خاتمة

إلى هنا قد انتهى ما أردناه من المختارات، وبه ختمنا الكتاب، وقد أوردنا فيه أكثر ما اتَّصلَ بنا ممَّا قيل في الفيلسوف الريحاني، فعسى أن يكون عملنا محمودًا لدى ذوي الفضل والأدب، ومشكورًا عند محبِّي الاطِّلاع على الآراء الجديدة.

فقد أصبح بهذا بين يدي القارئ الكريم مجموعة علمية أدبية فلسفية اجتماعية دينية تحتوي على ملخَّصِ كُتُبِ الرجل، ومُحصل أقواله ومذاهبه، وتخيُّلاته وشعره، وتاريخ حياته، وكيفية نشأته، وما قيل في حفلات تكريمه من نثرٍ ونظمٍ.

والله يعلم قدر ما بذلنا من الجهد إلى أن تمكَّنَّا من إنجاز هذا الكتاب على ما يراه.

وحسبُنا مكافأةً على صُنعنا أن يكون ذا حظوةٍ لدى الأدباء، وأن يبقى مادة في تاريخ النبوغ، فقد قمنا به، ونحن نعلم قدر الشُّقَّة وبُعد المسافة، ولكن حب خدمة العلم فوق كلِّ شيءٍ، وأحسن جائزةٍ على أكمل عمل.

ولعلَّنا بهذا نكون قد نقلنا صورة صحيحة من رأي أُدبائِنا وشعرائنا في الريحاني، أحد نُبغاء السوريين في المهجر، ذلك النَّابغة الذي هو أوثقُ صلة بين الأدبين العربي والغربي، على أنَّه أحد السوريين المهاجرين الأعلام الذين أَحسنوا السِّفارة بين الأدبين.

وبهذه المناسبة، ومُقابلة الإحسان بمثله، وإيفاء المحسن من جنس عمله، أخذنا على عُهدتنا أن نجعل كتاب «أمين الريحاني» أوَّل حلقة من سلسلة كُتُبنا التي نريد نشرها عن أساطين الفلسفة، وأركان الأدب من السوريين في العالم الجديد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤