العفو يا هانم!

كتبت الآنسة إنصاف لصديقتِها علية كلمة عن المعممين وشعرهم في الغزل والنسيب، وكاتب هذه السطور معمم أصابته العدوى — كما قالت الآنسة إنصاف — فانغمس في الحمأة، واندفع وراء الشيطان، وجاهر بالحب، وتبجح بالغزل. ويعلم الله أني فكرت في التوبة حين قرأت كلمتها الطيبة! ولكني رجعت على عقبي حين رأيتها تقول في نفس الكلمة ما نصه: «إني أعتقد أن الغزل فيه من الخطر ما فيه، خصوصًا على دَقَّات القلوب الشابة: فهو مخدِّر شديد الفعل سريع التأثير، وهو حيلةٌ سحرية للتسلط على النفوس المطمئنة الهادئة»، أفلا يرى القارئ أن الآنسة إنصاف تدعو الشعراء دعوةً صريحةً إلى الغزل والنسيب، ومن ذا الذي يا سيدتي لا يُطيل قصائد الحب، وهو يسمعك تقولين: «إن الغزل مخدر شديد الفعل سريع التأثير، وهو حيلة سحرية للتسلط على النفوس»، ثم يراك تنشدين بعد ذلك قول الشاعر:

خدعوها بقولهم حسناء
والغواني يغرهن الثناء

آمنا وصدَّقْنا بأن الغواني يسحرهن التشبيب بشهادة الآنسة إنصاف، وسأستعين الله وأنظم قصيدة جديدة، أو أنشر قصيدة قديمة، أتصيَّد بها قلوب الحسان، والإثم على رأس هذه الآنسة الكريمة والسلام.

الحب الشامل

أشجاك ما خلف الستار وإنما
خلف الستائر لؤلؤٌ مكنون
والناس في غفلاتهم لم يعلموا
أني بكل حِسانهم مفتون

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤