مقدمة

قتل ودمار في الفردوس

في الأول من أكتوبر عام ٢٠٠٥، في تمام السادسة وخمسين دقيقة مساءً، دخل رجلان بسيطان يرتديان قميصين قصيري الأكمام وسروالين من الجينز وحذاءَين رياضيين، ويحملان حقيبتي ظهر صغيرتين، إلى مطعمين على الشاطئ في بالي بإندونيسيا، ونسفا نفسيهما. وبهذا الفعل البسيط، قَتَلَ الرجلان عشرين شخصًا على الفور وجرحا ما يقرب من مائة آخرين. عُثر فيما بعدُ على بقايا حقائب الظهر وأشلاء سيقانهما ورأسيهما المشوَّهة بشدة، ولكن لم يُعثر على جذع أي منهما؛ مما يدل على أنهما انتحاريان. ومع أن ذلك الحادث ليس أكبر حادث تفجير انتحاري يضرب بالي (إذ مات مائتا شخص في هجوم مخطط بسيارة مفخخة قبل عامين فقط من هذا الحادث على وجه التحديد)، فقد كان لهذا الحادث أثر خاص فينا. إذ كان المطعمان اللذان هاجمهما الانتحاريان على بعد خمسين مترًا فقط من العتبة الأمامية لمنزلنا الهادئ.

كانت الجزيرة الإندونيسية التي اخترناها سكنًا لنا منتجعًا استوائيًّا آمنًا عندما انتقلنا للعيش فيها أول مرة منذ ثلاثة عشر عامًا. تتمتع بالي بتراث ثقافي مذهل الثراء، وقد حُفظ على مدار الزمن، كما أن لدى شعبها طاقة إبداعية فريدة تنبُع من عيشهم على أرض خصبة مثمرة. وكان الركن الصغير الذي اخترنا أن نعيش فيه أحلامنا الجامحة — وهو خليج جيمباران — تجسيدًا للكمال الاستوائي المذهل، لكن كما غيرت الأحداث الدولية، مثل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، شكل العالم، زادت التوترات المحلية ولم يعد ملاذُنا الهادئ محصَّنًا.

بالنسبة لنا، لم يكن ذلك التفجير مجردَ حادث عشوائي لن يتكرر، إنما كان ذروة سلسلة طويلة من الأحداث المزعجة الآخذة في الازدياد، كما لو كان هناك مخطط لتدمير هذه الرقعة الآمنة من الفردوس. وإننا نشاطركم هذه القصة؛ لأننا نعتقد أنها تعكس في نواحٍ كثيرة السلسلة الدرامية من الأحداث التي نظن أنها قد تؤدِّي إلى موت الإبداع …

فلنَسرُدْ خلفية الموضوع في البداية. قبل ذلك اليوم المشئوم بعشر سنوات، كانت قريتنا الهادئة التي تعتمد على الصيد — وتقع في الطرف الجنوبي من الجزيرة — لا تزال نقية نسبيًّا لم تطلها يد الفساد. لا تبعد القرية سوى ١٠ كيلومترات من صخب المركز السياحي المكتظِّ في حي كوتا، وعلى الرغم من ذلك، كانت هادئة جدًّا وطبيعية وكأنها على كوكب آخر. كانت النساء تصنع القرابين والزينة الملوَّنة الجميلة يوميًّا لتقدِّمها للآلهة، كما كان الرجال يَنحِتُون تماثيل خشبية وحجرية بالغة المهارة. بعد ذلك أتى السياح، وفي أعقابهم رائدو الأعمال مسرعين في لهفة للحصول على حصة من هذا النشاط السياحي. وعندها، تغيَّر محور التركيز في المكان جذريًّا.

بدت التغيرات الأولى بريئة للغاية، وبعد ستة أشهر من افتتاح بعض سكان المنطقة أربعة مطاعم صغيرة لشواء الأكلات البحرية على الشاطئ، استيقظنا ذات صباح لا على الصوت المعتاد اللطيف للأمواج وهي ترتطم بالشاطئ الرملي، لكن على ضوضاء ماكينة نشر مزعجة تسحقُ وتجتثُّ الأشجار الموجودة في المدخل بوحشية؛ لإفساح الطريق لإنشاء سلسلة من مطاعم مماثلة تقدِّم الأكلات البحرية. وسرعان ما اختفت الأشجار، ونُقلت الأبقار إلى مراعٍ أكثر خضرة، وتحوَّل الحقل جذريًّا إلى موقف كبير للسيارات، ممهَّد وجاهز لاستيعاب أعداد هائلة من حافلات السياح. ولم يعُدْ لدى السكان المحليين وقتٌ لعباداتهم الدينية ولا للفنون الثقافية، كما نشأت خلافات بينهم حول من يمتلك المطاعم ومن يحصل على العمل ومن يَجْنِي المال. ومع توالي الشاحنات المحملة بمواد البناء، تبدَّل الحقل الأخضر الذي تحفُّه الرمال أمام منزلنا، وصار موقعًا لمائة وعشرة مطاعم مذهلة مكتظة بالناس ومشبعة بالدخان، وكلٌّ منها نسخةٌ طبق الأصل للمطعم المجاور له؛ بلا ابتكار أو إبداع، بل مجرد صفوف وصفوف من الرتابة المدفوعة بوعود جني المال.

توافَدَ آلاف السياح إلى المنطقة، وسرعان ما تراكمت القمامة، وتسبَّبت حافلات السياح في سد الشوارع الضيقة، وبدأت المياه العكرة الملوثة تطغى على الرمال التي يومًا ما كانت نقية. وصار الهواء مثقلًا بدخان الشواء الخانق ليتسبَّب في انهمار دموع عينيك كلما سرت في الطرقات، وتسميم سكان المنطقة كلَّ يوم بلا شك.

نعم، لقد اقتحمت السياحة رقعتنا من الفردوس وستترك لدى رحيلها علامة لا تَنْمَحِي. وبمرور الوقت، انهال تدفق الوفود الضخمة على منطقتنا المحلية، فاختنقت بالدخان وضربها جشع التجارة ثم غزاها الإرهابيون في النهاية.

هذا المكان لم يعد المكان الذي أُغْرِمْنَا به من قبل؛ إذ تحوَّل إلى شيء مختلف بالكلية، وسارت القرية التي اتسمت بالبراءة فيما مضى في اتجاه حتمي لتدمير نفسها. ولكن لا يرجع انتكاس هذا الموطن الشاطئي الجميل إلى أمر محدد بعينه، بل إلى مزيج من العوامل، إلى سلسلة من الأحداث لا أمل في الرجوع فيها بكل وضوح. فلم يتعمَّد أحد تدمير الشاطئ أو المجتمع القروي، بل لم يعترف أحد بالمساهمة في هذا القتل البطيء المؤلم. ومع ذلك، كان الأثر الناتج واضحًا للجميع.

على النحو نفسه، إننا نرى أن البراءة الإبداعية تتعرض تدريجيًّا للدهس والخنق والاعتداء المباشر في جميع مجالات الحياة وفي كافة أنحاء العالم. فنصطدم مع وقائع التغيير الجذري المتوالية في حياتنا الفردية ومجتمعاتنا ومؤسساتنا، حتى إننا نجد صعوبة في مواكبة كل التغيرات. وأول ضحايا هذه العملية هو عادةً الإبداع الذي لا يمكنه تحمُّل مثل هذه الضغوط الخارجية بسهولة. وحال اختناق الإبداع كمِثل حال تخريب خليج جيمباران، فلم يكن أي منهما متعمَّدًا. فليس ثمة مجرم أو منظمة (كما نأمل!) ممن لديهم خطة شاملة لتحويلنا إلى كائنات من الموتى الأحياء بلا مخيلة. فيبدو أن البراءة الإبداعية التي كانت تعرفنا وتميِّزنا في صغرنا تاهت وسط السعي لتحقيق الأهداف الشخصية أو المؤسسية. ويبدو الأمر كأننا نغفل المبادئ والشغف الذي يمدنا بالهدف، ونفقد الدافع والقدرة على الإبداع أثناء تلك العملية. وفي حين كان الجميع في بالي مشغولين بجني المال من السياح، احتضر الشاطئ النقي وانهارت القيم الأساسية لمجتمع بالي المبدع. واليوم تسقط العديد من المؤسسات في الفخ نفسه؛ فتسعى وراء جني الربح قصير الأمد في مقابل خسارة القيم الراسخة، وهذا مثال واضح للبراءة المفقودة.

تشير آخر الأبحاث إلى أن متوسط مستوى الذكاء يرتفع مع كل جيل، بينما بقي متوسط مستوى الإبداع راكدًا حتى عام ١٩٩٠، وبعدها أخذ في الهبوط. ويفقد الكثير منا حِسَّ الإبداع الذي تمتعنا به حينما كنَّا صغارًا بمرور الوقت. فنلتحق بالمدرسة وكلنا حماس وانطلاق وأفكار جديدة، لكننا نتخرَّج بعد اثنيْ عَشَرَ عامًا وقد تعلَّمنا في أغلب الأحيان أهمية أن نكون «على صواب» بدلًا من «التحلي بالإبداع». وكذلك يلاحَظ قمع الإبداع في الكثير من المؤسسات. ورغم أن كثيرًا من رواد الأعمال يبدءون بأفكار جديدة ومبتكرة، فإن الذين يُديرون مؤسساتهم في نهاية المطاف يتعلَّمون تأسيس أنظمة وهياكل تكفل الاستقرار، وغالبًا ما تتعارض هذه العملية مع الحاجة إلى التفكير الإبداعي.

إذن فما هو الإبداع بالضبط؟ ولماذا نشعر بأن له من الأهمية ما يستوجب الحفاظ عليه من الدمار؟ على الرغم من أن الجميع يبدو مطمئنًّا لاستخدام لفظة «الإبداع» في محادثاتهم اليومية — فيؤكِّدون بسهولة أن فلانًا يتمتع بقدر «قليل» أو «كثير» من الإبداع — يسعى الخبراء جاهدين من أجل التوصل إلى تعريف مبسَّط. ومن المتَّفَق عليه عمومًا أنه يتضمَّن عملية استخدام الخيال لابتكار أفكار جديدة ومبتكرة. ومن المتفق عليه بالنسبة للتفكير الإبداعي العملي — أي التطبيق العملي للإبداع — وجود صفتين أساسيتين فيه، وهما الأصالة والمنفعة. وهذا النطاق الواسع يضمُّ الكثير من الأشياء (انظر إذا ما كان يتطابق مع تعريفك للإبداع)، إلا أنه يُغْفِل أكثرَ ما يميِّز هذه الخاصية. فنحن نؤمن بأن الإبداع أهم وأعمُّ من ذلك؛ نحن نؤمن بأنه استجابة أساسية للحياة.

وعلى كل حال، الحياة هي سلسلة من الاختيارات أو هي مسار به العديد من مفترقات الطرق، وعند كل مفترق طريق لك أن تختار إما أن تؤدِّي الأعمال بالطريقة التي اعتدت عليها أو أن تعمل شيئًا مختلفًا؛ شيئًا جديدًا ومبتكرًا. لك أن تقبل العادات والتقاليد الراسخة، أو أن تجد طريقةً فضلى عبر إجراء تعديلات وتحسينات في طريقك. فلكل منهج من مناهج الحياة إيجابيات وسلبيات، والحياة الناجحة غالبًا ما تتضمَّن مزيجًا منهما. ومع ذلك، نوضِّح في هذا الكتاب أن الكثير من الناس والمؤسسات قد وجدوا راحة جمَّةً في تأدية «ما ينجز المطلوب» أو ما هو خالٍ من المخاطر، بل وأدمنوا فعل ذلك. لكن أحيانًا ما يؤدِّي هذا الخيار ذو المظهر الآمن إلى انتكاس وخراب دون قصد، وأحيانًا أخرى تعمل قوًى شريرةٌ لتعتدي على حريتك في الاختيار مباشرةً وتقيِّد قدرتك على التفكير بإبداع.

لكن بدلًا من أن نكتفي بتدريس مجموعة من المبادئ والاستراتيجيات التي تهدف إلى إنقاذ التفكير الإبداعي، سوف نستعرض أولًا كيف نُؤْمِنُ بموت الإبداع ولماذا، خلال إجراء تحقيق شامل في جريمة القتل، فنطرح ونحقق في السؤال: «مَن قتل الإبداع؟» سيهيمن على المراحل الأولية من التحقيق في جريمة القتل هذه البحثُ في سبب اختيارنا المعتاد للمسار التدميري، والتفتيش عن المسئول عن ذلك الاختيار. وبعد ذلك سندرس المسار البديل؛ وهو مسار مبتكر وربما مثالي من شأنه أن يُنْقِذَ الإبداع وأن يؤدِّي إلى حياة ذات جودة أعلى.

هل من المهم أن نُمْضِيَ الوقت في دراسة الأثر الذي قد يتخلَّف عن موت الإبداع؟ نظن ذلك. فرغم أن الأثر السلبي لتأدية ما ينجز المطلوب أو ما هو آمن لا يُلاحظ على الفور، فإن المشكلة تكمن في أن تلك الطريقة سوف تكون ناجزة إلى أن يؤدِّيها شخص آخر بأسلوب أفضل، كما أنها قد لا تناسب الجميع أو لا تعود بالنفع عليهم أجمعين بأفضل طريقة. وهذه الحجة العملية حول ضرورة الابتكار — على سبيل المثال طرح منتجات وعمليات وأسواق ونماذج عمل جديدة — رغم قوتها لا تُعَدُّ بأي حال من الأحوال السبب الوحيد لأهمية الإبداع؛ إذ إن له فوائد أخرى نوعًا ما ملموسة لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى. أما جوهرة التاج والهبة التي نأمل أن يبرزها هذا الكتاب بإسهاب، فهي أن الإبداع يجعل الحياة أكثر ثراءً وأكثر تشويقًا، وإذا طُبق كما ينبغي يمكنه أيضًا أن يُضفي معنًى للحياة ويجعلها أكثر إرضاءً. ويا لها من هبة بديعة حقًّا! فيمكن إذن بثُّ الحياة في أي عملية أو مكان أو أمر يشوبه الملل أو السلبية أو عدم الإرضاء من خلال إشراك الإبداع في الصورة. وإننا نأمل أن يقدِّم لك هذا الكتاب بعض الأفكار العملية، وأن يمدَّك بالرغبة في الحفاظ على هذه العملية في حياتك وفي مجتمعك وفي عملك.

لكننا سنحتاج منك أن تتعايش مع روح منهجنا المختار. فبدلًا من مجرد تقديم مبادئ مباشرة، سوف نجسد هذه المبادئ في شخصيات يمكنك إيجاد توافق بينك وبينها بسهولة. وبعدها نُجري تحقيقًا في مسرح الجريمة للكشف عن أي أدلة قد تتوافر عن قتل الإبداع خلال هذه الشخصيات. انظر كيف أصبَحت المسلسلات التليفزيونية المثيرة عن مسارح الجريمة عملًا تجاريًّا كبيرًا؛ فالمسلسل التليفزيوني الشهير «تحقيق في مسرح الجريمة» تمتَّع بجمهور يزيد عن ٧٣٫٨ مليون مشاهد في أنحاء العالم.1 فهذه المسلسلات التي تصوِّر مهمة تحليل الأدلة التي عادةً ما تكون بسيطة ومملَّة على أنها عمل ماهر ومثير للغاية، يُعتَقَد أنها غيَّرت منهج العديد من المحاكمات الفعلية اليوم؛ إذ تضطر النيابة الآن إلى تقديم المزيد من الأدلة الجنائية في المحكمة. وأغلب ما يُعرض هو تجسيد حي للاختلاق الهوليوودي، لكن هذه العروض ساهمت في الكشف عن عملية شديدة الدقة، وهذه هي العملية التي نودُّ استخدامها هنا.
وإحدى الطرق التي نبدأ بها تحقيقنا هي دراسة الحالة «قبل الوفاة»؛ إذ إن الوقاية دائمًا ما تكون خيرًا من إجراء الفحص بعد الوفاة. وهذا يَعنِي إمكانية تحسين الأفكار والأنظمة والعمليات قبل حلول الكارثة. فعن طريق تخيُّل حدوث أمر ما فعليًّا (بتطبيق ما يسمى بالإدراك المتأخِّر المحتمل)، وُجد أن الناس يُمكِنهم تحديد الأسباب على نحو صحيح للنتائج المستقبلية بدقة تبلغ نسبتها ٣٠ بالمائة،2 إذن سيكون ذلك بلا شك أداةً قيِّمةً جدًّا.

في الجزء الأول، سنحقِّق في مسرح الجريمة ونستعرض أسباب اعتقادنا بأن الإبداع آخِذٌ في الانحدار (الفصل الأول) قبل استخدام منهج التنميط النفسي لتحديد هوية المشتَبَه بهم المحتملين في جريمة القتل وتحليل دوافعهم (الفصل الثاني). كما أننا سنبحث في المواقع المحتملة للقَتَلَة (الفصل الثالث)، وسنناقش تفصيلًا سبب أهمية إنقاذ الإبداع (الفصل الرابع). أما في الجزء الثاني، فسنُبحر في آخر الأبحاث المثيرة حول المخِّ حتى نكتشف كيفية اكتساب مهارة التفكير الإبداعي (الفصل الخامس)، ونوفِّر الأنماط النفسية للمنقذين المحتملين ونكتشف بعض الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن استخدامها لإنقاذ الإبداع (الفصل السادس)، فضلًا عن اكتشاف المَوَاطن التي يمكن إنقاذ الإبداع فيها (الفصل السابع). وفي نهاية الجزء الثاني، سنتركك مع تطور غير متوقع في مسار القصة؛ لأنه كما هو الحال مع مسرح الجريمة الحقيقي، ليست الحقيقة بلا تعقيد. لذا نأمل في أن نتحدَّاكم للانخراط بعمق في عملية الإنقاذ (الفصل الثامن) ولنوفر لكم دراسة حالة عملية كمثال ونموذج على التغيير (الفصل التاسع). لكن بدلًا من تقديم كل ذلك بطريقة علمية جافة، فإننا نُخطِّط لإشراكك وإمتاعك عبر مزج أدلة مقنعة وحقائق مذهلة مع دراسات حالات وقصص استبصارية. وفي حين أن الكثير من الكتب توفِّر «أدوات» للتفكير الإبداعي، فإننا نأمل أن يساعدك هذا الكتاب على سد الفجوة في ثورة المعلومات — وربما حتى رأب الصدع على نحو مناسب — عبر ربط جميع المعلومات والأفكار القيمة بتجربتك الشخصية.

إذا لعبتَ ألعابًا على شاكلة «من فعلها؟» في صغرك، فستكون لديك خلفية عن منهج التحقيق البسيط في جرائم القتل الذي نحن بصدد استخدامه. وعلى غرار لعبة «من فعلها؟» سنحاول معًا التوصل إلى ما يلي:
  • مَن أو ما الذي قتل الإبداع؟

  • كيف قُتل، ما السلاح؟

  • أين قُتل؟

أثناء التحقيق سنوضِّح كيف قُتل الإبداع، فلم يتسبب عامل واحد في مقتله بل مزيج من العوامل المشتركة. ومعًا سنكتشف أن كثيرًا من هذه العوامل يقع تحت سيطرتنا. والخبر السار هو أن الإبداع — على عكس الموت الجسدي — لا يَفنَى تمامًا أبدًا. فتبقى القدرة مغروسة فينا. ويمكننا إجراء عملية التحقيق بأكملها عكسيًّا حتى نتوصَّل إلى ما يلي:
  • من أو ما الذي يمكنه إنقاذ الإبداع؟

  • كيف يمكن إنقاذه، وما الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها؟

  • أين يمكن إنقاذه؟

ذلك سيكون المرحلة الثانية من تحقيقنا؛ وهي استكشاف بعض الاستراتيجيات البسيطة لتنمية التفكير الإبداعي والتطبيقات الإبداعية على جميع المستويات.

لنبدأ الآن تحسس طريقنا وسط الدخان والحطام الناتجين عما تعرَّض للتدمير لإعادة إحياء الإبداع الذي تُرك لفترة طويلة ساكنًا وهامدًا. ونأمل أن تستمتع بلعب دور التحري معنا في عملية التحقيق المعقَّدة هذه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤