الفصل التاسع والسبعون

(١٩٠-١٩١) عندما تتم المصالحة بين فريقين من الأفراد أو الدول، وتوضع الاتفاقات الناظمة لحل المشكلات العالقة بينهما، فإن شيئًا من الشك وعدم الثقة في نوايا كلٍّ منهما يبقى قائمًا، إزاء هذا الوضع يقوم رجل التاو بتنفيذ ما يترتَّب عليه من الالتزامات التي نصَّ عليها الاتفاق، وبشكل مباشر، دون التفات إلى ما يقوم به الطرف الآخَر، أو انتظار لمبادرة منه، وهو في ذلك منسجم مع مواقفه العامة التي تنطلق من أنه:

إذا لم تمنح ثقتك للناس أولًا
لن تستطيع الحصول على ثقتهم.

على حد قول المعلم في الفصل ١٧، وعلى حد قوله في الفصل ٤٩:

أثق بمَن هو أَهْل للثقة
كما أثق بمَن هو غير أَهْل لها
وبذلك أعمل على تعميم الثقة.

(١٩٢) يستوقفنا في هذه الفقرة قول يبدو متناقضًا مع نفسه، فكيف يكون طريق السماء حياديًّا، وفي الوقت نفسه يبقى إلى جانب الشخص الطيب؟ إن ما عناه لاو تسو بقوله هذا، لا يشير إلى أن التاو يقف إلى جانب هذا الشخص دون ذاك، بل إلى أن الشخص الطيب هو الذي يتماثل مع التاو ولا ينحرف عنه، ولذا فإنه يجده دومًا إلى جانبه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤