يسوع في الفكر اليهودي

والتجديف على مريم
عندما أخذت الحركة المسيحية الناشئة تنتشر بين صفوف اليهود، سواء داخل فلسطين أم في المغتربات اليهودية بآسيا الصغرى ومصر واليونان وإيطاليا، لم يعمد الفكر اليهودي إلى مواجهتها بالجدل اللاهوتي والفلسفي، وإنما بإطلاق الشائعات التي تتهم السيدة مريم بالزنى وتصف ابنها بأنه ساحرٌ مشعوذ. فمنذ القرن الثاني الميلادي عرض لنا الكاتب سيلسوس الخصم اللدود للمسيحية في كتابه «الكلمة الصادقة» وجهةَ النظر اليهودية عن يسوع وأمِّه مريم، والتي تُلخصها هذه الفقرة من الكتاب، أوردها الكاتب المسيحي أوريجين في مؤلفه ضد سيلسوس:
«كان يسوع ابنًا لامرأةٍ غزَّالةٍ فقيرة تُدعى مريم، وهي زوجةٌ لرجلٍ يعمل في مهنة النجارة، ولكنها لم تُنجب بكْرها يسوع منه وإنما من جنديٍّ رومانيٍّ فارٍّ من الخدمة يُدعى بانتر. وعندما كَبِر يسوع سافر إلى مصر حيث اشتغل عاملًا مياومًا وتعلَّم هناك فنون السحر، وعندما عاد إلى فلسطين أعلن نفسه إلهًا، وجمع حوله أكثر الناس بؤسًا وإحباطًا وراح يجوب في شتى أنحاء فلسطين. ولما كشف اليهود حقيقةَ أمره طاردوه، ولكنه هام متخفيًا عن الأعين إلى أن تمَّ القبض عليه بخيانة من تلاميذه. وبعد أن نُفذ به حكم الإعدام سرق تلاميذه جثمانَه وادَّعوا بأنه قام من بين الأموات.» «وقد أورد حاخامات التلمود اليهودي خبرًا مشابهًا عن يسوع الذي دعوه ابن بانتر، وقالوا إن أمه مريم كانت تعمل ندافة، وأنها أنجبَته من عشيقها الوثني بانتر. وقد سافر إلى مصر وتعلَّم هناك فنون السحر. وعندما عاد حُوكمَ وأُعدمَ رجمًا بالحجارة ثم عُلِّق على خشبة عشية عيد الفصح.»١ وقد أشار مؤلفو التلمود في سياقات مختلفة بعد ذلك إلى يسوع تحت اسم يسوع بن بانتر أو ابن بانتيرا.
وقد ابتعث اليهود أسطورة الجندي بانتر أو بانتيرا في العصر الحديث عندما اكتُشفت مقبرةٌ رومانيةٌ في ألمانيا عام ١٨٥٩م (في بنغر بروك عند التقاء نهر ناهي مع نهر الراين)، احتوَت على عدة قبور لجنود رومان، على أحدها شاهدة قبر لجندي فينيقي خدَم طيلةَ حياته في الجيش الروماني، نُقشت عليها الكتابة التالية: «هنا يرقد تيبيريوس أبديس بانتيرا جندي من الكتيبة الأولى للرماة. من صيدا، عمره اثنان وستون عامًا. خدم مدة أربعين سنة.»٢ وقد أرجع الباحثون تاريخ هذا القبر إلى أواسط القرن الأول الميلادي.
في دراسته لهذا النقش يقول الباحث مورتون سميث في كتابه «يسوع الساحر»، بأن الاسم الأول هو تيمُّنًا باسم الإمبراطور تيبيريوس الذي خدم هذا الجندي في عهده، والاسم الثاني «أبدي»، أو «عبدي» في الأصل الفينيقي، هو اختصار للتعبير السامي «عبد شمس» أو شيء من هذا القبيل، والاسم الثالث هو الترجمة اللاتينية للاسم السامي «فهد». ثم يختم تعليقه بالقول: إن شاهدة القبر هذه ربما كانت الدليل المادي الوحيد المتوفر لدينا عن أسرة يسوع.٣
لقد وجد اليهود في شاهدة هذا القبر فرصةً ذهبية لإعادة فتح ملف يسوع باعتباره ابنًا غيرَ شرعيٍّ لمريم، وساهم العديد من مؤلفيهم في التعليق على النص المنقوش، في محاولة لتوكيد صحة ادعاءات التلمود القديمة بخصوص النسب الحقيقي ليسوع. وكان آخر هؤلاء آثاري يهودي يمارس التنقيب في المواقع الفلسطينية يُدعى جيمس تابور، وضع كتابًا نُشر عام ٢٠٠٦م تحت عنوان «سلالة يسوع» وتُرجم إلى العربية عام ٢٠٠٨م تحت العنوان نفسه. ولعل ظهوره باللغة العربية هو ما دعاني إلى بسط أفكار مؤلِّفه في هذا الحيز الضيق،٤ والتساؤل عن الفائدة من ترجمة هذا الكتاب الذي يهزأ بعقائد المسلمين والمسيحيين بخصوص طهرانية السيدة مريم، لا سيما وأن مترجمَه هو الدكتور سهيل زكار الباحث التاريخي المعروف الذي قدَّم لنا ترجمات مهمة أغنَت مكتبتَنا العربية.

يقول المؤلف: إن بانتيرا جاء من مدينة فينيقية على الساحل السوري لا تبعد كثيرًا عن موطن يسوع في الجليل. ونحن نعرف أن كتيبة الرماة التي يذكرها النقش قد وصلَت إلى دلماشيا في كرواتيا إبَّان العام السادس الميلادي قادمةً من فلسطين، ثم نُقلت إلى منطقة الراين/ناهي في العام التاسع للميلاد. قد يبدو من المستبعد للوهلة الأولى أن نتصور أن هذا النقش من بين آلاف النقوش المماثلة هو شاهدٌ على قبر والد يسوع، ولكن لا ينبغي لنا صرف النظر عن الأدلة الواضحة. فلقد كان صاحب هذا النقش جنديًّا رومانيًّا من أهل سوريا/فلسطين، ومن المنطقة الواقعة إلى الشمال من الجليل، وكان معاصرًا لمريم أو يسوع. وبِناءً عليه فنحن نمتلك الاسم الصحيح، والمهنة الصحيحة، والمكان الصحيح، والوقت الصحيح. وقد اقترح بعض الناس الذين تناولوا هذا الموضوع بأن الجندي كان قد اغتصب مريم خلال غمرة الاضطرابات السياسية التي حدثَت في فلسطين إبَّان تلك الفترة، وأن يوسف النجار خطيب مريم قد قدَّر هذه الظروف وكان على استعداد لتبنِّي الطفل كأنه ابنه. ولكنْ هنالك بديل ممكن وهو أن مريم قد حملَت من خلال علاقة حرة مع الجندي الروماني لا سيما وأنها كانت مخطوبة لرجل عجوز يكبرها سنًّا، وأن بانتيرا كان شابًّا في سنِّها تقريبًا. ومن المحتمل أن يكون قد غادر المنطقة عندما انتقلَت قطعته العسكرية عنها بشكل فجائي، ودون أن يعرف شيئًا عن حمل مريم. وعلى الرغم من أن مؤلفي إنجيل متَّى وإنجيل لوقا في قصتيهما عن الميلاد قد قالا لنا بأن مريم حملت بعد خطبتها، إلا أننا ينبغي ألا نأخذ ما قدماه على أنه الكلمة الأخيرة، فمن المحتمل أن مريم قد حملت أولًا وبعد ذلك قامت أسرتها بترتيبات زواجها من يوسف الذي قبِل بالوضع وهو عارفٌ بمسألة الحمل غير الشرعي.

ثم يستشهد المؤلف بعد ذلك بمقاطع من التلمود اليهودي، فيُورد لنا إشارات متعددة وردَت فيه تدعو يسوع بابن بانتيرا دون مزيد من الإيضاح، الأمر الذي يدل في رأيه على أن هذا اللقب كان شائعًا في منطقة الجليل وأن يسوع قد عُرف به. ثم ينتقل إلى القول بأن المؤلفين المسيحيِّين قد نظروا بشكلٍ جادٍّ إلى هذه التسمية التي كانوا يعرفونها، وعمدوا من جانبهم إلى تفسيرها. فقد قال إبيفانوس من القرن الثاني الميلادي في كتابه «ضد الهرطقات»: إن والد يوسف النجار كان معروفًا باسم يعقوب بانتيرا. وقال يوحنا الدمشقي من القرن الثامن الميلادي في كتابه «الإيمان القويم»: إن الجد الأعلى لمريم كان اسمه بانتيرا. وهذه المحاولات لإضفاء الشرعية على اسم بانتيرا تُظهر بوضوح أن هذا الاسم لم يكن ابتكارًا يهوديًّا هدفه التشهير بيسوع.

ثم إن المؤلف يسوق عددًا من الشواهد الإنجيلية التي يفسرها على هواه لدعم أطروحاته. فمؤلف إنجيل مرقس الذي لم يورد قصة الميلاد العذري وتجاهل وجود يوسف النجار جملةً وتفصيلًا، يضع على لسان أهل الناصرة قولهم بعد أن تعجبوا من حكمة يسوع: «أليس هذا هو النجار ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا» (مرقس، ٦: ٣). وهو يرى في دعوة يسوع بابن مريم إشارة إلى وجودِ أبٍ غير شرعيٍّ، لأن اليهود كانوا يشيرون إلى الأبناء بأسماء آبائهم لا بأسماء أمهاتهم. ولهذا فقد عمد مؤلف إنجيل متَّى الذي ظهر بعد إنجيل مرقس إلى إعادة صياغة كلام مرقس عندما قال: «أليس هذا هو ابن النجار؟ أليست أمُّه تُدعى مريم» (متَّى، ١٣: ٥٥)، وذلك في محاولة منه للالتفاف حول الفضيحة التي كانت معروفةً تمامًا لدى سكَّان قرية الناصرة في عقودٍ زمانية ماضية. وفي العادة نادرًا ما تموت الإشاعات، ومن الصعب أن تختفيَ تمامًا.

ويُرى في إنجيل يوحنا أشياء أكثر دقةً وتحديدًا. فعندما احتدم النقاش بين يسوع وناقديه اليهود قالوا له: «إننا لم نولد من زنا» (يوحنا، ٨: ٤١). وكأنهم غمزوا من قناته وأرادوا القول: «مثلك أنت». وفي موضع آخر هناك إشارة مبطنة ثانية، عندما قال اليهود بعد أن سمعوا وعظ يسوع: «أليس هذا هو يسوع بن يوسف الذي نحن عارفون بأبيه وأمه» (يوحنا، ٦: ٤٢). فلماذا ذكروا اسم يوسف أولًا ثم أضافوا بشكل فائض عن الحاجة: «الذي نحن عارفون بأبيه وأمه»؟

وهنالك قطعة أخرى من هذا اللغز يجدها المؤلف، وهي في رأيه واحدة من أكثر القصص غرابة في الإنجيل، أوردها لنا مؤلف إنجيل مرقس الذي دعا يسوع بابن مريم ولم يذكر يوسف النجار قط. فهو يحدِّثنا عن رحلة خفية قام بها يسوع من شواطئ بحيرة طبريا حيث كان يكرز في نواحي صور وصيدا: «ثم قام من هناك ومضى إلى تخوم صور وصيداء، ودخل بيتًا وهو لا يريد أن يعلم أحد، فلم يقدر أن يختفيَ لأن امرأة كان بابنها روح نجس سمعت به فأتَت وخرَّت عند قدمَيه … إلخ» (مرقس، ٧: ٢٤–٢٥) وهذا الخبر لم يَرِد عند متَّى ولوقا لأنهما لم يرغبا في أن يطرح أحدٌ السؤالَ البديهي، وهو لماذا ترك يسوع الجليل وسافر إلى منطقة صور وصيدا؟ وبيت مَن كان يعرفه يسوع ودخلَه بشكلٍ سريٍّ؟ هذا السؤال لا يُجيب عليه مؤلف كتاب «سلالة يسوع» تاركًا الجواب لفهم القارئ الذي لا بد أن يكتشف بقليل من التروي أن يسوع قد جاء لزيارة والده الفينيقي!

لم يكن يسوع ابن زنا فقط بالنسبة للمؤلف، ولكنه تسلسل أيضًا من سلالة كان عدد من أفرادها أولاد زنا. فسلسلة النسب التي قدمها لنا متَّى في مطلع إنجيله تحتوي على أربع نساء كان لهن علاقات خارج إطار الزوجية. وبما أن متَّى قد سمَّاهن بأسمائهن ولم يأتِ على ذكر غيرهن من النساء، فإن المؤلف يرى أن متَّى كان يقدِّم ضمنيًّا علاجًا لوضع مريم ويربطها بأولئك النسوة. وعلى الرغم من أن مؤلفنا لم يذكر أسماء النسوة ولم يتعرض لقصصهن، إلا أنني سأقدم فيما يلي نبذة مختصرة عنهن، لأوضِّح كيف نقل المؤلف فضائح التوراة الجنسية إلى كتاب العهد الجديد:
  • (١)
    تامار: كانت تامار زوجة الابن يهوذا الذي ينتسب إليه سبط يهوذا المعروف. وعندما مات زوجها أعطاها يهوذا لابنه الثاني الذي ما لبث أن مات أيضًا، فوعدها بتزويجها من الابن الثالث ولكنه ماطل في الوفاء بوعده. وعندما عرفت تامار أن حماها مسافر إلى مدينة تمنة لبعض أشغاله خلعت عنها ثيابَ ترمُّلها، ولبسَت مما تلبسه العاهرات وتغطَّت ببرقع، وجلست على جانب الطريق. فلما مرَّ بها يهوذا طلب أن يدخل عليها دون أن يعرفها. فقالت له: ماذا تعطيني إذا دخلتَ عليَّ؟ فقال: أعطيك جديًا من الماعز. فقالت: هل تعطيني رهنًا ريثما ترسل الجدي؟ فأعطاها خاتمه وعصابة رأسه وعصاه ودخل عليها. وبعد ثلاثة أشهر قيل ليهوذا إن تامار كنته قد زنت وهي الآن حامل. فقال يهوذا: أخرجوها واحرقوها، فأرسلت إليه تامار أشياءَه التي رهنَها عندها قائلةً: إني حاملٌ من صاحب هذه الأشياء، فعرف يهوذا أشياءَه وبرَّأها ثم تزوجها فولدت له ابنَين هما فارص وزارح (التكوين: ٣٨). ومن فارص تسلسل سلمون الذي تزوج بعد عدة أجيال من عاهرة تُدعى راحاب.
  • (٢)
    راحاب: وهي عاهرةٌ كانت تستقبل الرجال في بيتها بمدينة أريحا. وعندما اقترب يشوع بن نون خليفة موسى من المدينة لحصارها، أرسل أمامه جاسوسَين أضافَتهما راحاب وخبَّأَتهما لدى البحث عنهما، وكان بيتُها ملاصقًا لسور المدينة فأنزلَتهما بحبل من الكوة، وأخذت عليهما عهدًا ليتوسطا في إنقاذ حياتها إذا ما دخل العبرانيون المدينة، وقالت إنها ستربط على الكوة حبلًا من خيوط القرمز (وهو راية العاهرات منذ القدم) على كوتها التي أنزلتهما منها ليعرف المقتحمون بيتها ويتركوها بسلام. وعندما أخذ يشوع المدينة نجَت راحاب بخيانتها، وتزوجها سلمون سليل العاهرة الأولى تامار، فولدت له بوعز (يشوع: ٢–٤). وقد تزوَّج بوعز هذا فيما بعد من الفتاة السيئة السمعة راعوث.
  • (٣)
    راعوث: وهي فتاة مؤابية تزوجت رجلًا من سبط يهوذا كان متغربًا في مؤاب. ولما مات زوجها لصقت بحماتها نعمي ورافقَتها إلى بيت لحم في أرض يهوذا. وكانت مجاعة في الأرض فمضَت راعوث إلى حقلِ رجلٍ غنيٍّ من أقرباء حماتها يُدعى بوعز، وراحَت تلتقط بقايا الحصاد من التراب. فلما رآها بوعز أكرمها وأطعمها وأمر غلمانه ألَّا ينهروها. فعادت إلى حماتها وأخبرَتها بكرم صاحب الحقل. فقالت لها: اغتسلي وتدهني والبسي ثيابك وانزلي إلى البيدر، ولا تدعي الرجل يعرفك حتى يفرغ من الأكل والشرب. ومتى اضطجع فاعلمي المكان الذي يضطجع فيه وادخلي واكشفي ناحيةَ رجلَيه واضطجعي. ففعلت راعوث كما قالت لها حماتها. وفي الصباح قال بوعز لغلمانه ألَّا يقولوا لأحد أن راعوث قد باتت عنده. ثم تنتهي القصة بزواج بوعز من راعوث التي أنجبت له عوبيد جد داود (سفر راعوث).
  • (٤)
    بتشبع: بينما كان الملك داود يتمشَّى على سطح بيته في إحدى أمسيات الصيف، لمح امرأةً عارية تستحم في منزلها القريب، فشغُف بها وأرسل في اليوم التالي يسأل عن هويتها فقالوا له إنها زوجة الجندي الشجاع أوريا الحثي وهو يقاتل الآن في جيش الملك وراء نهر الأردن. فأرسل داود غلمانه وأتَوا بها عنوةً إليه فدخل عليها ثم أعادها إلى بيتها. وبعد مدة أرسلَت إليه تقول إنها حبلى منه. فكتب داود إلى قائد جيشه يقول: اجعلوا أوريا في مقدمة الحرب ثم ارجعوا من ورائه فيُضرب ويموت. وهكذا كان، وعندما علم داود بموت أوريا أرسل إلى بتشبع مَن يأتي بها وتزوجها فأنجبَت له سليمان (صموئيل الثاني: ١١)، وكان آخر المتسلسلين من سليمان هو يوسف «رجل مريم التي وُلد منها يسوع الذي يُدعى المسيح» (متَّى، ١: ١–١١).

وهكذا أنجبَت مريم ابنَها خارج نطاق الزوجية على منوال بقيَّة الزانيات في سلسلة نسب يسوع. ومتَّى في رأي مؤلفنا يصف حالة واقعية كان يعرفها تمام المعرفة.

لم أعالج في هذا الحيز الضيق سوى أفكار المؤلف بخصوص ميلاد يسوع وأخلاقِ أمِّه مريم، وهي مبسوطة في الفصل الثالث. أما بقية الكتاب فعلى الرغم من تنوُّع موضوعاتها إلا أنها تهدف في النهاية إلى إقناع القارئ بأن يسوع قد عاش ومات على العقيدة اليهودية، وأن مذهبه لم يكن إلا تنويعًا على الخلفية المذهبية التوراتية. فيسوع ليس مؤسس المسيحية، بل بولس الذي فسَّر يسوع بما يتلاءم مع الروح الدينية اليونانية والرومانية. هذه الأفكار ليست بالجديدة، والمؤلفون اليهود ما زالوا يعزفون على هذا الوتر منذ قرن مضى، من أجل تقويض الإيمان المسيحي والكنيسة المسيحية.

والسؤال الذي أوجِّهه أخيرًا إلى المترجم وإلى الناشر هو: هل بذلتم كل هذا الورق والجهد من أجل إنتاج كتابٍ يُسمعنا بآذاننا شتائم اليهود الذين لم يشفوا غليلهم بعدُ من يسوع–عيسى عليه السلام وأمه التي اصطفاها الله على نساء العالمين؟

١  أس. سفينسكايا: المسيحيون الأوائل، ترجمة حسان إسحاق، دار علاء الدين، دمشق ٢٠٠٦، ص٦٦–٦٧.
٢  Desmond Stewart, The Foreigner, H–H, London, 1981, p. 17.
٣  Morton Smith, Jesus the Magician, New York, 1972, p. 47.
٤  راجع الفصل الثالث من كتاب جيمس طابور: سلالة يسوع، ترجمة د. سهيل زكار، دار قتيبة، دمشق، ٢٠٠٨م.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤