كيف تطير الطائرات؟

أديتي ساراواجي

كانت سارلا تُحِب رؤية الطيور وهي تطير.

وفي أحد الأيام، وأثناءَ حصةِ العلوم، نظرَت من النافذة ورأت عُقابًا يُحلِّق في السماء. قالت في نفسها: لا شك أن هذا الطائر كان سعيدًا جدًّا بذلك! وكانت تُحب أيضًا رؤية الطائرات وهي تطير في السماء.

نظرَت مُعلمةُ الصف الجديدةُ إلى سارلا وقالت لها: «أنتِ، ما اسمُكِ؟ ألا ينبغي لك أن تنظري في السبورةِ التي أمامك؟»

وقفَت سارلا على عجلٍ وقالت: «أنا آسفة يا مُعلمتي، كنت أنظر إلى العُقاب. كم أتمنى أن نستطيع الطيران مثل الطيور، أو مثل الطائرات …»

«ما اسمك؟»

«سارلا.»

قالت المُعلمة: «ما أجمل هذا! هل تعلمين أن سارلا كان اسمَ أول امرأةٍ هندية تعمل طيَّارًا؟ اسمي همسة، ويعني بَجعة. إن البجع، كما تعلمين، هو مِن أكبر الطيور التي تستطيع الطيران. ينبغي عليك يا سارلا أن تُمْضي بعض الوقت في المكتبة؛ هناك بكل تأكيدٍ العديدُ من الكتب عن الطيور والطيران، والآلات الطائرة مثل الطائرات.»

تمكَّنَت سارلا خلال الأيام القليلة التالية من أن تتعلَّم، والسعادةُ تغمُرُها، الكثيرَ حول الطيور وحول الطائرات.

تعلمَت سارلا أن الإنسان يُمكن أن يطير أيضًا، ولكن ليس مثل الطيور. إننا نستطيع الطيران إلى أي مدينةٍ في العالَم بواسطة الطائرة التي تُعَد واحدةً من أعظم اختراعات الإنسان عبر العصور.

بواسطة هذه الآلة العظيمة، يستطيع الإنسان أيضًا أن يستمتع بمُتعة أن يكون محمولًا جوًّا. إن الطيور مخلوقاتٌ جوية تطير وحدَها دون آلاتٍ إضافية. وعادةً ما يكون الجَناحان في الطيور أكبرَ من الأعضاء الأخرى، ويتميَّزان بخفَّة وزنٍ كبيرة؛ ممَّا يُمكِّنها من الطيران بسهولة.

تتَّصف الطائراتُ بالضخامة وثِقَل الوزن الشديد. وهي لها جَناحان مثل الطيور على جانبَيها؛ مما يُساعدها على الطيران. وجرى تصميمُ الجَناحَين في الطائرة على شكل جَناحَي الطيور تمامًا؛ فهما مُقوَّسان في الأعلى ومُسطَّحان في الأسفل؛ مما يُمكِّنها من الطيران عاليًا في السماء.

ولكي تتمكَّن الطيورُ من الطيران تُرفرف بجَناحَيها، ولكننا بالطبع لم نرَ أيَّ طائرةٍ قطُّ تفعل مثلَ ذلك! عندما تُرفرف الطيور بجَناحَيها فإنها تستخدِم الريح لتدفع بجسمها إلى الأمام.

الطائرات أيضًا تطير بمساعدةِ قوةِ الريح، ولكنها تستخدم المُحرِّك الذي في داخلها لخلقِ الريح التي تتدفَّق أسفل جسمها.

يُعتبَر المُحركُ أقوى أجهزة الطائرة، وهو يُعَد بمنزلة عقلها. ومثلما يستخدِم الطائرُ عقلَه وسَعة حيلته للطيران، يُساعد المُحركُ الطائرة على الإقلاع وعلى التحليق في السماء. وعندما يستخدِم مُحركُ الطائرة الوقود، فإنه يُطلق غازاتٍ ساخنةً بسرعاتٍ عالية، فتَدْفع الهواءَ خلف المحرك، وهذا يُؤدِّي إلى دفع الطائرة إلى الأمام.

يعمل المُحرك في السيارات والمَرْكبات الأخرى على دفعها إلى الأمام أيضًا، ولكنها لا تستطيع التحليقَ في السماء كالطائرات التي يتدفَّق الهواءُ بقوة فوقَ وتحت أجنحتها التي صُمِّمَت على شكل أجنحة الطيور؛ مما يُمكِّنها من الارتفاع بعيدًا عن الأرض إلى أعالي السماء والبقاءِ هناك طيلةَ الرحلة.

وللطائرات أيضًا ذيلٌ، تمامًا مثل الطيور، للمُحافظة على استقرارها في السماء، وللمُساعدة على تغيير اتجاهاتها.

وتحتاج الطائرات إلى طرقٍ واسعة وطويلة للإقلاعِ والهبوط. وتُسمَّى هذه الطرُق بالمُدرَّجات حيث تحتاجُ الطائرة إلى كسب سرعةٍ عالية على المدرج لكي تتمكَّن من الارتفاع من الأرض والتحليق في الجو.

وتستطيع مُعظمُ الطائرات الإقلاعَ فقط إذا كانت تسير بسرعةٍ عالية على المدرج الذي يُعتبَر جزءًا أساسيًّا في المطارات؛ لكونه يُوفر للطائرات الوقت الكافيَ لزيادة سرعتها، والتمكن من الإقلاع في النهاية.

وتعرِف الطائرات وجهتَها في السماء بتوجيه طيارٍ يقوم بالتحكُّم فيها من مكانٍ في مقدِّمة الطائرة يُسمَّى قُمرة القيادة. إنه يبقى على اتصالٍ دائم مع المطار (وهو مكان تُقلِع منه الطائرات وتهبط فيه) بواسطة أجهزة دقيقة وحديثة جدًّا. ومثلما يُوجَد إشاراتُ مرور ورجالُ مرور لمساعدتنا في تنظيم حركة السير في الطرُق، يُوجَد في المطارات أبراجُ مُراقبة، فيها مُتخصِّصون يعملون على إرشاد الطيَّارين للوقت والمكان المُناسِبَين للطيران، وللوقت الآمن للإقلاع والهبوط.

تُعتبَر الطائرة في واقع الأمر بمنزلة طائرٍ كبير. وقد صُمِّمت تمامًا على شكل الطيور لتُمكِّننا من الطيران وإن لم يكن ذلك مثل الطيور! ترغب سارلا في أن تُصبح طيَّارًا وتتمكن من قيادة الطائرات عندما تكبر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤