خاتمة

ها نحن قد شارفنا على الانتهاء. بوصولك إلى نهاية هذا الكتاب تكون قد شهدت وفهمت كيف أن موجة جديدة من الشركات تنجز الأمور على نحو مختلف. وربما خضت أنت نفسك رحلة صغيرة مثلما نفعل عندما نقرأ الكتب. ربما مرت لحظات تبسمت فيها مبتهجًا، وعبست متأملًا، وهززت رأسك مقاومًا أحد الأفكار، وشعرت بدفقات خاطفة من الأدرينالين؛ تحمسًا للاحتمالات المتاحة لك ولمؤسستك. ربما دونت ملاحظات تفصيلية، أو ربما حلمت أحلامًا كبيرة. ربما كانت قراءته مهمة ثقيلة ومملة! لكن آمل أن يكون شيء قد تغير داخلك.

عند تأليف هذا الكتاب لم يقتصر هدفي على بث روح الإيمان والإلهام، بل أيضًا مساعدتك من خلال تحفيزك على اتخاذ إجراءات عملية وخطوات تالية واقعية.

للمساعدة في جعل هذه الحركة مفهومة ثم قابلة للتنفيذ بطريقة أو بأخرى، قسمنا المكونات الأساسية للشركات التقدمية إلى فصول عملية تتناول ما يلي:
  • الهدف والمعنى.

  • الديمقراطية والتمكين.

  • الأشخاص التقدميين.

  • القيادة الواعية.

  • الانفتاح المؤسسي.

  • سرعة التغيير.

  • الحمض النووي التكنولوجي.

  • الإدارة المالية العادلة.

هل تستطيع تذكر الأقسام التي كانت الأكثر مناسبةً لك ولموقفك؟ عد إليها. ذكِّر نفسك بالفرص المتاحة هناك.

توجد بعض الفرص التي يمكنك الاستعانة بها، وهي جوانب يمكن أن ينصب تركيزك وتركيز فريقك عليها. في كل جانب منها تكمن فرصة هائلة لصنع فرق في طريقة تصرف مؤسستك الحالية أو المستقبلية. وكما تعلم، فإن تلك الجوانب تتداخل على نحو هائل، وفصلها إلى أجزاء مستقلة مميزة على نحو مرضٍ، ضرورة فعلية ليس إلا؛ من أجل الاستفادة من هذا الكتاب. إن هذا كله كيان كبير واحد؛ إحساس، حركة، قبيلة، طريقة جديدة.

كيف سيبدو الأمر عندما تبدأ في التنفيذ، إذا كنت لم تبدأ بالفعل؟ سيكون الأمر صعبًا. أعلم من واقع تجربتي الشخصية أن سلوك طريق بديل ليس بالأسلوب السهل، فالعالم مستعد للطريق ١؛ طريق أساسيات الأعمال التقليدية، الطريقة التي لطالما أنجز بها العمل. وعند سلوك هذا الطريق البديل سوف تصطدم بعقبات.

رغم ذلك، فإن فوائده لا تعد ولا تحصى، فعلى صعيد المؤسسة وعلى الصعيد الشخصي سوف تحقق ما يلي:
  • المزيد من المرونة وسرعة التعافي مع تغير العالم من حولك.

  • اكتساب اختلاف حقيقي كمؤسسة، وهذا سوف يساعدك في التميز عن المنافسين المقلدين.

  • تعلم كيفية القيادة في عالم متغير.

  • جذب أشخاص وشركاء ومتعاونين مدهشين لفريقك ولمؤسستك الأوسع نطاقًا.

  • الابتكار أسرع وأفضل وبتكلفة أقل.

  • اتخاذ قرارات أفضل؛ مما يؤدي إلى قدر أكبر من النجاح حسبما تصنفه.

  • الإحساس بالإنجاز والرضا العميق الذي يأتي من فعل الأمور على النحو الصحيح.

  • المشاركة في الحل بدلًا من المشاركة في المشكلة.

(١) ماذا الآن؟

أتعلم ما الأمر المهم حقًّا الآن: إنه التنفيذ.

ليس لدينا وقت نضيعه. الأمر ليس متعلقًا بي أو بك أو بأية رابطة وثيقة لرواد الأعمال «أصحاب الرؤية» المتشابهين في التفكير. الأمر ليس متعلقًا بالإبداع أو بالأرباح أو بنتائج أفضل. الأمر متعلق بمستقبل العالم. أعلم أن كلامي قد يبدو سخيفًا؛ فأنا بريطاني، ومن غير المعتاد أن أتحدث بهذه الطريقة المبالغة غير الواقعية. لكن الأمر كذلك حقًّا.

ما البديل؟ مشاهدة الحمقى الذين يديرون الأمور حاليًّا، وهم مستمرون في زج العالم نحو الانهيار، وتكديس أرباحهم من ذلك في حسابات البنوك السويسرية؟ أم الجلوس وانتظار نوع وشيك، لكنه غير محدد، من أنواع «التحول الكلي في النموذج الفكري»؟ والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام والالتزام الدءوب بدور العامل والمستهلك الرتيب، الذي يأكل، وينام، ويشاهد التليفزيون، ويعمل بكدٍّ، متجنبًا المشاكل طوال الدوام ما بين التاسعة صباحًا حتى الخامسة مساءً؟ أو ربما الأسوأ على الإطلاق، الجلوس والإشارة بإصبع الاتهام «إليهم»، هؤلاء الذين أوقعونا في تلك الورطة بالغة الخطورة؟ كلا. هذا ليس جيدًا على نحو كافٍ، إنه يفتقر إلى المعنى اللازم، إنه يفتقر إلى التمكين الكافي.

هذا ليس طريقنا، لا بد أن نفعل شيئًا، لا بد أن نكون جزءًا من الحل، لا بد أن نكون التغيير الذي نريد أن نراه في العالم. إذا فعلنا شيئًا اليوم، فإننا نستطيع مجتمعين أن نجعل هذا العالم أفضل.

أستطيع أن أتخيل في غضون عشرين عامًا، عالَمًا يعمل فيه الأشخاص معًا، ويحققون فيه نتائج أفضل لها معنى وقيمة، ويتشاركون في قرارات تؤثر عليهم في العمل وفي الحياة، ويتشاركون المكافآت الناتجة عن ذلك العمل. (في بعض الأماكن يحدث ذلك في الوقت الحاضر.)

أستطيع أن أتخيل في غضون عشرين عامًا، عالَمًا تتحدد فيه القيادة على أساس التبعية، عالَمًا يكون فيه الاستماع والتعاطف والحوار والصدق صفات مطلوبة في الرؤساء التنفيذيين، عالَمًا تكون فيه القيادة متغلغلة في المؤسسة كاملة، ويتكيف الأفراد والمؤسسات باستمرار مع العالم من حولهم. (في بعض الأماكن يحدث هذا أيضًا في الوقت الحاضر).

أستطيع أن أتخيل عالمًا يمكننا فيه جميعًا، أنا وأنت وهو وهي، التفكير في الماضي وقول: «هل تصدق أن الوضع كان كذلك فعلًا في ذلك الزمن؟» أستطيع تخيل مكان نقدر فيه على الوقوف وقول إننا كنا جزءًا من شيء جعل العالم أفضل، وأننا سلكنا طريقًا مختلفًا، وحاربنا، وناضلنا، وثابرنا، وقدنا أنفسنا والآخرين نحو مكانة أفضل.

إذا كنت أيضًا تستطيع تخيل هذا العالم المستقبلي، فافعل شيئًا.

ابدأ الآن!

ويل ماكينيس

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤