الفصل السادس عشر

ليكينيوس وقسطنطين

واستتب الأمر لليكينيوس وحده في الشرق في السنة ٣١٣، فأخذ بوحي قسطنطين في إصلاح الأمور وتهدئة الخواطر، وألغى مراسيم مكسيمينوس الشاذة، وزار أنطاكية فسرَّحَ جماعة الأنبياء الكذبة وكهنة زفس أولئك الذين كان مكسيمينوس قد أغدق عليهم هباته وأظهر عليهم عطفه، وقُدِّر لتيرانوس أسقف أنطاكية ورئيس كنيستها أن يتنفس الصعداء بعد أن شهد كثيرًا من ألوان الطغيان والسفك.

الترميم والتشييد

وتسلَّم الأساقفة الكنائس والأوقاف، وهرعوا لترميمها أو تشييدها ثانية، واشتد الحماس وكثر التعاون فتم البنيان بسرعة وتعددت حفلات التكريس وصلوات الابتهال والشكر، فاستأنف فيتاليوس أسقف أنطاكية بناء كنيسة الرسل القديمة Palaea،١ واشترك أفسابيوس المؤرخ في تكريس كنيسة صور، وألقى لهذه المناسبة خطابًا ملؤه الفخر والحماسة.٢

مجمع أنقيرة

وتوفي تيرانوس في السنة ٣١٤ فخلفه في رئاسة الكنيسة الأسقف فيتاليوس (٣١٤–٣١٩)، ولمس فيتاليوس اختلاف الآراء في قبول التائبين العائدين إلى حضن الكنيسة بعد الاضطهاد، فدعا الأساقفة إلى مجمع في أنقيرة، ولبى هذه الدعوة عدد من الأساقفة من: غلاطية، وبسيدية، وبمفيلية، وفريجية، وقبدوقية، وقيليقية، وسورية، وفلسطين، وأرمينية، وبحث المجمع أمر الساقطين إبان الاضطهاد، فمنح «المعترفين» غفرانًا تامًّا، وأوجب الندامة سنتين على مَن تظاهر بالارتداد في أثناء الاضطهاد، ولكنه لم يرتد، وثلاث سنوات أو أربع على مَن أُكرهَ على الارتداد إكراهًا، وست سنوات على مَن أكرم الآلهة وضحى لها مكرهًا، وعشر سنوات على كل مَن ارتد وليس له عذر في ذلك. ثم نظر المجمع في الزنى والبغاء وقتل الأطفال والإجهاض والقتل والسحر، ففرض العقوبات اللازمة، وتناول واجبات الإكليروس، فأذن بزواج الشمامسة إذا استأذنوا الأسقف في ذلك قبل الرسامة، ومنع أساقفة الكورات (خور أسقف) من رسامة القساوسة والشمامسة بدون موافقة أسقف الأبرشية، وقضى بعزل القسوس والشمامسة إذا امتنعوا عن أكل اللحم بداعي النجاسة، ومنع الإكليروس عن بيع الأوقاف في أثناء خلو الكرسي من أسقف يدبر شئونها، وسمح للأساقفة الذين لا تقبلهم أبرشياتهم بالاحتفاظ بشرف الأسقفية، شرط ألَّا يقلقوا أساقفة الأبرشيات التي يخدمون فيها، وألا يحاولوا اغتصاب الكراسي.٣

مجمع قيصرية الجديدة

وعاد المجمع الأنطاكي إلى المشاورة وتبادل الرأي، فاجتمع قبل السنة ٣١٩ برئاسة فيتاليوس نفسه في قيصرية الجديدة، فاشترك في أعماله سبعة عشر أسقفًا من أساقفة البونط، وقبدوقية، وقيليقية، وسورية، وفلسطين، وغلاطية، وأرمينية. ونظر هذا المجمع في أمر الخطاة، فأوجب ندامة طويلة للزواج الثاني، وأخَّرَ تقدُّمَ الموعوظين عند وقوعهم في الخطيئة ونهى عن خطيئة الفكر، ووافق على معمودية الحبالى، ومنع رسامة الكهنة قبل الثلاثين، ورسامة مَن أجَّل معموديته حتى دهمه المرض، ومَن أُمْسِكَتْ زوجته في الفجور، ومنع هذا المجمع مَن ارتكب الزنى قبل الرسامة من خدمة القداس، وسمح له بممارسة الخدمات الأخرى، وجعل عدد الشمامسة في كل كنيسة سبعة فقط، ومنع قساوسة القرى من إقامة القداس في كنائس المدن، ولكنه سمح بذلك لأساقفة الكورات.٤

ضيق جديد (٣٢٠–٣٢٣)

وكان ليكينيوس إمبراطور الشرق لا يزال وثنيًّا غير مسيحي، وكان قد توسع مع المسيحيين توسعًا ليجاري زميله قسطنطين ويخطب وده، وليكسب بذلك تأييد المسيحيين أنفسهم؛ لأنهم كانوا قد أصبحوا عنصرًا هامًّا جدًّا في الشرق، ولا سيما في آسية الصغرى.٥ ويجب ألَّا يغيب عن البال أنه تقيد في توسعه مع المسيحيين بما تم الاتفاق عليه في ميلان، وأنه لم يعطِ المسيحيين أكثر من ذلك؛ أما إقدامه على محاكمة الوزير بفكيتيوس Peuketios، ووالي مصر كوليانوس Culienus، ووالي سورية ثيوتكنة Theotekne، فإنه جرى لأسباب سياسية لا دينية أهمها ولاء هؤلاء لمكسيمينوس، وقُلِ الأمرَ نفسه عن إعدام كهنة زفس في أنطاكية.٦ ولا نراه يهتم لشئون الكنيسة الداخلية اهتمام زميله في الغرب، ولا نعرف له عطية أو هبة وهبها إلى الأساقفة في الشرق ليعاونهم في أعمالهم التعميرية.٧
وكان ما كان من أمر الخلاف بين قسطنطين وليكينيوس، وبدت طلائع هذا التنافر لمناسبة تعيين قيصري الغرب في السنة ٣٢٠،٨ فضاق صدر ليكينيوس، وبدأ يزعج رجال الكنيسة وكبار الموظفين المسيحيين؛ ليحفظ بذلك «استقلال الدولة» ويحافظ على مكانتها، ولا مجال للقول مع بعض رجال الاختصاص إن ليكينيوس ضيَّقَ على المسيحيين في الشرق ليجتذب العناصر الوثنية في الغرب؛٩ لأنه ليس لدينا من النصوص ما يخولنا القول إنه كان لليكينيوس أي مطمع في الجزء الغربي من الإمبراطورية، وجل ما يجوز قوله أن ليكينيوس خشي تعاون رعاياه المسيحيين مع صديقهم الكبير قسطنطين الذي أصبح خصمه بعد السنة ٣٢٠.
وبدأ ليكينيوس تضييقه على المسيحيين، فمنع في السنة ٣٢٠ عقد المجامع الكنسية،١٠ ثم حرَّم اجتماع الجنسين المسيحيين في مكان مقفول، وأوجب اجتماعهما للصلاة في الهواء الطلق وخارج المدن، كما أمر بوجوب تدريب كهنة من النساء لإرشاد الموعوظات.١١ تم تعذَّر على الإكليريكيين افتقاد المتهمين والمذنبين في السجون، وتعسرت الأفراح والأتراح،١٢ ولجأ ليكينيوس بعد ذلك إلى سياسة التطهير، فأمر أولًا بإبعاد المسيحيين عن البلاط والوظائف الكبرى، ثم أوجب التضحية للآلهة، فاستمسك بعض الموظفين بالعقيدة المقدسة واستقالوا، واستهان غيرهم بالإيمان وآثروا البقاء في مراكزهم، وأشهر المستقيلين أوكسنتيوس كاتب العدل، الذي أصبح فيما بعدُ أسقف موبسوستي في قيليقية،١٣ وامتنع الأساقفة عن الطاعة لأوامر الإمبراطور فطُورِدوا، ورغب الولاة في استرضاء سيدهم ليكينيوس، فصادروا الأوقاف ودمروا الكنائس، وساقوا المؤمنين للعمل في المناجم، وحكموا على البعض بالإعدام، وأشهر هؤلاء الشهداء باسيليوس متروبوليت ذيوسبونطة الخاضع لرئاسة أنطاكية.١٤ واشتد الضغط في شرقي آسية الصغرى وكثر عدد الشهداء، ولكن أخبار هؤلاء لا تزال غير ثابتة، وبين هذه الأخبار الضعيفة قصة الشهداء الأربعين، الذين استشهدوا فيما يظهر في سبسطية من أعمال أرمينية الصغرى.١٥
ولم يرضَ قسطنطين عن هذا التضييق والتنكيد، فنهى في الخامس والعشرين من أيار سنة ٣٢٣ جميع الموظفين عن المطالبة بالتضحية للآلهة،١٦ ثم رفع الصليب عاليًا، وأعلنها حربًا شعواء ضد ليكينيوس ووثنيته، واسترضى ليكينيوس الآلهة بدوره، ومشى إلى الحرب واثقًا من النصر، فاتخذت الحرب الجديدة لونًا دينيًّا واضحًا،١٧ ورأت كنيسة أنطاكية في شخص قسطنطين مخلصًا مرسلًا من الله لتحريرها من ربقة ليكينيوس وأعوانه، وانتصر قسطنطين على خصمه مرتين متواليتين في تموز وأيلول السنة ٣٢٤،١٨ فظهر الحق على الباطل، ودخلت الكنيسة في دور جديد من تاريخها.١٩

قسطنطين وكنائس الشرق

واستتب الأمر لقسطنطين وحده، فأصدر في أواخر السنة ٣٢٤ بيانين؛ صفَّى في الأول منهما الحساب بين الوثنية والنصرانية في الشرق، فأنهى عشرين سنة من التضييق والتنكيد والاضطهاد، وثبَّت حرية المعتقد، وأوجب إعادة الأوقاف المصادرة، وأعتق «المعترفين» العاملين في المناجم وعلى الطرقات، وأثنى على شجاعة الشهداء وقوة إيمانهم، وأوجب تسليم ما خلفوه من تركات إلى ذويهم وورثائهم، أو إلى الكنيسة التي انتموا إليها إذا لم يكن لهم وريث شرعي،٢٠ ثم وجَّه خطابًا «إلى الشرقيين» أكد فيه أن حرية المعتقد تشمل الوثنيين والمسيحيين على السواء، فاستدرك بعمله هذا اضطهادًا قد يشنه المسيحيون المنتصرون على الوثنيين، ولام في الوقت نفسه رجال الاضطهاد الذين نفذوا رغبات ليكينيوس، وأبان نقائص الوثنية، وقرَّع العرَّافين في هياكل زفس، ونادى باتكاله على سيد الكون وبالواجب المسيحي الملقى على عاتقه.٢١
وعلى الرغم من مبدأ المساواة الذي أعلنه قسطنطين في خطابه «إلى الشرقيين»، فإنه ما كاد يستقر به الحال، بعد انتصاره على ليكينيوس، حتى وعد الأساقفة بتقديم المال والمكان والمواد اللازمة لإنشاء الكنائس، وحرر لهم بذلك، وما كتابه في هذا الموضوع إلى أفسابيوس المؤرخ سوى نموذج واحد من نوعه.٢٢ وأعد الإمبراطور في السنة التالية بابًا خاصًّا في موازنة الدولة لهذه المعونة،٢٣ ثم أنشأ على نفقة الدولة كنائس القسطنطينية ونيقوميذية وأنطاكية وأوروشليم وبيت لحم والخليل، والإشارة هنا إلى كاتدرائية إيرينة وباسليقة الرسل في القسطنطينية، وإلى الكاتدرائية الكبرى بالقرب من القصر في أنطاكية، وكنيسة القبر المقدس في أوروشليم، وكنيسة المهد في بيت لحم، ومزار البطاركة في الخليل.٢٤
وقُدِّرَ لفيلوغونوس Philogonos أسقف أنطاكية الثاني والعشرين بعد بطرس أن يرى كنيسة البالية القديمة المتهدمة تعود إلى سابق رونقها ومجدها، وتوفي هذا الأسقف في السنة ٣٢٤، فنعم خلفه أفستاثيوس Eustathios بسخاء قسطنطين، والشروع في بناء الكاتدرائية الكبرى قرب القصر، وذلك في السنة ٣٢٧، ولم يتم بناؤها قبل السنة ٣٤١، وذلك في عهد فلاكيلوس السابع والعشرين بعد بطرس؛ وجاء في مصنف أفسابيوس عن حياة قسطنطين وأعماله أن الفضل في اكتشاف المكان الذي صُلِب فيه السيد المخلص، والمكان الذي دُفِن فيه جسده الطاهر يعود إلى مكاريوس أسقف أوروشليم آنئذٍ.٢٥

قسطنطين والكنيسة

وكان قسطنطين منذ السنة ٣١٨ قد منح الأساقفة شيئًا من السلطة القضائية،٢٦ ثم زادهم سلطة واحترامًا في السنتين ٣٢١ و٣٢٣،٢٧ وبعد أن استتب له الأمر وحده منحهم سلطة إعتاق الرقيق بمجرد إعلان ذلك في الكنيسة بحضور الكهنة، ثم اعتبرهم قضاة فأجاز للمدعي أو المدعى عليه أن يترافع في دعوى ماثلة في محكمة مدنية أمام الأسقف، واعتبر حكم هذا الأسقف مبرمًا غير قابل الاستئناف.٢٨
وألغى قسطنطين منذ السنة ٣٢٠ القوانين التي سنَّها أوغوسطوس وحرَّم بها العزوبية،٢٩ واشترع عقوبات قاسية وشدد في تطبيقها على كل مَن يرتكب جرم الخطف والاغتصاب، وشملت هذه العقوبات المرأة نفسها إذا ثبتت موافقتها على ذلك،٣٠ وحرَّم اعتداء المربي على عفاف تلميذته،٣١ ومضاجعة السيدة رقيقها،٣٢ والعهر بخادمات الفنادق والخانات،٣٣ وأباح ملاحقة التسرر،٣٤ وصعَّبَ الطلاق،٣٥ وعني قسطنطين في الوقت نفسه بحماية الضعفاء والمساكين والأبرياء، ففرض العقوبات الشديدة على الوشايات والطعون الكاذبة،٣٦ ووضع حدًّا لقساوة السجانين، كما منَعَ الأسيادَ عن الإساءة إلى أرقائهم، والآباءَ عن الغلاظة في معاملة أولادهم،٣٧ وشجع الإمبراطور الاعتناء بالأرامل واليتامى.٣٨
وهكذا فإن قسطنطين آمن بالسيد المخلص وأخلص لكنيسته، ولكنه لم يطلب المعمودية إلا في ساعة متأخرة وقبيل وفاته؛ ولعلَّ السبب في ذلك أنه كان يشغل وظيفة إمبراطور الدولة، وأن عددًا كبيرًا من الرومانيين كان لا يزال وثنيًّا متمسكًا بدين الآباء والأجداد، فرأى قسطنطين أن مصلحة الدولة والكنيسة تقضي بأن يظل حبر رومة الأعظم Pontifex Maximus ليتمكن من خدمة الاثنين معًا؛ ومن هنا في الأرجح قوله لرجال الكنيسة: «أنتم أساقفة على مَن هم داخل الكنيسة، وأنا أسقف بمشيئة الله على مَن هم في الخارج.»٣٩ ومن هنا أيضًا هذا التحسس بوجوب إصلاح الوثنية، وهذا الإقدام على منع السحر، وإقفال الهياكل التي وُصمت بالفسق والدعارة كهيكل أفقا في لبنان وغيره في سورية،٤٠ وهذا التهجم على الأفلاطونية الجديدة وعلى بورفيريوس ومصنفاته.

وكان لعطف قسطنطين على الكنيسة وقْعٌ عظيم في جميع الأوساط النصرانية، فاشتد الحماس له وعظمت الثقة به، حتى أصبح ملجأ النصارى ونصيرهم، فشكوا أمورهم إليه ورجوا تدخله، وكان هو حبر الدولة الأعظم ورأسها، فشعر أنه من واجبه أن يحافظ على الأمن وحرية العبادة، فتدخل في شئون الكنيسة، وسجَّلَ بتدخُّله سابقةً خطرة أدَّت فيما بعدُ إلى مشاكل ومشاكل بين الدولة والكنيسة، وما الانشقاق العظيم الذي شطر الكنيسة الجامعة في القرن الحادي عشر شطرين، إلا نتيجة محتمة لتدخل الدولة في شئون الكنيسة، وربط السياسة الدينية بالسياسة السياسية.

١  Théodoret, Hist. Ecc., I, 3.
٢  Eusèbe, Hist. Ecc., IX–X.
٣  Héfélé-Leclercq, Hist. des Conciles, I, 298–334; Palanque, J., Orient Chrét., Fliche et Martin, op. cit., III, 54-55.
٤  Héfélé-Leclercq, op. cit.; Palanque, J., op. cit.
٥  Grégoire, H., Conversion de constantin, Rev. Univ. Bruxelies, 1930-1931, 231–272.
٦  Eusèbe, Hist. Ecc., IX, II.
٧  Palanque, J., op. cit., III, 56.
٨  Seeck, O., Gesch. des Untergangs, I, 504–506.
٩  Grégoire, H., Conversion de Const., Rev. Univ. Bruxelles, 1930-1931, 265.
١٠  Eusèbe, Vita Cons. I, 51.
١١  Ibid., I, 53.
١٢  Eusèbe, Vita Cons. I, 54, Hist. Ecc., X, 8.
١٣  Philostorge, Hist. Ecc., V, 2.
١٤  Eusèbe, Vita Cons., I, 52, Hist. Ecc., X, 8.
١٥  Gebhart, Acta Martyrum Selecta, 166–181; Palanque, J., op. cit., III, 58.
١٦  Cod. Theod., XVI.
١٧  Eusèbe, Vit. Con., II, 3–17.
١٨  Stein, E., Gesch., I, 159.
١٩  Palanque, J., op. cit., III, 58.
٢٠  Eusèbe, Vit. Con., II, 24–42; Baynes, N. H., Const. and Christ Ch., 17, 82.
٢١  Eusèbe, Vit. Con., II, 48–60; Baynes, N. H., op. cit., 19, 27; Piganiol, A., Emp. Const., 147-148; Palanque, J., op. cit., III, 59.
٢٢  Vit. con., II, 46.
٢٣  Sozomène, Hist. Ecc., V, 5.
٢٤  Eusèbe, Vit. Con., III, 25–53; Vincent, A., Jérusalem, II; Abel, F. M., Hist. Palest., II, 262–265.
٢٥  Vit. Con., III, 29–32.
٢٦  Cod. Theod., XVI, 2.
٢٧  Cod. Theod., IV, 7; Cod. Just., I, 13.
٢٨  Const. Sirm., 1; Palanque, J., Cath. Rel. d’Etat, Fliche et Martin, op. cit. III, 519 ff.
٢٩  Cod. Theod., VIII, 16.
٣٠  Cod. Theod., IX, 24.
٣١  Cod. Theod., IX, 3.
٣٢  Cod. Theod., IX, 9.
٣٣  Ibid. IX, 7.
٣٤  Cod. Just., V, 26.
٣٥  Cod. Theod., III, 16.
٣٦  Ibid. IX, 34.
٣٧  Cod. Theod, IX, 3, 12, 27.
٣٨  Ibid. I, 22.
٣٩  Eusèbe, Vit. Con., IV, 24.
٤٠  Ibid., III, 55–58; Socrates. Hist. Ecc., I, 18; Sozomène, Hist. Ecc., II, 5.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤