الأنجال الأنجاب

الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا.

قرآن شريف

أتمَّ الله سبحانه وتعالى على عظمة السردار نعمته، فرزقه ستة أنجال أنجاب، ما فيهم إلا الكريم المهاب، والشهم الذي تفتخر به الأعراب، ولا غرو؛ فإنهم انبثقوا من نوره الساطع، وأضاءت سجاياهم في أفق الفخار كالشهب اللوامع، وإنهم في حمى عظمة مولانا ومولاهم المعز الفخيم أحسن مثال لشمائله الوِضَاء، ويحاكونه بمآثره الحسناء، ولا جرم؛ فالولد سرُّ أبيه، بارك الله فيهم وفيه.

لله دَرُّ السادة الأنجاب
أبناء خزعل سيد الأعراب
لله درهمو وقد شبُّوا أجا
وِيدًا بظلِّ أبيهم الوهاب
وازدانت العَليا بهم مذ أصبحوا
شهبًا تُضِي في أفق خير قباب
فالشيخ جاسب نصرة الملك الجليـ
ـل الأروع السامي العليُّ جناب
والمجتبى عبد الحميد الباهر الـ
أفضال والمُرْجى لنيل طِلَاب
وأخو العلى عبد المجيد وأنه الـ
ـمقصود في تحقيق كلِّ رغاب
والباسل الوافي الذكا عبد العزيـ
ـز وقد وفى بالودِّ للأصحاب
والسمح مستجلي العلى عبد الكريـ
ـم وفضله يحكي هميَّ سحاب
والشهم عبد الله مَن يلقى عوا
فِيَهُ بوفر ندًى مع الترحاب
نشئوا بظلِّ أبيهم السردار أر
فع في العُلى ومكارم الأحساب
وبدت مواهبه بهم وذكاؤه
فيهم وهم نشء بزهو شباب
حُمدت شمائلهم وهم بمُهودهم
فكأنها موروثة الأنساب
وترعرعوا متهذبين بطبعهم
وتنزَّهوا عن مُثنيات معاب
والطب غلَّاب وأبناء المعزِّ
المجتبى أرقى بني الأعراب
تَخِذُوا مناقب خزعلٍ وبها غدَوا
متسوِّدين بباهر الآداب
مترفِّعين عن الخنا متجمِّليـ
ـن من العلى في زاهيات ثياب
فإذا صبَوا فإلى الفخار وإنهم
لم يعرفوا لسوى الفخار تصابي
وإذا سعَوا فإلى الجلال وإنهم
يرجونه بذهابهم وإياب
وترى مجالسهم وهم في صدرها
متربِّعين بها مقرَّ مهاب
وتراهمو أهل النباهة والذكا
والحزم في قولٍ لهم وخطاب
وهمو كمثل أبيهم في جودهم
يُولُونه لمعاشر الطلَّاب
وقد انثنوا من جاهه في سؤدد
ما ناله قطب من الأقطاب
ورقَوا لِما فوق السِّمَاك بحزمهم
وبما لهم من محمدات رغاب
وتألَّفت بحمى المعزِّ قلوبهم
وصَفَت لسؤدده كصفو شراب
وغدَوا حيال سريره متصافييـ
ـن تصافيَ الإخوان والأحباب
يدعون أن يحيى لهم ولأمة الـ
أعراب ذخر على مدى الأحقاب
طائفة من حرس السردار أرفع العجمي.

سمو نصرة الملك

هو جناب الشيخ جاسب خان نصرة الملك، كبير أنجال الحضرة الفخيمة الخزعلية. وسموُّه اليوم في نحو الخامسة والعشرين من ربيع عمره، طويل القامة، رقيق الجسم، قوي العضلات، ترسل عيناه أنوار الذكاء شعلة نار، على أدبٍ جمٍّ واطِّلاع واسع، يُحسِن اللغات العربية والفارسية والإنكليزية، وخدم دولة أبيه إداريًّا وحربيًّا، فحكم المحمرة «البلد» والناصرية، وله آثار بر وفضل فيهما؛ إذ حقق آمال عظمة أبيه ينشر راية العدل والأمان، وهو جواد كريم وحازم بعيد مواقع النظر. اتَّصلتُ بسموِّه، وأقمتُ بخدمته ردحًا من الزمن، فأُعجبت بمواهبه السامية ومباديه العالية أيَّما إعجاب، وسمعت الناس يتحدثون بمكارم أخلاقه ويُثنون عليه الثناء المستطاب.

سمو الشيخ عبد الحميد خان

هو ثاني أنجال الحضرة الفخيمة الخزعلية، وسموُّه اليوم في نحو السابعة عشرة من ربيع عمره. اتَّصلتُ بسموِّه وشهدت فيه من مكارم الأخلاق المُعجِب المُطرِب. وسموُّه على جانب عظيم من النباهة والذكاء والأدب والفضل، وهو غيورٌ على الأدباء عطوفٌ على الفقراء، مُجِدٌّ وراء طلب العلم متوسع في اللغات العربية والفارسية والإنكليزية، ولا أنسى عطفه عليَّ وزياراته المتوالية لي في الكمالية، حفظه الله، بحمى مولانا المعز أبيه.

سمو الشيخ عبد المجيد خان

هو ثالث أنجال الحضرة الفخيمة الخزعلية. وسموُّه اليوم في نحو الخامسة عشرة من ربيع عمره. وقد ظهرت عليه مخائل النجابة والذكاء، فتراه على نباهة وذكاء وكمال وجلال. وقد تشرَّفت بزيارته في قصره العامر في الخميسية غير مرة، فأُعجِبت بخلاله السمحة وآدابه العالية.

سمو الشيخ عبد العزيز خان

هو رابع أنجال الحضرة الفخيمة الخزعلية، وشقيق سمو نصرة الملك. وسموُّه اليوم في الخامسة عشرة من ربيع عمره، وهو متوقد الذكاء وافر النباهة، أديبٌ أريبٌ وفارسٌ مغوار، حتى ليكاد يطير مع الريح على ظهر جواده. وقد تشرَّفت بصحبته ردحًا من الدهر في ناصرية الأهواز، فأُعجبت بأدبه كثيرًا.

سمو الشيخ عبد الكريم خان

هو خامس أنجال الحضرة الفخيمة الخزعلية. وسموُّه اليوم في الرابعة عشرة من ربيع عمره، وهو رقيق المعشر، زكي، نبيه، وافر العطف واللطف، تشرفت بمقابلته غير مرة في القصر العامر فأُعجِبت بمكارم خلاله ووفرة أدبه.

سمو الشيخ عبد الله خان

هو سادس أنجال الحضرة الفخيمة الخزعلية. وسموُّه اليوم في الثانية عشرة من ربيع عمره، وهو على حداثة سنه مثال الكمال واللطف ومكارم الأخلاق. وقد تشرَّفت بمصاحبته أيَّامًا في ناصرية الأهواز وأُعجِبت بفضله الباهر وأدبه الزاهر.

معيشة الأنجال

ولكلٍّ من هؤلاء الأنجال النجباء والأشبال الأذكياء قصرٌ عامرٌ وحاشيةٌ خاصة، ويقصدهم القُصَّاد، فينالون رفدهم وينصرفون حامدين شاكرين. ولدى كلِّ أمير أساتذة نُبهاء من العلماء الصالحين والأدباء البارعين، يسهرون على بث العلم في صدورهم، ويُعِدُّونهم لأن يكونوا بحقٍّ أبناءً بررةً لعظمة السردار أرفع، يتحدَّون آثاره ويستحقون مجده وفخاره. وكلهم، حفظهم الله، يتلقُّون اللغات العربية والفارسية والإنكليزية، وهي اللغات التي لا غنى عنها لأمراءٍ فخامٍ نظيرهم، حفظهم الله.

وهم، حفظهم الله، يُرَبَّون على خشونة العيش وتعوُّد الفروسية وركوب الخيل؛ ليكونوا سيوفًا بتَّارة مُشْهَرة على أعداء أبيهم وموقوفة على خدمة عرشه الوطيد الأركان.

وقد أُعجبت بما اشتهروا به، حفظهم الله، من محبة بعضهم بعضًا، وإجماعهم على التفاني بالإخلاص لعظمة مولانا ومولاهم السردار أرفع، والالتفاف حول أريكته، والتسابق في نيل رضاه، على ما هو خليق بحسبهم الطيب وأخلاقهم العالية، وفيه الضمان الأوفى على ما يُنتَظَر من المستقبل البسَّام لإمارة عربستان بعد هذه الحرب الشعواء التي تسقُط فيها دول وتنهض دول وتتبدل خرائط الأرض في طولها والعرض.

ضريح سيِّدنا الحسين، عليه الصلاة والسلام، بكربلاء.
أُمَّ الضريحَ بكربلاء وقِفْ به
متخشِّعًا واطلب رضاء الغافر
وامرغْ جبينَك في ثراه فإنما
أهريق فيه دم الحسين الطاهر
واندب مصاب المسلمين بخَطْبِه
وعليه نُحْ بمسيل دمعٍ هامر
واقْرَا السلام على رفاةٍ قد ثَرَت
فيه وعُدْ باليُمن أكرمَ زائر

فالله المسئول أن يكلأهم بعين عنايته، بظل الحضرة الفخيمة الخزعلية الظليل، وأن يطيل بقاءهم للفضل بحِمى عظمة والدهم الفضيل.

دعاءٌ وإن الله مستمع الدعا
لأنجال مولى العُرْب سردار أرفع
أدامهمو الرحمن في ظله على
بحابح نُعْمَى بالرسول المشفَّع
تسعى الركاب لسيِّد الشهداء
بتُقًى وإخلاصٍ وحُسن ولاء
وتزور تربًا قد تطهَّر بالدم الـ
ـذَّاكي وأصبح مظهر الآلاء
وتؤمُّ تُرْبته التي فيها ثوى
بجلالة وفخارة وبَهاء
وغدت مقرَّ الغَفْر والرحمات للـ
متهجِّدين ومصدر النَّعْماء
فهنالك الزُّوَّار قد عقدوا الحُبَى
حول الحسين بفجعةٍ وبكاء
مستشفعين وسائلين العفو فيـ
ـه مع الرضا من أرحم الرُّحماء
مستمسكين بحبه وولائه
وبحبِّ طه مع بني الزهراء
بتخشُّعٍ وتورُّعٍ وتضرُّعٍ
وتعبُّدٍ وتهجُّدٍ ودُعاء
فعلى الشهيد بكربلاء تحية الـ
إخلاص تَعْبَقُ في أتمِّ شذاء
من كل مَن صدق الولا للمصطفى
ولآلِهِ صدقًا بغير رياء
وهو المشفَّع مع أبيه وجدِّه
بالناس في جاهٍ عظيم رواء
وهمو حُماة معز سلطنة الأكا
سرة كريم البَرِّ ذي العلياء
حامي حمى العرب الكرام المرتجى
للفضل في آثاره الوضَّاء
ولقد حباهم ودَّه فهو الودو
د لهم بإيمانٍ وحسن رجاء
وقد ارتضَوا عنه لعادل حكمه
في المسلمين ووافر الإعطاء
والله كالئه وهم متشفعو
ن به وناصِرُه على الأعداء

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤