أول أيلول

أُذِيعت من محطة الشرق الأدنى بمناسبة تجديد ولاية الرئيس.

وَطَنِي لِرَوْعَتِهِ الكَوَاكِبُ تَسْجُدُ
السِّحْرُ بَعْضُ صِفَاتِهِ وَالسُّؤْدَدُ
لُبْنَانُ كَمْ بَهَرَتْ بَدَائِعُكَ النُّهَى
وَشَدَا بِحَمْدِكَ شَاعِرٌ وَمُغَرِّدُ
وَلَكَمْ أَتَاكَ السَّائِحُونَ فَكَبَّرُوا
لِجَمَالِ مَا شَهِدُوا وَمَا لَمْ يَشْهَدُوا
مَا دَاسَ أَرْضَكَ زَائِرٌ إِلَّا انْثَنَى
وَفُؤَادُهُ بِهَوَى ثَرَاكَ مُقَيَّدُ

•••

قُلْ لِلرَّئِيسِ، وَقَدْ أَطَلَّ عَلَى الوَرَى
أَيْلُولُ يَهْتِفُ بِاسْمِهِ وَيُعَيِّدُ
عَهْدَانِ بَيْنَهُمَا سَنَاكَ مُفَرِّقٌ
هَذَاكَ مَذْمُومٌ وَهَذَا يُحْمَدُ
مَشَتِ البِلَادُ بِهِ إِلَى اسْتِقْلَالِهَا
يَهْدِي خُطَاهَا نَجْمُكَ المُتَوَقِّدُ
كَمْ حَارَبُوا إِيمَانَهَا وَتَحَكَّمُوا
بِالحَاكِمِينَ وَأَبْعَدُوا مَنْ أَبْعَدُوا
وَأَبَوْا عَلَى أَحْرَارِهَا دُسْتُورَهمُ
إِلَّا إِذَا كَانَتْ لَهُمْ فِيهِ يَدُ
فَطَغَتْ عَلَى العَرَبِ الأَشَاوِسِ مَوْجَةٌ
حَمْرَاءُ مِنْ غَضَبٍ يُقِيمُ وَيُقْعِدُ
مَا زَالَ يَعْصِفُ فِيهِمُ حَتَّى اسْتَوَوْا
وَالحَقُّ حَقُّهُمُ الَّذِي لَا يُجْحَدُ
وَالأَرْزَةُ الخَضْرَاءُ تَخْفِقُ فَوْقَهُمْ
وَعَلَى جَوَانِبِهَا دَمٌ مُتَجَمِّدُ

•••

جِئْتَ السَّفِينَةَ وَالجِوَاءُ عَوَاصِفُ
مَجْنُونَةٌ وَالأُفْقُ أَقْتَمُ أَرْبَدُ
فَأَدَرْتَ دَفَّتَهَا بِكَفِّ مُحَنَّكٍ
وَبَلَغْتَ مِنْ غَايَاتِهَا مَا تَنْشُدُ
فَإِذَا عَلَى البَلَدِ المُفَدَّى سَيِّدٌ
يَرْعَى مَفَاخِرَهُ وَنِعْمَ السَّيِّدُ
وَإِذَا بِلُبْنَانَ الكَبِيرِ كَمَا اشْتَهَى
وَبِكُلِّ أَرْضٍ ذِكْرُهُ يَتَرَدَّدُ
وَلَهُ مَعَ الدُّوَلِ البَعِيدَةِ مَوْثِقٌ
وَلَهُ مَعَ الدُّوَلِ القَرِيبَةِ مَوْعِدُ
خَطَّتْ لَهُ «الضَّادُ» الطَرِيقَ فَجَازَهَا
لِلْمَجْدِ يَجْمَعُ شَمْلَهَا وَيُوَحِّدُ
وَأَضَاءَ فِي أُفُقِ العُرُوبَةِ فَرْقَدًا
لَا غَابَ عَنْ أُفُقِ العُرُوبَةِ فَرْقَدُ
لَوْلَا فِلَسْطِينُ الشَّهِيدَةُ لَمْ يَكُنْ
مُهَجٌ تَسِيلُ وَلَا عُيُونٌ تَسْهَدُ
قَدْ أَثْخَنُوهَا بِالجِرَاحِ وَلَمْ تَزَلْ
تَحْنُو عَلَى تِلْكَ الجِرَاحِ وَتَضْمِدُ

•••

سِتٌّ شَدَائِدُ قَدْ طَوَيْتَ وَدُونَهَا
عَزْمٌ عَلَى هَامِ الخُطُوبِ مُجَرَّدُ
وَلَبَاقَةٌ فِي الحُكْمِ بَالِغَةُ المَدَى
وَبَلَاغَةٌ فِي القَوْلِ لَا تُسْتَنْفَدُ
وَعَلَى الرِّئَاسَةِ مِنْكَ نُورٌ سَاطِعٌ
وَعَلَيْكَ مِنْهَا جَوُّهَا المُتَلَبِّدُ
إِنْ جَدَّدُوا لَكَ عَهْدَهَا فَلِأَنَّهَا
آمَالُنَا بِكَ يَا رَئِيسُ تُجَدَّدُ
حَقَّقْتَ بِالأَمْسِ الكَثِيرَ وَحَسْبُنَا
مَا فَاتَ مِنْهَا أَنْ يُحَقِّقَهُ الغَدُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤