كلمة قصيرة

إنَّ التجاوب الشديد الذي حدَث بين القراء والقارئات وبين الطبعة الأولى من كتاب المرأة والجنس، كما أنَّ نفاد الطبعة الأولى في وقت قصير، ومطالَبة كثير من الناس بطبعة ثانية؛ كل ذلك دفعني إلى أن أقوم بعمل الطبعة الثانية، وأن أُضيف بعض النقاط التي كانت تنقص الطبعة الأولى.

وقد لاقتِ الطبعة الأولى تأييدًا كبيرًا من مختلَف الكُتَّاب والكاتبات في الصحف والمجلات، وأثارت العديد من المناقَشات في البيوت والمكاتب والندوات، وجاءتني رسائل كثيرة من قراء وقارئات يُطالبون بالمزيد من هذه المعلومات الضرورية في الحياة، وقد سعدتُ كل السعادة بهذا التأييد، وأعتقد اعتقادًا راسخًا بأن أغلبية أفراد مجتمعنا يتحمَّسون للمعرفة.

وقد كان هناك بطبيعة الحال بعض أفراد (أحمد الله أنهم قلَّة قليلة جدًّا) أفزعتْهم المعرفة كما يُفزِع الضوءُ القوي عينَين تعوَّدتا الظلام، وجاءتني بعض رسائل قليلة تُعارض نشر مثل هذه المعرفة، تمامًا كما تَرتفِع اليد فوق العينَين لتحميهما من الضوء، ولا شكَّ أن ضرر إخفاء الحقائق أشد وأفدح من ضرر الكشف عنها. قد يكون الكشف مُفزعًا في بعض الحالات إلى حدِّ الرعدة، ولكن هذه الرعدة مفيدة؛ لأنَّها تهز العقل بقوة لدرجة الإفاقة الكاملة والرؤية الواضحة.

وإني أشكر من كل قلبي كلَّ يد كتبت لي رسالةً سواء بالتأييد أو النقد، وكم كنتُ أودُّ أن أردَّ على جميع الرسائل برسائل خاصة، ولكن ذلك لم يكن مُمكنًا، كما أنني أشكر كل مَنْ أيَّد هذا العمل بأيِّ كلمة صادقة في أي مجلة أو صحيفة.

د. نوال السعداوي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤