حامد يتحدث

وذهب الأصدقاء الثلاثة إلى حديقة «عاطف» حيث التقوا ﺑ «تختخ» و«لوزة» و«زنجر»، وروى «محب» بسرعة ما حدث في مطبخ «فاطمة»، وكيف حصلوا على عنوان «حامد» ثم قال: سوف أذهب أنا و«نوسة» و«عاطف» لمقابلة «حامد»، وعلى «تختخ» و«لوزة» و«زنجر» البحث عن عنوان الأستاذ «عتيق».

وانصرف «محب» مسرعًا، يتبعه «عاطف» و«نوسة» حيث أحضر كلٌّ منهم دراجته؛ فقد كان منزل «حامد» بعيدًا.

وفي الطريق قال «عاطف»: لقد خرج اثنان من دائرة الشبهات، هما المتشرد والطبَّاخة «فاطمة»، وبقيَ اثنان، هما «حامد» و«عتيق».

وبعد حوالي ربع ساعةٍ وصل الأصدقاء إلى منزل «حامد»، واتفقوا على أن يتقدم «عاطف» ويطلب كوبًا من الماء من أهل البيت، ليكون هذا سببًا للحديث والسؤال عن «حامد».

ودخل الأصدقاء المنزل، فالتقوا بسيدة عجوز، رحبت بهم، وقدمت لهم ما طلبوه. ثم سألتهم من أين جاءوا، فلما عرفت عنوانهم قالت: لقد كان ولدي يعمل في هذا المكان، عند الأستاذ «حنبلي» هل تعرفونه؟

محب: نعم، وقد كنا عند منزله عندما شب الحريق في الكشك الذي بالحديقة.

السيدة: حريق! أي حريق؟ إنني لم أسمع عنه مطلقًا، في أي يوم كان هذا الحريق؟

محب: يوم الخميس؟

السيدة: يوم الخميس؟ إنه نفس اليوم الذي ترك فيه «حامد» العمل عند الأستاذ «حنبلي»، وقد تركني بعد الغداء وخرج، ولم يعد إلا بعد العشاء.

وتبادل الأصدقاء النظرات؛ فهذا يعني أن «حامد» عاد إلى منزل «حنبلي» حيث اختفى في الحفرة، ثم أشعل النار، وعاد إلى منزله.

وأخذ «محب» يفكر في طريقة لمعرفة نوع الأحذية التي يستعملها «حامد»، وفي هذه اللحظة دخل «حامد» فحيا الأطفال وسألهم: ماذا تفعلون هنا؟

نوسة: كنا نتنزه على دراجاتنا، وأصابنا العطش فدخلنا لنشرب.

الأم: إنهم يسكنون قريبًا من منزل الأستاذ «حنبلي».

حامد: هل تعرفونه؟ إنه رجل سيئ الطبع، كنت أعمل عنده ثم تركت العمل بسبب سوء معاملته.

عاطف: لقد شبَّ حريق في كشك الحديقة، في اليوم الذي تركت العمل فيه.

حامد: وكيف عرفتم أنني تركت العمل في ذلك اليوم؟

عاطف: أخبرتنا والدتك، ولكنها لا تعرف شيئًا عن الحريق.

حامد: على كل حال، إنه يستحق ما حدث له، وإنني أتمنى أن أرى النار تلتهم كل ما يملك.

نوسة: وهل كنت هناك ساعة الحريق؟

حامد: ليس مهمًّا لكِ أن تعرفي.

وفي أثناء الحديث، كان «محب» يدور حول «حامد» لعله يجد تمزيقًا في ثوبه الرمادي، فالتفت إليه حامد قائلًا: ماذا تفعل؟ إنك تدور حولي كالنحلة.

وأسرع «محب» يعتذر قائلًا: آسف، لقد كنت أنتظر حتى تنهي حديثك لأنقل إليك رسالةً من «عيوشة»، إنها تقول لك: خذ حذرك.

ثم التفت «محب» إلى «عاطف» و«نوسة» قائلًا: هيا بنا.

وخرج الأصدقاء بعد أن ألقوا بالتحية على الأم وابنها، وانطلقوا مسرعين.

وفي الطريق أخذوا يتبادلون الحديث، واتفقوا على أن «حامد» يمكن أن يكون الشخص الذي أشعل الحريق، برغم عدم وجود أي تمزقٍ في ثوبه الرمادي، وقرروا أن يحاولوا مقابلة الأستاذ «عتيق» باعتباره من المشتبه فيهم.

وبينما «محب» يدور بدراجته حول قمة شارع ضيق، إذا به يصدم شخصًا لم يره، فسقط الرجل على الأرض، وهو يسب ويشتم، وعندما نظر إليه الأصدقاء … كانت مفاجأة؛ إنه الشاويش … وقبل أن يمدَّ يده إليهم انطلقوا مسرعين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤