كوكتيل … من التاريخ

شفيق المصري

ضاق بالحياة وبالناس، فاعتزل العالم وانزوى وحده يجترُّ مصيره في صمت، ولم يلبَث أن ضاق بنفسه، فراح يهاجم نفسه بعنف!

رثاه أحد الكُتَّاب بعد موته فقال: «أخيرًا مات الرجل الضاحك، وانطبق الفمُ الذي لم يفارقه الابتسام.»

فكان يتحدث مبتسمًا، ويأكل مبتسمًا، وينام مبتسمًا، ويبكي مبتسمًا، وأغلب الظن أنه لقِي عزرائيل بنفس الروح التي كان يلقى بها الحياة.

ولم يكن هذا الرجل … إلا حسين شفيق المصري، ولقد كان حسين شفيق المصري مدرسة في فن السخرية، سخِر من كل القِيَم التي كانت تسود عصره، سخر من كل الأوضاع، وسخر من الناس، وسخر من نفسه، وسخر من النظام، وسخر من القانون، وغالى أحيانًا في سخريته، فانقلبت إلى تهريج.

ولكنه كان، بالرغم من ذلك، أبرع مَن استخدم النكتة كسلاح، وأعظم من عالجها كفنٍّ.

سيبَوَيْه المصري

ولقد تألَّقت وتبلورت في حسين شفيق المصري روح مِصر على مر السنين … فهو سيبويه المصري الذي كان يطوف الأسواق مُمتطيًا حمارًا يخطب في الناس ساخرًا بكافور، وهو الأسعد بن مماتي الذي ألَّف الفاشوش في حكم قراقوش، وهو ابن سَودون المصري الذي أضحك الناس وأبكاهم أيام المماليك، وهو امتداد ليعقوب صنُّوع، وقبس من شُعلة النديم، ومزيج من البشري والعبد والبالي، وكل مَن سبقوه … ولكن هذا الثائر الساخر سقط سقطة شنيعة لم يهوِ إليها أحد … فكان من أعنف الذين هاجموا سعد زغلول، وكان ميدانه مجلة «الكشكول».

ولو أننا نظرنا إلى هذه السقطة من زاوية أخرى، لراعَنا شيءٌ غريب … فهذا الثائر الساخر الذي اختار طريقًا مُعاديًا للشعب، قُدر له أن يكون الرجل الوحيد في مصر الذي يكتب هجومًا مُرًّا ضد سعد زغلول، ومع ذلك يقرؤه الناس، حتى أخلص رجال الوفد، وحتى أخلص شبابه حماسة وإيمانًا به … وهنا تبرز عظَمة حسين شفيق المصري كفنانٍ.

ولقد كان سعد زغلول يتمتع وقتئذٍ بشعبية ساحقة ماحقة، حتى لقد قال البعض كانت إشارة واحدة من سعد، تكفي لإشعال نار الثورة، وإشارة أخرى تكفي لإخمادها، وكان سعد ساحر الشخصية عملاق الزعامة، كلماته أوامر وأوامره قوانين، وخُطبه أقدس من المعلقات السَّبع، وكانت أعظم الصحف انتشارًا تقتلها إشارة عن سعد، وأعظم الأفكار قوة تسحقها كلمة من سعد. وعندما اصطدم فن شفيق المصري بزعامة سعد زغلول، كان الصِّدام رهيبًا، ولكنه أثبت على أية حال أن الفن الأصيل أقوى من الزعامة، وأمضى سلاحًا من كل أسلحة الزعيم.

ففي الوقت الذي كانت فيه الجماهير تحتشد في فِناء بيت الأمة تستمع مشدوهةً إلى خطبة الزعيم … كان كل فرد منهم يُخفي بين طيَّات ملابسه نسخة من مجلة «الكشكول» ليقرأ فيها، بعد الانتهاء من سماع خطبة الزعيم، «نُكَت» حسين شفيق المصري عن الزعيم نفسه.

ولكن مَن هو حسين شفيق المصري؟ ومن أين جاء هذا الفتى الطويل النحيل صاحب الملامح التركية ذو اللسان الطويل؟ أغرب شيء، أن حسين شفيق المصري ليس مصريًّا، وهي ظاهرة غريبة أن يكون أعظم اثنين كتبا اللغة العامية واستخدماها كما لم يحدث من قبل ولا من بعد، أغرب شيء أن يكون هذان الاثنان ليسا مصريَّين … فأحدهما تونسيٌّ وهو محمود بيرم التونسي، والثاني تركيٌّ … وهو حسين شفيق المصري.

ابن البلد

كان أبوه محمد بك نور نموذجًا للتركي المتعجرف المِتلاف، كان يملك عزبة في قليوب … وعندما مات، كان قد فقد كل شيء تقريبًا … الأرض، والقصر، والخيل … وذهب إلى القبر وكل حصيلته في اللغة العربية عدة كلمات لا تكفي لتكوين جملة مفيدة، وكانت أمه إقبال هانم جارية أُخذت ضمن السبايا في حرب المورة وبِيعت في مصر، واستقرت في قصر الأميرة أمينة هانم أم الخديوي عباس، ومن هذا الخليط اليوناني التركي، جاء حسين شفيق المصري … أعظم ابن بلد مصري ظهر في النصف الأول من القرن العشرين.

ولقد كانت حواري الدرب الأحمر ومقاهيه وأسواقه والأزقة المتفرعة منه والشوارع الضيقة التي تصُب فيه هي وَحْي حسين شفيق المصري وإلهامه … فهو صديق سيد المكوجي، وجليس عم أمين القهوجي، وجار حنفي الكُمساري، وحسنين العسكري، ومن هؤلاء الناس تزوَّد حسين شفيق المصري بثقافته الشعبية، ومن دواوين شِعر امرئ القيس، وطَرَفة، والأعشى، وجَرير، والفَرَزْدَق، والمُتَنَبِّي، وابن الرُّومي، والجَبَرْتي، وأبي العَلاء … تزوَّد بثقافته العربية، ومن هاتين المدرستين استحدث حسين شفيق المصري فنَّه الخالد الرفيع.

وبينما كان يجلس في أول الليل في بار فقير في سوق الخُضار ويوزِّع الكئوس والنكات على الحاضرين، كان يقضي آخر الليل يجمع أوزان الشِّعر المهجورة بتكليف من أمير الشعراء أحمد شوقي.

وعلى هذا الازدواج، سيظل حسين شفيق المصري أبدًا … فهو حُجة في اللغة العربية، وهو عالم في اللغة العامية، وهو من أسرة غنية، وفقير يتضوَّر جوعًا، وهو من أم يونانية، وأب تركي، وهو نفسه ابن بلد قاهري … تربية أرصِفَة ومقاهٍ تعبَقُ برائحة الحشيش، وهو مُحرِّر بجريدة الجوائب التي كان يصدرها خليل مطران، ومُحرِّر بجريدة «مصر» وفي الوقت نفسه في مجلة «الشجاعة» و«الخلاعة» و«المسامير والسيف»، وهو مؤلِّف مسرحي كتب رواياتٍ جديدةً لمسرح نجيب الريحاني، وهو شاعر ماجن، متفرغ لكتابة الشِّعر «الحَلَمَنْتِيشي»، وهو يكتب ضد سعد زغلول في مجلة «الكشكول»، ويكتب مع سعد زغلول في مجلة «الصاعقة»، وهو يربح آلاف الجنيهات، ويموت وليس في جيبه مليم.

ولقد دخل حسين شفيق المصري التاريخ بمُشَعْلَقاته السبع … على وزن المعلَّقات السبع … وكانت أبرزها مشعلقته الشهيرة التي عارض بها معلَّقة طَرَفة بن العبد التي مطلعها:

لِخَولَةَ أطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
يَلوحُ كباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ

والذي لا شكَّ فيه أن حسين شفيق المصري كتب مشعلقاته ليس بغرض التقليد والمحاكاة وإضحاك الجماهير، ولكن هذه المشعلقة كانت تحمل رأيه في هذه القصائد التي أنفق الشعراء عمرهم في صياغتها … استمع إليه يقول في مشعلقته الشهيرة:

لزينبَ دكانٌ بحارة منجد
تلوحُ بها أقفاصُ عَيشٍ مُقدَّد
وقوفًا بها صحبي على هزارها
يقولون: لا تقطع هزارك واقعُد
أنا الرجل الساهي الذي تعرفونه
حويطٌ، كجِن العَطْفة المُتلبِّد
فما لي أراني وابن عميَ مُصطفى
متى أدنُ منها ينأَ عنها ويبعُدِ
يقول وقد ألقى الرغيف وسابني
ألَست ترى جُوزْها عويس بن أحمد
فلما تناغشنا الغداةَ وهزَّرت
معانا، وأعطتنا بارولا بموعد
رأت زوجها يدنو فغطت «بزازها»
بشال طويل «كالملاية» أسود
وقالت: يا لهوي جتكو نيلة امشوا من هنا
أفندية ايه دُولْ؟ جوزي شايف دا شيء ردي
فأقبل زوج البنت يلعن أُمَّها
ويسعى إلينا «بالمداس» المهَربد
فلا خير في خبصٍ ترى الضرب بعده
ولا هاجمٍ يأتيك بعد الترصُّد
ستُبدي لك العصيانُ ما كنت جاهلًا
ويأتيك «بالمركوب» مَن لم تهدِّد

ومن قصائده التي سمَّاها «المشهورات» قصيدة نَظَمها على نهج قصيدة «ابن الخيَّاط» التي يقول فيها:

خُذا من صبا نجدٍ أمانًا لقلبه
فقد كاد رياها يطير بلُبه

قال حسين شفيق المصري:

ولم ينهَهُ عنها الزمانُ ولا النَّوَى
ولم يُلهِهِ عنَّا تَقَزْقيز لِبِّه
فبات يُناجي النجم في طول ليله
ويشكو إلى الحِيطان شدة غُلبه
وهل يشتكي يا ناس مدقع فقره
وقد جاع يشكو من فداحة حبه
وقد تعبت عُزَّاله في غرامه
وأتعب أصحابَ الفلوس بنصبه
ويا ويحه إذ يصبغ الشَّعر صبغةً
تلغمطه حتى تنادي بشَيبه
ومَن يكُ ذا شيب ويصبغْ فإنه
إذا قال صدقًا زيَّفوه لكِذبه

ولقد ظلَّ حسين شفيق المصري يتدحرج طول حياته ويتقلَّب في مهنٍ كثيرة؛ من كاتب محامٍ، إلى مصحِّح في الجرائد، إلى زبون دائم أحيانًا في مقاهي القاهرة وعلى أرصفتها الشهيرة، ومن خلال هذه المهن الغريبة استطاع العبقري أن يرى الحياة كما لم يرَها أحد من قبل … فقد كانت له مهنة واحدة غير رسمية، هي مراقبة الناس وملاحظة عاداتهم الرديئة، واستطاع أن يقدم للأدب الشعبي المصري شخصية خالدة «لابن البلد» الجاهل المتعافي «الحاج درويش» و«الست المصرية» المشاكسة المشاغبة «أم إسماعيل»، وكان كتابه «الحاج درويش، والست أم إسماعيل» هو خير كُتبه وأكثرها صوتًا وحرارة وفهمًا بطبيعة الروح المصرية على الإطلاق.

وكان حسين شفيق المصري عالمًا باللهجات، لهجة الصعيد ولهجة الفيوم، ولهجة المنوفية، ولهجة الإسكندرية، ولم يقتصر علمه على معرفة اللهجات المحلية المنتشرة في أقاليم مصر الكثيرة … بل تعدتها إلى خارج الحدود … وقد هب فجأة ذات مرة لينقد بأسلوبه الساخر المرير انتشار اللغة الفرنسية بين أهل لبنان العرب … فكتب خطابًا من لبناني إلى آخر «مونامي مجاعص … بعد السلام … أعرفك ما مون فرير أن الهيجين تبعي تربيان … وفقط عندي جراند زعل من حكم الفرنساوي … وبيكون بعلمك أني دومان رايح شان أشوف حال المون بير وأكتب لك ليتر بالإيروبلان.

ما قَلَّ … ودلَّ

وخاض حسين شفيق المصري ميدان الزجل، وما قلَّ ودلَّ هو خير عنوان يمكن أن نطلقه على أزجاله … فقد كان مثلًا في هذا الميدان، لسبب لا ندريه … والملاحظة الغريبة أنه كان يفر إلى ميدان الزجل كلما اشتد الإرهاب في مصر واشتدت قبضة الرقابة على الصحف الوطنية. وبرغم أنه كان ضد سعد زغلول وكان ضد الوفد المصري بحكم أكل العيش، إلا أنه كان في الحقيقة وطنيًّا وثائرًا.

ذلك أنك لا تستطيع أن تكون ساخرًا إلا وأن تكون ثائرًا في الوقت نفسه … لأن السخرية لون من ألوان الثورة.

يقول حسين شفيق المصري في زجل رائع:

أول ما نبدي القول نصلي على النبي
نبينا محمد جانا بالإسلام
يقول أبو زعيزع وله قول صادق
براهينه ظاهرة والأدلة تمام
يابوزيد أنا بوي دياب بن غانم
يناوش العدو وما يتركوش ينام
لحد ما نمشي من البلد دي ونرحل
دي عيشتنا فيها يابوزيد حرام
تعالَ نروح من مصر نقصد تونس
نشوف فيها أقوام غير دي الأقوام
دي مصر يا بويه بلاد العجايب
وخيراتها للأرمن والأروام
وللإنجليز رُخرِين، ولكن خايف
أروح بكلامي شخة في حمام.

ولقد عاش حسين شفيق المصري حياة أقرب ما تكون إلى حياة أبي نواس … أعزب لم يتزوج … سِكير لا يُفيق … مُبذر أنفق نقوده وأنفق صحته وأنفق أيامه فيما لا يفيد، ولو أنه تفرغ للمسرح … لكان لدينا الآن تراث مسرحي كوميدي من أعظم طراز … ولو أنه ألقى بنفسه في خضم الثورة … لاستطاع أن يصنع مع بيرم التونسي انقلابًا في مصر، ولاستطاعا معًا أن يصوغا الحياة في مصر كما يحلم بها الثوار … ولكنه لم يتفرغ لشيء ولم يهدأ ولم يستقر … وظل يتدرج من أعلى إلى أسفل حتى وصل إلى القاع، ولكن فنَّه الأصيل، رغم الضياع، كان يشده دائمًا إلى الحياة التي تموج من حوله … ينقد مظاهرها المختلفة نقد فنانٍ أصيل.

وفي نهاية أيامه رفع هراوة ضخمة وهوى بها على رأس الحكومة التي كانت قائمة وقتذاك.

إن الفنان حسين شفيق المصري ينقدها وينقد رجالها ونظمها وتقاليدها … فيبتكر شخصية الشاويش شعلان عبد الموجود.

الشاويش شعلان

ومن خلال المسكين شعلان … انصبَّت هراوات شفيق المصري على كل ما في الحياة من تناقضات بشعة وقيم زائفة. ويكتب شفيق المصري على لسان الشاويش شعلان محضر التحقيق الحكومي.

«في تاريخه أدناه وأعلاه … أنا الشاويش شعلان عبد الموجود، شاويش آه يا ناري … في الساعة كذا وأنا جاعد في الجسم حضر جدامي جدع طويل عريض زي الشحط متهم في جناية خطف فرخة … وبعدين سألناه عن اسمه وعن رسمه وعملنا المحضر اللازم.»

•••

ومن خلال الأسئلة والأجوبة تبدو براعة شفيق المصري في كشف عورات النظام الاجتماعي الذي كان يرزح تحت عبئه الشعب … وكذلك تبرز أصالة شفيق كفنان. وعبقريته في الغوص إلى أعماق المأساة التي كانت تعيش فيها مصر.

ومن خلال «محكمتنا العُرفية» يحمل شفيق المصري حملة لا هوادة فيها على كل ما هو بشع وحقير في حياة الناس … إنه يهاجم الشركات في عنف … ويهاجم النظام الرأسمالي كله بلا رحمة … وبطريقة فنية لا تغفل الحقائق العلمية — التي تحول المجتمع الرأسمالي إلى معتقل كبير للشعب.

ويهاجم شفيق المصري الحرب … ويهاجم الاستغلال والاستبداد والبطالة والخوف والجهل.

ولم يكتفِ شفيق المصري بنقل المجتمع وهدمه عن طريق القلم … بل أنشب فيه لسانه، وكأنما وجد ميدانه الحقيقي هنا، فاكتفى به في آخر أيام حياته؛ وأطلق مئات النكات تنهش في كيان المجتمع وتنز فيه كالسوس، وأصبح يرتاد المقاهي منذ أن تعطل وشاخ وفقد بصره، وبدا الرجل العجوز وكأنه فقد كل أسلحته في الحياة إلا سلاح النكتة يشهرها على أعدائه، فراح يهاجم أدعياء الأدب والفن، ثم راح يهاجم الأدباء أنفسهم، ثم انبرى يهاجم الأحبة والأصدقاء، واحتمل الناس دعاباته أول الأمر، ثم ضاقوا بها وضاقوا به، ويبدو أنه ضاق هو الآخر بالناس وبالحياة، فاعتزل العالم، وانزوى وحده يجترُّ مصيره في صمت، ولم يلبث أن ضاق بنفسه، فراح يهاجم نفسه بعنف.

الابتسامة الأخيرة

ولعلَّه وهو في عزلته التي فرضها على نفسه تذكَّر تلك الأيام البعيدة من حياته … عندما كان سعد حيًّا، والثورة تجري في البلاد وتفور، والشعب يتدفق كالسيل، وربما رن في أذنيه هتاف الجماهير يملأ الجو، وصيحات الجموع تتصاعد إلى السماء، وربما تذكَّر الجانب الذي اختاره بحكم الظروف، ووقف فيه ضد الشعب وضد سعد، وربما ضاق شفيق المصري بنفسه من أجل هذا السبب، وربما كفَّرت المحنة عن ذنب الرجل، وربما مات مستريحًا.

نعم، ربما حدث ذلك، وربما كان هذا الذي ذكرناه مجرد وَهْم جال بخاطرنا ولم يخطر على ذهن شفيق المصري أبدًا.

ولكن الشيء المؤكد والشيء الثابت … هو أن شفيق المصري مات مبتسمًا. فقد التقى به أحد أصدقائه قبل وفاته بيوم واحد، وكان قد فقد بصره تمامًا وأصبح أعمى، وتطوع شاب من أقربائه لمرافقته، ولما سأله الصديق عن الشاب الذي يرافقه … أجاب شفيق: دا واحد ساحبنا.

وفي اليوم التالي … سحبه عزرائيل إلى الآخِرة.

أنا شخصيًّا أرجو أن يكون قد سحبه إلى الجنة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤