هل تناول يسوع عَشاء الفصح؟

في وقفة عيد الفصح تذبح كل أسرةٍ يهودية مقتدرة خروفًا أو جديًا يُدعى بحَمَل الفصح، ثم يتناولونه مساء وفق طقس خاص يُدعى عشاء الفصح، وذلك احتفالًا بذكرى الخروج من مصر. وقد استن الإله يهوه لموسى وشعبه هذا الطقس عشية الخروج على ما نقرأ في سفر الخروج:

«وكلم الرب موسى وهارون في أرض مصر قائلًا: هذا الشهر يكون لكم رأس الشهور، هو لكم أول شهور السنة. كَلِّما كلَّ جماعة إسرائيل قائلين: في العاشر من هذا الشهر يأخذون لهم كل واحد شاة بحسب بيوت الآباء، شاة للبيت (الواحد). وإن كان البيت صغيرًا عن أن يكون كفؤًا لشاة يأخذ هو وجاره القريب من بيته بحسب عدد النفوس … تكون لكم شاة صحيحة ذكرًا ابن سنة تأخذونه من الخرفان أو الماعز، ويكون عندكم تحت الحفظ إلى اليوم الرابع عشر من هذا الشهر. ثم يذبحه كلُّ جمهور جماعة إسرائيل في العشية … ويأكلون اللحم تلك الليلة مشويًّا بالنار مع (خبز) فطير … فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك إلى الأبد. ويكون حين تدخلون الأرض التي يعطيكم الرب أنكم تحفظون هذه الخدمة. ويكون حين يقول لكم أولادكم ما هذه الخدمة لكم؟ أنكم تقولون: هي ذبيحة فصح للرب.» (الخروج، ١٢: ١–٨، و٢٤–٢٧)

فهل تناول يسوع عشاء الفصح وفق التقليد الديني اليهودي؟ الأرجح هو أنه لم يتناوله، والوجبة الأخيرة التي تناولها يسوع مع تلاميذه لم تكن عشاء فصح بل عشاءً أخيرًا وفق التسمية الصحيحة لها. ونحن هنا نعتمد على شهادة شاهدين، الأول هو بولس الرسول والثاني هو مؤلِّف إنجيل يوحنا.

إن أقدم رواية عن وجبة العشاء الأخير جاءتنا من رسائل بولس الرسول التي كانت متداولةً بين المسيحيين قبل تدوين الأناجيل. فهو يقول في الرسالة الأولى إلى أهالي كورنثوس: «فإني تلقيت من الرب ما بلَّغته لكم، وهو أن الرب يسوع في الليلة التي أُسلم فيها، أخذ خبزًا وشكر ثم كسره وقال: هذا هو جسدي إنه من أجلكم. اعملوا هذا لذكري. وكذلك أخذ الكأس بعد العشاء وقال: هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. اعملوا هذا كلما شربتم لذكري» (١ كورنثوس، ١١: ٢٣–٢٥). فهنا يصف بولس ليلة العشاء الأخير بأنها الليلة التي أُسلم فيها يسوع لا بأنها ليلة الفصح. كما أن يسوع يؤسس هنا لمفهوم «العهد الجديد» الذي يوثِّقه الله مع البشرية، بديلًا عن «العهد القديم» الذي وثقه يهوه مع شعب إسرائيل. وقد تم توثيق هذا العهد الجديد بدم يسوع الذي يرمز إليه خمر العشاء الأخير: «هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي»، أو كما ورد عند مرقس في روايته للعشاء الأخير: «هذا هو دمي الذي للعهد الجديد يُسفك». ولكي نفهم ما يقصده يسوع من توثيق العهد الجديد بدمه، علينا أن نرجع إلى كتاب التوراة ونرى كيف وثَّق يهوه بالدم عهده مع بني إسرائيل. فبعد أن تلقَّى موسى الشريعة من يهوه وقرأها على أسماع الشعب، أجابه الجميع بصوت واحد وقالوا: جميع ما تكلم به الرب نعمل. عند ذلك قام موسى بناء على توجيهات إلهه ببناء مذبح في أسفل جبل حوريب الذي نزلت عليه الشريعة، وقدم عليه قرابين من الثيران كان دمُها كافيًا لملء عدة طسوت كبيرة، ثم رش هذا الدم الغزير على الشعب وقال: هذا هو دم العهد الذي عاهدكم به الرب (سفر الخروج، ٢٤: ٣–٨). أما يسوع فقد استبدل دم القرابين، وهو الوسيلة الوحيدة للتقرب إلى يهوه، بدمه الذي سيُسفك من أجل توثيقِ عهدٍ جديد هو عهد الروح مقابل العهد القديم الذي كان عهد الحرف. ومَن سفك دمه للعهد الجديد وأعلن سُدى الطقوس القديمة، لن يحتفل بالطقس المركزي منها وهو عشاء الفصح.

الشاهد الثاني هو مؤلف إنجيل يوحنا، الذي أشار في روايته وبأكثر من طريقة إلى أن العشاء الأخير قد حدث عشية الأربعاء في اليوم السابق لعيد الفصح. فعندما ساق اليهود يسوع إلى دار الوالي بيلاطس صباح يوم الإعدام يقول المؤلف: «وجاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية، ولكنهم لم يدخلوها مخافة أن يتنجسوا فلا يتمكنوا من أكل عشاء الفصح» (يوحنا، ١٨: ٢٨). وعندما جلس بيلاطس على كرسي الولاية لإصدار الحكم بحق يسوع، يقول لنا المؤلف: «وجلس على كرسي القضاء في موضع يُسمى البلاط ويقال له بالعبرية جِبَّاثة. وكان ذلك يوم تهيئة للفصح» (يوحنا، ١٩: ١٣–١٤). وسنقدم فيما يلي قصة العشاء الأخير برواية يوحنا لنلاحظ كيف أنه لم يشأ لنا أن نعتقد بأن هذا العشاء كان عشاء فصح:

«وكان يسوع يَعلم وقد اقترب عيد الفصح، أن ساعة انتقاله من هذا العالم إلى الآب قد حانت. وقد أحب أصحابه الذين هم في العالم إلى المنتهى؛ فحين كان العشاء وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا بن سمعان الإسخريوطي أن يسلِّمه، قام عن العشاء فخلع رداءه وأخذ بمنشفة فائتزر بها ثم صب ماء في مطهرة وشرع يغسل أقدام تلاميذه ويمسحها بالمنشفة التي كان مؤتزرًا بها. فجاء إلى سمعان بطرس فقال له سمعان: يا سيد، أأنت تغسل قدمي؟ فأجابه يسوع: أنت الآن لا تفهم ما أنا فاعل ولكنك ستفهم فيما بعد. فقال له بطرس: لن تغسل قدمي أبدًا. أجابه يسوع: إذا لم أغسلك فلا حظَّ لك معي أبدًا. فقال له سمعان بطرس: يا سيد، لا تغسل قدمي وحدهما بل أيضًا يدي ورأسي. فقال له يسوع: مَن اغتسل لا يحتاج إلا إلى غسل قدميه لأنه كله طاهر، وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم. لأنه كان يعرف الذي سيسلِّمه. فلما غسل أقدامهم ولبس رداءه وعاد إلى المائدة قال لهم: أتفهمون ما صنعت إليكم؟ أنتم تدعونني معلمًا وسيدًا، وحسنًا تقولون لأنني كذلك. وإذا كنت أنا السيد والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضًا أن يغسل بعضُكم أقدامَ بعض، لأني أعطيتكم مثالًا، حتى كما صنعتُ أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا … واضطربَت نفسُ يسوع عند هذا الكلام وشهد وقال: الحق، الحق أقول لكم: إن واحدًا منكم سيسلمني. فنظر التلاميذ إلى بعضهم حائرين فيمَن قال عنه. وكان متكئًا على حضن يسوع واحد من تلاميذه الذي كان يحبه، فأومأ إليه سمعان بطرس أن يسأل مَن عسى أن يكون الذي قال عنه، فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له: يا سيد، مَن هو؟ أجاب يسوع: هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا بن سمعان الإسخريوطي. فدخل فيه الشيطان بعد اللقمة. فقال له يسوع: افعل ما أنت فاعل ولا تُبطئ. فلم يفهم أحد من المتكئين لماذا قال له ذلك. فظن بعضهم أن يسوع قال له اشترِ ما نحتاج إليه في العيد، أو أمره بأن يعطيَ شيئًا للفقراء لأن يهوذا كان مؤتمنًا على صندوق الدراهم. فتناول اللقمة وخرج من وقته، وكان الليل قد أظلم» (يوحنا، ١٣: ١–٣٠).

نلاحظ هنا غياب الإعدادات التي قام بها يسوع من أجل التهيئة للعشاء في أحد بيوت أورشليم، والمؤلف يضعنا دون مقدمات في مشهد العشاء عندما يقول: «وحين كان العشاء … إلخ» (يوحنا، ١٣: ٢)، كما أنه لا يحدِّد عددَ المشاركين باثنَي عشر كما فعل الإزائيون، لأنهم ربما كانوا عدا يسوع ثلاثة عشر بسبب وجود التلميذ الحبيب. أما مكان العشاء فمجهول ولكن المرجح أنه كان في بيت آخر للتلميذ الحبيب في أورشليم. كما نلاحظ غياب أي إشارة من يسوع أو من تلاميذه إلى أن العشاء كان عشاء فصح، كما هو الحال في روايات الإزائيين.

إذا انتقلنا إلى التقليد المرقسي لرواية العشاء الأخير، وهو التقليد الذي اتبعه متَّى ولوقا، نجد أن العشاء الأخير قد أُقيم في مساء يوم الخميس، وأن يسوع قد أعدَّ ترتيباتِه مسبقًا من أجل الاجتماع بتلاميذه في ذلك اليوم:

«في أول يوم من أيام الفطير، اليوم الذي تُقرَّب فيه ذبيحة الفصح، قال له تلاميذه: إلى أين تريد أن نمضيَ فنُعد لك عشاء الفصح لتأكله؟ فأرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما: اذهبا إلى المدينة فيلقاكما رجل يحمل جرة ماء فاتبعاه، وقولَا لرب البيت حيث يدخل: يقول المعلم أين غرفتي التي آكل فيها عشاء الفصح مع تلاميذي؟ فيريكما عُلِّيَّة كبيرة مفروشة مهيأة فأعدَّاه لنا هناك. فذهب التلميذان وأتيا المدينة فوجدا كما قال لهما وأعدَّا عشاء الفصح.»

«ولما كان المساء جاء مع الاثنَي عشر. وبينما هم على الطعام يأكلون قال يسوع: الحق أقول لكم إن واحدًا منكم سيسلمني، الآكل معي. فاستولى عليهم الحزن وأخذ يسأله الواحد بعد الآخر: أأنا هو؟ فقال لهم: إنه واحد من الاثني عشر، الذي يغمس معي في الصحفة. ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه، ولكن ويلٌ لذلك الرجل الذي يسلم ابن الإنسان، كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولد. وفيما هم يأكلون أخذ خبزًا وبارك ثم كسرَه وناولهم وقال: خذوا كلوا، هذا هو جسدي. ثم أخذ الكأس وشرب وناولهم فشربوا منها كلهم وقال لهم: هذا هو دمي الذي للعهد الجديد يُسفك من أجل كثيرين. الحق أقول لكم إني لا أشرب بعدُ من نتاج الكرمة حتى يأتيَ يومٌ فيه أشربه خمرة جديدة في ملكوت الله. ثم سبَّحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون.»

«فقال لهم يسوع: ستشكُّون فيَّ كلكم في هذه الليلة لأنه مكتوب: «سأضرب الراي فتتبدد الخراف»،١ ولكن بعد قيامي سأسبقكم إلى الجليل. فقال له بطرس: إن شك الجميع فأنا لا أشك. فقال له يسوع: الحق، الحق أقول لك، إنك اليوم في هذه الليلة قبل أن يصيح الديك مرتين تُنكرني ثلاث مرات. فقال بأكثر تشديد: لست بناكرك وإن قُضيَ عليَّ بأن أموت معك. وهكذا قال جميعهم» (مرقس، ١٤: ١–٣١).
على الرغم من توكيد مرقس هنا على أن العشاء الأخير كان عشاء فصح، إلا أن أثرًا باقيًا من القصة الأصلية يتمثل في رغيف الخبز الذي كسره يسوع، يدل على أن هذا العشاء لم يكن عشاء فصح. فقد وردت الكلمة الدالة على رغيف الخبز في النص اليوناني بصيغة Aratos التي تدل على رغيف خبز عادي مصنوع من عجين خمير، ولم تَرِد بصيغة Matzos الدالة على رغيف فطير مصنوع من عجين غير مخمر.٢ وبما أن الخبز الذي يتناوله اليهود عشية ذبح وتناول حمل الفصح يجب أن يكون فطيرًا، فإن عشاء يسوع هنا كان عشاءً أخيرًا وليس عشاء فصح.
كما نلاحظ وجود فارق يبدو للوهلة الأولى هامًّا بين رواية مرقس التي اقتفاها كلٌّ من متَّى ولوقا وبين رواية يوحنا، يتمثل في أن رواية يوحنا تفتقد إلى عنصر قيام يسوع بكسر الخبز وإعطائه لتلاميذه على أنه جسده، ثم إعطائهم كأس الخمر على أنها دمه. وقد توقف بعض الباحثين اليهود عند هذا الفارق٣ وخرجوا بنتيجة مفادها أن يسوع لم يؤسِّس لفكرة القربان المقدس وما يرتبط بها من طقس التناول،٤ وهو الطقس المركزي في المسيحية بعد طقس المعمودية. وفي الحقيقة فإن يسوع كان قد أسس لهذه الفكرة ولهذا الطقس قبل العشاء الأخير بوقت طويل (سنة على الأقل) في إنجيل يوحنا عندما قال: «أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم … مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياةٌ أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير» (يوحنا، ٦: ٥١–٥٤).

إذا انتقلنا إلى رواية متَّى نجدها تكرارًا لرواية مرقس مع فارقَين اثنين. يتمثَّل الفارق الأول في غياب عنصر الرجل الحامل الجرة من توجيهات يسوع بخصوص التحضير للعشاء، وبدلًا من ذلك فإن يسوع يحدد للتلميذين بيتا بعينه عليهما أن يتوجها إليه بنفسَيهما: «وفي أول يوم من أيام الفطير دنا التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: أين تريد أن نُعدَّ لك عشاء الفصح لتأكله؟ فقال: اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولَا له: يقول لك المعلم إن أجلي قريب وسأقيم عشاء الفصح عندك مع تلاميذي. ولما كان المساء … إلخ» (متَّى، ٢٦: ١٧–٢٠). أما الفارق الثاني فيتمثل في حوار قصير بين يسوع ويهوذا الإسخريوطي بعد أن أعلن لهم يسوع أن واحدًا منهم سيسلِّمه: «فقال يهوذا مُسَلِّمه: أأنا هو يا سيدي؟ فقال له: أنت قلت» (متَّى، ٢٦: ٢٥).

أما لوقا الذي كرر بدقة أيضًا رواية مرقس، فقد حافظ على عنصر الرجل الحامل الجرة، ولكنه أقحم على الرواية مقطعين؛ واحدًا في وسطها وآخر في نهايتها. فبعد أن أعلن يسوع لتلاميذه أن واحدًا منهم سيسلِّمه، وراحوا يتساءلون عمَّن يكون، يضيف لوقا على رواية مرقس المقطع التالي: «ووقع جدال بينهم مَن يُعَدُّ أكبرهم؟ فقال لهم (يسوع): إن ملوك الأمم يسودونها، والمتسلطون عليهم يُدعَون محسنين. أما أنتم فليس الأمر فيكم كذلك، بل ليكن الأكبر فيكم كالأصغر والمترئس كالخادم … إلخ» (لوقا، ٢٢: ٢٤–٢٦). ونلاحظ هنا أن نُتَفًا مما قاله يسوع عندما غسل أقدام تلاميذه في رواية يوحنا قد وصلَت إلى لوقا الذي بنى عليها هذا المقطع الذي يشير مؤداه إلى ما قاله يسوع في رواية يوحنا: «إذا كنت أنا السيد والمعلم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضًا أن يغسل بعضُكم أقدام بعض.»

وفي آخر الرواية يضيف لوقا بعد توكيد يسوع على نكران بطرس له المقطع التالي: «ثم قال لهم: هل أعوزكم شيء حين أرسلتكم بلا مزود ولا نعل؟ قالوا: لا. فقال لهم: أما الآن فمَن لديه مال فليأخذه، ومَن كان لديه مزود فليحمله، ومَن لم يكن لديه سيف فليبِع رداءه ويشترِه، لأني أقول لكم: إنه ينبغي أن يتمَّ فيَّ هذا المكتوب: «وأُحصي مع أئمة»، فقد حان أجَلي. فقالوا: يا رب، ها هنا سيفان. فقال لهم: يكفي» (لوقا، ٢٢: ٣٥–٣٨).

بعد استعراض هذه الروايات الخمس ومن ضمنها رواية بولس، هل بإمكاننا أن نُجيب عما إذا كان يسوع قد تناول عشاء الفصح؟ في الحقيقة نحن لا نتعامل هنا مع خمس روايات وإنما مع ثلاث فقط، هي رواية بولس ورواية مرقس ورواية يوحنا. لأن روايات متَّى ولوقا تقتفي عادةً أثرَ مرقس لا سيما فيما يتعلق بالمفاصل والأحداث الرئيسة في حياة يسوع، وهي هنا لا تعدو أن تكون نقلًا حرفيًّا عن مصدرها المشترك. هذا القاسم المشترك بين الإزائيين يُدعى في البحث الأكاديمي الحديث بالتلقيد المرقسي. ونحن إذا قارنا الروايات الثلاث المتبقية نجد أن شهادة التلقيد المرقسي فيما يخص العشاء الأخير تقف وحيدةً أمام شهادتَي بولس ويوحنا. والعشاء الذي تناوله يسوع مع تلاميذه لم يكن عشاء فصح.

١  وردت هذه الآية في سفر زكريا ١٣: ٧ من العهد القديم.
٢  حول معنى هاتين الكلمتين في اللغة اليونانية القديمة لغة الأناجيل راجع:
جيمس طابور: سلالة يسوع، ترجمة سهيل زكار، دمشق ٢٠٠٨م، ص٢٤٠.
٣  المرجع نفسه ص٢٤١–٢٤٩.
٤  التناول، أو الأفخارتسيا (من الكلمة اليونانية Eucharist وبالإنكليزية Mas) هو طقس يتناول خلاله المؤمنون من يد الكاهن الخبز وقد تحول رمزيًّا إلى جسد المسيح، والخمر وقد تحول إلى دمه.
لمزيد من التفاصيل حول هذا الطقس لا سيما في الكنيسة الكاثوليكية راجع كتاب:
Alan Watts, Myth and Ritual in Christianity, Thames and Hudson, 1983, Chapter 5.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤