الكتاب الثاني

٣٧

السقوط

أسمى الفضائل١ لا تعرف شيئًا عن الفضيلة
من أجل هذا توجد الفضيلة.
أدنى الفضائل تتشبث بالفضيلة
من أجل هذا تفتقد الفضيلة.
أسمى الفضائل لا تعمل أبدًا
وليس لديها هدف تعمل من أجله.
أدنى الفضائل تعمل
ولها كذلك هدف تعمل من أجله.
أسمى درجات الإنسانية تعمل
ولكن ليس لديها هدف تعمل من أجله.
أسمى درجات العدالة تعمل
ولكن لها هدفًا، تعمل من أجله
أسمى درجات التأدب والخلق٢ تعمل
وإذا لم يستجب لها أحد
شمَّرت عن أكمامها وفرضت نفسها على الغير.
حقًّا،
من يفقد الطريق (التاو)،٣
يصبح بعد ذلك فاضلًا.
من يفقد الفضيلة
يصبح بعدها عادلًا،
من يفقد الخلق
يصبح بعدها عليمًا بالشعائر والطقوس.
والعلم بالشعائر والطقوس
هو قشرة الأمانة والوفاء،٤
ومبدأ الشقاق.
قد يكون التنبؤ
هو زهرة الطريق
ولكنه هو أصل الحماقة،
لذلك فالرجل العظيم، الناضج٥
يعتمد على الجذع القوي
ويترك الفرع الذابل،
يأخذ بالثمرة
ولا يأخذ بالزهرة
حقًّا،
دع ذلك! وخذ بهذا!٦

٣٨

الواحد

القدماء امتلكوا الواحد،٧
السماء امتلكت الواحد
فصفت.
الأرض امتلكت الواحد
فسكنت.٨
الأرواح امتلكت الواحد
فوهبت لها النفس.٩
وديان الأنهار أعطيت الوحدة
فامتلأت.
الكائنات العشرة آلاف امتلكت الواحد
فعاشت ونمت.
الأمير والملك امتلكا الواحد
فبسطا على مملكة الأرض النظام.١٠
الذي فعل هذا، هو الواحد.
لو افتقدت السماء ما تصفو به
لانشقت.
لو افتقرت الأرض إلى ما تسكن١١ به
لزلزلت.
لو أعوز الأرواح، ما ينفخ فيها النفس
لتحللت.
لو لم تجد الوديان ما تمتلئ به
لتلاشت.
لو لم تجد الكائنات العشرة آلاف ما يحييها
لفسدت.
لو افتقد الأمير والملك من يكرمهما ويرفع من شأنهما
لانهار حكمهما.
حقًّا.
الشرف جذره الاتِّضاع
الارتفاع كعبة الضعة.١٢
من أجل هذا يدعو الأمراء والملوك أنفسهم
باليتامى، والعجزة، والفقراء.١٣
أليس هذا لأنهم يتخذون من الاتضاع جذرًا لهم؟١٤
حقًّا،
من يبالغ في الترَّفع
لا يرتفع إلا قليلًا.١٥
لا تشتهِ أن تبرق كالجوهرة
ولا أن ترن كالحجر الرَّنان!

٣٩

مبدأ العود

العود فعل الطريق
الوداعة تأثيره
من الوجود تأتي أشياء هذا العالم١٦
والوجود يأتي من عدم الوجود.

٤٠

أخلاق الطاوي

عندما يسمع معلم من درجة عالية بالطريق
فهو يحاول أن يسير على هداه.١٧
عندما يسمع معلم من درجة متوسطة بالطريق
فهو يسير عليه مرة ويتخلى عنه مرة.
عندما يسمع معلم من درجة دنيئة بالطريق
فهو يضحك عليه بغير صوت مسموع.١٨
ولو لم يضحك أحد على الطريق
لما كان خليقًا بأن يكون هو الطريق.
من أجل هذا تقول الكلمات المأثورة:
إضاءة الطريق تشبه الظلام،
السبق على الطريق يبدو كالتراجع إلى الوراء.
تسوية الطريق تبدو أشبه بعدم الاستواء.
أسمى الفضائل تشبه الوادي.١٩
أعظم المجد أشبه بالعار،
أوسع الفضائل تبدو ضيقة.
أشد الفضائل ثباتًا تحسب نفسها غير ظاهرة.
الحقيقة الكاملة تبدو كأنها في زوال،
المربَّع العظيم يخلو من الزوايا.٢٠
الجهاز العظيم يتم في وقت متأخر.
الإناء العظيم نادرًا ما يكون له رنين.٢١
الصورة العظيمة لا شكل لها.
الطريق يتخفى ولا اسم له
طوبى! الطريق وحده يمنح القوة والكمال.

٤١

الطريق أوجد الوحدة.
الوحدة أوجدت الثنائية.
الثنائية أوجدت التثليث.٢٢
التثليث أوجدت الكائنات العشرة آلاف.
الكائنات العشرة آلاف تحمل «ين» المعتم على ظهورها
«كما تحمل» «يانج» المضيء بين ذراعيها.٢٣
نفس الخلاء يؤلف بينها.
ما يكرهه البشر
هو اليُتم، والقلة، والعجز
ومع ذلك فإن الملك والأمير يسميان نفسيهما بهذه الأسماء.
حقًّا، إن الكائنات:٢٤
من الناس من يقلل منها فتتكاثر،
ومن الناس من يكثر منها، فتقل.
ما يعلِّمه الناس
أعلِّمه أنا أيضًا.
المتجبر لا يموت ميتة طيبة.
هذا ما نريد أن نجعل منه معلِّمنا الروحي.

٤٢

أشد المواد ليونة

أشدُّ المواد ليونة
يلحق في السباق بأشدِّها صلابة،
وما ليس له وجود
ينفذ في ما لا ثغرة فيه.٢٥
من ذلك نعلم
فضل عدم الفعل.٢٦
أن تعلِّم بغير أن تتكلَّم.
أن تزداد بغير أن تفعل.
شيء يندر أن يصل إليه الإنسان
في هذا العالم.

٤٣

كُن قنوعًا

المجد أو الجسد أيهما أقرب إليك؟
الجسد أو المتاع أيهما أكثر قيمة من صاحبه؟
الكسب أو الخسارة أيهما أعظم شرًّا؟
من أجل هذا
من يحب كثيرًا، يعطي كثيرًا.
من يُخزن الكثير، يفقد الكثير.
من يعرف القناعة، لا يلحقه عار.
من يعرف متى ينبغي عليه أن يتوقف
لا يتعرض لأذًى.
إنه يستطيع أن يعمَّر طويلًا.٢٧

٤٤

السكون

أعظم الأشياء حظًّا من الكمال يبدو متصدعًا،
غير أن الاستعمال لا يناله بالبلى.
أكثر الأشياء امتلاءً يبدو فارغًا،
غير أنه بالاستعمال لا ينفد عطاؤه.
أشد الطرق استقامة يبدو كالمعوج.
أعظم الناس ذكاءً يبدو كالغبي،
أفصح الناس يتهته كالأبكم.
بالاندفاع تغلب البرودة،
بالسكون تغلب الحرارة.
بالطهارة والسكينة
تجعل مملكة الأرض عادلة.٢٨

٤٥

خيول السباق

عندما تسير مملكة الأرض على هدى الطريق
تستخدم خيول السباق في حمل السباخ.٢٩
وعندما تضل مملكة الأرض عن الطريق
تُربي خيول الحرب نفسها في ضاحية المدينة.٣٠
ما من ذنب أعظم
من أن يستسلم المرء لشهواته.
ما من شرٍّ أكبر
من أن يجهل الإنسان القناعة.
ما من عيب أخطر
من أن يسعى الإنسان إلى الكسب.
حقًّا،
من وجد الكفاية فيما يكفيه
فسوف يجد على الدوام ما يكفيه.٣١

٤٦

السعي وراء المعرفة

بغير أن تغادر باب بيتك
تستطيع أن تعرف كل شيء تحت السماء.
بغير أن تتطَّلع من نافذتك
تستطيع أن ترى طريق السماء.
كلما ازداد سعينا إلى المعرفة
قلَّت معرفتنا.
لذلك يصل الحكيم، بغير أن يسافر بعيدًا
ويفهم دون أن ينظر،
ويحقق كل شيء
بدون أن يعمل شيئًا.

٤٧

اغزُ العالم بدون أن تعمل

اسعَ إلى المعرفة
تزدد يومًا بعد يوم.٣٢
اسعَ إلى الطريق
تفقد يومًا بعد يوم.
أن تفقد وتفقد.٣٣
حتى تبلغ عدم-الفعل.
ابقَ بغير عمل
ولن تجد شيئًا لم يُعمل.
إن أردت أن تملك المملكة
فكن على الدوام بلا عمل!
لأن من يعمل
يعجز عن امتلاك المملكة.٣٤

٤٨

قلب الشعب

الحكيم ليس له قلب يختص به،
بل يعد قلب الشعب قلبه.
«أنا خيِّر مع الأخيار
ومع الأشرار أيضًا خيِّر»
بذلك يتلقى الخير.
«أنا أصدِّق الصادقين
والكاذبين أيضًا أصدِّقهم.»
بذلك أتلقى الثقة.
الحكيم يقيم في المملكة والخوف يملأ قلبه.
من أجل المملكة يبلِّد حسه.
الأجناس المائة تسدد أبصارها وأسماعها إليه.
وهو يلقى الجميع وكأنهم أطفاله.٣٥

٤٩

الخروج حياة، الدخول موت.٣٦
رفاق الحياة ثلاثة عشر.
رفاق الموت ثلاثة عشر.٣٧
المواضع المميتة في إثارة الحياة لدى الإنسان
هي كذلك ثلاثة عشر.٣٨
من أين يأتي هذا؟
من أنه يحيا حياته في عنف وامتلاء.٣٩
ذلك أنني سمعت:
أن من يعرف كيف يحافظ على حياته
يجوب الريف ولا يلتقي بخرتيت ولا نمر،
يدخل المعركة ولا يحمل درعًا ولا سلاحًا،
لا يجد الخرتيت الذي يغرز قرنه فيه.٤٠
لا يجد النمر الذي ينشب مخالبه فيه،
لا يجد السلاح الذي ينفذ حدَّه فيه.
ومن أين يأتي هذا؟
من أنه وراء الموت.٤١

٥٠

الفضيلة الصوفية

الطريق يلد،
الفضيلة ترعى،
الكائنات تشكل،
القوة تتمُّ.٤٢
لذلك فليس من بين الكائنات العشرة آلاف
من لا يحترم الطريق، ويكِّرم الفضيلة.
ما من أحد قد أمر بهذا
أبدًا يحدث هذا من تلقاء نفسه.
حقًّا،
الطريق يلدها،٤٣
الفصيلة ترعاها،
تدبِّر أمرها وتُعنى بها،
تزيد منها وتدعمها،
تغذيها وتحميها.
أن تلد،٤٤ ولا تملك،
أن تفعل ولا تعوِّل على فعلك،
أن تدبر ولا تسود،
هذا ما يسمى بالفضيلة الصوفية.

٥١

سرقة المطلق

مملكة الأرض لها مبدأ:
يمكن أن ندعوه أم مملكة الأرض
من وجد أمه يومًا
عرف أنه ابنها.
من عرف يومًا أنه ابن
تفانى في حرصه على الأم،
وإذا أسقط جسده، صار في مأمن من الخطر.٤٥
من سد سكَّته
وأوصد بواباته
لم يشقَ بجسده إلى نهاية الحياة.٤٦
من فتح سكَّته،
ورعى أعماله
لم ينجُ جسده إلى آخر الحياة.
رؤية أصغر الأشياء هي التجلي.
المحافظة على الوادعة هي القوة.
من يستعمل نوره
لكي يهتدي إلى التجلي
فهو لا يخسر شيئًا، وإن أصاب الشر جسده.٤٧
هذا ما يدعونه
الاتصال بالأبدي.٤٨

٥٢

الموظفون وقطَّاع الطريق

لو كنت أملك المعرفة القليلة.٤٩
وسرت على الطريق العظيم،
لما خفت شيئًا
كخوفي من أن أحيد عن الطريق.
لأن الطريق العظيم معبَّد ومأمون
لكن الناس يؤثرون الطرق الجانبية.
البلاط٥٠ يعج بالأبهة
بينما الحقول تملؤها الأعشاب الضارة.
مخازن الغلال فارغة،
والموظفون يتدثرون بالثياب الزاهية،
ويتحزمون بالسيوف الغالية،
ويتخمون بطونهم بالطعام والشراب،
ولديهم من الثروة والمتاع ما يفيض عن حاجتهم.
هذا معناه تجبُّر قطَّاع الطريق
لا يمكن أن يكون هذا الطريق!٥١

٥٣

الفرد والدولة

ما يُزرع زرعًا حسنًا، لا يجتث،٥٢
ما يُقبض عليه قبضة ثابتة لا يفلت.٥٣
هكذا تتصل الأضحية من الولد إلى الحفيد
بغير انقطاع.٥٤
ارعَ «هذه الفضيلة» في نفسك،
وسوف تكون فضيلة حقة.
ارعَ «هذه الفضيلة» في بيتك،٥٥
وسوف تعم فضيلتك.
ارعَ «هذه الفضيلة» في موطنك٥٦
وسوف تترعرع وتنمو.٥٧
ارعَ «هذه الفضيلة» في سائر المملكة
وسوف تزدهر فضيلتك.٥٨
ارعَ «هذه الفضيلة» في العالم٥٩
وسوف تشمل الجميع على السواء.٦٠
حقًّا،٦١
بنفسه يحكم المرء على نفوس الآخرين؛٦٢
ببيته يحكم المرء على البيوت،
بموطنه يحكم المرء على المواطن،
ببلده يحكم المرء على البلاد،
بالمملكة يحكم المرء على مملكة الأرض.
ومن أين نعرف أن مملكة الأرض كذلك؟
عن هذا الطريق.

٥٤

أخلاق الطفل

كمال من يجمع الفضيلة في نفسه.٦٣
أشبه بكمال طفل حديث الولادة.
النحل، والعقارب، والحيات لا تلدغه؛٦٤
الوحوش لا تعتدي عليه.
الطيور الجارحة لا تنقضُّ عليه.٦٥
عظامه لينة، وأوتاره ضعيفة
ومع ذلك فقبضته قوية.
لم يعرف شيئًا بعد عن اتحاد الذكر والأنثى
ومع ذلك فإن أعضاءه تامة التكوين.٦٦
تلك هي ذروة طاقة البذور.٦٧
يصيح طول اليوم
ومع ذلك لا يبحُّ صوته،
تلك هي قمة الانسجام الطبيعي.
معرفة الانسجام معناها أن تكون أبديًّا.
أن تكون أبديًّا معناه أن تكون متجليًا.٦٨
أما أن تزيد٦٩ من الحياة فمعناه: أن تجلب نذر الشر.
أن تنظم التنفس عن شعور واعٍ معناه أن تشتهي القوة.
«ذلك أن» الكائنات تهرم
حين تبلغ ذروتها.٧٠
هذا ما يدعونه على خلاف الطريق.
وكل ما كان على خلاف الطريق فسوف ينتهي سريعًا.٧١

٥٥

وراء الشرف والعار

الذي يعرف لا يتكلم،
الذي يتكلم لا يعرف،
يسد سكته،
يغلق أبوابه،
يفل حده،
يفك عقدته،
يخفف لمعانه،
يجمع رماده.٧٢
هذا ما يسمى بالوحدة الصوفية.٧٣
من أجل ذلك فالحكيم
لا يستطيع الحب أو الكره أن يلمسه
ولا النفع أو الضر أن يدركه،
ولا الشرف أو العار أن ينال منه
لذلك فهو أكثر الناس حظًّا من التكريم في المملكة.

٥٦

فن الحكم

الممالك لا تحكم إلا بالحق
الأسلحة لا تشرع إلا بالباطل
اكسب المملكة عن طريق عدم-الفعل
ومن أين لي أن أعلم أن الأمر كذلك؟
عن هذا السبيل
كلما زاد في المملكة الحظر والتحريم ازداد الشعب فقرًا.
كلما زاد عدد الأسلحة الحادة بين الناس
ازداد الاضطراب في بيت الحاكم.
كلما ازداد الناس مكرًا ودهاء
ازداد الإخلال بالنظام.
كلما زاد عدد القوانين والتعليمات،
زاد عدد اللصوص وقطاع الطرق.
لذلك يتكلم الحكيم (فيقول):
أنا لا أفعل شيئًا، والشعب يتحسن من تلقاء نفسه.
أنا أحب السكينة، والشعب يهتدي بنفسه إلى النظام.
أنا لا أمارس تجارة، والشعب يصبح من نفسه غنيًّا
أنا لا أشتهي شيئًا
والشعب يعود من نفسه إلى الفطرة.٧٤

٥٧

عندما يكون الحاكم كسولًا وضيق الحيلة
يكون الشعب سعيدًا وقرير العين.٧٥
عندما يكون الحاكم نشيطًا وحازمًا،
يكون الشعب بائسًا وساخطًا.٧٦
النعمة، آه! تعتمد على سوء الحظ،
سوء الحظ، آه! يقوم على النعمة.٧٧
من ذا الذي يعرف أين تقع حدود كليهما؟٧٨
حيث يكون المستقيم دائمًا إلى جانب المعوج
ويتجاور الخير مع الشر
لا شك أن الإنسانية قد أبعدت في
الضلال.٧٩
من أجل هذا، كان الحكيم
مربع «الأطراف»٨٠ بغير أن يكون قاطعًا،
ذا زوايا،٨١ بغير أن يقطع.٨٢
مستقيمًا، بغير أن يتمدد.٨٣
مشرقًا، بغير أن يظهر نوره.٨٤

٥٨

لأجل أن تحكم الناس،
لأجل أن تخدم السماء،
ما من شيء أفضل من التدبير.٨٥
طوبى! هذا التدبير معناه أن تقي نفسك.٨٦
أن تقي نفسك معناه أن تضاعف من الفضيلة.٨٧ المخزونة
وعندما يضاعف إنسان من الفضيلة المخزونة
لا يوجد شيء، يعجزه أن يقهره
وحين لا يوجد شيء، يعجزه أن يقهره
فإن أحدًا لا يعرف حدوده.
ومن لم يعرف أحد حدوده
فهو قادر على أن يحكم البلاد.٨٨
ولكن من يملك البلاد ويذهب إلى الأم٨٩
فهو وحده الذي يمكنه أن يبقى إلى الأبد.
هذا٩٠ ما يسمونه: تعميق الجذور وتثبيت الجذع.
هذا هو طريق الحياة الأبدية
طريق الرؤيا الدائمة.

٥٩

احكم البلد العظيم
كما تقلي الأسماك الصغيرة.٩١
من يحكم المملكة٩٢ وفقًا للطريق
سيجد أن الأرواح (الشريرة) تفقد قوتها.٩٣
الأرواح (الشريرة) لن تفقد قوتها فحسب
بل إنها لن تجرح أحدًا من البشر.٩٤
لن تجرح أحدًا من البشر فحسب
بل إن الحكيم كذلك لن يجرح أحدًا من البشر.٩٥
حين لا ينال أحدهم صاحبه بسوء
فإن قواهما (فضيلتهما) ستلتقي على غاية واحدة.٩٦

٦٠

البلد العظيم والبلد الصغير

البلد العظيم ينبغي أن يكون كالمنخفض الذي تسيل إليه الأنهار،
ينبغي أن يكون كالحوض٩٧ الذي تلتقي فيه (جميع أشياء) ملكة الأرض،
وأنوثة مملكة الأرض.٩٨
الأنوثة تغلب أبدًا
بسكينتها٩٩ الرجولة،
وهي في سكينتها السفلى.١٠٠
من أجل هذا:
إذا اتضع١٠١ البلد العظيم
أمام البلد الصغير،
كسب البلد الصغير.١٠٢
والبلد الصغير
يتضع١٠٣ أمام البلد العظيم
لذلك يكسب البلد العظيم
حقًّا،
أحدهما (لا بدَّ له أن) يخفض نفسه
لكي يكسب.
الآخر منخفض (بطبيعته)
وبذلك يكسب.
البلد العظيم لا يبتغي شيئًا
سوى أن ينظم الناس ويُطعمهم.١٠٤
البلد الصغير لا يبتغي شيئًا
سوى أن ينضم إلى غيره ويكون في طاعته.١٠٥
مرحى!
لكي ينال كلاهما
ما تبتغي نفسه،
ينبغي على البلد العظيم أن يتَّضع ويخفض نفسه.١٠٦

٦١

كنز الطيبين

الطريق مأوى الكائنات العشرة آلاف،
كنز الطيبين،
ملجأ الأشرار
بالكلمات الجميلة
تستطيع أن تبتاع الكرامة،
لكنك لا تتفوق على غيرك
إلا بالفعل الحق.١٠٧
(وحتى الأشرار من الناس
لماذا ننبذهم؟)
حقًّا،
قد يرفع (يمجد الناس) ابن السماء
أو يعينون الوزراء الثلاثة العظام،
ولو كانوا يحملون لوحات الزمرد في أيديهم
وتتقدم (موكبهم) خيول أربعة،
خير من ذلك أن يجلسوا في سكون
ويتابعوا السير على هذا الطريق.
القدماء كرموا هذا الطريق.
فماذا كان السبب؟
ألم يقولوا:
من يبحث عنه، يجده،
من يكن مذنبًا، ينجُ (إذا سلكه)؟
من أجل هذا كان مكرَّمًا
على سائر الأشياء في المملكة.

٦٢

الصعب والسهل

يفعل بغير فعل
يعمل بلا عمل١٠٨
يجد الشذى فيما لا رائحة له
يجعل الصغير كبيرًا والقليل كثيرًا
يقابل الإساءة بالإحسان
يدبر العسير، وهو لا يزال يسيرًا
ينجز العظيم، وهو لا يزال صغيرًا
أصعب المشكلات١٠٩ في العالم
ينبغي أن تحلَّ ولما تزل سهلة١١٠
أعظم الأعمال في العالم
ينبغي أن تتم ولما تزل صغيرة
لذلك فالحكيم
لا يفعل شيئًا عظيمًا
وبذلك يحقق العظمة
مرحى!
من يتعجَّل يقول نعم،١١١ لا يكاد يجد أحدًا يثق به،
من يأخذ أمورًا كثيرة مأخذًا سهلًا
يواجه مصاعب جمعه،
من أجل ذلك فالحكيم:
يشق على نفسه
فلا يجد مشقة إلى آخر عمره.

٦٣

البدء والنهاية

ما يخلد إلى السكون، يسهل الاحتفاظ به.
ما لم يتضح بعد، يسهل التحكم فيه،١١٢
الهش تسهل إذابته،
الدقيق تسهل بعثرته.
دبِّر الأشياء، قبل أن تخرج إلى الوجود.
تحكَّم فيها، قبل أن تضطرب.١١٣
الشجرة الشامخة
نمت من برعم صغير
البرج ذو الأطباق التسعة
ارتفع من كومة تراب
رحلة عشرة آلاف ميل
تبدأ تحت قدمك
من يفعل شيئًا، يفسده،
من يتشبث بشيء، يفقده.١١٤
من أجل ذلك فالحكيم:
لا يفعل؛ ولذلك لا يفسد،
لا يتشبث؛ ولذلك لا يفقد.
أما الشعب فيفسد عمله دائمًا
وهو على وشك التمام.
تنبه للنهاية كما تنبهت للبداية،
ولن يخيب لك عمل أبدًا!
لذلك فالحكيم
يشتهي ألا تكون لديه شهوة،١١٥
لا يقدر الأشياء التي يصعب الحصول عليها؛١١٦
يتعلَّم، ألا يتعلَّم١١٧
ينتبه إلى ما لم تلتفت إليه العامة١١٨
بذلك يعيد الكائنات العشرة آلاف إلى طبيعتها١١٩
لكنه لا يجسر على الفعل.

٦٤

التجانس العظيم

القدماء الذين عرفوا كيف يهتدون بالطريق (بالتاو)
لم يكن هدفهم تنوير الشعب
بل إبقاؤه جاهلًا.
فكلما زاد حظ الشعب من العلم والفطنة
كان عسيرًا على الحكم.
الذي يريد أن يحكم بلدًا بالعلم
لص يسرق بلده١٢٠
الذي لا يحاول أن يحكم بلدًا بالعلم
هو نعمة على الشعب.
الذي يعرف هذين المبدأين
يعرف المعيار الصحيح
ومعرفة المعيار الصحيح
هي الفضيلة الصوفية.
عندما تكون الفضيلة الصوفية نافذة وعميقة
بحيث ترد الأشياء إلى منبعها
عندئذٍ، وعندئذٍ فحسب، ينشأ التجانس العظيم.

٦٥

ملوك الوديان

ما الذي يمكِّن النهر والبحر
من أن يكونا ملكين على الوديان المائة؟
إنهما يحسنان الانخفاض
من أجل هذا يستطيعان
أن يكونا ملكين على الوديان المائة.
لذلك فمن أراد أن يعلو فوق الشعب
خفض له نفسه في كلمته.١٢١
من أراد أن يتقدم على الشعب
وضع نفسه في المؤخرة!
لذلك فإن الحكيم
يسكن في القمة
بغير أن يرزح فوق صدر الشعب،
ويقود
بغير أن يضر بالشعب
من أجل هذا يسعد كل شيء تحت السماء.
أن يكون هو الذي يدفعه (إلى الأمام)
(ولا يتعب منه)
أو يسأم من قيادته.
لأنه لا يسعى إلى شيء
لا يستطيع أحد في المملكة
أن يسعى ضده بشيء.١٢٢

٦٦

الكنوز الثلاثة

كل إنسان في المملكة يقول: طريقي هو الطريق العظيم؛١٢٣
لأنه لا يشبه الطريق المألوف.
مرحى! لأنه عظيم؛
لذلك فهو لا يشبه الطريق المألوف.
ولو أنه كان مألوفًا
لفسد من قديم الزمان.
مرحى! أنا أملك كنوزًا ثلاثة،١٢٤
أحافظ عليها وأحميها.
الكنز الأول اسمه الرحمة،
الكنز الثاني اسمه الاعتدال،
والكنز الثالث هو ألا تتقدم أو تصدر المملكة.
رحيم،
من أجل هذا وحده أستطيع أن أكون شجاعًا،
معتدل،
من أجل هذا وحده أستطيع أن أكون كريمًا،
والذي يرفض أن يتصدر المملكة
هو القادر حقًّا على أن يكون سيد الوزراء١٢٥
أما اليوم فالناس شجعان
على حساب الرحمة،
كرام
على حساب الاعتدال،
والذي يتقدم
على حساب المتخلفين
ينتهي إلى الموت!
مرحى،
من يكافح بالرحمة ينتصر،
من يحمي نفسه بها، يعش في أمان.
من تريد السماء له النجاة،
بالرحمة تحميه.١٢٦

٦٧

أشجع الفرسان

أشجع الفرسان لا يتنازع،
أقوى المحاربين لا يغضب،
من يقهر الأعداء لا يتعارك
من يُحسن استخدام الناس يضع نفسه في خدمتهم.
هذا ما يسمونه فضيلة البُعد عن النزاع،
هذا ما يسمونه القدرة على استخدام الناس،
هذا ما يسمونه سر الزواج مع السماء.

٦٨

هناك كلمة تقال من قديم الزمان عند استخدام
السلاح:١٢٧
«أنا لا أجرؤ على أن أجعل من نفسي
المضيف
بل أجعل من نفسي ضيفًا،١٢٨
أنا لا أجرؤ على أن أتقدم مسافة إصبع،
بل أتراجع إلى الوراء بعرض قدم.»
هذا ما يقال له:
أن تسبق دون سبق،١٢٩
أن تثني أكمامك دون ذراع،
أن تقبض يدك بغير أن تمسك بسلاح،١٣٠
أن تهاجم بغير أن يكون لك عدو.
ما من شر أعظم من أن تكون بغير عدو.١٣١
بغير عدو أستطيع أن أفقد كنزي.١٣٢
حقًّا،
عندما يشرع اثنان السلاح في وجه بعضهما
فإن من يندب حظه منهما هو المنتصر.١٣٣

٦٩

هم لا يعرفونني

كلماتي
سهلة جدًّا على الفهم،
سهلة جدًّا على التنفيذ.
غير أنه ما من أحد في المملكة كلها
يقدر على فهمها،
ما من أحد في المملكة كلها
يقدر على تنفيذها.
كلمتي لها جد (سلف)،
عملي له سيد.١٣٤
لأنه لا أحد يعرفهما
فلا أحد يفهمني
النادرون هم الذين يفهمونني،
والذين يتبعونني، مرموقون.
لذلك فإن الحكيم
يحمل على جسده ثوبًا من الشعر
أما في قلبه فيحمل الجوهرة.١٣٥

٧٠

المرض العقلي

الذي يعرف، أنه لا يعرف
هو أرفع الناس شأنًا.
الذي يحسب أنه يعرف، وهو لا يعرف١٣٦
مريض بعقله.
سمِّ المرض مرضًا
بذلك وحده لا تكون مريضًا،
الحكيم ليس مريضًا.
إنه يسمي المرض مرضًا
من أجل هذا فليس مريضًا
الذي لا يعرف؛ يعرف على الحقيقة
والذي يعرف، لا يعرف على الحقيقة
هل تعرفون، أن ما تعدونه معرفة
ليس معرفة في الحقيقة؟١٣٧

٧١

حين لا يخشى الشعب قوتك
تكون قد بلغت أقصى قوتك.١٣٨
لا تضيق مساكنهم!١٣٩
لا ترهق عيشهم
ما دمت لا تتعبهم
فلن يتعبوا منك.١٤٠
لذلك فإن الحكيم١٤١
يعرف نفسه١٤٢
ولكن لا يعرض نفسه،
يدخر نفسه
ولكن لا يكرم نفسه.١٤٣
حقًّا،
ذلك ما يدعه،
هذا ما يأخذه.١٤٤

٧٢

عن العقاب

الشجاعة في الإقدام معناها الموت،
الشجاعة في عدم الإقدام معناها الحياة.١٤٥
من هذين الأمرين
يجلب أحدهما النفع
والآخر الضرر.
من ذا الذي يعرف السبب
الذي من أجله تكره السماء ما تكره؟١٤٦
(لذلك فإن الحكيم أيضًا
يرى أن هذه مسألة صعبة).
طريق السماء
لا يتنازع١٤٧
ومع ذلك يحرز النصر،
لا يتكلم،
ومع ذلك يحسن الجواب،
لا ينادي على أحد،
ومع ذلك يلبي الجميع من تلقاء أنفسهم.
وديع هو،١٤٨
ومع ذلك فهو يحسن التدبير
شبكة السماء واسعة،
ثقوبها كبيرة،
ومع ذلك لا يفلت منها شيء.

٧٣

إذا كان الشعب لا يخاف من الموت،
فلماذا إذن نبث فيه الرعب من الموت؟١٤٩
وحتى لو سلَّمنا
بأن الشعب يخاف حقيقة من الموت١٥٠
(ولا ينظر إليه على أنه شيء يحدث كل يوم)١٥١
وأن في استطاعتنا أن نقبض على المخلِّين بالنظام
ونأمر بقتلهم
فمن منا يجسر على أن يفعل ذلك؟١٥٢
دائمًا ما يكون هناك جلَّاد، يقوم بهذا العمل.
وأن تجلد بدلًا من الجلَّاد
معناه أن تنجِّر بدلًا من النجَّار.
ومن ينجِّر بدلًا من النجار
يندر ألا يجرح يده.

٧٤

لماذا يجُوع الشعب؟

إذا كان الشعب يجوع،
فلأن الضرائب التي يلتهمها حكامه
تزيد على طاقته.
من أجل هذا وحده يجوع.
إن كان من العسير أن يحكم الشعب،
فلأن حكَّامه (يتدخلون) بالفعل.
من أجل هذا وحده يكون من العسير أن يحكم.
إن كان الشعب لا يحترم الموت احترامًا كافيًا،
فلأنه ينساق وراء الحياة.١٥٣
من أجل هذا وحده لا يحترم الموت احترامًا كافيًا.
حقًّا،
ألا يكون لديك
ما يجعل الحياة جديرة بالتقدير
خير لك من أن تقدر الحياة.١٥٤

٧٥

اللين والقوي

عندما يولد الإنسان
يكون لينًا وضعيفًا،
عندما يموت
يكون متصلِّبًا وقويًّا.
عندما تنمو الكائنات العشرة آلاف
وترتفع الأعشاب والأشجار
تكون لينة وغنية بالعصارة،
ولكنها عندما تموت
تكون ناشفة وجافة.١٥٥
حقًّا،
المتصلب القوي رفيق الموت،
اللين الضعيف رفيق الحياة.
من أجل هذا
حين تكون الأسلحة قوية لا تحرز النصر،
وحين تكون الأشجار قوية تُقتطع.١٥٦
القوي العظيم يهبط إلى المحل الأسفل،
اللين الضعيف يرتفع إلى المحل الأرفع.

٧٦

شُدَّ القوس

طريق السماء ما أشبهه بشد القوس!
المرتفع يخفض،
المنخفض يرفع،
الوفير يقلُّ؛
الناقص يرجح في الميزان.١٥٧
كذلك طريق السماء
يقلل الوفير،
ويرجح الناقص.
غير أن طريق البشر مختلف؛
إنهم يأخذون ممن لا يملكون الكفاف،
لكي يعطوه لمن يملكون ما يزيد على حاجتهم.
من يقدر على أن تقديم
ما يزيد على حاجته للمملكة؟١٥٨
إنه ذلك الذي يملك الطريق.
لذلك فالحكيم
يفعل، ولكن لا يعوِّل على فعله،
وإذا أتم الفعل، لم يتلبث عنده،
ذلك لأنه لا يحب أن يُظهر تفوقه.

٧٧

لا شيء أرق من الماء

ما من شيء على الأرض ألين ولا أضعف
من الماء،
ومع ذلك فلا يتفوق عليه شيء في التغلُّب على الصلب والقوي.
عدم الوجود يجعل ذلك سهلًا عليه.
الضعيف يهزم القوي،
اللَّين يهزم الصلب.
لا أحد على الأرض يجهل هذا
لا أحد على الأرض يقوى على أن يتبعه.١٥٩
من أجل هذا يقول الحكيم:
«من يتحمل قذارة العالم
فهو سيد المملكة،١٦٠
من يحمل ذنوب العالم.
فهو ملك العالم».
الكلمات المستقيمة تبدو كأنها معوَّجة.١٦١

٧٨

معاهدات السلام

عندما (نحاول أن) نهدِّئ من السخط العظيم
يبقى من السخط ما ليس بقليل.١٦٢
كيف نستطيع على الرغم من ذلك
أن نصلح علاقاتنا بالآخرين؟١٦٣
من أجل هذا يحتفظ الحكيم
بالجانب الأيسر من وثيقة الدين،١٦٤
ولكن لا يلحُّ في طلب شيء من الناس.
الفاضل يلتزم بتسجيل الدين،
المجرَّد عن الفضيلة يلتزم بالمطالبة به.١٦٥
طريق السماء مجرَّد عن الهوى
أبدًا يعطي من يقف في جانب الخير.١٦٦

٧٩

بلد صغير

بلد صغير، شعب قليل العدد،١٦٧
ولو كانت هناك أدوات
(مفعولها) بالعشرات والمئات١٦٨
اجعل الشعب لا يستعملها!
اجعل الشعب يأخذ الموت مأخذًا جادًّا،١٦٩
ولا يهاجر إلى بلاد بعيدة!
حقًّا إن السفينة هناك والعربة هناك
ولكن ما من هدف (يدعو) إلى ركوبها.١٧٠
حقًّا، إن الدروع هناك والأسلحة هناك،
ولكن ما من سبب (يدعو) إلى حملها.١٧١
اجعل الناس كذلك يرجعون
إلى الحبل المعقود١٧٢ ويستخدمونه.
اجعل أطعمتهم شهية،
ثيابهم جميلة،
مساكنهم مطمئنة،
حياتهم فرحة!
البلد المجاور تراه العين من بعيد،١٧٣
الديكة والكلاب تسمعها الأذن،
ولكن الشعب يهرم، ويموت
ولم يقدر له أن يعرف طريق الجيران.

٨٠

طريق السماء

الكلمات الحقة ليست جميلة،
الكليات الجميلة ليست حقة.
الخيِّر لا يُجادل
المجادل ليس خيِّرًا.١٧٤
الحكيم في غنًى عن الكثير من المعرفة
الذي يعرف كثيرًا ليس حكيمًا.١٧٥
الحكيم لا يخزن لنفسه.
إنه بقدر ما يعيش لغيره
يزداد ثراءً،
بقدر ما يعطي الناس
يزداد نصيبه.
طريق السماء
ينفع، بغير أن يضر١٧٦
طريق الحكيم
يعمل، بغير أن يتنازع.١٧٧
١  أو الرجل الذي يملك أسمى الفضائل أو أسمى قوة أو أوفر حظ من الخلق وكذلك الأمر في سائر المقطوعات.
٢  يقول المفسرون إن المؤلف يستخدم هنا كلمة «لي» وهي تدل في تعاليم كونفوشيوس على الأدب والذوق والخلق الاجتماعي الحسن والإلمام بالطقوس والشعائر الاجتماعية.
٣  تتضح المقطوعة الأخيرة في ترجمة والي:
بعد أن ضاعت «القوة»
جاءت الإنسانية
بعد أن ضاعت الإنسانية،
جاءت الأخلاق،
بعد أن ضاعت الأخلاق
جاءت الشعائر.
٤  يبدو أن لاو تسي يدين هنا مذهبًا كونفوشيًّا يجعل من الحكيم نبيًّا، على نحوِ ما هاجم في الأجزاء السابقة كثيرًا من الآراء الكونفوشية.
٥  الرجل النبيل.
٦  حقًّا، إنه يدع ذاك، ويأخذ بهذا.
٧  خلعت عليهم الوحدة.
٨  فثبتت.
٩  الآلهة امتلكت الواحد، فوهبت الروح.
١٠  فأصبحوا نبلاء الشعب.
١١  ما تثبت به.
١٢  من أجل هذا كان النبلاء يستندون على عامة الشعب كما يستند الأعلون على الأدنين.
١٣  أنا اليتيم، قِلَّتي، وعجزي.
١٤  أليس هذا لأنهم يعتمدون على عامة الشعب؟
١٥ 
حقًّا، فك أجزاء العربة، ولن يبقى من العربة شيء.
لأن ترعد كالصخرة، خير لك من أن ترن كالحجر النفيس.
١٦  من الوجود نشأت الكائنات العشرة آلاف.
١٧  فهو يسير عليه بما يرضي الضمير.
١٨  فهو ينفجر في ضحكة عالية الصوت.
١٩  الفراغ الأجوف.
٢٠  المكان العظيم بلا أطراف.
٢١  الموسيقى العظيمة يُسمع لها صوت خفيض.
٢٢  من الطريق ينشأ الواحد؛ ومن الواحد الاثنان، ومن الاثنين الثلاثة، ومن الثلاثة الكون المخلوق.
٢٣  واضح أن الواحد أو الوحدة تدل على الطريق، أما الثنائية أو الاثنان فهما يعبران عن مبدأين أحدهما مظلم، بارد، أنثوي (ين) والآخر مضيء، دافئ، رجولي (يانج)، أو لعلهما هما عدم الوجود والوجود. أما التثليث أو الثلاثة، فلعلها السماء والأرض والحاكم (أو الإنسان).
٢٤ 
في بعض الأحيان يكون من صالح الكائنات
أن ينتزع الإنسان منها شيئًا
كما يكون من الضرر عليها
أن يضيف إليها شيئًا.
٢٥  وما لا شكل له ينفذ فيما لا تجويف له.
٢٦  من ذلك نعلم أن ما يستغني عن الفعل، يتكاثر.
٢٧  إنه يعيش دائمًا في أمان واطمئنان.
٢٨ 
من كان هادئًا وساكنًا،
أصبح سيد العالم.
٢٩  عندما يعيش العالم في تجانس مع الطريق، تُرسل خيول السباق لتجر عربات القمامة، وعندما يعيش العالم غير متجانس مع الطريق، يوجد في الريف ما يزيد عن حاجته من الخيول.
٣٠  حيث كانت تقوم المذابح المقدسة التي تقدم عليها القرابين إلى السماء والأرض.
٣١  من أجل ذلك وجب على من يقنع بالقناعة، أن يكون راضيًا على الدوام.
٣٢  تضيف إلى نفسك يومًا بعد يوم.
٣٣  تطرح من نفسك يومًا بعد يوم، أن تنقِص وتُنقص.
٣٤ 
أولئك الذين اكتسبوا قديمًا عطف جميع من يعيشون تحت السماء.
قد بلغوا ذلك عن طريق عدم التدخل.
ولو أنهم تدخلوا «بالفعل»
لما كسبوا عطفهم أبدًا.
٣٥  والي:
الحكيم لا يرى ولا يسمع أكثر ممَّا يرى الطفل ويسمع.
٣٦  من الحياة يدخل الموت.
٣٧  رفاق الحياة الثلاثة عشر هي في نظر بعض الشراح: القدمان والرجلان وفتحات الجسد التسعة. أو كما يقول بعض المترجمين: الخروج من الحياة دخول في الموت والناس يخرجون من الحياة ويدخلون في الموت.
٣٨  الذي يجلب الموت للإنسان في هذه الحياة، هي كذلك ثلاثة عشر.
٣٩  من الفاعلية الزائدة التي تهدف إلى الإكثار من الحياة.
٤٠ 
قرون الوعل عاجزة أمامه. مخالب النمر عقيمة معه.
أسلحة المحارب لا تستطيع أن تصيبه بشيء.
٤١  لأنه يخلو من المواضع المميتة.
٤٢  «التاو» (الطريق) يلدها، «التي» (الخلق) يرعاها، عالم المادة يعطيها الشكل، ظروف اللحظة تبلغ بها الكمال، من أجل هذا تكرم جميع أشياء الكون «التاو» وتقدر «التي».
٤٣  أي يخرج الموجودات جميعًا أو الكائنات العشرة آلاف إلى الوجود.
٤٤  أو تنتج وتبدع.
٤٥  بذلك تحفظ الحياة كلها من الأذى.
٤٦  أصبحت حياته بلا عناء.
٤٧ 
استعملوا النور، وعودوا إلى التجلي (نفاذ البصر)،
بذلك تنجون من شر مقبل.
٤٨  الراحة في المطلق.
٤٩  لين يوتانج: المعرفة السامية.
٥٠ 
كل شيء في القصر على ما يرام
بينما الحقول لا تجد من يحرثها.
٥١  وكذلك لا يكون الطريق.
٥٢  أي ما يزرعه «الطاو».
٥٣  أي أن ما يقبض عليه الطاو لا يفلت بسهولة.
٥٤  أي أن فضيلة الطاو لدى الأجداد تمتد من جيل إلى جيل.
٥٥  وسوف تعيش أسرتك في رخاء.
٥٦  في قريتك.
٥٧  وسوف تعيش قريتك في أمان.
٥٨  وسوف تزدهر المملكة.
٥٩  في الإمبراطورية أو المملكة الكبرى.
٦٠  وسوف تتسع الإمبراطورية.
٦١  من أجل هذا.
٦٢  أي إن المرء يحكم على نفوس الآخرين من خلال نفسه، وعلى الأسرة من خلال أسرته، وهكذا؛ فمعرفة جوهر الشيء وحقيقته «أو طاوه» هي السبيل إلى الحكم عليه، فكمال الفرد يبدأ من كمال نفسه، وكمال الأسرة يبدأ من كمال الأفراد، وكمال القرية يبدأ من كمال الأسر وهكذا.
٦٣  مناعة الأشياء التي تكمن فيها الفضيلة «أو قوة الطريق» أشبه بمناعة طفل حديث الولادة.
٦٤  الحشرات السامة.
٦٥  لا تمزق لحمه أو لا تؤذيه.
٦٦  ومع ذلك يظهر عضوه تام التكوين.
٦٧  قوة الحياة.
٦٨  أو أن يكشف عنك كما يعبر المتصوفة المسلمون.
٦٩  أن تريد إصلاح الحياة، أو أن تملأها إلى حافتها.
٧٠  الكائن الذي يصل إلى ذروة قوته (ثباته) يشيخ ويهرم.
٧١  سوف ينقضي ولما يزل في شبابه.
٧٢  اجعل رمادك ناعمًا، أو كما في ترجمة لين يوتانج: هدئ إعصارك. والمقصود على أرجح الآراء هو التراب الذي يثيره المشي أو الركوب. والمعنى في هذه الحالة هو أن الحكيم «أو القديس» لا يثير إعصارًا أي إنه يحيا حياته في ظل السكينة.
٧٣  وهي التي يسود فيها الإدراك الشامل الذي لا تؤثر عليه المدركات الجزئية عن طريق الحواس المختلفة.
٧٤  إلى البساطة والبراءة الأولى التي تتمثل في الطفل الحديث الولادة أو في كتلة الخشب الخام التي لم تمسسها يد ولم يشكلها فعل (راجع المقدمة).
٧٥  والشعب لا يلحقه فساد.
٧٦  فقيرًا وهامدًا.
٧٧  النجاح يستند على سوء الحظ، وسوء الحظ يعتمد (يتربع أمام) على النجاح. والملاحظ، كما يقول المفسرون، إن هذه المقطوعة تتهكم بحكمة صينية قديمة تقول إن الحظ السعيد يعتمد على الحظ السيء والعكس، وأن الحكيم وحده هو الذي يعرف ذلك؛ إذ كيف يستطيع الرجل العادي أن يبلغ حدود الحكمة؟ أما من يتبع الطريق (أو التاو) فإن حدود حكمته تقع وراء عالم الأضداد.
٧٨  ولكن على الرغم من أن القليلين يعرفون ذلك، فإن هناك حدًّا لا يكون عنده ثمة خطأ ولا صواب.
٧٩  هذه القطعة في غاية الغموض، وقد اعتمدت فيها على ترجمة «والي» الإنجليزية. أما جنتر ديبون فيؤديها على هذا النحو: طالما لم يكن للحق ولا للباطل وجود، فإن الحق ينقلب باطلًا، كما أن الخير لا بد أن يرتد فيصير لعنة، إلا أن نظرة البشر ستظل أبدًا في وسط النهار عمياء.
٨٠  أي محب للحق.
٨١  أي عفيف مستقيم.
٨٢  يقر الحق بغير أن يجرح غيره.
٨٣  مستقيمًا، لا يعتدي على حقوق غيره.
٨٤  مضيئًا، بغير أن يعشي العين نوره.
٨٥  أي أنك لن تستطيع أن تحكم الناس ولا أن تتعبد للسماء حتى تكون قد أمنت خزائنك، وأودعت فيها من سنوات الشبع ما ينفعك في سنوات الجوع، والتخزين (أو التحديد كما في بعض الترجمات) هنا رمز على ما يجب على الإنسان أن يتبعه من رياضات جسدية وروحية لكي يدعم رصيده من الطاقة الحيوية، أو من التنفس كما يريد الطاويون.
٨٦  التخزين معناه أن تستنفد بسرعة، وفي ترجمة أخرى أن تتعلم الخضوع في سن مبكرة.
٨٧  أو القوة — وفي ترجمة أخرى: أن تقي نفسك معناه أن تكون مستعدًّا وقويًّا.
٨٨  أو يضع المملكة كلها في قبضته.
٨٩  أي يعود إلى مبدأ الأمومة أو إلى الطريق الأصيل.
٩٠  يفسر المترجم الإنجليزي والي «هذا» بأنها تقديم الأضاحي إلى الجدود أو إلى السماء.
٩١  أي كلما قلَّ الفعل كان ذلك أفضل.
٩٢  العالم أو مملكة الأرض.
٩٣  سيجد أن أرواح الشياطين لن تعلن عن نفسها.
٩٤  بل إن روح الحكيم الطيبة لن تنال أحدًا بسوء.
٩٥  بل إن الحكيم نفسه سينجو من الشر.
٩٦  فإن الفضيلة (الخلق) الأصلية ستستقيم من جديد.
٩٧  کنقطة التجمع التي يلتقي فيها كل ما تحت السماء.
٩٨  الأنوثة في العالم.
٩٩  بهدوئها ووداعتها واستسلامها.
١٠٠  حرفيًّا: يصبح أسفل؛ أي يتجه أبدًا إلى الموضوع المنخفض.
١٠١  حرفيًّا: وضع نفسه تحت البلد الصغير.
١٠٢  كسب عطف البلد الصغير، وفي ترجمة أخرى ابتلعه.
١٠٣  يخفض نفسه، يجعل نفسه تحت البلد العظيم.
١٠٤  سوى أن يحمي غيره من البلاد، وفي الترجمة الإنجليزية: سوى عدد أكبر من السكان.
١٠٥  كل ما تحتاج إليه البلاد الصغيرة هو مكان صغير يستطيع أن يهاجر إليه العدد الزائد من سكانها وأن يجد فيه عملًا. وفي ترجمة أخرى: أن ينضم إلى غيره ويضع نفسه تحت حمايته.
١٠٦  أن يضع نفسه «أسفل».
١٠٧  يوتانج:
الكلمات الجميلة
تُباع على قارعة الطريق.
المسلك النبيل
يمكن أن يقدم هدية.
ويريد المؤلف ببائعي الكلام الجميل وأصحاب السلوك النبيل أولئك الدجالين باسم المعرفة — وما من زمن يخلو منهم — وأشباه الحكماء الذين كانوا يتنقلون من عاصمة إلى عاصمة، ومن قصر إلى قصر ليبيعوا حكمهم للملوك والحكام.
١٠٨  افعل بغير فعل. أنتج بغير أن تتاجر. ذُق ما لا مذاق له. خذ العظيم كما لو كان ضئيلًا. قابل الموجدة بالفضيلة!
١٠٩  الأعمال. ومعنى الأبيات التالية أن على الإنسان أن يواجه المتاعب قبل أن يفوت الأوان ويفلت الأمر من يده، وأن يقوم بالأعمال الجسام وهي ما تزال في البداية.
١١٠  من يتسرع ببذل الوعود، غالبًا ما يجد من العسير عليه أن يفي بها.
١١١  لذلك فالحكيم يعرف أيضًا كيف يجعل السهل صعبًا، وبذلك يتجنب كل الصعوبات! أو: لذلك فالحكيم ينظر إلى أمور كثيرة نظرته إلى أمور صعبة، ولهذا السبب لا يقابل الصعوبات أبدًا.
ومفتاح هذه المقطوعة في قوله: عامل الإساءة بالإحسان، أو قابل الموجدة بالفضيلة، فكل قوة الحكيم التاوي تكمن في فضيلته «تي» التي تجعله يواجه سخرية الناس بالتمسك بالطريق، في وداعة وصبر وهدوء. إنه يرى الكل الشامل وراء الجزئيات الظاهرة، كما يرى الجزئيات فلا ينسى أنها جزء من الكل، تبعًا لما تقتضيه منه الظروف.
١١٢  ما لم يعطِ إشارة بعد، يسهل تدبيره.
١١٣  امنع الفوضى، قبل أن تعلن عن نفسها.
١١٤  يفلت منه.
١١٥  لا يريد إلا الأشياء التي لا تراد، هكذا في الترجمة الإنجليزية، وواضح أن الترجمة الأخرى أقرب إلى السياق.
١١٦  لا يخزن أشياء يصعب الحصول عليها.
١١٧  في الترجمة الإنجليزية، بذلك يعلم ما لا يعلم. وفي ترجمة لين يوتانج، يتعلم ما لا يتعلم والترجمة التي اخترناها أقرب إلى مذهب الحكيم التاوي في تجنب التعلم الذي يزيد من الفطنة والمهارة ولكنه يجني على الحكمة والوداعة (انظر المقدمة).
١١٨  يعيد كل الناس إلى الأشياء التي خلفوها وراءهم. أو يعيد ما صنعته العامة.
١١٩  أي يُعينها على أن تعود إلى طبيعتها الحقة أو إلى ماهيتها في ذاتها التي تخالف ما هي عليه في علاقتها بغيرها من الكائنات.
١٢٠  هو من لصوص الشعب.
١٢١  وجب عليه أن يتكلم معه وكأنه أدنى منه.
١٢٢  ديبون:
لأنه لا يتنازع
لا يستطيع أحد في المملكة
أن يتنازع معه.
١٢٣  في ترجمة والي:
كل إنسان تحت السماء يقول:
طريقنا أشبه بالجنون.
ولكن كونه عظيمًا
هو الذي يجعله أشبه بالجنون.
١٢٤  هي القواعد الثلاث التي تلخِّص تعاليم لاو تسي السياسية والعملية، وهي: (١) الامتناع عن الحرب العدوانية وإلغاء حكم الإعدام. (٢) البساطة المطلقة في الحياة. (٣) رفض السلطة الفعالة والبعد عن كل فعل من شأنه أن يؤدي إلى أفعال أخرى تولِّد الأحقاد وتزرع السخط وتدفع على التنازع والتقاتل.
١٢٥  ديبون:
وإذ كنت أرفض أن يكون لي السبق في المملكة
فإنني لذلك أستطيع أن أكون مدبرًا «للأدوات»
وتفسر «الأدوات» عادة على أنها طبقة الموظفين الذين يقومون بتيسير الأمور البسيطة في الدولة.
١٢٦  السماء تسلح بالرحمة من لا تريد أن تراه محطمًا.
١٢٧  خبراء الحروب يقولون من قديم الزمان.
١٢٨  أنا لا أجرؤ على البدء بالهجوم، بل أوثر أن أكون المهاجَم.
١٢٩  أن تزحف بغير أن تتقدم.
١٣٠  أن تتسلح دون سلاح.
١٣١  أعظم النكبات أن تهاجم فلا تجد عدوًّا.
أو: ما من شر أعظم من أن تقدر العدو أقل ممَّا يستحق.
١٣٢ 
تقدير العدو بأقل ممَّا يستحق يمكن أن يؤدي إلى ضياع كنزي.
والكنز هنا تعبير جميل عن الرحمة أو الشفقة الإنسانية.
١٣٣ 
عندما يلتقي جيشان متساويان في القوة
فإن الذي يخسر الحرب منهما هو المنتصر.
١٣٤  ألا يكون للمرء سيد ولا أسلاف معناه عند المؤلف أن يكون متوحشًا، ومعنى أن يكون للكلمة سلف وللعمل سيد هو أن يندرجا في نظام فكري شامل.
١٣٥  بمعني أن الحكيم لا يطير فؤاده خوفًا من الفزع والرعب في أوقات الفوضى والاضطراب. وقد كان من عادة الأغنياء في الصين أن يلبسوا ثياب الفلاحين ويخفوا كنوزهم تحت ملابسهم. والمقصود بلبس ثوب من الشعر أن يحتفظ الإنسان بمعرفته لنفسه.
١٣٦  ديبون:
الذي لا يعرف أنه يعرف
مريض بعقله.
١٣٧  المقطوعة الأخيرة زائدة في ترجمة لين ليونانج. قارن في ذلك حكم كونفوشيوس:
هل أقول لك يا ين ما هي المعرفة؟ هي أن تسمي المعرفة معرفة والجهل جهلًا.
١٣٨  تختلف الترجمات اختلافًا شديدًا حول هذين البيتين؛ فهناك من يقول: لا تكترث بأن الشعب لا يخشى سلطتك، فسوف تتحكم فيه في نهاية الأمر سلطة أقوى منها، وهناك ترجمة أخرى تقول: حين لا يخشى الشعب من القوة، تنزل عليه قوة أعظم منها (يعنى بذلك قوة السماء).
١٣٩  أي لا تضعهم في السجون.
١٤٠  أي لا ترهقهم في رزقهم، ويقصد بذلك فرض الضرائب الثقيلة وما إليها.
١٤١  لأنك لا تضيق بهم فلن يضيقوا بك، أو لأنك لا ترهقهم فلن ينصرفوا عنك.
١٤٢  أو لا يرى نفسه، والمعنى أن الحكيم يعرف قوته، ولكن لا يعرضها على الناس.
١٤٣  أو يعرف قدره، ولكن لا يرفع من قدره.
١٤٤  إنه يدع ذلك ويأخذ بهذا، أو دع ذلك وخذ بهذا، والمراد أنه يتجنب البطش ويؤثر الوداعة.
١٤٥  والي:
من تكن شجاعته في الإقدام، يُقتَل،
من تكن شجاعته في عدم الإقدام، يُوهَب الحياة.
أو كما في ترجمة يوتانج:
من وجد في نفسه الشجاعة ليتحداك، فاقتله.
من وجد في نفسه الشجاعة ألا يتحداك، فدعه يعيش.
١٤٦ 
لكن السماء تكره ما تكره،
ولا أحد يعلم السبب.
وتفسير هذا أن السماء (أو الطريق) تكره إراقة الدماء؛ لأنها تخالف روح الطبيعة، والذين يتجاهلون إرادة السماء ينتهون بالوقوع في شباك القدر، التي لا يفلت منها أحد.
١٤٧  لا يسعى إلى شيء.
١٤٨  السماء أشبه بمن يتكلم قليلًا،
ومع ذلك فهو يحسن التدبير. «والي».
١٤٩  نهدده بالموت.
١٥٠  وحتى لو سلَّمنا بأن في استطاعتنا أن نجعل الشعب يخاف دائمًا من الموت.
١٥١  إضافة من الترجمة الإنجليزية.
١٥٢  وأنهم (أي أفراد الشعب) قد اقترفوا ما يخل بالنظام، فمن منا يجرؤ على القبض عليهم وقتلهم؟
١٥٣  والي:
فلأن الذين يُسيطرون عليه مستغرقون في الحياة.
١٥٤  والي:
لأن قلوبهم قليلة التعلق بالحياة.
فهم أعلى من أولئك الذين يغالون في قيمتها.
١٥٥  يقول الشراح إن هناك كلمة صينية واحدة «شونج» تفيد الولادة والنمو والحياة.
١٥٦  من أجل هذا:
فالسلاح الشديد الصلابة يُكسر،
والشجرة الشديدة الصلابة تُقطع.
١٥٧  والي:
عندما يُثنى القوس يميل طرفه الأعلى إلى أسفل،
كما يرتفع طرفه الأدنى إلى أعلى.
كذلك السماء تأخذ ممن يملكون الكثير
وتعطي من لا يجدون الكفاف.
١٥٨  أو للعالم كله.
١٥٩ 
كل الناس يعرف هذا،
كل الناس تجهل كيف تنتفع به.
«والي»
١٦٠  إشارة إلى عادة كانت شائعة في الصين القديمة، فقد كان صاحب الأرض الجديد يحمل في يده كمية من الطين رمزًا على أن الأرض قد أصبحت ملكه.
١٦١  أي تبدو وكأنها مفارقات عجيبة.
١٦٢  تهدئة السخط (الحقد) الأساسي على نحوٍ لا ينتج عنه إلا سخط جديد، أمر لا يمكن أن يقال عنه إن التوفيق حليفه.
١٦٣  كيف السبيل إلى اعتبار ذلك أمرًا مُرضيًا؟
١٦٤  من أجل هذا يتصرف الحكيم كما لو كان صاحب وثيقة الدين التي تحملها اليد اليسرى. وقد كان المتَّبع عند الاتفاق على صفقة تجارية أن تُستخدم قطعتان من الخشب تدخل إحداهما في الأخرى ويحتفظ الدائن بالقطعة اليسرى منهما.
١٦٥  الفاضل محسن كبير، والمجرد عن الفضيلة مطالب كبير.
١٦٦  يعطي دائمًا من يثبت أنه خير.
١٦٧  إذ إن البلد الكبير العديد السكان كان دائمًا مطمع الأمراء والملوك.
١٦٨  لين يوتانج:
حيث يزيد العَرض من البضائع على الطلب بمقدار عشرة أضعاف أو مائة ضعف.
١٦٩  والي:
اجعل الشعب يقدم حياته دفاعًا عن بيته ولا يهاجر إلى بلاد بعيدة.
١٧٠  ولكن لا تكن ممن يركبونها.
١٧١  لا تخلق المناسبة التي تدعو إلى استعمالها.
١٧٢  يُظن أن الحبل المعقود كان مبدأ الكتابة الصينية.
١٧٣ 
أي اجعل البلد المجاور بحيث تراه العين
وتسمع الدِّيَكة التي تصيح فيها والكلاب التي تنبح.
١٧٤ 
أو الخير لا يثبت شيئًا بالبرهان.
الذي يثبت بالبرهان ليس خيرًا.
١٧٥  العلم الكثير معناه الحكمة القليلة.
١٧٦  يحد بغير أن يقطع.
١٧٧  يعمل بغير أن يسعى لشيء. والملاحظ في الأبيات الأولى من هذه القصيدة أن كلمة حقة تفيد هنا معنى الصدق أكبر ممَّا تدل على «الحقيقة» بالمعنى الذي نفهمه منها اليوم جريًا على التراث الفلسفي الغربي بمعنى الصواب أو انطباق الفكر على الواقع؛ ذلك أن غاية الحكيم الصيني هي المسلك الحق المستقيم، كما أن الهدف الأول من الأخلاق الصينية هو الصدق والثقة بين الناس بعضهم البعض وبينهم وبين الحاكم. وهنا يقترب التاويون من الكونفوشيين، فيُحكى عن كونفشيوس أن تلميذه تسي جونج سأله ذات مرة عن تأسيس الحكومة الرشيدة، فرد عليه المعلم قائلًا: «الغذاء الكافي، والسلاح الكافي، وثقة الشعب بك.» قال تسي جونج: «وإذا لم تتوافر كلها فأي الثلاثة ينبغي على الإنسان أن يتخلى عنه؟» قال المعلم: «السلاح.» فسأله تسي جونج. «وإذا لم تتوافر الاثنان الباقيان في وقت واحد، فأيهما ينبغي علينا أن نتخلى عنه؟» فأجاب المعلم: «الغذاء.» منذ القدم كُتِب علينا أن نموت، ولكن إذا لم يكن عند الشعب ما يثق به، فإن الدولة لا تقوم لها قائمة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤