مقدمة

ها أنا ذا أقدم هديتي هذه للجنس اللطيف في مصر، وقد قصصتُ فيما كتبتُ نبأ زميلاتهن في مختلِف بقاع الدنيا. ويقيني أن هذا الحديث سيَروق فتياتِنا كثيرًا، وسيَجدن فيه خير عون على تقويم ما اعوجَّ من ناشئتنا؛ فهنَّ لا شك أمهاتُ المستقبل، وعلى جهودهن الصادقةِ في خدمة الأسرة المصرية والأخذ بيدها يتوقف كثيرٌ من رجائنا في رفع شأن هذا الوطن الذي لا يَزال في حاجةٍ قُصوى لمن ينتشله من وَهْدته.

وهل أجدَرُ بذاك العمل النبيل من غادة اليوم، وأمِّ الغد؟!

سُئل عاهل كبير عن المرأة، فقال: «ليس للمرأة إلا عمل واحد؛ هو الأمومة، وإن الخدمة الوحيدة التي تستطيع أن تؤدِّيَها لوطنها أن تُنجبَ ولدًا صالحًا لخدمةِ بلاده.»

فلتقتبس فتَياتُنا من فُضلَيات كل شعب ما يُزيِّنها، ولتجتَنِب ما يَعيبها، فنحن أحوج ما نكون إلى البيت الصالح والأم الرَّءوم، وبذلك يتحقق التعاون بين البيت والمدرسة، فتؤتي التربية أُكُلها الصحيح وثمرَها الجَني.

واللهَ أسأل أن يوفقنا وإيَّاهُن سبيلًا رشَدًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤