هل تنبأ بموته وقيامته؟

سيرة يسوع والنبوءات التوراتية

منذ الأشهر الأولى لكرازته، وبعد سماعه خبرَ مقتل يوحنا المعمدان، ابتدأ يسوع يتنبَّأ أمام تلامذته بأنه سوف يعاني آلامًا شديدة في أورشليم ويُقتَل وبعد ثلاثة أيامٍ يقوم. وقد كانت النبوءة الأولى في مدينة قصيرية فيلبس بعد أن تعرَّف عليه بطرس على أنه المسيح: «فسأل في الطريق تلاميذه: مَن أنا على حد قول الناس؟ فأجابوه: يوحنا المعمدان وبعضهم يقول إيليا وآخرون أحد الأنبياء. فسألهم: ومَن أنا على حد قولكم أنتم؟ فأجاب بطرس: أنت المسيح. فنهاهم أن يخبروا أحدًا بأمره. ثم بدأ يُعلِّمهم أن ابن الإنسان يجب عليه أن يعاني آلامًا شديدة، وأن يرذله الشيوخ والأحبار والكتبة، وأن يُقتل وبعد ثلاثة أيامٍ يقوم. وكان يقول هذا القول صراحةً، فانفرد به بطرس وراح يعاتبه (وفي ترجمة أخرى ينتهره). فالتفت فرأى تلاميذه فزجر بطرس قائلًا: اذهب عني يا شيطان، لأنك لا تهتم بما لله بل بما للناس» (مرقس، ٨: ٢٧–٣٣). هذه القصة التي رواها مرقس تتكرر عند متَّى ولكن مع إضافة ثناء يسوع على بطرس بعد أن شهد أنه المسيح: «فأجابه يسوع: طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك لكن أبي الذي في السماوات. وأنا أقول لك أيضًا: أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي … إلخ» (متَّى، ١٦: ١٧–١٩). أما لوقا فقد حذف ما أورده متَّى من ثناء يسوع على بطرس، كما حذف أيضًا ما أورده متَّى ومرقس من معاتبة بطرس ليسوع على ما سمعه منه وزجر يسوع له: «واتفق أنه كان يصلي في عزلة والتلاميذ معه، فسألهم: مَن أنا على حد قول الجموع؟ فأجابوه: يوحنا المعمدان، وبعضهم يقول إيليا، وآخرون نبي من الأولين قام. فقال لهم: ومَن أنا على حد قولكم أنتم؟ فأجاب بطرس: مسيح الله. فنهاهم بشدة أن يخبروا أحدًا بذلك. وقال: يجب على ابن الإنسان أن يعاني آلامًا شديدة وأن يرذله الشيوخ والأحبار والكتبة، وأن يُقتل وفي اليوم الثالث يقوم» (لوقا، ٩: ١٨–٢٢).

في هذه القصة برواياتها الثلاث يتنبأ يسوع بموته وقيامته، ولكنه يتردد في قبول لقب المسيح لما لهذا اللقب من تداعيات سياسية في ذلك الزمن المشحون بتوقعات ظهور المسيح السياسي، ملك اليهود، الذي يعيد المُلك إلى إسرائيل ويحرر الشعب من نِير الحكم الروماني. وفي الحقيقة فإننا لن نعرف قط ما إذا كان يسوع قد قبل لقب المسيح. فالشهادات الإنجيلية متضاربة بهذا الخصوص ولا نستطيع الركون إلى واحدة منها في مقابل الأخرى، كما أن إجابات يسوع على أسئلة قضاته خلال المحاكمة عمَّا إذا كان المسيح أو ملك اليهود أو ابن الله، كانت غامضةً وملتويةً ولا تقطع بشيء. وعلى الرغم من أن يسوع كان مدركًا للدور الموكل إليه من العناية الإلهية، إلا أنه كان مدركًا في الوقت نفسه أن دوره هذا لا علاقة له بالهموم السياسية والنزعات القومية لليهود. وقد أوضح تدريجيًّا لتلامذته مفهومَه الخاص عن ملكوت الله وميَّزه بحدة عن مفهوم ملكوت يهوه الذي كان اليهود يتطلعون إليه. فملكوت الله هو ملكوتٌ روحانيٌّ يجمع جميعَ الأمم والشعوب إلى بعضهم وإلى خالقهم، بعد عصور الظلام التي باعدت بينهم، عصر تتم فيه معرفة الآب، أبي البشر الذي لم يعرفه اليهود قط. في هذا الملكوت الذي افتتحه يسوع، يعقد الله صلحًا مع البشرية ويمدُّ لها يد الخلاص من الخطيئة الأولى ومن الموت، ومن سلطان أمير الظلام الذي كان سيدَ هذا العالم قبل البشارة، ويعقد معها عهدًا جديدًا هو عهد الله مع الإنسانية يحلُّ محلَّ عهدِ يهوه مع شعب إسرائيل. ولهذا قال يسوع عندما قدَّم نفسه لأول مرة في مجمع الناصرة: «روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأبشِّر المساكين، أرسلني لأَشفيَ منكسري القلوب، لأناديَ للمأسورين بالإطلاق وللعُمي بالبصر، وأُرسل المنسحقين في الحرية» (لوقا، ٤: ١٨). فإذا كان يسوع قد قَبِل لقب المسيح، فبهذا المعنى قبِله لا بأي معنى آخر.

بعد ذلك يكرِّر يسوع عبرَ مسيرته التبشيرية النبوءةَ نفسها وصولًا إلى الأسبوع الأخير من حياته:

«فسأله التلاميذ: فلماذا يقول الكتبة: إنه يجب أن يأتيَ إيليا أولًا؟ فأجابهم: يجب أن يأتيَ إيليا أولًا ويُصلح كلَّ شيء. ولكن أقول لكم: إن إيليا قد أتى فلم يعرفوه وفعلوا به ما أرادوا. وكذلك ابن الإنسان سيلقى منهم الآلام. ففهم التلاميذ أنه عنى بكلامه يوحنا المعمدان» (متَّى، ١٧: ١٠–١٣).

«ومضَوا من هناك ومروا بالجليل، ولم يُرِد أن يعلم به أحد، لأنه كان يُعلِّم تلاميذه فيقول لهم: إن ابن الإنسان سيسلَّم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد قتله بثلاثة أيام يقوم، فلم يفهموا هذا الكلام، وهابوا أن يسألوه» (مرقس، ٩: ٣٠–٣٢). ومن الغريب هنا ألا يفهمَ تلاميذُه قوله هذا على الرغم مما حدث بينه وبين بطرس من مشادة كلامية أمامهم بعد أن تنبَّأ بموته في المرة الأولى (مرقس، ٨: ٢٧–٣٠). وربما هذا ما حدا بمتَّى إلى إدخال بعض التعديل على رواية مرقس؛ حيث قال: «فحزنوا حزنًا شديدًا» (متَّى، ١٧: ٢٢–٢٣) بدل «فلم يفهموا هذا القول وهابوا أن يسألوه» أما لوقا فقد حافظ على رواية مرقس دون تغيير (لوقا، ٩: ٤٤–٤٥).

«ودنا حينئذٍ بعضُ الفريسيين فقالوا له: اذهب من هنا لأن هيرودس يريد أن يقتلك. فقال لهم: اذهبوا فقولوا لهذا الثعلب: إني أطرد الشياطين وأُجري الشفاء اليوم وغدًا، وفي اليوم الثالث يتم بي كلُّ شيء. فعليَّ أن أسير اليوم وغدًا والذي بعدهما، لأنه لا ينبغي لنبيٍّ أن يهلك خارج أورشليم» (لوقا، ١٣: ٣١–٣٣).

«وكانوا سائرين في الطريق صعودًا إلى أورشليم … فخلا بالاثنَي عشر مرةً أخرى وأخذ يُنبئهم بما سيحدث له قائلًا: إنَّا لصاعدون إلى أورشليم، وسيُسلَّم ابن الإنسان إلى الأحبار والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الوثنيِّين فيسخرون منه ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه، وبعد ثلاثة أيام يقوم» (مرقس، ١٠: ٣٢–٣٤. قارن مع متَّى، ٢٠: ١٧–١٩؛ ولوقا، ١٨: ٣١–٣٤).

وعلى مائدة العشاء الأخير قال لتلاميذه: «سوف تشكُّون فيَّ بأجمعكم هذه الليلة. فقد كُتب: سأضرب الراعي فتتبدَّد الخراف. ولكن بعد قيامتي أسبقكم إلى الجليل. فقال له بطرس: لو شكُّوا بأجمعهم فأنا لا أشك. فقال له يسوع: الحق أقول لك: اليوم في هذه الليلة قبل أن يصبح الديك مرتين سوف تُنكرني ثلاث مرات» (مرقس، ١٤: ٢٧–٣٠. قارن مع متَّى، ٢٦: ٣١–٣٤؛ ولوقا، ٢٢: ٣١–٣٤).

في إنجيل يوحنا يُشير يسوع إلى موته القريب ولكن بشكل أكثر إلغازًا. فقد قال لليهود في إحدى مجادلاته معهم: «أنا باقٍ معكم زمنًا قليلًا ثم أذهب إلى الذي أرسلني، ستطلبوني فلا تجدوني، وحيث أكون أنا لا تستطيعون أن تجيئوا أنتم» (يوحنا، ٧: ٣٣–٣٤). وقال: «اليوم دينونة هذا العالم، اليوم يُطرح سيد هذا العالم خارجًا وأنا إن ارتفعتُ عن الأرض أجذب إليَّ الجميع. قال هذا مشيرًا إلى أية ميتةٍ كان مزمعًا أن يموت» (يوحنا، ١٢: ٣١–٣٣).

فهل تنبَّأ يسوع فعلًا بموته وقيامته من الموت؟ إن مسار أحداث ما بعد الصلب يُشير إلى أن التلاميذ لم يسمعوا من يسوع مثل هذه النبوءة قط، ولم يخطر ببال أحدهم ولو على سبيل الأمنية أن يسوع قد يقوم من بين الأموات. ولا أدلَّ على ذلك من أن مَن اكتشف القبر الفارغ لم يخطر له أن يسوع قد قام حقًّا وصدقًا، ومَن سمع بقصة القبر الفارغ منهم لم يصدق الخبر ولم يفسره بقيامة يسوع وإنما بدا له هذا القول نوعًا من الهذيان. وعندما ظهر للرسل جميعًا وهم مختبئون في غرفة محكمة الإغلاق، جزعوا وخافوا وظنوا أنهم يرون روحًا ولم يصدقوا حتى أكل أمامهم. ويلفت نظرنا بشكل خاص في قصص ظهورات يسوع، ما قاله يسوع للتلميذين اللذين لم يتعرفا عليه عند ظهوره لهما: «أيها الغبيان والبطيئا القلب عن الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء. أما كان ينبغي على المسيح أن يعانيَ هذا الآلام فيدخل في مجده؟» ثم يستطرد مؤلف الإنجيل قائلًا: ثم أخذ يفسر لهما الأمور المختصة بما ورد في جميع الكتب من موسى إلى سائر الأنبياء (لوقا، ٢٤: ٢٥–٢٧). فيسوع هنا لم يوجِّه أنظار التلميذين إلى أقواله السابقة بخصوص قيامته في اليوم الثالث، وإنما إلى ما ورد في النبوءات التوراتية بخصوص آلام المسيح وقيامته. كما نلاحظ الشيء نفسه في تفسير مؤلف إنجيل يوحنا لعدم تصديق التلاميذ قيامةَ يسوع عندما قال: «لأنهم لم يكونوا بعدُ يعرفون الكتاب أنه ينبغي أن يقوم من بين الأموات» (يوحنا، ٢٠: ٩).

والآن إذا لم يكن التلاميذ قد تلقَّوا من يسوع تعليمًا بخصوص موته في أورشليم ثم قيامته في اليوم الثالث، فكيف تكوَّنت هذه العقيدة وما هو أصلها؟

للإجابة على هذا السؤال علينا أن نلفت النظر إلى أن مؤلفي الأناجيل الأربعة كانوا ذوي خلفية ثقافية توراتية، وأن أحدًا منهم لم يرَ يسوع أو يسمع منه، على ما يقول به المفسرون غير الكنسيين من هنا فقد كانت المهمة المطروحة عليهم والتي وجدوا أنفسهم ملتزمين بها، هي أن يفسروا لمستمعيهم ما وصلهم من سيرة يسوع بما يتفق والنبوءات التوراتية بخصوص المسيح القادم المنتظر. وفي غمرة حماسهم وجدوا من المناسب أحيانًا أن يضعوا على لسان يسوع أقوالًا وأن يبتكروا أحداثًا من شأنها تفسير هذه الأقوال وإيجاد المناسبات الملائمة لها. وعلى الرغم من أن المسيح الذي آمنوا به لم يكن يُشبه في شيء المسيح اليهودي المنتظر، لأن مملكته على ما صرح في المحاكمة ليست من هذا العالم (يوحنا، ١٨: ٣٦)، إلا أنهم وجدوا ضالتهم في عدد من المقاطع التوراتية، التي فسروها على أنها استباق رؤيوي لحياة يسوع ومصيره.

لقد كان في حوزة مؤلفي الأناجيل المتضلعين في الأسفار التوراتية مجموعة كبيرة من المقاطع الكتابية، التي كان الاعتقاد في زمنهم سائدًا بأنها نبوءاتٌ عن مسيح آخر الأزمنة، حاولوا من خلالها رسمَ سيرة ليسوع تنطبق عليها هذه النبوءات، ولو على حساب ابتكار بعض الأقوال المنسوبة إليه أو بعض الأحداث في سيرته. وإليكم فيما يلي قائمة بأهم النبوءات وكيف طبَّقها الإنجيليون على حياة يسوع:

  • (١)

    سيكون وارثًا لعرش داود أبيه:

    «لأنه يولد لنا ولد ونُعطَى ابنًا، وتكون الرياسة على كتفَيه، ويُدعى اسمه عجيبًا، مشيرًا، أبًا أبديًّا، رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليُثبتَها ويعضدَها بالحق والبر من الآن إلى الأبد» (إشعيا، ٩: ٦–٧).
    # «لا تخافَي يا مريم لأنك قد وجدت نعمةً عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنًا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيمًا وابن العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد» (لوقا، ١: ٣٠–٣٣).
  • (٢)

    يولد في بيت لحم:

    «أما أنت يا بيت لحم أفراته، وأنت صغيرة أن تكوني في ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطًا على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل» (ميخا، ٥: ٢).
    # «وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا، لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأن منك يخرج مدبِّرٌ يرعى شعبي إسرائيل» (متَّى، ٢: ٦).
  • (٣)

    يولد من عذراء:

    «ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل» (إشعيا، ٧: ١٤).
    # «يا يوسف بن داود، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك؛ لأن الذي تحمله هو من الروح القدس … وكان هذا كله ليتم ما قيل بالنبي القائل: هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنًا … وتدعو اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا» (متَّى، ١: ٢٠–٢٣).
  • (٤)

    مذبحة الأطفال:

    «هكذا قال الرب: صوت سُمع في الرامة (قرية على مسافة ٥ كم إلى الشمال من أورشليم)، نوح بكاء مُر. راحيل (زوجة يعقوب الثانية) تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزَّي عن أولادها لأنهم ليسوا موجودين» (إرميا، ٣١: ١٥).
    # «حينئذ لمَّا رأى هيرودوس أن المجوس سخروا به غَضِب جدًّا، فأرسل وقتل جميع الصبيان في بيت لحم وفي كلِّ تُخومها … حينئذٍ تمَّ ما قيل بإرميا النبي القائل: صوتٌ سُمع في الرامة … إلخ» (متَّى، ٢: ١٦–١٨).
  • (٥)

    الهروب إلى مصر والعودة:

    «لما كان إسرائيل غلامًا أحببته، ومن مصر دعوت ابني» (هوشع، ١١: ١).
    # «فقام (يوسف) وأخذ الصبي وأمه ليلًا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودوس. لكي يتمَّ ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوت ابني» (متَّى، ٢: ١٤–١٥).
  • (٦)

    يحل عليه روح الرب:

    «ويخرج قضيب من جذع يسِّي (= والد داود) وينبت غصنٌ من أصوله، ويحلُّ عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب» (إشعيا، ١١: ١–٢).
    # «وللوقت وهو صاعد من الماء رأى السماوات قد انشقَّت والروح مثل حمامة نازلًا عليه» (مرقس، ١: ١٠).
  • (٧)

    نشاط يسوع في الجليل (= زبولون ونفتالي):

    «كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالي، يُكرِّم (الزمن) الأخير طريقَ البحر عبر الأردن جليل الأمم. الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا، الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور» (إشعيا، ٩: ١–٢).
    # «ولما سمع يسوع أن يوحنا أسلم انصرف إلى الجليل، وترك الناصرة وأتى فسكن في كفر ناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتالي، لكي يتمَّ ما قيل بإشعيا النبي القائل: أرض زبولون وأرض نفتالي طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم … إلخ» (متَّى، ٤: ١٢–١٦).
  • (٨)

    رفض اليهود له:

    «تآمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه قائلين: لنقطع قيودهما ولنطرح عنا ربطهما. الساكن في السماوات يضحك، الرب يستهزئ بهم. حينئذٍ يتكلم عليهم بغضبه ويُرجفهم بغيظه. أما أنا فقد مسحتُ ملكي على صهيون جبل قدسي» (المزمور، ٢: ١–٦). «محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبِر الحزن. وكمُستَّر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتدَّ به» (إشعيا، ٥٣: ٣–٤).
    # «وقال لهم: ألحق أقول لكم إنه ليس نبي مقبولًا في وطنه» (لوقا، ٤: ٢٢). «فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه حتى يطرحوه إلى أسفل. أما هو فجاز في وسطهم ومضى» (لوقا، ٤: ٢٩–٣٠). «ولكن ينبغي أولًا أن يتألم ابن الإنسان ويُرفض من هذا الجيل» (لوقا، ١٧: ٢٥). «جاء إلى أهل بيته فما قبِله أهل بيته» (يوحنا، ١: ١١).
  • (٩)

    الملك الوديع:

    «ابتهجي جدًّا يا ابنة صهيون، اهتفي يا أورشليم. هو ذا ملكك يأتي إليك. هو عادلٌ ومنصورٌ ووديعٌ … ويتكلم بالسلام للأمم» (زكريا، ٩: ٩–١٠).
    # «احملوا نيري عليكم وتعلَّموا منِّي لأني وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا الراحة لنفوسكم» (متَّى، ١١: ٢٨–٢٩).
  • (١٠)

    الملك يدخل أورشليم:

    «قولوا لابنة صهيون: هو ذا مخلِّصك آتٍ، ها أجرته معه وجزاؤه قدامه» (إشعيا، ٦٢: ١١) … «هو ذا ملكك يأتي إليك. هو عادل ومنصور ووديع، وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان» (زكريا، ٩: ٩).
    # «ولما قربوا من أورشليم ووصلوا إلى بيت فاجي عند جبل الزيتون، أرسل يسوع تلميذين قائلًا لهما: اذهبا إلى القرية التي أمامكما تجدان أتانًا مربوطةً وجحشًا معها فحلاهما وأْتياني بهما … فكان هذا كله لكي يتمَّ ما قيل بالنبي القائل: قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعًا وراكبًا على أتان وجحش ابن أتان» (متَّى، ٢١: ١–٥).
  • (١١)

    خيانة يهوذا:

    «رجل سلامتي الذي وثقتُ به، الذي أكل خبزي، رفع عقبه عليَّ» (المزمور، ٤١: ٩).
    # «إن واحدًا منكم يسلمني، الآكلُ معي» (مرقس، ١٤: ١٨).
  • (١٢)

    ثمن الخيانة ثلاثون من الفضة:

    «فأخذت عصاي وقصفتُها لأنقض عهدي الذي قطعته مع كل الأسباط، فنُقض في ذلك اليوم … فقلت لهم: إن حسُن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة … ثم قصفت عصاي الأخرى حبالًا لأنقض الإخاء بين إسرائيل ويهوذا» (زكريا، ١١: ١٠–١٤).
    # «فذهب أحد الاثنَي عشر، وهو يهوذا الإسخريوطي، إلى الأحبار وقال لهم: ماذا تعطوني لأُسلِّمه إليكم؟ فجعلوا له ثلاثين من الفضة. وأخذ منذ ذلك الحين يترصد فرصَه ليسلِّمه» (متَّى، ٢٦: ١٤–١٦).
  • (١٣)

    شهود الزور في محاكمة يسوع:

    «علمني يا رب طريقك واهدني في سبيل مستقيم بسبب أعدائي … لأنه قد قام عليَّ شهود زور ونافث ظلم، لولا أنني آمنت أن أرى جود الرب في أرض الأحياء» (المزمور، ٢٧: ١١–١٣). «شهود زور يقومون وعمَّا لا أعلم يسألونني. يجازوني عن الخير شرًّا ثكلًا لنفسي» (المزمور، ٣٥: ١١–١٢).
    # «وكان الأحبار والمجلس كافةً يطلبون شهادة زور على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا، مع أنه مَثُل بين أيديهم من شهود الزور عددٌ كبير» (متَّى، ٢٦: ٥٩–٦٠). «فقام بعضهم وشهدوا عليه زورًا، فقالوا: قد سمعناه يقول: سأنقض هذا الهيكل الذي صنعَته الأيدي وأبني في ثلاثة أيام هيكلًا آخر لم تصنعه الأيدي» (مرقس، ١٤: ٥٧–٥٨).
  • (١٤)

    صمت يسوع في المحكمة:

    «ظُلم، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه. كشاةٍ تُساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازِّيها فلم يفتح فاه» (إشعيا، ٥٣: ٧). «وأما أنا فكأصم لا أسمع، وكأبْكَم لا يفتح فاه، وأكون مثل إنسان لا يسمع وليس في فمه حُجةٌ» (المزمور، ٣٨: ١٣–١٤).
    # «فقام رئيس الكهنة، وقال: أما تُجيب بشيء؟ ماذا يشهد به هذان عليك؟ وأما يسوع فقد كان ساكتًا» (متَّى، ٢٦: ٦٢–٦٣). «وبينما كان الأحبار والشيوخ يشتكون عليه لم يُجب بشيء. فقال له بيلاطس: أما تسمع كم يشهدون عليك؟ فلم يُجبه عن كلمة واحدة حتى تعجَّب الوالي جدًّا» (متَّى، ٢٧: ١٢–١٤).
  • (١٥)

    يُبغض بلا سببٍ:

    «وأكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب» (المزمور، ٦٩: ٤). «تكلموا عليَّ بلسان كذبٍ، بكلام بغضٍ أحاطوا بي وقاتلوني بلا سببٍ. بدل محبتي يخاصمونني. وضعوا عليَّ شرًّا بدل خير وبُغضًا بدل حبِّي» (المزمور، ١٠٩: ٢–٥).
    # «وأما الآن فقد أبغضوني أنا وأبي، لكي تتمَّ الكلمة المكتوبة في شريعتهم إنهم أبغضوني بلا سببٍ» (يوحنا، ١٥: ٢٤–٢٥).
  • (١٦)

    يُضرَب ويُبصَق عليه:

    «بذلت ظهري للضاربين وخدي للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق» (إشعيا، ٥٠: ٦).
    # «فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له تنبأ. وكان الخدام يلطمونه» (مرقس، ١٤: ٦٥). «ولما قال هذا لطم يسوعَ واحدٌ من الخدام كان واقفًا قائلًا: أهكذا تُجاوب رئيس الكهنة» (يوحنا، ١٨: ٢٢). «وضفر العسكر إكليلًا من شوك ووضعوه على رأسه وألبسوه ثوبَ أرجوان، وكانوا يقولون: السلام يا ملك اليهود، وكانوا يلطمونه» (يوحنا، ١٩: ٢–٣).
  • (١٧)

    يتألم نيابةً عن البشر:

    «لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها، ونحن حسبناه مصابًا مضروبًا من الله ومذلولًا، وهو مجروحٌ لأجل معاصينا مسحوقٌ لأجل آثامنا … والرب وضع عليه إثم جميعنا» (إشعيا، ٥٣: ٤–٦).
    # «بُلِّغتُ إليكم قبل كل شيء ما تلقيتُه، وهو أن المسيح مات من أجل خطايانا كما جاء في الكتب، وأنه دفن وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب» (رسالة بولس الأولى إلى أهالي كورنثة، ١٥: ٣–٤). «إن يسوع سيموت فدى الأمة. وليس فدى الأمة فحسب بل يموت ليجمع شمل أبناء الله» (يوحنا، ١١: ٥١–٥٢). «فستلد ابنًا وتدعو اسمه يسوع، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم» (متَّى، ١: ٢١).
  • (١٨)

    يتلقى الهزء والإهانة:

    «أما أنا فدودة لا إنسان، عار عند البشر ومحتقر من الشعب. كل الذين يرونني يستهزئون بي، يفغرون الشفاه وينغصون الرأس قائلين: اتكل على الرب فليُنجه، لينقذه لأنه سُرَّ به» (المزمور، ٢٢: ٦–٨).
    # «وكان المجتازون يجدفون عليه قائلين: إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب. وكذلك الأحبار يسخرون مثلهم ويقولون مع الكتبة والشيوخ: اتكل على الله فليُنقذه الآن إن كان راضيًا عنه» (متَّى، ٢٧: ٣٩–٤٣).
  • (١٩)

    يُصلب مع أثمةٍ:

    «من أجل أنه سكب نفسه للموت وأُحصي مع أَثَمَةٍ، وهو حمل خطيئةَ كثيرين وشفع في المذنبين» (إشعيا، ٥٣: ١٢).
    # «وصلبوا معه لصَّين؛ واحدًا عن يمينه وآخر عن يساره. فتم الكتاب القائل: وأُحصي مع أثمةٍ» (مرقس، ١٥: ٢٧–٢٨).
  • (٢٠)

    يُقدَّم له مرارة مع خلٍّ ليشرب:

    «العار قد كسر قلبي فمرضت. انتظرت رقة فلم تكن ومُعزِّين فلم أجد. ويجعلون في طعامي علقمًا وفي عطشي يسقونني خلًّا» (المزمور، ٦٩: ٢٠–٢١).
    # «بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل. فلكي يتمَّ الكتاب قال: أنا عشطان. وكان إناءً موضوعًا مملوءًا خلًّا، فملئوا إسفنجة من الخل ووضعوها على قضيب من نبات الزوفا وقدموها إلى فمه. فلما أخذ يسوع الخل قال: قد كمل. ونكس رأسه وأسلم الروح» (يوحنا، ١٩: ٢٨–٣٠).
  • (٢١)

    تُثقَب يداه وقدماه:

    «جماعة من الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يديَّ ورجليَّ، أُحصيَ كل عظامي» (المزمور، ٢٢: ١٦).
    # «أما توما فلم يكن معهم حين جاء يسوع. فقال له التلاميذ: قد رأينا الرب. فقال لهم: إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير لا أُومن» (يوحنا، ٢٠: ٢٤–٢٥).
  • (٢٢)

    يُطعن في جنبه:

    «ويكون في ذلك اليوم أني ألتمس هلاك كل الأمم الآتين على أورشليم، وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات، فينظرون إليَّ أنا الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له» (زكريا، ١٢: ١٠). «كثيرة هي بلايا الصدِّيق ومن جميعها ينجيه الرب. يحفظ جميع عظامه، واحد منها لا ينكسر» (المزمور، ٣٤: ١٩–٢٠).
    # «فجاء الجنود فكسروا سيقان الأول والآخر اللذين صُلبا معه، أما يسوع فلم يكسروا ساقَيه لأنهم لما وصلوا إليه رأوه قد مات. فطعنه أحد الجنود بحربة فخرج على إثرها دمٌ وماء … وحدث هذا لكي يتمَّ الكتاب القائل: عظمٌ لا يُكسر له. وجاء في كتاب آخر: سينظرون إلى الذي طعنوه» (يوحنا، ١٩: ٣٣–٣٧).
  • (٢٣)

    إلقاء القرعة على ثيابه:

    «جماعة من الأشرار اكتنفتني … يقسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون» (المزمور، ٢٢: ١٦–١٨).
    # «ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها ماذا يأخذ كلُّ واحدٍ» (مرقس، ١٥: ٢٤). «ليتم الكتاب القائل: اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي ألقوا قرعةً» (يوحنا، ١٩: ٢٤).
  • (٢٤)

    يُدفن مع غنيٍّ عند موته:

    «ضُرب من أجل ذنب شعبي، وجُعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته» (إشعيا، ٥٣: ٨–٩).
    # «ولما كان المساء جاء رجلٌ غني من الرامة اسمه يوسف، وكان هو أيضًا تلميذًا ليسوع، فتقدَّم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع … فأخذ يوسف الجسد ولفَّه بكتانٍ نقيٍّ ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة» (متَّى، ٢٧: ٥٧–٦٠).
  • (٢٥)

    يقوم في اليوم الثالث:

    «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية (= القبر أو العالم الأسفل) لن تدع قدوسك يرى فسادًا. تُريني طريق الحياة» (المزمور، ١٦: ١٠–١١). «إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني» (المزمور، ٤٩: ١٥). «هلمَّ نرجع إلى الرب، لأنه هو افترس فيشفينا، ضرب فيُجبِّرنا، بعد يومين يحيينا، وفي اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه» (هوشع، ٦: ١–٢).
    # «قام يسوع صباح الأحد (اليوم الثالث للصلب) فتراءى أولًا لمريم المجدلية، تلك التي أخرج منها سبعة شياطين، فمضت وأخبرت التلاميذ» (مرقس، ١٦: ٩).
  • (٢٦)

    ابن الله:

    «إني أُخبر (والكلام هنا للملك داود) من جهة قضاء الرب، قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك» (المزمور، ٢: ٧).

    «أنا (والكلام هنا ليهوه) أكون له (أي للملك سليمان) أبًا، وهو يكون لي ابنًا» (صموئيل، ٧: ١٤).

    # «فرأى (يسوع) روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيًا عليه، وصوت من السماء قائلًا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت» (متَّى، ٣: ١٦–١٧).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤