وصية يوحنا (١٧٧٧م)

١

«… الذي استراح على صدر الرب، ونهل من نهر عقائده».١
«جيروم»
هو : لقد كنت سريعًا للغاية في هذا الكتيب (في برهان الروح والقدرة) ويبيِّن الكتيب ذلك.
أنا : هل هذا صحيح؟
هو : إنك تكتب عادة بوضوح أكثر.
أنا : لقد اعتبرت دائمًا أعظم وضوح بمثابة أعظم جمال.
هو : ولكني أظن أن إرادتك قد خانتك. لقد بدأت تظن أن باستطاعتك فقط التلميح إلى أشياء لا يفهمها واحد في المائة من القراء، قد تكون قد علمتها أنت بنفسك البارحة أو قبل البارحة.
أنا : أعطني مثلًا.
هو : لا تدعي الجهل وأنت تعلم.
أنا : أعطني مثلًا.
هو : ملاحظتك الغامضة في النهاية، وصية يوحنا كما تتصورها.
لقد بحثت عنها بحثًا في صفحات معاجم جرابيوس Grabius وفابريكيوس Fabricius.٢
أنا : هل يجب أن يكون كل شيء كتابًا إذن؟
هو : أليست وصية يوحنا هذه كتابًا؟ ما هي إذن؟
أنا : إنها إرادة يوحنا الأخيرة، آخر كلمات رائعة ليوحنا وهو على فراش الموت التي كررها مرات عديدة. ألا يمكن تسميتها وصية؟
هو : بكل تأكيد، يمكن أن تكون كذلك، ولكني الآن أقلُّ حماسًا لمعرفتها. ومع ذلك، ما هي هذه الكلمات؟ إني لست ضليعًا في قراءة عباد ياس Abadias أو أي مكان آخر يمكن أن توجد فيه.٣
أنا : يمكن العثور عليها لدى كاتب أقل شبهة. لقد احتفظ بها جيروم لنا في شرحه على رسالة بولس إلى أهالي غلاطية. أتركها هناك، لا أظن أنك ستستحسنُها.
هو : مَن يدري؟ ما عليك إلا أن تذكرها لي.
أنا : أمِن ذاكرتي؟ أفي هذه الظروف التي يمكنني أن أتذكَّرَها أو التي تبدو محتملة للتذكُّر؟
هو : وما المانع من ذلك!
أنا : لأن يوحنا، يوحنا الطيب، الذي لم يرغب على الإطلاق في أن ينفصل عن كنيسته التي جمعها معه في إفسوس، هذا التجمع الفريد كان منتدًى كبيرًا لتعليمه العجائب ولعجائب تعاليمه. كان يوحنا رجلًا طاعنًا في السن، طاعنًا في السن لدرجة أن …
هو : لم يظن الشعب البسيط المؤمن أنه سيموت أبدًا.
أنا : ومع ذلك، فقد رأوه يقترب من الموت أكثر فأكثر يومًا بعد يوم.
هو : إن الخرافة تثق بالحواس كثيرًا أحيانًا وقليلًا أحيانًا أخرى. حتى بعد أن مات يوحنا ظلت الخرافة على اعتقاد بأن يوحنا لا يمكن أن يموت. إنه قد نام ولم يمت.
أنا : كم تقترب الخرافة أحيانًا من الحقيقة.
هو : ولكن أخبرني أكثر عن القصة. إني لا أستطيع أن أسمعك تدافع عن الخرافة.
أنا : بنفس السرعة والتردد لصديق ينزع نفسه من ذراع صديق ليُلقيَ بنفسه في أحضان امرأته انفصلت تدريجيًّا وعلى نحو مرئي روحُ يوحنا الخالصة من جسده الذي لا يقل شفافية عن روحه ولكنه جسد متهالك، لم يستطع تلاميذه حمله في الحال إلى الكنيسة، ومع ذلك لم يتخلف يوحنا في أي اجتماع. ولم يكن يسمح بفضِّ أيِّ اجتماع دون توجيه خطاب للجماعة التي كانت تفضل أن تُحرم من خبزها اليومي عن أن تُحرم من خطابه.
هو : هذا الخطاب الذي لم يكن دائمًا معدًّا بعناية.
أنا : هل تفضل ما يتم إعداده بعناية؟
هو : بحسب الظروف.
أنا : من المؤكد تمامًا أن خطاب يوحنا لم يكن هذا على الإطلاق؛ فقد خرج دائمًا من قلبه مباشرة. وكان دائمًا بسيطًا وقصيرًا، وأصبح كل يوم أبسط وأقصر حتى تقلَّص في هذه الكلمات.
هو : ما هي؟
أنا : «أيها الأطفال الصغار، أحبُّوا بعضكم بعضًا.»
هو : قصيرة وحسنة.
أنا : أتظن ذلك حقًّا؟ ولكن يتعب الإنسان بسرعة من الحسن، بل وأيضًا من الأحسن لو اعتاد عليه كل يوم. ففي الاجتماع الأول الذي كان يوحنا لا يقول فيه أكثر من «أيها الأطفال الصغار، أحبوا بعضكم بعضًا» كان لهذه الكلمات أثر رائع. وكان لها نفس الأثر في الاجتماعات الثانية والثالثة والرابعة، وقال الناس: إن الرجل المسن الضعيف لا يستطيع أن يقول شيئًا أكثر. ولكن عندما عاش الرجل المسن لم يكن فقط قادرًا على قول هذه الكلمات القليلة بل إنه قصد عمدًا ألَّا يقول أكثر من ذلك. حينئذٍ أصبحت: «أيها الأطفال الصغار، أحبوا بعضكم بعضًا» باهتة ضحلة، لا معنًى لها. ولم يستطع الإخوة والتلاميذ سماعها أكثر من ذلك دون الإحساس بالإعياء منها. وفي النهاية كانت لديهم الشجاعة لسؤال الرجل المسن: «ولكن يا معلم، لماذا تقول دائمًا نفس الشيء؟»
هو : وماذا قال يوحنا؟
أنا: أجاب : «لأنها أمر الله، ويكفي وحده، أقول وحده، ويكون ملائمًا لنا إذا ما تحقق.»
هو : هذه إذن وصية يوحنا.
أنا : أجل.
هو : حسنًا، إنك سميتها مزيفة.
أنا : إني لم أُسمِّ على الإطلاق فتاة جميلة إلهية، وليس من عادتي سوء استعمال هذه الكلمة. ما أُسميه هنا إلهي يسميه جيروم عبارة جديرة بيوحنا.٤
هو : آه جيروم.
أنا : كما يروي أوغسطين أن أحد الأفلاطونيين قال:٥ إن بداية إنجيل يوحنا «في البدء كانت الكلمة … إلخ» تستحق أن تُنقش بحروف من ذهب على كل الكنائس في الأماكن الهامة.
هو : طبعًا، كان الأفلاطوني على حق تمامًا. آه، الأفلاطونيون؟ بكل تأكيد. ما كان باستطاعة أفلاطون نفسه أن يكتب شيئًا أروع من هذه الكلمات التي تفتتح إنجيل يوحنا.
أنا : قد يكون ذلك صحيحًا. وفي نفس الوقت، أنا الذي لا أُحسن كتابة الروائع كالفيلسوف أظن أنه كان أكثر ملائمة أن كانت وصية يوحنا هي التي نُقشت بحروف من ذهب في كنائسنا في الأماكن الهامة كلها.
هو : هم!
أنا : «أيها الأطفال الصغار، أحبوا بعضكم بعضًا.»
هو : أجل، أجل.
أنا : لقد اعتاد الواحد الذي كان من ملح الأرض من قبل على أن يُقسِم بوصية يوحنا هذه. أما الآن فإنه يقسم بإنجيل يوحنا. وقد قيل إنه منذ ذلك التغيير أصبح الملح قديمًا قليلًا.
هو : هل هذا لغز جديد؟
أنا : مَن له آذان ليسمع، اتركه يسمع.
هو : أجل، أجل، إني أرى الآن ما ترمي إليه.
أنا : ماذا ترى؟
هو : كيف يستخرج بعض الناس رءوسهم من أنوفهم. يكفيهم الالتزام بالحب المسيحي، ولا يهم مصير الدين المسيحي.
أنا : هل تعتبرني واحدًا من هؤلاء الناس؟
هو : سواء كنت على حق إذا ما فعلت ذلك أم لا يجب عليك أن تسأل نفسك.
أنا : هل يمكنني أن أقول كلمة لهؤلاء الناس؟
هو : لو شئت ذلك.
أنا : ولكن قد لا أفهمك أنا أيضًا. أليس الحب المسيحي إذن مخالفًا للدين المسيحي؟
هو : نعم ولا.
أنا : على أي نحو (تقول) لا؟
هو : لأن عقائد الدين المسيحي شيء والمسيحية العملية التي تؤكد الدين المسيحي أنها تقوم على هذه العقائد شيء آخر.
أنا : وعلى أي نحو (تقول) نعم؟
هو : طالما أن الحب المسيحي الحقيقي وحده يتأسس على العقائد المسيحية.
أنا : أيهما أكثر صعوبة؟ التسليم بالعقائد المسيحية والاعتراف بها أم ممارسة الحب المسيحي؟
هو : لن يُفيدك بشيء لو أنني سلمت بأن الأخير أصعب بكثير.
أنا : كيف لا يفيدني شيء؟
هو : بل إنه أكثر مدعاة للسخرية أن يجعل هؤلاء الذين ذكرتهم الطريق إلى الجحيم متعبًا لهم.
أنا : كيف ذلك.
هو : لماذا لا يأخذون على عاتقهم مهمة الحب المسيحي إذا لم يكن طريق العقائد سهلًا أو جديرًا بالاستحقاق؟
أنا : نعم، بطبيعة الحال. هذه مخاطرة علينا أن نواجهها. وإني أسأل فقط أَمِن الحكمة من بعض الناس بحجة المخاطرة التي يواجهونها مع حبِّهم المسيحي غير المسيحي أن يُنكروا عليهم اسم المسيحيِّين؟
هو : ما لا ينطبق التعريف عليه لا ينطبق المعرف عليه.٦ هل اخترعت ذلك؟
أنا : ولكني مع ذلك، أفترض أننا نستطيع أن نفسر هذا التعريف على نحو أكثر اتساعًا. فقد نتبع قول رجل طيب «مَن ليس ضدنا يكون معنا.» هل تعلم هذا الرجل الطيب؟
هو : حسن جيدًا. إنه هو نفسه الذي قال في مكان آخر «مَن ليس معي يكون ضدي».
أنا : نعم حقًّا، هذا يدفعني إلى السكوت بطبيعة الحال. آه، أنت وحدك هو المسيحي الحقيقي، وتقرأ الكتاب جيدًا مثل الشيطان.

جيروم، في رسالة إلى الفلاطيين، ٢٠٩

إن يوحنا السعيد كاتب الإنجيل الذي كان يقطن في أفسوس إلى سنٍّ متقدمة كان يحمله تلاميذه وهو متألم إلى الكنيسة، ولم يَعُد بإمكانه الحديث، وكان من عادته أن يقول في كل اجتماع «أيها الأطفال الصغار: أحبوا بعضكم بعضًا.» وفي نهاية الأمر تعب التلاميذ والأخوة الحاضرون من سماع نفس الشيء كل يوم فقالوا له: «يا معلم، لماذا تقول دائمًا هذا؟» فأجابهم بعبارة جديرة بيوحنا «لأنها أمر الرب، فإذا ما عملنا بها فقد كفى.»٧
هذا الكتيب «وصية يوحنا» هو ملحق للكتيب السابق «في برهان الروح والقدرة» يوضح فيه لسنج ما تركه غامضًا بناء على اقتراح محاورة. ويبدو لسنج في هذا الكتيب الأديب الفيلسوف اللاهوتي الذي عبر عن آرائه الفلسفية واللاهوتية بالأشكال الأدبية كما فعل في «مسرحية ناثان» عن التسامح، وفي محاورات «إرنست وفالك» عن الماسونية. فإذا كان لسنج في «برهان الروح والقدرة» قد رفض أن تكون المعجزات والنبوات أساسًا لحقائق الوحي فإنه في هذا الكتيب «وصية يوحنا» يرفض أن تكون العقائد جوهر الوحي. قد اختار لسنج شخصية يوحنا المعروفة بنقائها الباطني وروحها الشفافة ودعوته إلى الحب. وتخيل وصيته الأخيرة التي عبر فيها عن خلاصة فكره وهي «أيها الأطفال الصغار، أحبوا بعضكم بعضًا.» فهذه لا خلاف عليها حتى ولو كان هناك خلاف على إنجيله ورسائله ورؤياه، بل وعلى شخصيته التاريخية. ويمكن ترجمة كلمة Testament بوصية أو بعهد، فهي وصية يوحنا، آخر ما تلفَّظ به وهو على فراش الموت، وهو أيضًا عهده الذي أخذه على تلاميذه وعلى المسيحيِّين من بعده.

يبدأ لسنج بتقريظ الوضوح؛ ففلسفة التنوير في القرن الثامن عشر وريثة الفلسفات العقلية في القرن السابع عشر التي قامت على أكتاف المنهج الديكارتي القائم على الوضوح والتميز.

ثم يبيِّن لسنج أن هذه الوصية ليست مكتوبة في القواميس والمعاجم ولا في كتب آباء الكنيسة ولا تدخل ضمن الكتب المقدسة الرسمية؛ وذلك لأنها وصية من الروح إلى الروح تقوم على الشهادة الباطنية وليس على الحرف المكتوب. فمن العبث إذن البحث عن نصوصها المكتوبة بل يكفي الإحساس بها بالروح.

ويعتمد لسنج في شرح الوصية على القديس جيروم الذي يرى فيه لسنج صورة قديمة لشخصه هو. فلسنج هو جيروم الثاني، وجيروم هو لسنج الأول، فكلاهما عالم بالكتاب، وكلاهما مفسر له، وكلاهما يؤسس الإيمان على الشهادة الباطنية.

وما دامت وصية يوحنا روحية خالصة فإنه يمكن استدعاؤها في الذاكرة كما كان يفعل أوغسطين والذي يشير إليه لسنج صراحةً مستشهدًا بإحدى نصوصه في «مدينة الله».

ثم يذكر لسنج الأساطير التي نُسجت حول شخصية يوحنا. فهو أصغر الحواريين سنًّا وأكثرهم تعميرًا، كان أقرب الحواريين إلى قلب المسيح، وفي العشاء الأخير، كان رأسه مائلًا على صدر المسيح إشارة إلى العلاقة الروحية الخاصة بينهما، وهو الذي كتب الرؤية عن نهاية العالم. لذلك اعتبره الشعب لا يموت. ولا فرق بين الخرافة والحقيقة في الشيء، أو بين الخيال والحقيقة فيما يتعلق بالإيمان.

كان يوحنا في وحدة فعلية مع كنيسته، فكان يحضر اجتماعاتها ولا يتخلف مطلقًا عنها. وكان يكتب لها رسائل من الروح دون أن تكون معدَّة إعدادًا كافيًا من حيث النص المكتوب، وكأن لسنج يشير هنا إلى كمية الدراسات حول الكتابات اليوحانية (الإنجيل الرابع، والرسائل الثلاث، والرؤيا) وهل هي وحدة واحدة لمؤلف واحد أو عدة كتابات لمؤلفين مختلفين، وهل هي صحيحة تاريخية أم مزيفة بها زيادة أو نقصان. هذا العيب في الحرف لا يمثل عيبًا في الروح.

كان جسد يوحنا شفافًا مثل روحه، وعندما تصعد روحُه فإنها تفارق جسده وهي مشتاقة إليه، وتفارقه وهي مشتاقة إلى الله، فهي مترددة بين الجسد وبين الله، تتباطأ في الخروج شوقًا إلى الجسد وتُسرع في الخروج شوقًا إلى الله كحيرة الإنسان بين ذراعَي الصديق وأحضان المرأة.

وصية يوحنا بسيطة وقصيرة، يكررها كل يوم حتى لو ملَّها التلاميذ من حيث العبارات فإنهم لا يملونها من حيث الروح. فليس المقصود منها إعطاء نص شفاهي أو مكتوب ولكنها دعوة إلى ممارسة الحب المتبادل بين الإخوة في الله.

ليس الغرض إذن من الدين تأسيس العقائد بل غرضه الدعوة إلى ممارسة الحب المتبادل. هذه الدعوة إلى الحب «أيها الأطفال، أحبوا بعضكم بعضًا» أثمن بكثير من افتتاحية الإنجيل الرابع «في البدء كان الكلمة» التي اعتبرها اللاهوتيون أساس العقيدة، عقيدة التجسد، وعقيدة التثليث. «فإذا كانت هناك عبارة لا بد وأن تُكتب بحروف من ذهب في صدور الكنائس فإنها الدعوة إلى ممارسة الحب وليس عقيدة الكلمة.» فوصية يوحنا أثمن وأغلى من إنجيل يوحنا، الوصية هي الرأس والإنجيل هو الأنف ولا يمكن استخراج الرءوس من الأنوف!

إن طريق الحب هو الطريق الصعب الذي يحتاج إلى ممارسة وجهاد ونضال في حين أن طريق العقيدة طريق سهل لا يحتاج إلا إلى بعض الحجج الجدلية والنظريات الفارغة؛ فالمسيحي هو الذي يحب جاره، وبالتالي كل من يحب جاره يكون مسيحيًّا. ومَن لا يحب جاره لا يستحق اسم مسيحي، وكل مَن لا يحب لا يكون مسيحيًّا، فالعبرة بالأعمال لا بالأقوال.

وهنا تبدو دعوة لسنج وفلسفة التنوير إلى العالمية مرة أخرى متجاوزة حدود الشعائر والطقوس. فالعقائد ظنية في حين أن الحب يقيني، والعقائد يختلف عليها الناس، والحب يتوحد عليه الناس، والعقائد تحتاج إلى متوسط جدلي والحب إحساس مباشر.

إن الشيطان يستطيع قراءة الكتاب ولكنه لا يستطيع أن يحب. أما الإنسان فإنه يستطيع أن يحب حتى ولو لم يستطع قراءة الكتاب.

١  باللاتينية في النص.
٢  J. E. Grabias, Spicilegium Ss. Patrum ut et Hercticorum Seculi Post Christumentum, I, II, III (Oxford, 1714) J. A. Fabriciuis Codex Apocryphus Novi Testamenti (Hamburg 1719).
٣  عباد ياس، أسقف بابل، هو المؤلف المزعوم لتاريخ منحول للحواريين في عشرة كتب. انظر النص اللاتيني في فابريكوس، وملخص بالإنجليزية في: M. R. James, The Apocryphal New Testament, pp. 462 ff.
٤  باللاتينية في النص.
٥  مدنية الله، ١٠: ١٩.
٦  باللاتينية في النص.
٧  باللاتينية في النص.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤