وعند لوط الخبر اليقين

إذن: لنوجز ما انتهينا إليه:

ارتحل النبي إبراهيم عليه السلام من مدينة «أور» الأرمينية في بلاد الحور، قاصدًا أرض كنعان، وبعد الاستقرار هونًا في كنعان الفلسطينية، يتوجَّه بدفع القحط إلى مصر الخير، لينهل منها ما شاء، ويرتبط ببعض أهلها صهرًا، ثم لا يلبث أن يخرج من أرض النيل ميمِّمًا نحو الجنوب إلى بلاد اليمن، حيث امتدادُ مصر بمهاجريها العظام، أو بفيالقها المتقدمة في حامياتها هناك. وتغفل أقلام كتبة التوراة الأمر، وتقفز فوقه فتقول: إنه عاد من الجنوب إلى «بيت إيل» في فلسطين دون تفصيلٍ أو توضيح، مخالفة العهد بها مسهبة ومفصلة ومكررة إلى حد الإملال، لكن كان للحقيقة أقدامها الثابتة وومضاتها الباهرة، التي ظهرتْ لنا عدة مرات، وأفلتت في السَّرد التوراتي، لكن في غير مواضعها الأصلية.

ومن جهةٍ أخرى أفادنا التراثيُّون المسلمون أنه في غابر الأزمان، حدثت في اليمن كوارث وحدثان، دفعت من استطاع النجاة نحو الشمال، ليتناثروا في بقاع الجزيرة والشام والعراق، وكان أنشر هؤلاء شأنًا العمالقة، والذين زعمنا أنهم الجراهمة أو المنفيون، أو من افترضناهم مصريين سكنوا اليمن مصرًا، ومن أخلافهم كانت خزاعة أو «خو-سا-عا» ليستقروا في بادية الحجاز، ويساعدوا هناك في بناء البيت الإلهي،١ ويقيموا قواعده في مكة الحجازية، على غرار البيت الذي أقامه أجدادُهم من قبل في «مكا» اليمنية ﻟ «رب البيت»، لكن بعد أن ترك إبراهيم النبي بينهم، ولدهم المشترك «إسماعيل» الذي سار على سنة أبيه، فاختارهم من دون الناس أصفياء وأصهارًا، وعاد النبي الأب مرة أخرى إلى الشمال حيث بيت إيل الفلسطيني محققًا قول التوراة: «أراميًّا تائهًا كان أبي».
وفي نقوش سبأ نص يعني أمرنا هنا، يتحدث عن أول قاض من قضاة سبأ القبليين،٢ وفي هذا النقش يقول ذلك القاضي، واسمه «سمه-على»: «إنه قدم البخور والمر إلى «المقة»، باسمه ونيابة عن قبيلته التي قادها في الفيافي والقفار.»٣ وقد سبق وذهبنا إلى أن «المقة» لا تعني ربًّا محددًا بهذا الاسم، كما ذهب الباحثون، إنما اعتبرناه يعني «رب البيت»، وقدمنا حججنا على ذلك في حينه، وعليه نتساءل:

هل كان هذا القاضي، «سمه-على» هو النبي إسماعيل، أو «سمعلي» هو النبي إسماعيل؟ التطابق في الاسم لا يحمل لبسًا، ونظام الحكم أوانها حسب إشارةِ التوراة كان قبليًّا، والظروف متشابهة، لكن لا يمكننا الإجابة بأكثر من «ربما»!

هذا، ونظن أن أمر الكارثة الكبرى التي حدثت في الجنوبِ العربي، ودفعت سكانه شمالًا، قد ورد في التوراة، لكن في غير المواضع الصحيحة لتسلسل الأحداث، ونعتقد أننا لو تمكَّنَّا من إثبات ذلك، نكون قد دعمنا أطروحاتنا السابقة دعمًا جيدًا، وسيكون هذا الإثبات دليلًا على ما زعمناه حلقةً مفقودة في التوراة، وافترضناه رحلة إبراهيمية من مصر إلى اليمن، وعودة منها، أغفلت الأقلام التوراتية تفصيلها ونظن سبيلنا إلى الإثبات إنما يكمن في قصة التوراة عن دمار مدينتي «سدوم» و«عمورة». التوراة تتحدث عن هاتين المدينتين كقريتين خاطئتين، دمرتهما الآلهة لكنها تضع المدينتين على خريطة فلسطين، وحتى لا يكون هناك مجال للتأكد من ذلك بالبحث الآثاري عنهما هناك، فإن التوراة تزعم أن «سدوم» و«عمورة» قد دُفنتا تحت البحر الفلسطيني الميت، ومن هنا نتوقف مع رواية التوراة رويدًا لارتباط هذه القصة بما زعمناه إثباتا لأطروحاتنا، إضافة إلى أن هذه الرواية لا تخلو من طرافة وعجب!

تقول الرواية التوراتية: إن النبي إبراهيم قد أبدى لابن أخيه لوط رغبتَه في الانفصال عنه، فأخذ لوط متاعه وغلمانه «واتجه شرقًا»، ليسكن سدوم المجاورة لعمورة، علمًا أن أهلها كانوا يرتكبون من الإثم أفحشه، فيأتون الرجال من دون النساء شهوة، ووصفتهم التوراة بأنهم كانوا «أشرار وخطاة لدى الربِّ جدًّا» (تكوين ١٣: ١٣).

وما إن يحط «لوط» رحله بين القوم، حتى تقرر آلهة التوراة القضاء على هذا الشعب الآثم وإفناءه بتمامه، شيوخه وغلمانه وأطفاله ونساءه، إضافة بالطبع إلى الآثمين من الشبان القادرين على مثل هذه المعصية، لكن هذه الآلهة كانت تريد — في الوقت ذاته — إنقاذ لوط، وأهل بيته وهم ثلاث من الإناث: زوجته وابنتاه.

ولتنفيذ القرار، ينزل ثلاثة من الأرباب من السماء، ويتوجهون أولًا إلى النبي العم إبراهيم عليه السلام؛ لإعلامه بالقرار أو كما يقول النص:

وظهر له الرب عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة، وقت حر النهار، فرفع عينيه ونظر، «وإذا ثلاثة رجال» واقفين لديه … (وبعد أن يصنع لهم إبراهيم طعامًا يأتون عليه جميعًا) … وإذا كان هو واقفًا «لديهم» تحت الشجرة أكلوا، ثم «قام الرجال» من هناك وتطلعوا نحو سدوم، وكان إبراهيم «ماشيًا معهم» ليشيعهم، فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟ … وقال الرب: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت حدًّا، وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم، «وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب».

تكوين ١٨

ونفهم من رواية التوراة، أن هؤلاء الآلهة الثلاثة، قد ذهب اثنان منهم إلى سدوم بينما بقى كبيرهم مع النبي إبراهيم. وتستطرد لتقول: «وكان لوط جالسًا في باب سدوم، فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض، وقال: يا سيديَّ: مِيلا إلى بيت عبدكما» (تكوين ١٩: ١، ٢).

وكما اعتدنا مع قارئنا في هذا البحث، الإطلال على ما عنَّ للقس العالمي «ماير»، وكيف يرى الأمور؟ والذي وصفه «القمص داود» المترجم بأنه «رجل عظيم»، وأنه بهذه الترجمة يرغب في إشراك المؤمنين معه في الاستمتاع بروحانيات «ماير»، حتى يستمتعوا مثله، يعقب «ماير» على القصة التوراتية هنا بالقول: «زار أولئك الضيوف الثلاثة خيمة إبراهيم، ولا شكِّ أن أحدهم كانت تبدو عليه علائم العظمة والرهبة والجلال، أما الثالث الذي كان هو المتكلم الوحيد أثناء الضيافة فإن عظمته قد تجلت، ووقف إبراهيم يخدم الضيوف كخادم، بينما كانوا يتناولون الطعام تحت الشجرة، وفي المساء دخل المدينة «سدوم» اثنان منهم فقط، وأين كان الثالث؟ لقد تخلف عنهم ليكمل حديثه مع إبراهيم خليله!»

ثم لا يلبث «ماير» أن يشن حملة ضارية على «لوط» ذاته، فيقول: إنه ما خرج مع عمه العظيم إلا ابتغاء تحسين مركزه المالي بزيارة مصر، وأمثاله يضعفون مستوى حياتنا الروحية، ويجرون غيرهم إلى طريق العالم والدنيا، ويجروننا إلى مصر (يرمز صاحبنا الفقيه هنا إلى الفساد الدنيوي بمصر كدأبه)، ثم يستنتج «ماير» أن فشل النبي إبراهيم (هو الذي يزعم ذلك!) في مصر، وخطيته هناك، إنما ترجع إلى تأثير لوط السيئ عليه، بدليل أن اختياره كان منصبًّا على شهوة الجسد، فذهب إلى سدوم رغم علمه بخطاياها، ثم يعقب المبشر الفاضل بالقول: «ولا شك أن أواخر أيام هذا الرجل الشقي كانت تعسة، إذ جرد من كل شيء، ووقف وجهًا لوجه أمام نتيجة خطيته المشينة»،٤ ولا جدال هنا أن الأب «ماير» مؤمن تمامًا بما جاء في التوراة، ومتسق مع إيمانه بهذا الكتاب، ولم يخرج عما تقوله للمؤمنين بها من أقوال مقدسة!
ونتابع رواية التوراة فتقول: إنه ما إن رأى أهل القرية تلك الوجوه الجديدة تتهادى في قريتهم نحو بيت لوط، حتى انحدروا سيلًا ينهمر على البيت، وحاصروه، ونادوا يطالبون بالمشاركة، أو كما يقول النص:

وقبلما اضطجعا، أحاط بالبيت رجال المدينة، رجال سدوم من الحدث إلى الشيخ، كل الشعب من أقصاها إلى أقصاها، فنادوا لوطًا وقالوا له: أين الرجلان اللذان دخلا إليك؟ أخرجهما إلينا لنعرفهم (تستخدم التوراة لفظ يعرف بمعنى ينزو)، فخرج إليهم لوط عند الباب، وأغلق الباب وراءه، وقال: … هو ذا لي ابنتان لم تعرفا رجلًا (وهو وضع طبيعي في ضوء العلاقة غير الطبيعية في المجتمع السدومي)، أخرجهما إليكم، فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم.

تكوين ١٩: ٤–٨

وهكذا تريد التوراة أن تفهمنا أن الرجل الكريم، أراد أن يحافظ على قانون الضيافة المقدس، بالتضحية بقانون أقدس منه، هو قانون المحافظة على العرض، ثم تزيد الأمر نكاية بقولها ما يفيد أن «لوط» كاد يدفع ثمن عناده، وبدا لأهل المدينة كما لو كان يسخر منهم بمنحهم الصبيتين، فهو يعلم أنهم لا يمارسون الأمر ككل الناس والحيوان من منافذه الطبيعية، إنما هم بأسلوبهم عن سائر الأحياء يتميزون، فأنذروه هو أيضًا، بالقول: «الآن نفعل بك شرًا أكثر منهما» (تكوين ١٩: ٩)، لولا تدخل الإلهين الضيفين، اللذين ضربا الجماهير — المضطرمة بالشهوة — بالعمى، وأخرجا لوطًا مع زوجته وابنتيه من المدينة، فاتجهوا إلى مدينة خارج دائرة الدمار المقرر، هي «صوغر»: «وإذا أشرقت الشمس على الأرض، دخل لوط إلى صوغر فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء فقلب تلك المدينة، وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض، ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح» (تكوين ١٩: ٢٣–٢٧).

أما القرآن الكريم فيسرد سيرة «لوط» باعتباره نبيًّا، وتحدثنا الآيات فتقول: إنه كان مرسلًا لهداية الفاسدين: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (الأعراف: ٨٠–٨٤).

ثم يتنزه القرآن الكريم بالإله عن الكثرة والتعدد، ويجل به عن النزول بذاته إلى الأرض للقيام بما يريد، فيقول: إنه إنما أرسل من ينوب عنه من ملائكة لتدمير القرى الخاطئة، لكن بعد أن تلبس هؤلاء هيئات البشر، وذهبوا من فورهم إلى بيت لوط، مما أصابه بضيق شديد، لأنه يعلم ما سيحدث إزاء حسنهم الملائكي في مَباءة الفجور: وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ (هود: ٧٧)، وعقب ابن كثير على هذا الكلم بقوله: «قال المفسرون: لما فصلت الملائكة من عند إبراهيم، جبريل وميكائيل وإسرافيل، أقبلوا حتى أتوا أرض سدوم، في صورة شبان حسان، اختبارًا من الله تعالى لقوم لوط وإقامة الحجة عليهم، فاستضافوا لوطًا عليه السلام، وذلك عند غروب الشمس، فخشي إن لم يضيفهم أن يضيفهم غيره، وحسبهم بشرًا من الناس، وسيئ بهم وضاق بهم ذرعًا، وقال: هذا يوم عصيب»،٥ (ولا يفوت لبيبًا أن ابن كثير استبدل هنا الآلهة التوراتية الثلاثة، بثلاثة من الملائكة)، وتتابع الآيات الكريمة، تصف حال أهل المدينة، عند دخول الملائكة الحسان بيت لوط، فتقول: وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ * قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللهَ وَلَا تُخْزُونِ * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (الحجر: ٦٧–٧٢)، وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ (القمر: ٣٧)، ويفسر ابن كثير بالقول: «وذكروا أن جبريل عليه السلام، خرج فضرب وجوههم خفقةً بطرف جناحه فطمست أعينهم، حتى قيل: إنها غارت بالكلية»،٦ أما الآيات فتتابع القول: فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (الحجر: ٧٣-٧٤)، ويختم ابن كثير الرواية بإضافة «وذكروا أنه ذهب إلى قرية صغر.»٧

والآن: ما علاقة كل هذا بموضوعنا؟

لإيضاح المقصد، نُحيل القارئ إلى خريطة جنوب الجزيرة، حيث يجد في اليمن الحالية مع التدقيق قرية «الصوعر» قرب «موكل»، جنوب «هكر» بخمسة عشر كيلومترًا على وجه التحديد، ولو اتجهنا على الخريطة شرقًا، ولنذكر تأكيد التوراة أن لوطًا عندما هجر عمه اتَّجَه شرقًا، سنجد هناك قرية تدعى «ثمود» على الأطراف الشمالية لليمن الجنوبي الحالي، وقد ورد في القرآن الكريم أن ثمود كانت قريةً عامرة، دمرها الله لكفرها بالنبوات. وقد ورد في كتب التراث — كما سلف — أن اسم «ثمود» يدل على واحد من شعوب العرب البائدة، ولما كنا نعلم أن حرف «ث» يتبادل مع حرف «س»، فإن «ثمود» تكون «سمود»، ومع خاصية القلب، تكون «سمود» هي ذات عين «سدوم»!

ولا يغيب على فَطِنٍ أن الإخباريين المسلمين، قد ذكروا واحدًا من أكبر معبودات ثمود، كان يُدعى «صمود»،٨ والحرف «ص» يتبادل مع «س»، فهو «سمود». فهل لم يزل ثمة شك كبير، في أن «ثمود» اليمنية، هي «سدوم التوراتية»؟

[من الطريف، وأثناء مراجعة البروفة الأولى للكتاب، أن طالعنا التلفاز المصري يوم ٢١/ ٤/ ١٩٩٠م برسالة عمان، وكان أول أخبارها — لذلك لا شك هو أهمها — يوم العثور على امرأة لوط، بعد أن تحولت إلى عمود ملحي وطالعنا بصورة لصخرة تعرضت لعوامل «تعرية»، وهو أمر طبيعي إذن! وبدا المذيع في غاية الجذل والسعادة لهذه اللقية التي عثروا عليها بالأردن وشقُّوا من أجلها الطرق السياحية، ونترك للقارئ تحديد حجم علامات التعجب والاستفهام، لكن يبقى استفهام بسيط تمامًا: من يهتم بزيارة المقدسات اللوطية؟ وما الرأي الآن في ضوء بحثنا هذا؟]

وكما ترافق ذكر «عمورة» مع «سدوم» في التوراة، فقد ترافق ذكر قرية أخرى مع «ثمود» في القرآن، هي أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ، فهل تشير «عاد» هنا إلى «عمورة»؟ وهل يمكننا أن ننزعها بدورها من تحت البحر الميت الفلسطيني، لنضعها على خريطة اليمن؟

إن أول ما يدعم هذا الطرح، ما جاء عند «ياقوت» في معجمه وأن منازل عاد كانت بالأحقاف،٩ والأحقاف كما هو معلوم بأرض اليمن، كما جاء عند «ابن قتيبة» في كتاب المعارف القول: «وكانت عاد ثلاث عشرة قبيلة، بالدو والدهناء وعالج ويبرين ووبار إلى عمان وحضرموت»،١٠ وكلها ضمن بلاد اليمن تحسب.
ويقدم لنا «الطبري» وصفًا للكارثة، مستفيدًا من روايات الجاهليين المتوارثة، فيقول: إن الكارثة جاءت على شكل سحابة سوداء هائلة، صحبها نداء السماء للخاطئين: «اخترتم رمادًا رمدًا، لا تُبقي من عاد أحدًا، لا والدًا تترك ولا ولدًا، إلا جعلته همدًا.»١١ ولعل من الواضح أنه ليس ثمة تفسير لهذه المشهدية المفجعة إلا ثورة بركانية، نشرت سحابها الأسود القاتل رمادًا رمدًا، حتى إن الريح كانت — كما يقول الطبري — تدخل تحت الواحد منهم، فتحمله ثم ترمي به فتدق عنقه.١٢
وينقل «نعمة الله الجزائري» عن أبي جعفر قوله: «الريح العقيم تخرج من تحت الأرضين السبع»،١٣ وهل يخرج من تحت الأرض بهذا التصوير سوى البراكين؟ أما «ابن كثير»، فيقول عن هلاك ثمود: «جاءتهم صيحة من السماء من فوقهم، ورجفة شديدة من أسفلهم»،١٤ وهل الصيحة إلا صوت دوي الانفجار؟ وهل الرجفة الشديدة من أسفلهم إلا تزلزل الأرض المصاحب للثورة البركانية؟ ثم إن القرآن يخبر كيف دمَّرَ الله الشعب اللوطي، فيقول وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (الأعراف: ٨٤). وتوضح لنا طبيعة هذا المطر آيات أخرى تقول: وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (الحجر: ٧٤). والتعبير «حجارة من سجيل» أصدق وصف لحجارة نارية منصهرة!
أما أكثر ما يدعم رأينا هنا، فهو ما عثرنا عليه عند المسعودي، وهو يتحدث عن غرائب الأرض، فيذكر أمرًا كان لم يزل يحدث حتى عصره في بلاد اليمن، فيحكي عن «أطمة وادي برهوت، وهي نحو بلاد سبأ وحضرموت من بلاد الشحر، وذلك بين بلاد اليمن، وبلاد عمان وصوتها يسمع كالرعد من أميال كثيرة، تقذف من قعرها بجمر كالجبال، وقطع من الصخور سود، حتى يرتفع ذلك في الهواء، ويدُرك حسا من أميال كثيرة، ثم ينعكس سيلًا فيهوي إلى قعرها وحولها، والجمر الذي يظهر منها حجارة قد احمرت، وقد أحالها «إلى سواد» حرارة النار.»١٥
ثم هناك روايات متواترة عند العرب، عن نيران قديمة كانت تخرج من الأرض، مثل نار الحرتين، التي قيل في وصفها: «وكان يخرج منها عنق فيسيح مسافة ثلاثة أو أربعة أميال، لا تمر بشيء إلا أحرقته»،١٦ وروايات أخرى عن نبي عربي من أنبياء الفترة، ما بين المسيح ومحمد اسمه «خالد بن سنان»، تقول: «هو الذي أطفأ النار التي خرجت بالبادية، كان يُرى ضوءُها من مسافة ثماني ليال، وربما كان يخرج منها العنق فيذهب في الأرض، فلا يجد شيئًا إلا أكله، فأمر الله تعالى خالد بن سنان بإطفائها.»١٧
والواضح في كل هذه الروايات مواصفات لا تتطابق إلا مع الثورات البركانية، ولا مراء أن الدلالة الجيولوجية تأتينا من الأحجار البركانية السوداء، المنتشرة بتلك البقاع، إلى اليوم، وفي أجزاء أخرى من جزيرة العرب ويطلقون عليها اسم «الحرات» من «الحرارة»، وفي سيرة «ابن سيد الناس»: «أن الحرة هي الأرض ذات الحجارة السوداء»،١٨ وقد ظلت أحجار تلك الحرات عند عرَب الجاهلية، أحجارًا مقدسة لزمن طويل، تصوروها أثر السلف الصالح الفلاني، ووضعوها في مزاراتهم، وحجوا إليها تبركًا، ويبدو أن المنطقة ظلت موردًا لا ينفد لمثل تلك الأحجار، التي كانت تستجلب لتوضع في المحاريب المقدسة، واستمر ذلك بعد الإسلام وحتى اليوم، ويوجد منها في مصر كثير، يتناثر بالعشرات في أضرحة الأولياء، على أنها في الخيال الشعبي «أثر النبي» بينما حقيقتها المفزعة والمروعة، أنها كانت خطو الهاربين من الدمار البركاني فوق الصخر الطري، إنها فعلا آثار أسلاف، لكن من العرب البائدة، ذلك التعبير الذي أطلقه المؤرخون العرب والمسلمون، ومن قبلهم الجاهليون، على أممٍ لم يعد لها وجود، لكنهم كانوا متأكدين أنها قد وجدت في سالف الأزمان، فأسموها «العرب البائدة»، فما أبلغه تعبيرًا عما حدث!

ولو أردنا التحديد الدقيق للموقع الذي عاش فيه شعب عاد، فإنه من الأفضل الرجوع إلى المصدر الأقرب لمعايشة هذا التراث، فيقول: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (الفجر: ٦–٨)، والمعنى أن «عاد» قد عرفت كاسم لمدينة، وأن هذه المدينة قد حملت اسمًا هو «إرم» الذي يبدو لنا ناتجًا عن تواجد النسل الإسماعيلي في المنطقة، موروثًا عن الأب الآرامي «إبراهيم»، ووصفت بأنها «ذات العماد» تلك الصفة التي ستضع يدنا على الموضع الصحيح فيما نرجو.

وقد أشار الجغرافي «بطليموس» إلى موقع مدينة في العربية الجنوبية القديمة، باسم «أرماو»،١٩ وإلى اليوم لم يزل قائمًا في مدينة مأرب اليمنية — وهي الآن منطقة آثارية — أطلال معبد قديم بني من الصخر يعرف باسم معبد «أوام» ونستفيد هنا من تأريخ «أحمد شرف الدين» لليمن قوله: «إن أوام كان اسمًا لقبيلة سكنت اليمن.»٢٠

وبعد لَأْيٍ وجهد تمكنت من التقاط سر المسألة في معبد مجاور يقع غربيَّ معبد «أوام»، ويعرف حاليًّا باسم «العمايد»، واللفظ «عمايد» عربي قديم، أطلق على هذا المعبد في العصر الجاهلي، لأن المعبد كان يقوم على أعمدة صخرية، لم يزَلْ قائمًا منها حتى اليوم خمسة أعمدة، وكان العمود حسب ترجمة النصوص اليمنية القديمة يسمى «أوام»، ومن ثم تترابط المسألة وتتسق، إذا ما اعتبرنا معبد «أوام» هو معبد «أرام» القديمة، ولنلحظ أن قراءة النقوش المسندة لم تزل تحمل لبسًا وأخطاء عديدة في قراءتها، ولم يقر أي من الآثاريين بمصداقية قراءته التامة، ومن ثم نفترض أن معبد «أوام» هو معبد «أرام»، أو «إرم» التي تسمَّى الآن «العمايد»، وعليه تصبح «إرم» هي مدينة شعب «عاد». أما العمايد فتفسر لنا الوصف القرآني لعاد، بأنها «ذات العماد».

ولا بأس هنا من الإشارة إلى أنه في بلاد اليونان، قبل العصر الكلاسيكي، كانت عبادة الإله «هرمس Hermes» تقترن بتوقير أحجار مقدَّسَة تُدعى «هيرما» أو «إرما» وهي مشتقة من كلمة Erma التي كانت تعني «صخرة» أو «عمود» مما يستدعي «العمايد» اليمنية، و«المسلات» المصرية، والاسم هيرمس نفسه يعني: العمود أو الصخرة، وفي اللغة العربية «الإرم» يعني الصخر.٢١ وهذه اللغة ذاتها هي التي أطلقت بلسانها على الأبنية الصخرية في الجيزة المصرية اسم «أهرام» جمع «هرم»، و«هرم» لا تبعد كثيرًا عن «إرم»، بل إن العربية تستبدل «الهاء» و«الهمزة أو الألف» فتقول: «أريق» الماء، و«هريق» الماء فالهرم أيضًا إرَم.

أما اليونان فكانوا أكثر شعوب حوض المتوسط، تأثُّرًا بالمصريين، وبالعبادات المصرية، وقد اقترنت عبادة «هرمس» بعبادة «آمين» المصري، وهنا لا مندوحة من الوقوف مع الحكمة القرآنية، التي استدعت ربط المصريين أصحاب الأهرام والمسلات، بعاد ذات الإرم والعماد، وقول الآيات: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (الفجر: ٦–١٠). ولنلحظ: الذين جابوا الصخر بالواد، وذي الأوتاد أو الأعمدة.

وإذا كانت القرية المرافقة لسدوم بالتوراة تسمى «عمورة» فإن حرفي العين والهمزة يتبادلان، فتصبح «عمورة» «أمورة»، وبالقلب تنطق «أرموه» أو «أرماو» وفي ذلك تذكرة ببلدة «أرماو» التي ذكرها بطليموس أو «إرم» التي ذكَرها القرآن الكَريم.

أما آخر شواهدنا على علاقة النبي إبراهيم باليمن، فهو تسمية القرآن الكريم لأبيه باسم «آزر»، وقد علمنا مخالفة التوراة ذلك، بالقول إنه إبراهيم بن تارح، وتفيدنا أبحاث الآثاري «كانالكيس» أحد أهم الأركيولوجيين، في آثاريات اليمن القديم، أن أهم الأسر التي قامت بالوظيفة الدينية، وذكرتها النقوش هناك أسرة تحمل اسم «حذفر»، ونظن «حذفر» هي الأصل في «آزر»، وربما سقط حرف «ف» بالتخفيف بمرور الزمن، كما نجد عنده أيضًا أن كبار رجال الدين كانوا يحملون لقب «ذو خليل».٢٢ وإذا كان «كانالكيس» لم يلحظ العلاقة بين هذه الأسماء وبين النبي إبراهيم، بحسبانه جميع قصص التوراة تدور في فلسطين، فلسنا هنا بحاجة للتذكير بصفة النبي إبراهيم عليه السلام في التوراة وفي القرآن «الخليل»، مما يشير إلى علاقة النبي إبراهيم بالوظيفة الدينية الأساسية في اليمن القديم.
ثم نجد في نصوص يمنية أخرى عبادة الإله باسم «ها-رحيم»، وقد ورد في النصوص السبئية بشكل متواتر، كما ورد أيضًا باسم «الرحمن»،٢٣ وفي ذات النصوص تأكد العثور على اصطلاح «حنيف» عدة مرات،٢٤ كما أصبح معروفًا أن عبدة رحمن اليمن كانوا يعرفون باسم الحنفاء، وسبق لنا في كتابنا «الحزب الهاشمي» أن ذهبنا إلى حسبانهم أصل المبدأ الذي انتشر في جزيرة العرب قبل الإسلام بزمنٍ قصير، والمعروف بالحنيفية، مستفيدين في ذلك من كتابات مهمة وموثوقة.٢٥

وإعمالًا لكل ذلك يمكننا القول إن «عاد» ورفيقتها «ثمود» أو «عمورة»، ورفيقتها «سدوم» كانتا في جنوب جزيرة العرب، موطنًا سكنه «لوط» الذي كان رفيق عمله المرتحل دومًا، والجوَّاب دومًا، والذي وصفته التوراة بالقول: «أراميًّا تائهًا كان أبي»، النبي إبراهيم عليه السلام، وهو ما يضع آخر ما بيدنا من لبنات في دعم أطروحاتنا حول وجهة النبي إبراهيم بعد خروجه من مصر وقفزت التوراة فوقه، لكن تفاصيله تساقطت على صفحاتها، ونزلت في غير مواضعها الصحيحة من السياق، لكن علاماتنا الشاهدة التي جمعناها، خلال ثلاث سنوات انصرمت مذ بدأنا التفرغ الكامل لبحثنا هذا، تلاصقتْ واتسقَتْ بما لا سبيل إلى نقضِه إلا بنسق مماثلٍ يحمل أدلة ناقضة، على نفس القدر من الدلالة والشهادة.

وهنا قد يجابه أطروحاتنا في هذا القسم الأخير من الدراسة رد حاسم يقول: إننا قد خلطنا الأمور، فحسبنا لوطًا نبيًّا لعاد وثمود، بينما القصة القرآنية تشير إلى أن الله قد أرسل إلى «عاد» نبيًّا عربيًّا هو «هود»، وأرسل إلى «ثمود» نبيًّا عربيًّا آخر هو «صالح»، ولما كذبوا الرسل أُهلكوا عبرة للمكذبين، لكننا نحيل هذا الرد إلى كتبنا التراثية التي تؤكد أن هذه المدن قد أُهلكت مرتين، وأن هناك عادًا أولى وعادًا ثانية، وأوثقهم في ذلك زعيم طبقة كتاب الأخبار والسير «الحافظ ابن كثير الدمشقي» الذي أكد أن عادًا الأولى كانت قبل الخليل إبراهيم، أما عاد الثانية فقد أهلكوا بسحابة نارية «وهو ما زعمناه ثورة بركانية»؛ بينما أهلكت عاد الأولى بريح صرصر عاتية،٢٦ إضافة إلى إجماع الإخباريين على أن «هودًا» قد أرسل إلى عاد الأولى.٢٧
وقد يردنا آخر بما ذهب إليه البعض: أن ثمود تقع شمالي الجزيرة بينما عاد تقع جنوبها، لكن الرد مردود سلفًا لأسباب؛ أهمها: أن ثمود لم تزل علَمًا حتى اليوم، في الجنوب اليمني، وإلى الجوار منها موضع آخر لم يزَلْ يحمل إلى اليوم اسم «قبر هود»، وقد روى أمير المؤمنين عليٌّ، أنه ذكر صفة قبر هود في بلاد اليمن،٢٨ ثم إن الآيات الكريمة المتفرقة بالقرآن، كانت تربط أينما وردت بين عاد وثمود، مما يشير إلى وحدة الرقعة الجغرافية، وقد أكد القرآن الكريم أن منازل عاد كانت باليمن في قوله: وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ (الأحقاف: ٢١)، ولا أحقاف إلا باليمن.

وآخر ما يمكننا قوله في موضوعنا هذا: هو أن متابعة خط السير الحقيقي لرحلات النبي إبراهيم قد أضاء لنا مناطق قاتمة في التاريخ، وبعضها كان في ظلام دامس نحسبه مقصودًا، ونترك كشف القصد لجُهدٍ آخر، وربما لباحثٍ آخر له مقاصد أخرى. أما نحن، فلوجه الحق قصدنا السبيل، واجتهدنا قدر ما نملك من قدرة، حتى وقفت حدود الجهد عند هذا الحد، وربما تمكَّنَّا من استجماع الاستطاعات مرة أخرى لجهد يكمل، أو ربما لجهد ينقض، لا نعلم؛ فالحقيقة مطلب لا يطلب الثبات تعنُّتًا، وإنما تمكَّنَّا، فإذا دالت الشواهد ودل جديد، فلا مفرَّ من التجديد.

figure
الخريطة رقم ١: خط سير الرحلة الإبراهيمية عند الباحثين.
  • الانطلاق من «أور الكلدانيين» جنوب الفرات.

  • الاتجاه شمالًا بحذاء الفرات وربما بالإبحار فيه إلى حاران في أقصى الشمال.

  • العودة إلى الجنوب الغربي بغرض استيطان كنعان (فلسطين).

  • الهبوط من فلسطين إلى مصر.

  • العودة من مصر إلى فلسطين.

figure
الخريطة رقم ٢: السير وفق فروضنا.
  • الانطلاق من «أور آرتو» جنوب أرمينيا في المنطقة الكاسية.

  • الهبوط إلى الجنوب متخلِّلًا بلاد الحور.

  • الاستمرار جنوبًا إلى فلسطين.

  • الهبوط من فلسطين إلى مصر.

  • الخروج من مصر إلى جزيرة العرب، حيث مصر الأقصى أو اليمن.

figure
الخريطة رقم ٣: الخريطة المرفقة بالتوراة.
  • لاحظ أن راسم الخريطة قد حيرته مسألة «شور»! التي في طريق مصر، فتخير للاسم موضعًا مناسبًا، وضعه على مدخل سيناء!

  • لاحظ أنه جعل حاران هي حوران؛ لتقع على الطريق المباشر والمختصر بين أور الكلدانيين وبين كنعان حلًّا للمشكلة!

figure
الخريطة رقم ٤: العرب البائدة.
١  جاء في الحديث عن الإمام علي عن النبي القول: «ثم تهدم فبنته العمالقة، ثم تهدم فبنته جرهم، ثم تهدم فبنته قريش.» انظر: ابن كثير: البداية والنهاية، ج٢، ص٢٢٦.
٢  القاضي القبلي: شكل من أشكال الحكم، قام لدى البدو قبل قيام ممالكهم، وعرفه اليهود أيضًا.
٣  د. فؤاد حسنين: استكمال مطول وممتاز، ألحقه الدكتور فؤاد حسنين بترجمة لكتاب «التاريخ العربي القديم» مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، ١٩٥٨م، ص٢٨٩.
٤  ماير: حياة إبراهيم، صفحات ٤٦، ٤٧، ٥٢.
٥  ابن كثير: البداية والنهاية، ج١، ص١٦٨.
٦  نفسه: ص١٦٩.
٧  نفسه: ص١٧٠.
٨  نفسه: ص١٢١، انظر أيضًا المسعودي: مروج الذهب، طبعة المكتبة الإسلامية. ج٣، ص٢٩٥.
٩  ياقوت الحموي: معجم البلدان، ج٤، ص١٠٢٧.
١٠  ابن قتيبة: كتاب المعارف، تحقيق ثروت عكاشة، دار المعارف، القاهرة، ج٢، ١٩٦٩م، ص١٥.
١١  ابن جرير الطبري: تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل، دار المعارف القاهرة، ط٣، ج١، ص٢٢١.
١٢  نفسه: ج١، ص٢٢٤.
١٣  نعمة الله الجزائري: النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، مؤسسة الأعلمي، ببيروت، ط٨، ١٩٧٨م، ص٩٨.
١٤  ابن كثير: البداية والنهاية، ج١، ص١٢٩.
١٥  المسعودي: مروج الذهب، طبعة المكتبة الإسلامية، ج١، ص١٨٦.
١٦  محمود الحوت: في طريق الميثولوجيا، ص١١٨.
١٧  السيرة الحلبية: ج١، ص٣٤.
١٨  ابن سيد الناس: عيون الأثر، ج١، ص١٠٠.
١٩  د. عبد الله نبهان: هوامشه على كتاب ياقوت الحموي «معجم البلدان»: المختار من التراث العربي، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق، ١٩٨٣م، السفر الثاني، القسم الأول، ص٥١.
٢٠  أحمد حسين شرف الدين: تاريخ اليمن الثقافي، ج٢، ص٢٠.
٢١  علي الشوك: اهتمامات ميثولوجية واستطرادات لغوية، الكرمل، مؤسسة بيسان، نيقوسيا، عدد ٢٦، ١٩٨٧م، ص٣٣.
٢٢  يقول «رودو كانالكيس»: إن اللقب خليل هو لقب حكومي بمعنى زعيم قبيلة يمنية. ومعلوم أن زعيم القبيلة كان يقوم بمهام الكاهن أيضًا، ويساويه في الشمال لقب كبير، وكان مركزًا دينيًّا في سبأ خاصة، وكان يدل على كاهن قرابين الاستسقاء التي كانت تقدم لعثتر، وفخذ خليل كانوا يرثون الكهانة من نسل حذفر. انظر التاريخ العربي القديم، ص١٣٨، ص١٤١.
٢٣  منقوش: التوحيد يمان، ص١٥٦.
٢٤  نفسه: ص٤١.
٢٥  سيد القمني: الحزب الهاشمي، دار سينا.
٢٦  ابن كثير: البداية والنهاية، ج١، ص١٢١.
٢٧  نقوش: التوحيد يمان، ص٢٢.
٢٨  محمد الفقي: قصص الأنبياء والمرسلين، أحداثها وعبرها، تقديم شيخ الأزهر عبد الحليم محمود، مكتبة وهبة، القاهرة، ط١، ١٩٧٩م، ص٥٢، ٥٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤