يوم ٢٥ أكتوبر

استيقظت المدينة على هجومٍ شَرِس، ووقف الجيش والشعب في السويس يصدُّون الهجوم، واستمرَّت المعارك … وبعد الظهر حاوَل العدوُّ دخول المدينة من ناحية «المثلث» ومن ناحية «الهويس» … ولكن رُدَّ على أعقابه …

وفي الثالثة و١٥ دقيقة صدر البيان رقم ٦١:

«لثالث يوم على التوالي يُواصل العدو انتهاكه لقرار مجلس الأمن بشأن إيقاف إطلاق النار، وقد عاوَد العدو محاولاته ظُهْر اليوم لاقتحام مدينة «السويس» بالدبَّابات والمدفعية، فتصدَّت له قواتنا المسلَّحة، ودمَّرت له ١٣ دبابة، وأجبرت الباقيَ على الانسحاب مرةً أخرى خارج المدينة، ولا زالت قواتنا في سيناء تُسيطر على المساحات التي استردَّتها، وتقوم بتأمينها ضد أي هجوم لقوات العدو … كما أن قواتنا في غرب القناة مُتماسكة.»

كان الأصدقاء يستمعون إلى هذا البيان وهم جميعًا يقفون خلف أحد الجُدران، ومعهم قنابلهم … وكانت الدبَّابات الإسرائيلية المحطَّمة تحترق وترتفع منها أعمدة الدخان.

وقال «محب» من خلف الضِّمادات التي تغطِّي وجهه: لن يهجم العدوُّ على «السويس» مرةً أخرى … لقد أدرك أنها مدينةٌ صُلبة لا يمكن دخولها … إن جيش مصر لم يعبُر وحده … ولكن مصر كلها عبَرَت … ولن يستطيع شيء في العالم أن يُوقِف مسيرتها!

وظهر ولدٌ صغير يحمل صورة الرئيس «أنور السادات»، وعرف الجميع أنه «إذاعة»، وظلَّ «إذاعة» يقترب ويقترب … وصورة الرئيس تكبُر وتكبُر … حتى بدا للأصدقاء أنها ملأت الأفق … رمزًا لمصر … ولانتصارها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤