استبدال الطائرة!

وعلى أرض المطار كانت تقف طائرة أخرى … تستعد للإقلاع … وظنوا أنهم سينتقلون من طائرتهم إلى هذه الطائرة …

إلَّا أنَّ سيارة جيب حضرَت إليهم … وبها ضابطان، طلبَا منهم الذهاب معهما لمقابلة قائد المنطقة …

وفي ميناء ملحق بالمطار … استقبلهم بعضُ أعضاء المنظمة، وأخبروهم أنَّ طائرة أخرى ستتحرك بهم، ولكن إلى «الهند» … وليس إلى جزيرة التمساح كما كان مقررًا من قبل.

وظنَّ «أحمد» أن العملية أُلغيت … فسألهم قائلًا: وهل ستبدأ العملية من «الهند»… أم أنها أُلغيت؟

فأجابه قائد المنطقة قائلًا: لا، العملية لم تُلْغَ حتى الآن … إلا إذا كان لكم رأيٌ آخر.

أحمد: ليس لنا رأيٌ غيره … فقد خرجنا من «مصر» لإتمام المهمة … ولن نعود دون إتمامها …

القائد: أمر جيد … ولكنَّ هذا الجزء من العملية … سنكتفي فيه بدخولكم إلى جزيرة التمساح … فهذا وحده يعتبر إنجازًا.

أحمد: هل هذه أوامر قائد المنظمة؟

قائد المنطقة: طبعًا.

أحمد: ومتى سنبدأ التحرُّك؟

قائد المنطقة: الآن. وهناك طائرة تستعد للإقلاع في انتظاركم.

أحمد: شكرًا لك أيها القائد.

وقام القائد بتحية بقية المجموعة … قبل أن تحملَهم السيارة الجيب المكشوفة إلى أرض المطار مرة أخرى … حيث كانت الطائرة قد أكملت استعدادها للإقلاع.

وتوقَّفت السيارة الجيب بجوار سُلَّمها … وانتقل الشياطين من السيارة إليها … وصفَّرت محركاتُها … وارتفع طنينُ مراوحها … وما إن أغلق بابها حتى قلَّ ضجيج محركها بدرجة كبيرة.

وأتاهم صوتُ قائدهم يرحب بهم … ويتمنَّى لهم رحلة سعيدة … ويطلب منهم ربط الأحزمة …

وانطلقَت الطائرة تجري على الممر في سرعة شديدة، ثم انحنَت لأعلى … وارتفعَت في الهواء كالصاروخ.

واقتربَت المضيفة من «أحمد»، وقالت له: الكابتن يطلبك.

وابتسم «عثمان»، وقال: لقد أصبحت جملة الكابتن يطلبك تعني أنَّ هناك مشاكل.

ريما: هذا إذا قيلت ﻟ «أحمد».

ونظر لهما «أحمد» وقال: الحمد لله أنَّ الكابتن لا يطلبك أنت.

وأثارَت كلماتُه أعصابَ «عثمان»، فقال له في عصبية: ماذا تعني؟

ولم ينتظر لكي يُجيبَه، بل قام وانصرف مع المضيفة إلى أن وصل إلى كابينة القيادة، ففتحت له … وتركته يدخل … وصوت قائد الطائرة يصلها طالبًا شايًا لكلٍّ منهما. وما إن أغلقَت باب الكابينة، حتى قال القائد: «أحمد» … نحن لن نذهب إلى «الهند».

فسأله «أحمد» مندهشًا: هل هو اختطاف آخر؟

القائد: لا، بل أوامر.

أحمد: لقد أخبرني قائد المطار السري بغير ذلك.

القائد: إنها الأوامر.

أحمد: وإلى أين سنذهب إذن؟

القائد: سيتم إنزالكم على يختٍ خاصٍّ بالمنظمة.

أحمد: وأين يقف هذا اليخت؟

القائد: بالقرب من جزيرة التمساح المقدس.

ابتهج «أحمد» لسماع هذا الخبر … فهو يفضِّل الوصول إلى قلب الأحداث مباشرة، ونظر إليه القائد مليًّا، وقال له: قلبي معكم؛ فالمهمة خطيرة.

أحمد: هل تعرفها؟

القائد: لا … ولكن هذه السرية تعني أن المهمةَ خطيرة … والمكان الذي سيتم إنزالكم فيه خطيرٌ … ألَا يعني ذلك أن المهمة خطيرة؟

أحمد: معك حقٌّ … وهل اقتربنا من الجزيرة؟

القائد: أمامنا أكثر من خمس ساعات حتى نَصِل إليها.

أحمد: أليس لديك أوراق لنا؟

القائد: لا، ولكن لديَّ أسطوانة كمبيوتر، وستحصلون عليها أثناء إنزالكم على اليخت.

أحمد: وأين الكمبيوتر … هل هو موجود على اليخت أيضًا.

القائد: لا … بل هنا، وستحصل عليه مع الأسطوانة.

أحمد: هل هو صغير الحجم؟

القائد: جدًّا …

اكتفى «أحمد» بما دار بينه وبين الكابتن … وطلب منه مغادرة كابينة القيادة، وعاد إلى زملائه يحكي لهم عن الجديد في المهمة.

ومرَّت الساعات الخمس في مداولات ومشاورات بين «أحمد» وزملائه … إلى أن أرسل قائد الطائرة يطلبه.

وما إن شعر به داخل الكابينة حتى قال له: ها هي الجزيرة.

وعن بُعد شاهد نقطةً صفراء تقع وسط خضمٍّ من المياه … فسأله قائلًا: وأين اليخت؟

القائد: سنقوم بالاتصال به.

أحمد: وأين يختفي، وأنا لا أرى تحتي إلا المحيط؟

القائد: إننا نحارب أخطر العقول العلمية.

أحمد: تقصد أن هناك مفاجآت؟

القائد: نعم.

أحمد: وهل نستعد الآن للهبوط؟

القائد: نعم.

أحمد: وهل الطائرة مجهَّزة للهبوط في الماء.

القائد: لا …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤