تقدير وشكر

نوهت، في آخر الطبعة الأولى لهذا الكتاب؛ بما بذله لي المغفور له محمد طلعت حرب باشا، وكان يومئذ مدير بنك مصر وشركاته، من مختلف صور العون، فكان له فضل معاونتي أكبر المعاونة في الإسراع إلى إصدار الكتاب وفي أن أجعل من نسخ تلك الطبعة العشرة الآلاف ألفًا للجمعية الخيرية الإسلامية. ونوهت كذلك بتأنق المرحوم محمود بك خاطر — مدير مطبعة مصر يومئذ — تأنقًا أظهر الكتاب لقرَّائه في خير ثوب له. وذكرت معاونة المرحوم الأستاذ عبد الرحيم محمود المصحح بدار الكتب في تصحيح الكتاب وضبط الأعلام والآيات فيه، كما ذكرت ما للأساتذة الخطاطين محمد حسني، وسيد إبراهيم، والمرحوم مصطفى بك غزلان من فضل في تنسيق صحفه الأولى، وما للأساتذة إبراهيم الأبياري، وعبد الحفظ شلبي والشيخ أحمد عبد العليم البردوني، وعلي أحمد الشهداوي، المصححين بدار الكتب، من مجهود في وضع فهارسه. وأشرت إلى الأستاذ علي فودة الذي كان عوني وعون الأستاذ عبد الرحيم محمود في التصحيح. واعتذرت لسائر من عاونوني عن عدم ذكر أسمائهم مخافة أن يجني النسيان على بعضهم، وكررت الشكر لهؤلاء جميعًا حين صدرت الطبعة الثانية.

وقد تواتر العون منذ ظهور الطبعة الأولى إلى أن تمت الطبعة الثانية من كثيرين لا أنسى لهم فضلهم. فقد تفضل الأستاذ الشيخ أحمد مصطفى المراغي — وكان يومئذ مدرسًا بكلية اللغة العربية بالأزهر — فراجع الكتاب في نسخته الخاصة وبعث بها إليَّ وعلى هوامشها بعض ملاحظات لغوية أخذت بالكثير منها في الطبعة الثانية. كذلك أرسل إليَّ غير واحد مثل هذه الملاحظات، فأعرتها ما هي جديرة به من العناية. وأرسل إليَّ بعض الأصدقاء مؤلفات لهم راجعتها، واستعنت بها. من ذلك كتاب صديقي الفلسطيني الأستاذ إسعاف النشاشيبي «الإسلام الصحيح». ومنها كتابان للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، أحدهما «مفتاح كنوز السنة» الذي ترجمه عن المستشرق فنسنك ثم أكمله، والآخر «تفصيل آيات القرآن الحكيم» الذي وضعه على نظام المستشرق جول لابوم. وهذا الكتاب الأخير جم الفائدة لكل من أراد الرجوع إلى القرآن في مباحثه؛ فهو يجمع ما جاء في الكتاب في كل موضوع جمعًا دقيقًا نظامه غاية الدقة. وقد رجعت فيما خلا ذلك إلى كتب أخرى أضفتها إلى سجل المراجع.

ومنذ بدأت الطبعة الثانية بمطبعة دار الكتب رأيت رجال الدار جميعًا يبدون من العناية بالكتاب ما لا يبدي إنسان أكثر منه لو أن الكتاب كان كتابه. كان ذلك شأن مدير الدار يومئذ الأستاذ محمد «بك» أسعد براده، ومدير المطبعة الأستاذ محمد نديم، وشأن القسم الأدبي كله بدار الكتب برياسة المرحوم الأستاذ أحمد زكي العدوي. وكم من مرة شاركني رجال هذا القسم الأدبي في تحقيق بعض مسائل اختلفت عليها كتب الحديث وكتب السيرة، كي تصل إلى غاية ما يستطاع من الدقة والضبط! وكم من مرة اشتركنا في تحقيق لفظ من الألفاظ، أو تركيب من التراكيب من حيث اللغة وعلومها، لننفي كل دخيل على الكتاب ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا. والقسم الأدبي هو الذي وضع من هوامش الكتاب التنبيه إلى مواضع الآيات من سور القرآن، وشرح بعض الألفاظ اللغوية التي رآها في حاجة إلى الشرح.

وقد تفضل المغفور له الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي فاطلع على ما جد في الطبعة الثانية من فصول.

أما العناية بالطبع وإخراج الكتاب لقرائه على ما رأوه من دقة وتأنق فيرجع فضلها إلى الأستاذ محمد نديم مدير المطبعة وإلى أعوانه من رجال الفن في الطباعة. وهم في ذلك إنما يعملون بقوله عليه والسلام: «إن العبد إذا عمل عملًا أحب الله أن يتقنه.»

ورأيت حقًّا عليَّ، عند الطبعة الثالثة، أن أضاعف الشكر لرجال دار الكتب وللقائمين على مطبعتها. فقد حالت مشاغلي دون الاشتراك في هذه الطبعة بأكثر من مراجعة التجارب الأخيرة والإذن بالطبع. فأما ما خلا ذلك من وضع عناوين الصفحات ومن المزيد في دقة الضبط، فالفضل فيه لهم، ولما بيني وبين رجال الدار جميعًا، وعلى رأسهم مديرها يومئذ الدكتور منصور فهمي باشا من مودة صادقة.

لذلك فإن كل شكر أبذله لهم وكل تقدير مني لجميلهم دون مجهودهم قدرًا؛ فليتولَّ الله جزاءهم على حسن صنيعهم. وعنده جل شأنه حسن الجزاء.

واليوم، ولمناسبة هذه الطبعة الرابعة التي طبعت من جديد بمطبعة مصر، أرى حقًّا عليَّ أن أشكر للأستاذ يوسف بهجت مدير المطبعة، وللأستاذ محمد إبراهيم عثمان رئيسها، ولجميع رجال مطبعة مصر ما بذلوا من همة وعناية، حتى خرج الكتاب في هذا الثوب القشيب من الدقة وجمال الطبع وأناقته. كما أشكر للأستاذ أحمد عبد العليم البردوني معاونته الصادقة في ضبط فهرس هذه الطبعة.

وفي هذه الطبعة الخامسة يسرني أن أشكر للدكتور سيد نوفل — مدير الإدارة التشريعية بمجلس الشيوخ — دقة المراجعة لتجاربها ولتجارب الطبعة الرابعة.

وأحمد الله وأرجو أن يوفقنا للخير ولحسن أداء واجبنا في الحياة.

محمد حسين هيكل
figure

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤