغنياته: «بلدي أحببتك يا بلدي»، «حبيبي وعينيه»، «أي والله»، «السعد واعدني»، «تملِّي ﻓ قلبي»، «الشوق حيرني» … ولعلي أضيف أغنياته للأطفال، وأهمها: «ذهب الليل … طلع الفجر … والعصفور صوصو».

كان رحيل محمد فوزي إلى القاهرة من قريته كفر الجندي التابعة لمدينة طنطا، بداية رحلة تكاملت فيها العصامية على المستويات الاجتماعية والتعليمية والمادية، لكنه تجاوز ذلك كله بما كان يمتلكه من قدرات فنية في مجالات الموسيقى.

فرض وجوده الفني في زمن نجوم الغناء: أم كلثوم، عبد الوهَّاب، كارم محمود، الأطرش، عبد المطلب، عبد العزيز محمود، عبد الغني السيد. كما عاصر نجوم التلحين: السنباطي، عبد الوهَّاب، الأطرش، القصبجي، الشريف، أحمد صدقي، وغيرهم.

لحن أكثر من ٤٠٠ نص، أداها بنفسه، أو عهد بأدائها إلى آخرين، مثل ليلى مراد، هدى سلطان، شادية، نور الهدى، سعاد محمد، نجاة، شهرزاد، وردة، إسماعيل يس، شريفة فاضل، ماهر العطار، نعيمة عاكف، نازك، شكوكو. وأنتج للسينما ٣٤ فيلمًا، قام فيها بدور البطولة، ومثل وغنى أمامه أبرز فنانات العصر: ليلى مراد، فاتن حمامة، شادية، صباح، نور الهدى، رجاء عبده، ليلى فوزي، عقيلة راتب، سامية جمال، تحية كاريوكا، كاميليا، أحلام، مديحة يسري، ماري كويني، نعيمة عاكف، وغيرهن.

لم يقتصر تفوق محمد فوزي على جنس فني محدد، لكنه شمل التلحين والأداء الغنائي والتمثيل، فضلًا عن قدرته على الإدارة، سواء في الإنتاج السينمائي، أم في ملكية شركة أسطوانات مصرفون.

كان آخر مشروعاته لإنتاج الأسطوانات باسم «مصرفون»، باع لإنشائها كل ما كان لديه من أراضٍ وعقارات وأسهم، فضلًا عن أمواله السائلة. مثَّلتْ ريادة مهمة في مجالها، لكن قرارات التأميم (١٩٦١م) ابتلعت ذلك كله، ووجد فوزي نفسه مديرًا، موظفًا بشركته، مقابل أجر شهري قدره مائة جنيه!

كان لما حدث تأثيره القاسي على محمد فوزي، بدَّل حياته العملية والشخصية، تلاشى كل ما كان أعده لمستقبل الشركة، واعتبر البعض ذلك عاملًا مباشرًا في المرض الغريب الذي أودى بحياته. واجه مرضًا غامضًا، عانى تأثيراته خمس سنوات متتالية، ما بين ١٩٦١م و١٩٦٦م، ونقص وزنه من ٧٧ كيلو جرامًا إلى ٤٠ كيلو جرامًا فقط. ومات في العشرين من أكتوبر ١٩٦٦م بتأثير المرض الذي سماه الأطباء — لغرابته — «مرض محمد فوزي».

وقيل إنه كتب رسالة — قبل رحيله — إلى الصحف، قال فيها: «فإذا مت، أموت قرير العين، فقد أديت واجبي نحو بلدي، وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، لكن إرادة الله فوق كل إرادة.»

قال أستاذنا يحيى حقي عن «محمد حافظ رجب» إنه سبق عصره بإبداعه القصصي. أستطيع القول نفسه عن الإبداع الموسيقي لمحمد فوزي. لقد جاوز عصره بسنوات كثيرة، وهو ما انعكس في إقدام الكثير من مطربي الأجيال التالية على أداء ألحانه: علي الحجار، ومدحت صالح، ومحمد الحلو، وأحمد إبراهيم، وطارق فؤاد … إلخ، وإقبال الملايين من الشباب على سماع الألحان كأنها وليدة زمانهم.

ملاحظة سلبية وحيدة، أكتفي بطرحها للمناقشة: أغنية «ماما زمانها جاية» … ظني أن اللحن لأغنية غربية للأطفال، استمعت إليها أكثر من مرة، قبل أن يعهد بها محمد فوزي — ربما — إلى كاتب أغنيات، ركب الكلمات على اللحن الأوروبي، وقدم الأغنية باعتبارها مصرية الكلمات واللحن والأداء.

•••

أذكر أني كنت أستمع إلى أغنيات فريد الأطرش، أحرض نفسي على الإعجاب بها، قبل أن يأتي اليوم الذي لا أحب فيه صوت الأطرش. لم أكن أعرف بواعث ذلك التوقع، لكنه ظل قائمًا في داخلي يلح بتأثيراته، حتى أسقطت الأطرش من قائمة المطربين الذين أحب أصواتهم. ولعلي شططت في إظهار الرفض حين أعلنت — في أثناء عملي بمسقط — عن جماعة — كنت كل أعضائها — تُعنَى بمكافحة صوت الأطرش، ومعذرة للتعبير الذي لم يكن أكثر من دعابة.

•••

«آمنت بالله … آمنت بالله … نور جمالك آية من الله.»

لم أكن أعرف المؤلف ولا الملحن، لكنني أحببت الأغنية بصوت «لوردكاش»، ظلت في بالي مثل بيضة الديك، كأنها أغنيتها الوحيدة، فأنا لا أذكر لها أغنيات أخرى. التقيتها مصادفة في بيت أصدقاء لي، موارنة من لبنان، لم تفلح الأصباغ في التقليل من تأثيرات السن. قُدِّمْت لها باعتباري صحفيًّا، وقدمَتْ لي فنانة كبيرة. لاحظت أنها تحفظت على حضوري، واكتفت بالحديث إلى أصدقائنا المشتركين عن غنائها الديني في كنيسة سانت فاتيما القريبة من البيت، حرصَتْ على إظهار يقينها الديني دون أن يقتضي السياق.

تعددت لقاءاتنا، أتفهم تحفظها — وصدودها أحيانًا — وأضعها — رغم ذلك — في دائرة الأصدقاء، ثم سافرتُ في رحلة عمل طويلة إلى الخليج، وحين عدت كانت قد تغيرت في حياتي ثوابت كثيرة، سافر أصدقائي إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها، فلم أعد من ثَم أتردد عليهم، ولا ألتقي بلوردكاش.

زالت من ذاكرتي، إلا في ومضات متباعدة.

•••

ثمة الكثير من الأغنيات التي أحببتها دون أن يشغلني الصوت الذي أداها. أطربتني الأغنية في مجملها، أو في أحد عناصرها، الكلمات، أو اللحن، أو الصوت المؤدي، وإن كان الأولان هما الأهم، ولعل عنصرًا واحدًا اجتذبني، فصرفني عما سواه.

أذكر أغنية لمطرب اسمه محمد مرعي، استنكرت الصوت، ولم أُعجب بالكلمات، مقابلًا لإعجابي بلحن كمال الطويل. اطمأننت إلى رأيي حين قال الطويل — في حوار صحفي — إنه قد ندم على تلحينه لهذه الأغنية التي فرضها مشهد سينمائي!

وإذا كنت قد ألِفت الاستماع إلى شادية بخفة أغنياتها: «حبيبي أهه»، «خمسة في ستة بتلاتين يوم»، «يا دبلة الخطوبة»، «شباكنا ستايره حرير» … إلخ، فإني حرصت على تأمل الأغنيات — بصوت شادية — حين كتب كلماتها مجدي نجيب، ولحنها بليغ حمدي. لم تعد تشغلني خفة الصوت، إنما أعجبتني الكلمات واللحن معًا: «غاب القمر»، و«جال لي الوداع» … وغيرها، ولعلي أعتبر أداء شادية لهذه الأغنيات، تطورًا مهمًّا في مسيرة شادية الغنائية.

ثمة أغنيات أحببتها لجمال الكلمات، أو جمال الألحان. لم أصنف الصوت الذي أداها، وما إذا كان في قائمة المطربين الذين أحب أصواتهم: «غريب الدار» لعبده السروجي، «عش الهوى المهجور» لنجاة علي، «يا عطارين دلوني» لأحلام، «أنا قلبي إليك ميال» لفايزة أحمد، «آه باحبه» لنجاة، «تملي في قلبي» لمحمد فوزي، «دقات قلب» لنازك، «بعت لك جوابين» لشهرزاد، «سماح» لمحمد قنديل، «تحت السجر يا وهيبة» لمحمد رشدي، «سلامات ازيكم» لعبد الحليم حافظ، «الجندول» لعبد الوهَّاب، «النيل» لأم كلثوم … أحببت هذه الأغنيات لأنها اجتذبتني بصرف النظر عن الصوت.

لا أعني عدم إعجابي بالأصوات المؤدية، فالصوت — في تقديري — أهم العناصر في اكتمال الأغنية. معظم هؤلاء المطربين — لا أقول كلهم — أحب أصواتهم، وأميل إلى سماع الكثير مما يغنون، وإن ظلوا — في مجموع أغنياتهم — في المرتبة الأهم في قائمة أغنياتي المفضلة.

بالمناسبة، فقد كان إبراهيم حمودة يقطن شقة في البيت المقابل لبيتي بشارع النزهة. رأيته — في نهايات عمره — وهو يقف أمام باب بيته، مستندًا إلى عكاز، يشير إلى سيارة تاكسي، لا أعرف وجهتها، وإن لم يكن — أيامها — يمارس نشاطًا فنيًّا من أي نوع.

استمعت إليه في دويتو أمام أم كلثوم، وقرأت عن دور البطولة الذي تقاسماه في فيلم «وداد»، لكنني لم أستمع إليه في إحدى أغنياته!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤