الفصل الثاني عشر

وصلت السيدة بيدن-هايث إلى المتجر في عصر اليوم الذي اجتمع فيه ديفينش وميليس لأول مرة. جاء مراجع الحسابات وغادر ثانية، بينما ظل السيد هاي هناك، وتعهَّد أمام الشرطي الموجود عند الباب بمرافقة السيدة، وقادها إلى غرفة السيد ماندر الخاصة.

قال ميليس الذي كان يساعد ديفينش مجددًا في حل لغز السطح: «اجتماع آخر. حريٌّ بي أن أعود لمباشرة مهام عملي، ولكن هذه المهمة مغرية جدًّا أيضًا.»

سأله المحقق وهما يستقلان المِصعد إلى الطابَق السفلي: «في رأيك، ما الذي تريده هذه السيدة هنا يا سيدي؟»

ضحك ميليس وهز كتفَيه. ثم قال: «ربما تكون قلقة بشأن نجلها العزيز، أو كما أشرتَ مؤخرًا، بشأن أموالها. أظن أننا سنخبرها بالمعلومات التي حصلنا عليها اليوم من مكتب الجوازات.»

جلس السيد هاي، وهو رجل فظٌّ ضئيلُ البنية يبدو عليه التوتر، على رأس المائدة، بينما جلس السيد ميليس قُبالته، في حين جلس ديفينش في تواضع في مواجهة السيدة الثرية عبر طاولة السيد ماندر الباهظة الثمن. فترت همة ميليس قليلًا، كما كانت عادته. وانتظر ديفينش ليدير دفة الحديث. وتنحنح السيد هاي بعد أن قلب بصره سريعًا بين وجوه الحاضرين.

ثم أردف قائلًا: «من المؤسف أننا توصَّلنا إلى حقيقة أن السيد ماندر — إحم — كان يضارب في البورصة على نحو صارخ. ثمة مبلغ كبير من المال لا نستطيع تفسير اختفائه.»

انتبه ميليس. وقال: «عرَفنا اليوم أن السيد ماندر استصدر مؤخرًا جوازَي سفر. الأول كان سليمًا تمامًا. أقصد أنه يصرح بكل وضوح بأنه كان مسافرًا في رحلة عمل إلى أمريكا الجنوبية.»

قالت السيدة بيدن-هايث قائلة: «لقد أخبرني بذلك. لقد أوضح لي أن هناك فرصة مربحة لافتتاح متجر آخر هناك.»

قال ميليس وهو يميل بجسده إلى الأمام: «واضح تمامًا، ولكن، كما قلت، لا بأس تمامًا من ذلك. أما جواز السفر الثاني، فقد صدر باسم الآنسة لينكتون، سكرتيرته …»

قاطعته السيدة بيدن-هايث قائلة: «ولكن السيد سكوفيلد …»

«قطعًا. السيد سكوفيلد هو سكرتيره الخاص، ولا توجد موظفة هنا باسم الآنسة لينكتون.»

انفعلت السيدة بيدن-هايث قائلة: «ولكن ما كان ليجرؤ قطعًا على القيام بذلك؟»

«حسب علمي أن الأمر لم يكن يتطلب الكثير من الجرأة، وإنما يتطلب قدْرًا من السرعة فحسب. فمكتب جوازات السفر لدينا لا يهتم بنا كثيرًا كمسافرين، رغم أن المرء يُخيَّل له من صيغ جوازات السفر أنه ذو سلطة شبه أبوية. ولا أعتقد أنهم مدركون، مثلًا، أن الآنسة تيومر، التي تعمل وكيلة للمشتريات هنا، قد تسافر باسم الآنسة لينكتون — السكرتيرة.»

تخضب وجه السيدة بيدن-هايث. ثم أردفت تقول: «إذن، أهي تلك الفتاة؟»

أومأ ميليس برأسه. «صورة جواز سفر جيدة حقًّا. بإمكان المرء أن يتعرف عليها منها. يبدو أنه لا يوجد شك كبير في أن السيد ماندر قد خطَّط للاختفاء، مصطحبًا ما يواسيه.»

أومأ السيد هاي. ثم أضاف بأسلوبه الرتيب الذي يتقنه جيدًا: «أظن أننا ربما يكون في مقدورنا تعقُّب الأموال واستعادة أغلبها من حسن حظنا. أتمنى ذلك قطعًا. إنها رياح عصيبة لا تأتي بخير لأحد.»

ظلت السيدة بيدن-هايث تُحدِّق إلى ديفينش على مدى الدقيقة الأخيرة. ثم قالت بشيء من الفظاظة: «ما فتئ هذا المحقق يزعج ابني جيمسون.»

قال ميليس بلُطف: «أنا واثق بأنه يفعل ذلك بأقل قدرٍ مستطاع. أؤكد لكِ أن ديفينش أحد أكثر مساعديَّ احترامًا.»

«ولكن لماذا يفعل هذا من الأساس؟»

ابتسم ميليس. ثم قال: «نحن نُعزِي كلَّ شيء في إطار قضيتنا إلى «المعلومات الواردة». لقد سمعنا أن السيد بيدن-هايث يُكنُّ كراهيةً شديدةً للراحل. لا شيء غريب في ذلك بالطبع. ربما كرهه عشرات غيره. ولكن بناءً على تحقيق متواضع أجريناه، يبدو أن السيد جيمسون بيدن-هايث قد نسي أين ذهب مساء الأحد الماضي. أرجو ألا تعتقدي أننا نولي دلالات أكبر مما ينبغي لتلك الحقيقة؟»

نظرت إلى ديفينش. وقالت له: «أخبرني بأنك زرته في ناديه. وأظن أنه قد قدَّم لك سببًا.»

رد ديفينش قائلًا: «أجل، يا سيدتي.»

صاحت قائلة: «أنا نفسي أودُّ أن أعرف أين ذهب، ولكن فكرة أنه ربما يكون لذلك أي صلة بمقتل السيد ماندر فكرة منافية للمنطق تمامًا.»

وردت أخبار إلى المكان في ذلك اليوم، وأفصح ميليس عن جزء منها بلطف، بينما ظل المحقق ملتزمًا الصمت.

قال: «لقد وردت إلينا أخبار بأن السيد جيمسون بيدن-هايث كان موجودًا في الممر الخلفي لهذا المكان في ليل الأحد. وهذا الأمر ليس ذا أهمية بحدِّ ذاته. ولكن …» وتحسس جيب صدريته وأخرج علبة ثقاب فضية «الأحرف الأولى المكتوبة عليها هي «جيه بي إتش».»

أخذت العلبة، وزَمَّت شفتَيها. وعقَّبت قائلة: «لم أتعرف عليها. تقول أين وجدتها؟»

«في الممر الضيق، حيث يقومون بتحميل الشاحنات.»

وأضاف المحقق: «ومن هناك يوجد دَرَج يؤدي إلى شقة السيد ماندر.»

حدَّقت إليه بنظرة غاضبة. ثم قالت: «حتى ولو كانت تخص ابني، ربما يكون قد زار المكان، أو فكَّر في زيارته، ليلتقيَ بالسيد ماندر.»

تمتم ميليس قائلًا: «لعله كان يفكر فقط في زيارته. هذا هو انطباعي، ولكنك تلاحظين إلى أين يقودنا هذا الاكتشاف. التحريات الروتينية والعامة بالنسبة إلينا هي أمر معتاد. نادرًا ما نلتفت إليها ما دامت في إطار الروتين. ولكن حالما نصل إلى جزئية خاصة، نُضطر إلى اتخاذ إجراء، بكل أسف.»

كانت تتحلى بالجرأة ولم تَجفِل. وأردفت قائلة: «أنا متأكدة من أن ثمة تفسيرًا لذلك.»

«أنا متأكد من ذلك. ولكن ترين المأزِق الذي نحن فيه. السيد جيمسون بيدن-هايث لا يستطيع أن يتذكر أين ذهب. وآمُل — بما أنك تعرفينه تمام المعرفة، أليس كذلك؟ — أن تتمكني من مساعدتنا.»

نهضت السيدة بيدن-هايث. وقالت: «سألتقي به على الفور. هل ستأتي معي يا سيد هاي؟ أظن أنك تستطيع أن تشرح له الأمر بمزيد من الحزم.»

قال المحامي وهو يهبُّ واقفًا: «بالتأكيد، إذا كنتِ ترغبين في ذلك.»

أعادت السيدة بيدن-هايث العلبة إلى ميليس، الذي وضعها في جيبه. شحب وجهها في تلك اللحظة، ولكنها حاولت الظهور بأفضل حالة ممكنة في هذا الموقف وعدم إظهار أي شيء.

قال ميليس عندما ذهبت: «يا لها من امرأة مِقدامة!»

وافقه ديفينش الرأي. ثم علَّق قائلًا: «عساها تحصل من جيمسون على معلومات أكثر مما حصلت عليها. هذا يوضح لكَ إلى أيِّ مدًى كان يكره ماندر؛ إذ انفعلت على هذا النحو.»

قال ميليس وهو يهمُّ بالرحيل: «أردت أن أعرف إن كانت ستفعل. لم يكن لديها أي مبرر لتورطه في الموضوع، ولكنها فعلت. هل تظن يا ديفينش أنه صعِد بالفعل إلى الشقة في تلك الليلة؟»

رد المحقق قائلًا: «لا أستطيع أن أجزم بذلك. ربما فعل.»

عندما غادر مساعد المفوض، نزل ديفينش إلى القسم الذي يُحتفظ فيه بالأسلحة الرياضية. ولفتَ نظرَه شيء واحد منذ البداية؛ ألا وهو حقيقة أن المسدس الماوزر الذي عُثر عليه بالأسفل كان محشوًا بطلقة واحدة فقط؛ هي تلك الطلقة التي استُخدمت. وقد أوعز له ذلك بأن الفاعل قناص بارع، وواثق جدًّا من تصويبه، ولكن حتى ذلك لا يمكن اعتباره دليل إثبات.

انضم إليه الرقيب ديفيز هناك بعد قليل، ووجده يفتش بكدٍّ بين عُلب ذخيرة الأسلحة الرياضية ويحرص أشد الحرص على إعادة كل شيء كما وجده بالضبط. وأسفل كومة من العُلب الأخرى والحاويات الكارتون، عثر بالصدفة على صندوق صغير مسطح.

قال متهللًا وهو يخرج الخزانة: «هذا يشبهها، يا ديفيز. كما تلاحظ لم يكن هناك مبيعات كثيرة لذخيرة الماوزر؛ لقد تراكم عليها غبار السنين، أليس كذلك؟»

رد الرقيب قائلًا: «ثمة صندوق ناقص من الخراطيش أسفل منها.»

«أوه، رائع! هو كذلك فعلًا. هذه خراطيش عيار ١٢ محشوَّة بطلقات عيار ٦. لقد باعوا دزينتين منها أو نحو ذلك بنظام التجزئة.»

«الخرطوش عيار ١٢ لا يتناسب مع هذا المسدس يا سيدي.»

«هذا صحيح. كما أن السيد ماندر لم يُقتل بطلق ناري صغير الحجم. لقد توصلت إلى اكتشاف على أي حال أيها الرقيب. لو أن الخراطيش بيعت من الصندوق الموجود بالأسفل، كيف أخرجوا هذا الصندوق دون أن ينفضوا الغبار عن ذخيرة المسدس هذه؟»

بدا ديفيز مسرورًا. وأردف قائلًا: «لم أُفكِّر في ذلك من قبل يا سيدي. ولكن من المؤكد أن هذا الصندوق بيع كما يبيعه المصنعون، أي سليمًا؟»

وزن ديفينش حاوية الخرطوش براحة يده، ثم رفعها فوق رأسه، وأشار.

ثم قال: «ثمة مساحة كافية لخروج قذيفة واحدة فقط. أظن أنها ستدوَّن في تقرير الجرد القادم كتوالف جراء النقل. ولكن ذلك الثقب الصغير أحدثه شخص يعرف الطريقة التي تستقر بها القذائف داخل الحاوية.»

قال الرقيب بانبهار: «إذن لا بدَّ أنه من وضع الغبار على الصندوق. يبدو أنه فكَّر في كل شيء.»

«باستثناء حقيقة أن ويبلي لن يعرف طريقه للنزول إلى هنا. قد يكون من المفيد تلفيق دليل واحد مزيف، ولكن من الإفراط تلفيق دليلَين غير متوافقَين. احزم هذا، وأرسله ليفحصه رجالنا.»

كان في متناولَهما كَميات وفيرة من ورق التغليف والأربطة، وبينما كان ديفيز يحزم الحرز بكل حرص، طرح ديفينش سؤالًا.

«هل لديك أي أخبار عن كيفيم؟»

«أجل يا سيدي، لقد ذهب إلى شقة السيدة هوو مرة أخرى. أتساءل إن كانت تلك السيدة تحبه يا سيدي؟»

فكَّر ديفينش في الأمر مليًّا. وقال: «ربما. ما قالته عن صديقتها المتوفاة حين قابلتها كان به بعض الخبث. ولكن لا أرى لها يدًا في هذه الجريمة حتى الآن. ثمة أي معلومات عن الحارس؟»

ربط ديفيز آخر عقدة. ثم قال: «إنه جندي نظامي قديم. تدرب في شبابه لدى أحد الحدادين، والتحق بسلاح المهندسين الملكيين، وانضم إلى سلاح الإشارات عندما اندلعت الحرب. أُصيب عام ١٩١٥، وعاد إلى الوطن، وذهب في وقت لاحق من العام نفسه، ولديه سجل عسكري مشرف. ثمة شيء واحد يبدو ذا أهمية بخصوصه؛ طبيعة الإصابة التي تلقَّاها. لقد أُصيب في الرأس بشظية قنبلة، وعانى من الأرق بسببها. ومن واقع ما أستطيع استنتاجه، لم يكن ليمكث في المستشفى كل هذه المدة التي مكثها بسبب تلك الإصابة فقط.»

أومأ ديفينش. وقال: «فهمت. سيكون من المفيد الحصول على رأي طبيبه المدني. ابحث في هذا الأمر، من فضلك. لا يمكن أن أُصدِّق أن شخصًا دخل وخرج ليل الأحد دون أن يُسمع له صوت. ما لم تكن آثار ما بعد تلك الإصابة تجعله يعاني من النعاس. وقطع وصلة الميكروفون، إذا ما كان هو الفاعل، كان من شأنه أن يكون محاولة لمنحه فرصةً ليغفوَ قليلًا بين نوبات الحراسة.»

«يا له من حارس رائع، لو كان كذلك يا سيدي!»

«تمامًا. ولكن إذا أمكننا مراقبة كل حارس في كل ليلة، أراهن أننا سنكتشف أن نسبةً لا بأس بها منهم يأخذون غفوات قصيرة! لا أرى سوى اعتراض واحد على ذلك. لم يكن القاتل ليجازف بإنزال الجثتين إلى الطابَق السفلي، لو لم يكن يعرف نقطة ضعف الحارس.»

وافقه الرقيب الرأي قائلًا: «أظن أن مان قد صار على «قائمة المشتبه بهم»، وسأُجري تحرياتي. الآن، ما الذي سنفعله حيال تلك الرمال الموجودة في الطابَق العُلوي؟»

فكَّر ديفينش مليًّا. ثم قال: «أظن أننا سنستدعي كيفيم وكين وويبلي إلى هنا غدًا، ونأخذهم إلى السطح. يمكنك أنت والرجال أن تكشفوا الغطاء عن الرمال، لكن اجعل الأمر يبدو وكأنكم بدأتم العمل للتو. إثارة الأعصاب أحيانًا تساعد في كشف الخبايا.»

اتفق ديفيز معه في الرأي بكل حماس. «فكرة جيدة يا سيدي. حسنًا، سآخذ هذا إلى سكوتلانديارد، ثم أواصل التحريات عن الحارس.»

«هل … لكن تمهل للحظة. هل جاءت أي تقارير عن السيد بيدن-هايث؟»

«لا شيء ذو أهمية. إنه يتجول في المدينة كالمعتاد، وقام بزيارة واحدة. كانت لمنزل السير ويليام ليفورت. ولكنه لم يمكث هناك دقيقة. وخرج من هناك وقد بدا كئيبًا.»

قال المحقق: «وماذا كان هناك في منزل السير ويليام تسبب في هذه الكآبة؟» ثم أردف: «حسنًا يا ديفيز. انصرف!»

ولكن لم يغادر ديفينش القسم عندما غادر الرقيب. فقد أخذ يتأمل الصندوق المكسور الذي يحوي خراطيش الأسلحة الرياضية ويتساءل.

قال في نفسه: «لا أعرف الكثير عن البيع والشراء، ولكن من الغريب بالنسبة إليَّ أن يكسروا صندوقًا به مائة خرطوش، ويبيعوا بعضه، ثم يعيدوا الصندوق أسفل مخزون نادرًا ما يكون عليه طلب.»

أزاح الصندوق بحرص، ورفع الغطاء، وجفل قليلًا حين رأى أن الذخيرة مبعثرة على نحو فوضوي، وليست مرتبة مثلما يعبئها المصنعون. أخذ الصندوق إلى منضدة، وأزاح الخراطيش وتفاجأ بوجود ثلاث شمعات احتراق.

قال وهو يمسك ما اكتشفه بحرص: «لا بد أنه مجرم بالسليقة. ولكن ربما يكون قد ارتكب زلة في مكان ما.»

وأخرج من جيبه منفاخًا، ونفض الغبار عن أسطح شمعات الاحتراق. ثم خرج ليبحث عن رجل كان لا يزال يلتقط صورًا للمبنى بكل نشاط، وأحضره ليلتقط صورًا.

قال عندما انتهى الرجل من العمل: «أخشى ألَّا يكون ذلك مجديًا، ولكن حمض تلك الصور بأسرع ما يمكنك، وسنتأكد بأنفسنا.»

وبعد أن أنجز كل ما بوسعه إنجازه في ذلك القسم، وبينما كان في طريقه إلى المِصعد المؤدي إلى الممر الموجود خارج شقة ماندر، جاءه شرطي ليُبلغه بأن السيد بيدن-هايث يرغب في مقابلته.

قال ديفينش، وهو يشعر بالفخر بنفسه: «أحضره إلى هنا، من فضلك. توقعت زيارته اليوم.»

بدا جيمسون بيدن-هايث أكثر حيوية عن آخر مرة التقى به ديفينش. لم تعلُ وجهَه أمارات انزعاج، وإنما مزيج من الشعور بالاستياء والارتياب المتجهم.

قال دون مراعاة لأي رسميات بعد أن أحضره الشرطي، ثم غادر مرة أخرى: «أخبرني أحدهم أنك حصلت على علبة ثقاب خاصة بي.»

«علبة مكتوب عليها الأحرف الأولى من اسمك يا سيدي على أي حال.»

«وجدتها خلف هذا الصرح اللعين، أليس كذلك؟»

«بالضبط يا سيدي.»

«إذن، لماذا لم تخبرني من قبل بحق الجحيم؟»

«لأنها لم تصبح في حوزتنا إلا في وقت مبكر هذا الصباح.»

حدَّق إليه جيمسون بنظرة ساخطة. ثم قال: «وما رأيك فيها؟»

ابتسم ديفينش. وقال: «إنها تبدو مثيرةً للشكوك يا سيدي.»

«هراء! إنها تعني على أقصى تقدير أنني كنت خلف منزله.»

«أجل، إنها تعني لك على أفضل تقدير يا سيدي. ولكن كما ترى، أنت لا تتذكر أين كنت في ذلك اليوم.»

«حسنًا، كنت في الممر الضيق الخلفي.»

«ذاكرتك تتحسن يا سيدي. من المؤسف أنك لم تَقُل ذلك من قبل.»

«يا لها من ملاحظة سخيفة! أنا لم أقل إنني دخلت إلى هنا. وإنما قلت إنني كنت خلف هذا المكان.»

«هل لي أن أعرف السبب؟»

«أردت أن أتشاجر مع ماندر. إذا أردت أن تعرف.»

«وتتذكر هذا أيضًا؟ ألا يخطر بذهنك أن فُقدان الذاكرة أثناء تحقيق شرطي من شأنه أن يجعلك محل شك نوعًا ما؟»

عضَّ الشاب شفته. ثم قال: «قرعت جرسه اللعين، ولم يأتني رد. لذا غادرت وذهبت إلى النادي.»

«أخشى يا سيدي أن بعد كل هذه التفاصيل لا يمكنني التعويل على كلامك نظرًا لأنك كنت ثملًا للغاية ليل الأحد لدرجة أنك لم تدرك ماذا كنت تفعل.»

جاء الرد مفاجئًا؛ إذ قال: «لم أطلب منك أن تفعل. لا أريد أن تصبح شئوني الخاصة على الألسنة في هذه المدينة اللعينة، هذا كل ما في الأمر.»

«نحن لا نفشي أدلة الشهود، ما لم يكن ذلك ضروريًّا. هل تقصد أن تقول إنك كنت في مكان ما في تلك الليلة لا ترغب أن يعرفه أحد؟»

«أجل، هو كذلك.»

«أين؟»

«لدى السير ويليام ليفورت.»

«وما الغرض؟»

احمرَّ وجه بيدن-هايث ثم بدا عليه الخجل. قال مترددًا: «آه … حسنًا، أنا وابنة السير ويليام …» ثم توقف.

«هل من المفترض أن أصدق هذا، يا سيدي؟ كبير الخدم قال إنك لم تكن هناك.»

«من شأنه أن يفعل. لقد أمرته بذلك. الحقيقة هي أن الأمر لا يروق السير ويليام بعض الشيء.»

كان ثمة شيء من الخجل غير المصطنع والتنافر والارتباك يشوب سلوك الشاب جعل ديفينش يبتسم رغمًا عنه.

قال: «لنصعد إلى الشقة يا سيدي، بحيث يمكنك أن تجلس في هدوء وتخبرني بالأمر.»

بمجرد أن دخلا الشقة، واستكن جيمسون في كرسي مريح، شرع في الحديث. تحدث بأسلوبه المتقطع المعهود، وكثيرًا ما كان يكرر الشيء نفسه، بكلمات متقطعة أكثر، ولكن ما أراد أن يخبر ديفينش به حقًّا هو أنه قد وقع في حب الآنسة ليفورت، وأنه يظن أن ثمة شعورًا نحوه من جانبها أيضًا. وفي وقت سابق من هذا العام، التقى بأصدقاء قدامى في فندق جودوود وكان «ثملًا»، وتصادف أن قابل السير ويليام وابنته هناك.

منعه السير ويليام من دخول منزله، وحتى الفتاة بدت مترددة بخصوص الاستمرار في هذه العَلاقة بعد تلك الواقعة. ونظرًا لأنه كان «متيمًا بها ببساطة»، لم يفقد الأمل. وفي يوم الأحد الذي وافق يوم وفاة ماندر، انطلق إلى المدينة، عندما كان ذلك «النذل الصخاب» يزور بارستون كورت. عرف أن السير ويليام كان خارج المدينة، فذهب إلى منزله في المساء، وقيل له إن الآنسة ليفورت خرجت لحضور عرض خاص للوحات وستعود على العشاء. وصرح لكبير الخدم بنيته انتظارها حتى عودتها، بل أعلن أنه سيبقى سواء وافق كبير الخدم أو اعترض. وما ساعده في الأمر أنه عرض على الرجل خمسة جنيهات، مع وعدٍ بأنه إذا أسفرت الزيارة عن أي متاعب لاحقة له، فسيقول إنه رفض أن يرحل.

ولكن لم تعد الآنسة ليفورت على العشاء، وشكَّ في أن كبير الخدم يعرف مكانها؛ ولذا اتصل بها هاتفيًّا وأخبرها باسم الزائر.

وإذا كان باقي القصة حقيقيًّا، فقد أثبتت أنه يُكِنُّ عاطفةً بلهاء لفتاة قررت بالفعل أنها من المستحيل أن تتخذه زوجًا لها بسبب سلوكياته. كما أنها أثبتت أنه كان حتمًا ثملًا عندما زار المنزل. فحتى أكثر العشاق ولهًا لن يمكث وهو في كامل قواه العقلية في بيت شخص آخر، ويظل هناك لما بعد الساعة العاشرة على أمل أن تلتقيَ به الفتاة على غير رغبتها. لقد نجحت الجنيهات الخمسة في رَشوِ كبير الخدم ليلتزم الصمت بخصوص الزيارة، ولكن لا شك أن الشاب صار أكثر اتزانًا عندما غادر المنزل عما كان حين دخله.

سأله ديفينش قائلًا: «لقد غادرت المنزل في حالة مزاجية سيئة جدًّا. إلى أين ذهبت بعد ذلك؟»

تجهَّم جيمسون. ثم ردَّ قائلًا: «وأنا أسألك! ألن يجعلك ذلك تستشيط غضبًا؟»

«ربما يا سيدي. ولكن إلى أين ذهبت؟»

«ذهبت؟ أردت أن أنال من أحدهم، وكان ماندر الشخص الوحيد الذي أعرفه وكنت أريد أن أنال منه بشدة. فذهبت إليه، وقرعت جرس شقته اللعين. كان الظلام في ذلك الممر الضيق حالكًا كظلمة القبور، وفقدت علبة ثقابي البغيضة أثناء محاولة تلمُّس طريقي إلى الباب.»

«هل استمررت في قرع الجرس؟»

«قطعًا فعلت.»

نظر إليه ديفينش متأملًا. ثم تساءل: «بما أن ذاكرتك للتفاصيل يبدو أنها تحسنت، فلعل بإمكانك أن تخبرني متى حدث هذا؟»

أومأ جيمسون برأسه. «أستطيع أن أقول إن الساعة كانت الحادية عشرة تقريبًا.»

«ولم ترَ أحدًا، أو تسمع أحدًا؟»

«ولا مخلوقًا واحدًا.»

استأذن ديفينش وذهب ليتصل بمنزل السير ويليام ليفورت. رد كبير الخدم، واستفسر عن هُويَّة المتصل.

ردَّ الطرَف الآخر بحِدَّة: «المحقق ديفينش من مكتب سكوتلانديارد. لماذا لم تخبرني بأن السيد بيدن-هايث جاء مساء يوم الأحد؟»

ساد صمت قصير عند الطرَف الآخر من المكالمة، ثم تمتم صوت خافت يوضح صاحبه أنه لم يُرِد إثارةَ مشاكل؛ نظرًا لأنه رأى أن السيد لم يكن في حالته الطبيعية.

سأله ديفينش: «كم مكث من الوقت؟»

رد كبير الخدم: «لم أستطع صرفه من المكان يا سيدي. لم يكن السير ويليام موجودًا في المنزل، كما أخبرتك، والآنسة آنيتا كانت بالخارج، وكنت في موقف حرج إلى حد ما. وفي الساعة العاشرة، يا سيدي، اتصلت الآنسة آنيتا. وقالت لي أن أخبر السيد المحترم أنها سافرت لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. وعاود الزيارة مجددًا منذ ذلك الحين يا سيدي.»

شكره ديفينش، ووضع السماعة. تأكد حينها من أن قصة الشاب تحمل قدرًا من الحقيقة، رغم أنه ربما كان هناك وقت متاح له لقتل ماندر بين مغادرة منزل السير ويليام ووصوله إلى النادي.

قال وهو يَهُمُّ بالجلوس مرة أخرى: «حسنًا يا سيدي، إذا كنت قد تعرَّضت لأي مشكلة، فالخطأ خطؤك.»

رد جيمسون قائلًا: «أنا لا ألومك، ولكني أقول إن مهمتك بغيضة. لا يروقني أبدًا أن أقضيَ حياتي في التلصص على الآخرين!»

هزَّ ديفينش كتفَيه في استخفاف. وأردف يقول: «القتل مسألة بشعة للغاية. نحن لا نستهين في التعامل مع هذه المسألة في سكوتلانديارد، مثلما يفعل بعض الناس.»

سأله جيمسون بنبرة ارتياح: «إذن، فالأصفاد لا تنتظرني؟»

أجاب ديفينش: «ليس في الوقت الحالي يا سيدي، ولكن يجدر بي أن أنصحك بالتخلص من مسدسك ذاك يا سيدي.»

كانت هذه محض خُدعة، ولكنها أتت بثمارها. فقد جفل جيمسون.

رد في عجالة قائلًا: «إنه المسدس الذي كنت أستخدمه في الحرب البائدة. هل تعتقد أن من الأفضل أن أبيعه؟»

«من الأفضل كثيرًا يا سيدي. الآن، لديَّ مهامُّ كثيرة لأُنجِزها، ولذا سأتمنى لك يومًا سعيدًا. يمكنك أن تستقلَّ المِصعد لتنصرف.»

عندما انصرف بيدن-هايث، صعِد ديفينش إلى السطح، وتبادل أطراف الحديث مع الرجل الذي كان يتولى نوبة العمل هناك.

قبل أن يغادر مكتب سكوتلانديارد، رتَّب لمقابلة الطبيب الشرعي — الذي فحص الجثتين لأول مرة — على سطح الشقة. كان لا يزال يتحدث مع ضابط التحريات حين وصل الطبيب الشرعي وحيَّاه.

«حسنًا، أيها المحقق، ماذا هنالك؟»

سار ديفينش عبر السطح. ثم قال: «لقد سمعتَ أننا نشكُّ في أن ماندر أُردي قتيلًا هنا، وسقط على تلك الكومة من الرمال، ومِن ثَمَّ وفَّر للقاتل وسيلةً مؤقتة للتستر. يبدو هذا منطقيًّا تمامًا حتى الآن، ولكن ما يؤرقني حقًّا هو مقتل تلك الفتاة، وبالأخص كيفية إصابتها بذلك الجرح. هل في رأيك أنه استلزم عنفًا بالغًا؟»

أشعل الطبيب سيجارةً بينما أخذ يفكر في الأمر مليًّا. ثم أجاب بعد فترة صمت طويلة قائلًا: «لا أستطيع أن أجزم بذلك. فالنصل كان طويلًا وحادًّا.»

«هل خطر لك احتمال حدوث أي صراع بينها وبين القاتل؟»

«بدا لي أنها تعرضت لقدرٍ من الإكراه. كانت هناك كدمات، غير بالغة الشدة أو الخطورة، أعلى الذراعين كلتيهما. وقد أعطتني انطباعًا بأن أحدهم أحكم قبضته عليها.»

«هل كان يقف أمامها أم خلفها؟»

«خلفها. هذا أمر مؤكد تمامًا. العلامات تُظهر ذلك.»

«إذا أراد أحد أن يقتلها، فلماذا يطعنها في أسفل الظهر؟»

«لا أعرف. لعلها كانت مسألة مصادفة ما لم يكن القاتل يعرف مهمته جيدًا. تلك العلامات الموجودة على كلتا الذراعين توحي بأن شخصًا يدفع آخر أمامه، ويحرص على أن يسلكا الطريق الذي أراده.»

قال ديفينش: «هل تمانع في أن تجرب هذا على رجلنا هذا؟» ثم أشار إلى ضابط التحريات ليأتي إليه. ووجَّه حديثه إلى الضابط: «سيشبك الطبيب ذراعيك من الخلف.»

أمسك الطبيب بالرجل من أعلى الذراعين ودفعه أمامه. وقال له: «امشِ بخُطًى سريعة، يا صديقي! أين تريدنا أن نتوقف يا ديفينش؟»

أجابه المحقق قائلًا: «حسنًا يا سيدي، إذا سمحت فسأخبرك بما أوحت لي به وجهة نظرك. ربما أمسك القاتل بالفتاة بالأسفل ودفعها لتصعد درجات السلم أمامها ومنه إلى هذا السطح.»

«هذا رأيي.»

قال ديفينش بمزيد من التمهُّل: «أو، بما أن علينا أن نفترض أنها جاءت إلى هنا بمحض إرادتها، وأنها كانت مع حبيبها، فربما تكون قد استُخدمت كدرع واقية.»

جفل الطبيب. وأردف يقول: «تبدو فكرة رائعة، يا صديقي العزيز. ولكن إذا طعنت درعك البشرية، فإنك ستفقد ما كنت تحتمي به! كيف تتغلب على تلك الإشكالية؟»

أومأ ديفينش برأسه، وذهب ليلقيَ نظرةً من فوق الحاجز. وقف هناك يُحدِّق إلى الفراغ دقيقتين، ثم عاد وقد بدا أكثر سعادة من ذي قبل.

«حسنًا، سنقوم بإعادة تمثيل الجريمة، إذا لم تمانع أيها الطبيب. من الأفضل أن يمثل صديقنا هنا دَور ماندر؛ إذ إنه يستطيع أن يتحمل السقوط على نحوٍ أفضل منك.» ابتسم ضابط التحريات ابتسامة واسعة إثر سماع ذلك، بينما ضحك الطبيب، ثم أردف ديفينش: «وأنت ستمثل دَور الفتاة. ليس لديك اعتراض، أليس كذلك؟»

«إطلاقًا، إذا كان هذا سيساعدنا.»

«عظيم. عليك أن تحمل قلمًا أو أي شيء ليقوم بدور السكين؛ أجل، هذا سيفي بالغرض. يجب أن يقف جونز هنا. إنه يمثل دَور ماندر. وسيكون علينا أن نستعين بالجانب الآخر من الرمال لتمثيل واقعة السقوط. الآن، أنا أقوم بدَور القاتل. ومعي سلاح آلي. سأستخدم كشَّافي اليدوي باعتباره السلاح. صعِد ماندر بصحبة الفتاة إلى هذا السطح كملاذ لهما. ثم أصعد أنا بعدهما. يرتعد ماندر من المواجهة. وسواء أكان يُعوِّل على شهامة المتسلل، أو كان في شدة الفزع، فلا يعنيه من يعاني ما دام سيهرب.»

«بدأت أستوعب دَوري يا ديفينش.»

«على أي حال، بمجرد أن وصل إلى هنا، أمسك بالفتاة من ذراعَيها، وصدَّرها كهدف للمعتدي.»

«ولكن لم يُطلق عليها النار.»

هزَّ ديفينش رأسه في نفاد صبر. «أعرف ذلك. لنقل إن ماندر بحوزته سكين أو خنجر. ليس بمقدوره أن يُحكِم قبضتَه على الفتاة وهو يمسك بذلك السلاح بيده. فدسَّه في جيبه بصفة مؤقتة. وبينما كان يعود بظهره إلى الحاجز الرملي، تحاول الفتاة التملُّص لتحرر نفسها، فيستل السكين مرة أخرى. دعونا نمثل هذا.»

على الفور وقف ضابط التحريات وراء الطبيب، ووضع القلم الذي يمسكه في جيبه، وأمسك بالرجل الواقف أمامه من أعلى ذراعَيه، ورجع بظهره خطوات نحو الرمال، بينما كان ديفينش يتقدم ممسكًا بالكشَّاف وكأنه سلاح.

قال المحقق: «الآن، حاول أن تتملص للهروب يا سيدي.»

حاول الطبيب أن يتملص ليحرر نفسه، ثم توقَّف. وأردف قائلًا: «الإرشادات المسرحية من فضلك؟»

قال المحقق: «المكان مظلم هنا. تقدَّم مسافة ياردة، وستجدني أتقدم نحوك هكذا» ثم تقدم بخطوة واسعة بينما كان الطبيب يقترب. ثم أردف يقول: «الآن، اقفز بسرعة إلى الوراء، واجعل ذلك السكين جاهزًا للدفاع عن نفسك، يا جونز! الآن بصفتك ماندر، تمسك بالسكين بيدك. تتعثر وتسقط فوق الرمال. ثم يسقط فوقك الطبيب، الذي يمثل دور الفتاة، ويطعنك من غير قصد.»

قال ديفينش عندما قام الاثنان الآخران ونفضا الرمال عن نفسيهما بعد إعادة تمثيل الجريمة: «من الجائز أن الجريمة وقعَت بهذا الشكل؛ المعضلة الوحيدة أمامنا هي الصراخ. لا بد أنهم أحدثوا ضجيجًا صاخبًا، ولكن يبدو أن أحدًا لم يسمعهم.»

رد الطبيب قائلًا: «هذا المكان ليس سكنيًّا والبعض لا يسمعون الصرخات عندما ينامون. بالإضافة إلى أن المكان مرتفع. أجزم بأن هذا مُحتمَل حدوثه.»

عقَّب المحقق قائلًا: «لدينا بعد ذلك صوت المحرك. إذا نزل جونز إلى الشقة، وأصدرنا صوت صرير، يمكنه أن يخبرنا كيف يبدو الصوت من أسفل. ويمكنه أن يطلب أيضًا من رئيس خدم ماندر أن يسمع الصوت من مسكن الخدم. ولكن الأشخاص الذين يُرهفون السمع لصوت ما يسمعونه بحدة مضاعفة عن أولئك الذين لا ينصتون إلى أي أصوات ويكونون نائمين حين صدورها.»

أومأ ديفينش. فنزل جونز إلى أسفل، وأجروا التجربة. وبعد عشر دقائق صعِد جونز مرة أخرى.

قال: «لم يكن الصوت عاليًا جدًّا بالنسبة إليَّ، ولم أستطع أيضًا تحديدَ اتجاه الصوت يا سيدي. سمع كبير الخدم صوتًا خافتًا، ولكنه يقول إنه كان يظنه صرير مكابح.»

قال ديفينش: «حسنًا، نظرية لا بدَّ أن أحاول التفكير فيها. ربما تكون قد اصطدمت بظهرها في السكين، أو أن ماندر سقط وبيده السكين متجهًا لأعلى. هل من الممكن أن يتسبب ثقلها في الجرح؟»

رد الطبيب قائلًا: «هذا ممكن.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤