الفصل الثاني والأربعون

(٩٣) الواحد والاثنان والثلاثة، هنا، ليست كيانات ذات هوية محددة، بل صيغة جدلية يحاول من خلالها لاو تسو التعبير عن ظهور التمايز من حالة اللاتمايز الأصلية، ونشوء تنوعات ظواهر الوجود عن الوحدة التحتية، إن الأرقام هنا تُشير إلى التغيُّرات التي تقوم باللامتغير السرمدي.

(٩٤) رغم أن فكر لاو تسو يقوم على فلسفة التغيرات التي وجدناها في کتاب آي تشينغ، إلا أن الإشارة المباشرة إلى اﻟ «يانغ» واﻟ «ين» لا ترد في كتاب التاو إلَّا مرة واحدة وفي هذه الفقرة بالذات، وقد فصلنا في مسألة اليانغ-ين في أكثر من موضع سابق ولا نجد ضرورة للتكرار هنا، ولكني أود الإشارة إلى أن ذكر اليانغ-ين ونشوء الآلاف المؤلَّفة عنهما، يُلقي ضوءًا على مضمون الفقرة السابقة، فالواحد هو اﻟ «يانغ»، والثاني هو اﻟ «ين» والثالث هو الوحدة الجامعة لهما، وكنا قد ذكرنا في مقدمة هذا الكتاب، أن كتاب التغيرات أو الآي تشينغ، قد رمز لكل ما يجري في السماء وفي الأرض بثماني مجموعات من الأشكال الرمزية التي يحتوي كلٌّ منها على ثلاثة خطوط، بعضها متصل يدل على اﻟ «يانغ» وبعضها متقطع ويدل على اﻟ «ين»، ويمكن مراجعة ذلك الموضوع من المقدمة لمزيد من الإيضاح.

(٩٥) يعيد لاو تسو هنا بصيغة أخرى ما قاله في الفصل ٣٩:

لذا يعتبر السادة والأمراء أنفسهم بمثابة الأرامل واليتامى وعديمي الشأن لأنهم يرتكزون على التواضع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤