الفصل السادس والستون

(١٥٩) يتابع هذا الفصل شرح فضيلة التواضع مما ورد في الفصل ٦١. وقوله في هذه الفقرة يشبه ما قاله سابقًا:

على الدولة الكبيرة أن تكون مثل سرير النهر
حيث تلتقي كل مياه الأرض.

(١٦٠) السلطة ليست مزية بل عبءٌ ثقيل، وليست حظًّا يُصيب المرء بل سوء طالع، وقد قال المعلم في الفصل ٤٢:

العزلة والتوحد وسوء الطالع كلمات يكرهها الجميع
ومع ذلك فإن الحكام والأمراء يستخدمونها لوصف أنفسهم.

لذا فمَن أراد أن يحكم أمة عليه أن يتضع أمامها أولًا، ومَن أراد أن يقود شعبًا عليه أن يسير وراءه أولًا، على حد قول المعلم في هذه الفقرة، وقد قال سابقًا في الفصل ٢٤:

مَن يتفاخر لا يحوز المكانة، مَن يتبجح لا ينال الاعتراف.

(١٦١) الحاكم إذا اعتلى قمة السلطة لا يشعر بسلطته أحد، وإذا سار في مقدمة الركب لا يشعر بوجوده أحد، على حد قول المعلم في هذه الفقرة، وقد قال سابقًا في الفصل ١٧:

أفضل الحكام مَن شابه الظل عند رعيته.

(١٦٢) يقرن لاو تسو هنا فضيلة التواضع بفضيلة اللِّين، وقوله يتضمن تنويعًا على قوله في الفصل ٢٢:

لا يباري أحدًا، ولذا فلا منافس له.

لقد تخلَّلَت تعاليم لاو تسو في فضيلة التواضع ثقافة الشرق الأقصى بكاملها، وساعدت على تكوين الشخصية الصينية واليابانية بشكل خاص، وما تتسم به من تواضع وتهذيب واحترام للآخرين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤