الفصل الرابع

الملخص

يُرفَعُ السِّتار عن الأمير موسى ووزيراه حوله ولا يلبثون غير قليلٍ من الزَّمَنِ حتى يأتي الرسول المصطنع، ويُقدِّم الخطاب، فيتكدَّر موسى كدرًا شديدًا، ويذهب إلى بيته ليُدَبِّرَ أمرًا، وعند ذلك يكلف عبَّاد نسيمًا بقتل ذلك الجندي الذي قدَّم الرِّسالة خوفًا من ظهور السر، فيُجيبه لذلك ويخرج. ثمَّ يأتي موسى ويُظهر للوزيرين أنَّه عزم على الرحيل واللحوق بالجنود، فيُحاول عبَّاد منعه، فيأبى، وبينما هم يتحادثون في هذا الأمر، إذ يأتي كتابٌ من طارق يُبَشِّر فيه المسلمين بالنصر، فيُسَرُّ موسى جدًّا، وكذلك كل الحاضرين، ومن ثمَّ يتغيَّر لونُ عبَّاد ويظهر من فعله وكلامه أنَّه سبب الدسيسة، فيأمُرُ موسى بسجنه، ويستعد للسفر واللحوق بالجنود، ليُتِمَّ الفتح مع طارق، ويولِّي ابنه عبد الله على المغرب، ويُكلِّفه بإرسال عبَّاد بعد سفره بيومين مع بعض جنود يحرسونه.

موسى : ما عندك من أخبار يا عبَّاد؟
عبَّاد : لا شيء يا مولاي، الرعيَّة بخيرٍ وهناءٍ، والأمنُ ضاربٌ أطنابه على سائر أرجاء البلاد.
موسى : إن سفر الجند يا عبَّاد قد أخذ من قلبي مأخذًا كبيرًا، وإني أُفكِّرُ كلَّ وقتٍ فيما سيكون.
عبَّاد : إني والله أتوجَّسُ خوفًا من هذا الأمر، ولا أرى فيه صلاحًا مُطلقًا.
موسى : أظنُّ أنهم وصلوا من مُدَّة إلى الجزيرة الخضراء.
عبَّاد : علَّهم وصلوا إليها. (بعد ذلك يدخل الحاجب ويقول): مولاي، بالباب ساعٍ يقولُ إنه من قِبل السيد محمود رئيس الفرقة الأُولى من حملة الأندلس ومعه كتابٌ باسم مولاي الأمير.
موسى : دعه يدخل.
عبَّاد : يا ترى ما بهذا الكتاب، ولِمَ أرسله السيد محمود؟
موسى : ولِمَ أرسله السيد محمود ولم يرسله طارق؟

(يدخل الساعي.)

موسى : سلِّم الكتاب للوزير عبَّاد.
موسى : اقرأه لنا يا عبَّاد.
عبَّاد (يقرأ الكتاب) : من محمود رئيس الفرقة الأولى إلى أمير أفريقيا موسى بن نصير، ليسَ في الإمكانِ أن أَصِفَ لك يا مولاي ما استولى على قلوب الجنود من الأسى والحزن من ساعة ما وارينا التراب قائدنا الهمام وفارسنا المقدام طارق بن زياد عقِب مرضه. وإني أرى كما يرى إخواني رُؤساء الفرق أن إرجاع الجيوش إلى القيروان؛ لأنَّ الأسف عام والكدر شامل، ويُخاف على الجيش من الانهزام في الواقعة ما دام على هذا الحال، والسلام.
موسى : آه! وا مصيبتاه! أطارق مات!
أَلَا أيُّها الموتُ الَّذي ليس تاركي
أرحني فقد أفنيتَ كلَّ خليلِ
أراكَ بصيرًا بالذين أُحِبُّهم
كأنَّكَ تنحو نحوهم بدليلِ

(وتسكب عيناه الدموع.)

عبَّاد : تصبَّر يا مولاي، فإن الصبر من الأمورِ بمنزلة الرَّأسِ من الجسد، ولا تملأ قلبك من الأسفِ فإِن يكُن مات طارق، فقد مات شهيد خدمة دينه وبلاده، يرجو لأميره أن يعيشَ مُمتَّعًا بالهناء والصفاء.
حبيب : مولاي،
ادفع بصبرك حادث الأيَّامِ
وترجَّ لطْف الواحد العلَّامِ
لا تيأسنَّ وإن تضايق كربُها
ورماكَ ريبُ صروفها بسهام
فله — تعالى — بين ذلك فُرجة
تخفى على الأبصارِ والأفهام
موسى – لوزيرَيه : يا وزيرَيَّ، إن المصابَ عظيمٌ، والخَطب مدلهم، والأسى مُقبل، والصبر مُدبر، كيف أعمل الآن في أمر إرجاع الجنود؟ إن أرجعتهم قالت الأعداء: ما كان عندهم إلَّا طارق. فضلًا عن أنهم يطمعون في بلادنا، وإن أبقيهم فشل أمرهم وذهبت ريحهم لتمكُّن الحزن من قلوبهم.
عبَّاد : والله، لقد كان يحدِّثُنِي فُؤادِي بأنَّ هذه التجريدة تعسة الطَّالع؛ ولذلك أشرتُ عليك يا مولاي برفع الحرب وعدم إيقاعها، وإني أرى الآن أنَّه لا بدَّ من إرجاع الجنود.
حبيب : ليس للأمير أن يُقرَّ على شيء الآن وهو مُحاطٌ بالكدر والأسف، بل يلزمه التدبير.
موسى : نعم، إني ذاهبٌ الآن إلى داري وسأعودُ بعد قليل.
عبَّاد : إن هذا الأمر يدعو إلى الإسراعِ لا إلى التواني والانتظار.
موسى : بعد قليلٍ أعودُ (يخرج ويلحَقُ به كل من بالمكان ما عدا عبَّاد، فإنه يبقى مُتلَفِّتًا حتى يأتيه نسيم).
عبَّاد – نسيم : اعلم يا نسيم أنَّ الأمر كان على وشكِ التَّمام لولا مُعاكسة الشقي حبيب، ولكنِّي سأُنهيه بعد قليلٍ بحسن مسعاي، وما عليك الآن إلَّا أن تُخبِرَ حبيبتي بذلك، وأن تقتُلَ سليمان؛ الجندي الذي استخدمناه في حيلتنا؛ لئلا يتَّضح السِّر.
نسيم : السمع والطاعة (كل ذلك وعارف يراقبهم ويسمع أقوالهم).
عبَّاد : اذهب وإيَّاك والتأخير.
نسيم : لا تخف (ثم يخرج. ويستقبل عبَّاد الأمير حيث يدخل هو ومن معه).
عبَّاد – موسى (يقول بعد جلوس الأمير) : على أيِّ شيءٍ عزمُ الأمير؟
موسى : ما عزمتُ إلَّا على السفر واللحوق بالجنود؛ لأقُومَ بأمرِ الفتح بنفسي.
حبيب – موسى : لكَ الله من مولًى يعملُ لله في الله، ويهوِّنُ الخطوب للإسلام، ويسهِّلُ الصعب طلبًا لعزِّه ومجده، لا شكَّ أنَّ ما رأيتَ يا مولاي من الرأي لأحسنُ ما يرى الخبيرُ، وأحكمُ ما يقطع به المتبصِّرُ في الأمور.
عبَّاد – موسى : إني لا أرى في ذلك يا مولاي إلَّا كل ما يقلقل أركان المملكة، ويُوقِعُ الرُّعب في الرعيَّة، ويهدمُ صروح الأمن والسلام. ولا شكَّ أنَّ الحكيم المتبصِّر لا يقطعُ إلَّا بإرجاع الجنود وعدم ذهابك؛ لأنَّ فيه فضلًا عمَّا ذكرت ضررًا بالأمير نفسه.
موسى – عبَّاد : اعلم يا عبَّاد أنَّ في ذهابي منَّة عُظمى وراحة كُبرى وخدمة للإسلام، لا تُقَدَّرُ ولا تُحصَى، ولا شيءَ من الأضرارِ يُحيطُ بهذا الأمر. فإن كنتَ تخشى من وقوعِ الرُّعب في قلوب الرعيَّة، فلا إخالك تدري من أمورها شيئًا، وإن كنتَ تخاف عليَّ فأظنُّكَ تجهلُ أمري جهلك لأمر دولتك.
لا تُخدَمُ الأَوطَانُ إلَّا بالنَّصَب
ويدومُ فينا المجدُ ما دام التعب
ما كان موسى في الورى إلَّا لأن
يُعلي معاهده وإن لقي النوب
إني إلى جيشي أسيرُ ومُهجتي
قبلي تسيرُ ولا تخافُ من العطب
ستعودُ غيرتُهُ ويرجع بِشرُهُ
وينالُ دينُ الله منَّا المرتقب
عبَّاد : إن طائرَ الخوفِ يخفقُ بجناحيه على قلبي، وإني أرى كما رأيتُ أوَّل الأمر أنَّ وُقوعَ الحرب غير واجب.
حبيب : لا، لا يا مولاي، لا تعدل عن رأيك، فإن فيه الخير للإسلام والشرف للبلاد.
موسى : لا شكَّ أنِّي لاحقٌ بجنودي؛ لأنَّ مِثلي خيرٌ له أن يموتَ في الاغتراب تحت ظلِّ الخدمةِ الصَّادقة عن أن يموتَ ببلده بين أهله وأقاربه. (يدخل الحاجب ويقول): مولاي، بالباب رسولٌ معه كتابٌ للأميرِ من قِبل القائد الهُمام طارق بن زياد.
موسى : من قِبل طارق بن زياد؟! أطارقٌ حيٌّ؟!
الحضور : طارق!
عبَّاد (يصفرُّ وجهه ويقولُ بصوتٍ منخفض) : يا خيبة المسعى!
موسى :
كم للزَّمانِ عجائب وغرائب
تسبي العقول وتُدهِشُ الألبابا
بالأمس طارق مات بين جنوده
واليوم قد أهدى إليَّ كتابا
موسى للحاجب : دعه يدخل (يدخل الرسول ويُقدِّم الكتاب لموسى).
موسى (يقرأ) : من طارق بن زياد إلى أمير المغرب موسى بن نصير، أبشِّرك أميري لتبشِّرَ المسلمين إخواني بأننا قد فتحنا الأندلس، وأَبَدنا جنودَ الأعداء، وقد وقعت المعركة أمس بوادي لوكة، حيثُ قتلتُ طاغية الروم لذريق، والسلام. كُتِبَ بوادي لوكة في ١٦شعبان عام ٩٢ من الهجرة النبوية. (سرورٌ عام، وغوغاء ضعيفة، وزيادة اصفرار في وجه عبَّاد.)
موسى :
عاد النَّهار وعادت الأنوار
وبدا لنا بعد الظلام منار
والبشرُ أقبلَ والهناءُ توطَّدَت
أركانه وزهت به الأمصار
لَمَّا بدا نور الكتاب وبينت
آياته وبدت لنا الأسرار
لمَّا علمنا أنَّ طارق سالمٌ
من كلِّ ما جاءت به الأخبارُ
يلقى بحدِّ السيف لذريق العدا
مهما تعاظم جيشه الجرار
أفنى الجموع وجأشه مُتثبِّتٌ
السيف منه قاطع بتار
مرحى لطارق، ما أجلَّ فخاره!
سيُجلُّه التاريخ والأعصار
حبيب : كأنَّ السرور يا مولاي قد عمَّ قلوبنا، والفرح ملأ أفئدتنا؛ فإنه لا بدَّ لنا من معرفة سرِّ الأمر والوقوف على من دبَّره.
موسى : كن آمنًا أيها الصادق الأمين فسوف تنجلي غياهب الأمور، وتنكشف الأسرار حيث يعلم الغادر الخائن، ولنسمع الآن من هذا الرسول الكريم كيف كان الفتوح.
موسى للرسول (ملتفتًا إليه) : قُصَّ علينا ما كان من يومِ ما تركتم القيروان إلى الآن.
الرسول : إننا يا مولاي بعدما ركبنا البحور وتركنا القيروان سِرنا مسيرة أسبوعين كاملين حتَّى وصلنا الجزيرة الخضراء، فبِتنا بها ليلة وتركناها، وبعد مُغادرتها بيومٍ وليلةٍ وصلنا شواطئ الأندلس، فبِتنا هنالك ليلة حتَّى استقرَّ بنا القرار، وتركنا عصا التسيار في البحار، وبعد ذلك بدأنا في الفتح، فأخذنا بالتوالي: شدونه ومدور وعطف وقرونة وإشبيلية، وفي هذه المدينة علمنا أنَّ جيش لذريق صارَ على مقرُبةٍ منا؛ ولذلك قام بيننا القائد الهمام طارق بن زياد وأَلقى خُطبة بليغة، قال في أوَّلها: «أيُّها النَّاس، أين المفر؟ البحرُ من ورائكم والعدو أمامكم». ممَّا جعل لها تأثيرًا عظيمًا في قلوبنا، وقد حثَّنا فيها على الصَّبرِ والجلد وشوَّقنا إلى نيلِ النَّعيم، فحرَّك من قلوبنا السَّاكن، وبَعَثَ فينا روح النشاط والحميَّة، وما فرغ من خطابه حتَّى انبسطت نفوسنا، وتحقَّقَت آمالنا، وبِتنا ليلتنا، حتى إذا ما جاءَ الصَّباح أقبل جيش لذريق — وهو محمولٌ على سريره وفوق رأسه مظلة — فلمَّا علم طارق أنَّه طاغية القوم هجم عليه حيث التقى الجيشان، فقتل طارق لذريق بسيفه، ولم تلبث جنده بعده إلَّا قليلًا حتَّى انهزموا عن آخرهم، وولَّوا الأدبار، وتمَّ لنا الأمر كما نروم ونشتهي.
موسى وكل الحضور : الحمد لله رب العالمين.
موسى : ولما كنتم في الطريق هل أرسل لنا السيد محمود كتابًا مع مندوبٍ من قِبلهِ؟
الرسول : إنه لمْ يُرسلْ قط. ولِمَ يرسلُ السيد محمود وطارق رئيس الجيش؟!
موسى : الآن آن للحقِّ أن يظهر. (يلتفت لعبَّاد) أين الجندي يا عبَّاد؟
عبَّاد (يقول مرتجفًا) : مات بعد أن سلَّمك الخطاب يا مولاي.
موسى : مات بعد أن سلَّمني الخطاب!
عبَّاد : نعم يا مولاي.
موسى : وما لك تقول القول مُرتَجِفًا؟!
عبَّاد : إن بي هِزَّة بَردٍ.
موسى : لا وحقِّكَ! إنها هزَّةُ رُعبٍ وخوفٍ وضياع أمل. الآن علمتُ أنَّ في الأمر سرًّا، وأنَّه لا بدَّ أن تكونَ لك يا عبَّادُ يدٌ في دسيسةٍ عملت لإرجاع الجنود.
عبَّاد (مرتجفًا أكثر من ذي قبل) : حاشا لله يا مولاي، إني خدمتُ الدولة بصدقٍ وأمانةٍ.
موسى : لا يخليك من الشُّبهةِ شيءٌ حتى تتجلَّى الحقيقة، وأمَّا الآن فأنتَ موضع الظن؛ لأني كنتُ أرى منكَ أنك أول عامل في إرجاع الجيش (يطرق عبَّاد رأسه).
موسى – كاظم «السجان» : يا كاظم.
كاظم : بين يديك يا مولاي.
موسى : خذ عبَّادًا وضعه في بيته وضع عليه الحرس، ولا يخرج منه إلَّا بإذني، وإيَّاكَ أن تُدخِلَ عنده أحدًا، ومن دخل لا يخرج، بل يبقى معه مسجونًا، وإلَّا فماذا ترون يا معشر الفضلاء؟ (يلتفت مخاطبًا الحضور.)
الحضور : ما رآه الأمير الصواب.
عبَّاد : إني يا مولاي لا أستحقُّ السجن؛ لأنِّي ما أتيتُ إثمًا.
موسى : أتيتَ أو لَم تأتِ ستُعلَمُ الحقيقة.
موسى – الرسول : وهل تعرف لأيِّ البلاد سيسيرُ طارق؟ وكيف يكون بقيَّة الغزو؟
الرسول : نعم، إنه بعد أن قتل لذريق وانتصرَ على قومه أَرسَلَ الفرقة الأُولى لقرطبة، والثانية لغرناطة، والثالثة لمالقة، وسارَ هو بالفرقة الرَّابعة إلى طليطلة عاصم ملك الأندلس.

(يطرق موسى قليلًا.)

موسى – الحضور : اعلموا يا فضلاءَ الأمَّةِ أنَّه قامَ بخاطري أن أسيرَ بجيشٍ لألحق بطارق حتَّى يتمَّ لنا الفتح في الأندلس وفي غيره من بلاد الإفرنج، وأَنْ أُولِّي بدلًا عنِّي على المغرب ولدي عبد الله، فماذا ترون؟
الحضور : نِعمَ ما رأى الأمير، رأيٌ ثاقِبٌ وفكرٌ صَائِبٌ.
موسى – الحضور : إن ضميري يُحدِّثني يا معشر الفضلاء أنَّه لا بدَّ أن تكونَ لعبَّاد يدٌ في دسيسةٍ عُمِلَت لإرجاع الجنود.
الحضور : يظهر عليه ذلك يا مولاي.
موسى : انظروا إخواني أساتذة الأمة وعلماء الشعب، كيف كان حزم طارق وتدبيره؟ وكيف كانت خيانة عبَّاد إن كان كما نظنُّ؟ لله الفضيلة وأهلها.

(يدخل عبد الله وحبيب.)

موسى (واقفًا) – وعبد الله : اعلم يا ولدي أنِّي عزمتُ على الرَّحيلِ بقصد اللحوقِ بطارق في طليطلة وتكملة الغزو بصحبته، وقد رأيتُ بعد أخذ رأي أكابر المؤمنين أن أُنيبكَ عنِّي واليًا على المغرب مدَّةَ غيابي، فأحسِن موالاة قومك، واجعل ذكرك حميدًا بينهم، وإيَّاكَ أن تعمل بغيرِ الكتاب والسُّنَّة، ومتى سافرت بجيشي، أَرسِل الوزير عبَّادًا المسجون بصحبة أربعين جندي في طليطلة لننظر في أمره أمام طارق.
عبد الله : لِأَمرِكَ الطَّاعة يا مولاي.

(بعد ذلك يهم موسى للخروج حيث يُنشد كل الحاضرين):

سر بالسلامة والهنا
وارجع إلينا بالمنى
واحكُم وفُزْ يا ذا السَّنا
واسلم ودُم طولَ الزمان

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤