التحذير
أخشى أن الحديث إلى الفصل التالي. استمرت تجاربي الغذائية جنبًا إلى جنب مع تجاربي في المعالجة بالطين. وأعتقد أنني لن أخرج عن السياق إذا ما ذكرت هنا بعض الملاحظات التي تتعلق بتلك التجارب الغذائية مع أنني سوف أتطرق إليها مرة أخرى فيما بعد.
إن الكتيب، كغيره من كتاباتي الأخرى، كُتب لغاية روحانية طالما دفعت الآخرين للاقتداء بي. لذلك أشعر بضيق عميق عندما أجد نفسي اليوم غير قادر على ممارسة بعض النظريات التي قدمتها في الكتاب.
أنا على اقتناع تام بأن الإنسان لا يحتاج لتناول الحليب نهائيًّا، إلا حليب أمه الذي يتناوله وهو رضيع. ويجب أن يقتصر طعامه على الفاكهة التي جففتها حرارة الشمس والمكسرات. فيمكن للإنسان أن يحصل على الغذاء الكافي لكل من الأنسجة والأعصاب من الفواكه مثل العنب والمكسرات مثل اللوز. فمن السهل على من يعيش على ذلك الطعام أن يكبح الرغبة الجنسية وغيرها من العواطف. فلقد وجدت أنا ورفاقي عن طريق التجربة أن القول الهندي المأثور «أنت ما تأكل» يحمل الكثير من الصحة. وقد أوضحت تلك الآراء بمزيد من التفصيل في الكتاب.
لم يكن من الممكن أن أتناول حليب البقر أو الجاموس لالتزامي بالعهد الذي أخذته على نفسي. كان العهد بالطبع يشمل جميع أنواع الحليب، لكن نظرًا لأنني كنت أعني حليب البقر والجاموس فقط عندما أخذت العهد، ونظرًا لرغبتي في النجاة بحياتي، خدعت نفسي مؤكدًا على المعنى الحرفي للعهد، ولذا تناولت حليب الماعز. شعرت بالقلق إزاء فقدان عهدي لروحه عندما بدأت في تناول حليب الماعز.
أعلم أن هناك من يقول إنه لا علاقة للروح بما يأكله المرء أو يشربه تذرعًا بأن الروح لا تأكل ولا تشرب، فلا يهم الطعام الذي تتناوله لكن المهم ما تعبر عنه من داخلك إلى العالم الخارجي. ولا شك أن ذلك القول يستند إلى بعض المنطق، لكن بدلًا من أن أفند هذا القول سأكتفي بأن أوضح اعتقادي الشخصي الذي يقول: إن من يخشى الإله ويرغب في رؤيته وجهًا لوجه، يؤمن بأن التحكم في شهوة الطعام سواء كمًّا أو كيفًا ضروري مثله مثل التحكم في التفكير والكلام.
مع ذلك، كنت أخبر الآخرين عندما أكتشف فشل إحدى نظرياتي، وأحذر بشدة من تبنيها. لذلك يمكنني أن أحث أولئك الذين امتنعوا عن تناول الحليب بناء على نظريتي على ألا يواصلوا تلك التجربة إلا إذا كانت تعود عليهم بالنفع أو بناء على نصيحة الأطباء من ذوي الخبرة. فقد أثبتت لي خبرتي حتى الآن أنه للذين يعانون ضعف الهضم والذين هم طريحو الفراش، لا يوجد أي غذاء خفيف ومغذٍّ يضاهي الحليب.
سأكون ممتنًا للغاية إذا ما أخبرني أحد ذوي الخبرة في هذا المجال، إذا تصادف وقرأ هذا الفصل، عن بديل نباتي للحليب بنفس مستوى التغذية وسهولة الهضم، على أن يكون توصل لهذه المعلومة عن طريق خبرته العملية وليس من قراءاته.