تمهيد
تأمُّل في مصادر الإلهام
على امتدادِ مسيرتي المهنية، لطالما عُدتُ إلى موضوعات الزمن والسفر عبْر الزمن، وتبدو لي فكرةً حسنةً أن أجمع الخيوطَ معًا في نسيجٍ واحد. هذه ليست مجموعة موضوعات معادة الطبع، بل إعادة صياغة لأبرز النقاط الأساسية، التي قد يكون بعضها مألوفًا لك وقد يفاجئك بعضها الآخر، مع إضافةِ مواد وتحديثات جديدة. ويحدوني الأملُ في أن يكون هذا الكتاب في مجموعه أفضلَ من أجزائه، وقد استمتعت بكتابته بقدرِ ما استمتعت برؤية أولى قصصي القصيرة منشورةً في مجلة «أنالوج».
وقد أمدَّتني فكرة مصادر إلهامي الشخصية الخمسة بنمطٍ لهذا المشروع. فقد ذكَّرتني بِربَّات الإلهام التسع من اليونان القديم: كليو، ويوتيربي، وتاليا، وميلبوميني، وتيربسيكوري، وإراتو، وبوليمنيا، وأورانيا، وكاليوبي. لقد كن الربَّات اللائي جسَّدن العلومَ والأدب والفنون؛ وإن كانت إحداهنَّ تطل من فوق كتفي، فلا بد أنها كانت أورانيا، مبتكِرة عِلم الفلك وملهِمة الكتابات الفلكية.
لكن ربَّات الإلهام هؤلاء كن — أو ما زِلن — متعدِّدات المواهب. فقد ابتكرت اثنتان منهنَّ نظريةَ التعلُّم، وابتكرت ثلاثٌ الذبذبات الموسيقية، وابتكرت أربعٌ منهنَّ اللهجاتِ الأربع لليونان القديم، وابتكرت خمسٌ منهنَّ الحواس البشرية الخمس. لا بد أنك لاحظت أن مجموع كلِّ هذا بالفعل يساوي أكثرَ من تسعة؛ فلكلِّ ربةِ إلهام عدةُ أدوار تضطلع بها. والواقع أنه لا يزال هناك المزيد من الأدوار؛ إذ ابتكر سبعٌ منهنَّ أوتار القيثارة السبعة، ومناطقَ القبة السماوية السَّبع، والكواكب السَّبعة المعروفة لدى القدماء، والحروف المتحركة السبعة في الأبجدية اليونانية. وتقديرًا لهن، ولأنني لم أستطِع تضمينَ كلِّ شيء في خمسة تصورات، وزَّعت تصوراتي حول الزمن، وبالأخص السفرُ عبر الزمن على تسعة موضوعات أساسية؛ تسعة تصورات عن الزمن.