اتفاق مع المتشرد

لم يبتعد المتشرد كثيرًا؛ فقد تعب من الجري سريعًا، وهكذا استطاع الصديقان العثور عليه بعد أن سألا أحد الأشخاص. ولم يكد المتشرد يرى الصديقَيْن حتى صاح غاضبًا: ماذا تريدان مني؟ ابعدا عني.

فقال «محب»: هل تصيح في وجهنا يا لص البيض؟

المتشرد: إنني رجلٌ شريفٌ لم أسرق شيئًا من الأستاذ «حنبلي»!

محب: ماذا كنت تفعل إذن في الحديقة؟

المتشرد: لم أفعل شيئًا، إنني فقط شاهدت أشياء غريبة.

ومدَّ المتشرد ساقه، ونظر الصديقان إلى قاع حذائه في انفعال، ولكن النعل كانت ممزقة ومثقوبة، ولم تكن من المطاط فقال «محب» هامسًا: ليس المتشرد هو الشخص الذي اختبأ في الحفرة، كما أن ملابسه ليست رمادية أيضًا.

وقال «المتشرد» للصديقين: ماذا يعجبكما في حذائي؟ إنه مخرق ويؤلم قدمي، ومن الأفضل لكما أن تبحثا لي عن حذاء مناسب، ثم قولا للأستاذ «حنبلي» ألَّا يصيح في وجهي مرةً أخرى؛ فقد رأيت ليلة الحريق أشياء كثيرةً وخاصة منه هو…

ونظر «محب» في ساعته، وكانت ساعة الغداء قد حانَتْ، وخشي أن يُغضب والده، فوعد المتشرد بأن يبحث له عن حذاء، واتفق معه على الحضور في اليوم التالي، ثم انصرف الصديقان.

وفي المساء اجتمع المغامرون الخمسة، وتبادلوا المعلومات التي حصل عليها كلٌّ منهم، واتفقوا على استبعاد المتشرد من قائمة المشتبه فيهم، ووافق «عاطف» على أن يُحضر حذاءً من والده «للمتشرد». ثم قسَّموا العمل بينهم. فاتجه «محب» و«عاطف» و«نوسة» إلى منزل الأستاذ «حنبلي» لمقابلة «فاطمة» الطبَّاخة مرةً أخرى، وبقيَ «تختخ» و«لوزة» معًا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤