الفصل الثالث والسبعون

(١٧٧) الشجاعة مع التهور هي شكل من أشكال ممارسة القسر، أما الشجاعة مع التأني فهي شكل من أشكال ممارسة اللاجهد، في الخيار بين هذين الطريقين واحد يكسب والثاني يخسر، وهذه النصيحة تنسجم مع ما قاله المعلم في الفصل ٦٩:

لا أجرؤ على لعب دور المضيف بل ألزم دور الضيف
لا أجرؤ على التقدم مسافة إنش بل أتراجع مسافة قدم
وهذا ما يُدعى بالتقدم نحو الأمام دون حركة نحو الأمام.

(١٧٩) مَن يتبع طريق السماء يتشبه به، طريق السماء يفعل دون غاية، وكذلك التاوي الذي لا يقصد من عمله إلى تحقيق مطلب آني على حساب الآخرين، ولا يدخل في تنافس معهم، إنه يقوم بما يتوجَّب عليه دون نظر إلى مردود أو عائد، ينغمس في عمله وعينه على ما بين يديه، لا على ما يقوم به الآخرون ليقارن نَفْسه بهم ويحاول التفوق عليهم، وهذا ما يأخذ بيده نحو النجاح دون طلبه، والحصول على ما يريد دون سؤاله، وتحقيق الربح دون نضالٍ من أجله.

(١٧٩-أ) كيفما تحركت وأنَّى اتجهت فأنت واقع تحت حيطة التاو، ولا مفرَّ لك من السير مع صيرورة الطبيعة لأنك جزء منها، ويُشبِّه لاو تسو هنا إحاطة التاو بكل الموجودات وتخلُّله فيها، بالشبكة التي لا تسمح لشيء بالمرور عبرها رغم اتساع ثقوبها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤