الفصل الثالث والخمسون
(١٢٠) من السهل إدراك التاو والسير وفق طريق السماء، طريق السماء مستقيم وممهَّد، وكذلك طبيعة الإنسان الأصلية، فإذا أدركت طبيعتك الداخلية المتناغمة مع حركة الكون، تركتَ نفسك تنقاد إليها، ولكن الناس غافلون عن حقيقتهم، عابدون لرغباتهم، متمرکزون حول أناهم الفردية الزائلة، ولذا فإنهم لا يرون الطريق السهل الممهَّد، بل يضلون في طريق وعرة متعرِّجة، هي طرق الرغبات التي تقود إلى التنافس والتطاحن وتمايُز الشرائح الاجتماعية.
(١٢١) وينجم عن ذلك ما نراه في المجتمعات التي تُؤَلِّه الرغبة وتزرع قِيَم التفوق والتفاخر والاكتناز، فالإهراءات فارغة بينما القصور مليئة ومُزيَّنة، الحقول مَلْأى بالأشواك وهناك مَن يخطر بالأزياء الفارهة، ومَن يتبختر والسيف إلى جنبه، ومَن يأكل ويشرب بإفراط ويكتنز ما يفيض عن حاجته.