الفصل الحادي عشر

الوقوع في الأسر

في صباح اليوم التالي اصطف جنود حصن فورت ويليام هنري خارج أسوار الحصن ليسيروا تجاه سفنهم. كان النساء والأطفال يركضون جيئة وذهابًا، يحزمون ما يستطيعون حمله من أغراض. ووقف مونرو صامتًا بقلب منكسر.

رآه دانكن، فاتجه نحوه وقال: «كيف يمكنني المساعدة يا سيدي؟»

أجابه الجنرال قائلًا: «ابنتاي!»

سأل دانكن: «هل رتبت الأمور لهما؟»

أجاب مونرو: «اليوم أنا لست سوى جندي، وكل هؤلاء الرجال أبنائي. من الصعب عليّ أن أهتم بكورا وأليس أيضًا. هلا ساعدتهما يا دانكن؟ أعلم أنه يمكنني ائتمانك على حياتهما، لا سيما الآن بعد أن أوشكت على الزواج بأليس.»

ركض دانكن إلى المنزل فوجد كورا وأليس جاهزتين للرحيل. كانت كوار شاحبة الوجه، لكنها كبتت دموعها، أما أليس فلم تستطع ذلك.

قالت كورا: «لقد ضاع الحصن، ماذا سيحدث لكل هؤلاء الناس؟»

قال دانكن: «كورا، يجب أن تفكري في نفسك وأليس الآن. والدك سيهتم بالجنود. من فضلك، يجب أن تحافظي على سلامتك.»

جففت دموعها بمنديلها وقالت: «سنكون بخير. لن يقدم أحد على إلحاق الأذى بابنتي الجنرال. أضف إلى ذلك أن ديفيد معنا.»

استدار دانكن إلى العازف وقال: «ديفيد، سعدت برؤيتك. عليك أن تكون حذرًا للغاية، فنحن لا نزال في خطر. أستطيع سماع رجال الهيرون وهم يدقون طبول الحرب من مسافة بعيدة. فعلى الرغم من أن مونتكالم وقع المعاهدة، فماجوا ورجاله لا يزالون يصرون على القتال.»

أومأ ديفيد وقال: «سأكون على أتم استعداد. لا تقلق يا دانكن، الفتاتان في أمان معي.»

نفخ الجنود في الأبواق معلنين وقت الرحيل. وكان الحراس الفرنسيون يتخذون مواقعهم بالفعل، ورفرفت الأعلام الفرنسية فوق الحصن.

قالت كورا لأليس: «هيا بنا، لم يعد لنا مكان هنا.»

اصطفت الفتاتان وإحداهما ممسكة يد الأخرى بقوة.

كان ماجوا ورجاله مختبئين في الغابة. راقبوا الرجال والنساء أثناء خروجهم من الحصن. وفي اللحظة المناسبة، أطلق ماجوا صيحة مجلجلة وانقض عليهم. بذل جنود مونرو ما بوسعهم لصد الهجوم، لكن كان هناك الكثير من أفراد قبيلة الهيرون. تجمدت كورا وأليس مكانهما، فقد اجتاحهما الذعر حتى إنهما لم تستطيعا الحراك. وركض الجنرال مونرو بفرسه سريعًا بعيدًا عن ابنتيه ليبحث عن مونتكالم ويجبره على احترام وعده فيما يتعلق بإنهاء الحرب.

وقف ديفيد أمام الفتاتين. لم يدر ماذا ينبغي له أن يفعل، فبدأ يغني. رأى رجال ماجوا أن هذا الأمر غريب للغاية فتوقفوا فجأة.

لكن عندما رأى ماجوا أن ديفيد يحمي ابنتي مونرو، ركض نحوه.

قال بخشونة: «تعاليا معي وستنجوان بحياتكما.»

أجابته كورا: «محال!»

لم يرد ماجوا، بل أمسك أليس من ذراعها، ففقدت وعيها، وانطلق بها بعيدًا.

صاحت كورا: «كلا!» وركضت خلفه وهي تصرخ: «اتركها! اتركها!»

طاردت كورا ماجوا عبر الغابة حتى وصلوا إلى مرج يوجد به خيوله. وضع ماجوا أليس فوق حصان ثم أشار إلى كورا، فامتطت الحصان وأمسكت بشقيقتها جيدًا. أما ديفيد، الذي ركض وراء كورا كل هذه المسافة، فقد امتطى الحصان الآخر.

صاح ماجوا في ديفيد: «ماذا تفعل؟»

قال: «لن أسمح لك أن تأخذهما. إن اختطفتهما فخذني معهما.»

قال ماجوا: «هل تعي أنك بذلك أسيري؟»

أجابه: «أجل.»

أومأ ماجوا برأسه ثم قادهم إلى الغابة.

•••

شق خمسة رجال طريقهم في أرض المعركة بينما تصاعد الدخان من أنقاض الحصن. كان مونرو ودانكن يبحثان عن أليس وكورا، وكان هناك أيضًا هوكاي ورفيقاه من الموهيكان. كان هوكاي وتشينجاتشجوك وأنكس يراقبون المشهد من الغابة، وحضروا حالما رأوا الدمار الذي تسبب فيه ماجوا ورجاله.

في النهاية نادى أنكس عليهم بعد أن وجد وشاح كورا. تفحص هوكاي وتشينجاتشجوك وأنكس عن كثب الجزء الذي وجد فيه أنكس الوشاح.

قال هوكاي: «مهلًا» عندما أشار تشينجاتشجوك إلى علامة على الأرض. أوضح هوكاي لمونرو ودانكن أن آثار الأقدام على الأرض تغيرت عند نقطة معينة. دلت آثار الأقدام على أن إحدى الفتاتين سُحبت على الأرض، ثم قال: «لقد وقعتا في الأسر.»

تقدم أنكس للأمام وأعطى هوكاي شيئًا، ثم قال هوكاي: «إنها صافرة العازف؛ لا بد أنه وقع في الأسر هو الآخر.»

سأله مونرو: «وماذا عن أليس؟»

أجابه هوكاي: «أنا واثق أنها معهما، حتى لو لم نجد علامات على ذلك.»

انحنى الجنرال مونرو ليتفحص آثار أقدام كورا فيما تحدث هوكاي إلى أنكس وتشينجاتشجوك. سار أنكس وتشينجاتشجوك في طريق مختلف. وبعد مرور عدة دقائق سمع هوكاي صياح تشينجاتشجوك.

قال: «لقد عثرنا على آثار أقدام أليس! لقد ركبوا خيولًا هنا؛ لا بد أنهم في طريقهم إلى معسكر ماجوا.»

خطا دانكن للأمام وقال: «انظروا هنا! إنه جزء من قلادة كانت ترتديها أليس.» ثم استدار إلى هوكاي وأردف: «يجب أن ننطلق فورًا، لا بد أن نعثر عليهم.»

قال هوكاي: «علينا أن نضع خطة الليلة. سنستريح بالقرب من الحصن، ونبدأ البحث غدًا بنشاط.»

وافقه الباقون الرأي، وشق الرجال الخمسة طريق العودة مرة أخرى، نحو الحصن المتصاعد منه الدخان.

عندما حل الليل، وقف دانكن أعلى برج مراقبة وراقب السحب وهي تمر. كانت البحيرة ساكنة، لكن هذا المنظر البديع لم يهدئ من روعه. وعثر الجنرال على منزل لم يكن مدمرًا بشدة، ورقد داخله. وفي الطابق السفلي، جلس رجلا الموهيكان يتناولان وجبة من لحم الدب.

جلس رجلا الموهيكان بآذان صاغية وأعين يقظة، لكنهما كانا أقل توترًا من دانكن. تحدثا بلغتهما، لكن دانكن فهم ماذا يقولان بعد أن سمعهما يتحدثان كثيرًا.

أراد هوكاي أن يسير إلى معسكر ماجوا عبر المياه، لكن تشينجاتشجوك رأى أن السفر برًّا سيكون أفضل حل. وسرعان ما أقنع هوكاي رفيقيه من الموهيكان بأن السفر في المياه سيكون أسرع وأكثر أمانًا، وأعدوا كل شيء لرحلة الغد. وسريعًا استغرق الرجال الأربعة في نوم عميق بجانب النيران.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤