النهاية!

كان الزعيم «لوكا» الرهيب يجلس على كرسيه … ويشاهد أحد المناظر البشعة عبر شاشة عرض داخلية … كان «رومايرو» يصارع مجموعة من الذئاب المتوحشة … كان يركض بسرعة ومن خلفه أحد الذئاب ينهش في جسده … فيتأوه ويحاول الخلاص منه فيندفع إليه أحد الذئاب الأخرى … بينما جلس الزعيم في حالة سعادة غامرة وضحك بصوتٍ عالٍ وهو ينظر للشياطين قائلًا: لا تتعجلوا، ستكونون مثله تمامًا، ولكن في بئر الأفاعي كان المشهد في غاية البشاعة.

فنظر «مصباح» ناحية «خالد»، ورأى الرعب مرتسمًا على وجه «زبيدة»، وضغط الزعيم «لوكا» على أحد الأزرار بجانبه، فهبطت أرضية الغرفة إلى القاع وفوقها الشياطين، وفجأة صعدوا مرة أخرى … وقد ارتسم الرعب على وجوههم جميعًا … قال «لوكا» الرهيب وهو يضحك: أنتم أيها الصغار تريدون الضحك على «لوكا»، ثم دوَّت ضحكاته من جديد.

ثم وجَّه سؤالًا إلى الشياطين: من أنتم؟! ولماذا جئتم؟! أكنتم ترغبون في إلقاء القبض على «كارلوس روبيرتو»، ثم ضحك مرة أخرى … إنني متُّ منذ زمن بعيد، وسأعود للحياة بإرادتي، ثم توالَت ضحكاته في هيستريا … وأخذ يسعل من كثرة الضحك … كان «لوكا برازي» أو … «كارلوس روبيرتو» رجلًا في منتهى الذكاء والأناقة، فضلًا عن وسامته، لقد سيطر هذا الرجل على معظم نشاطات تجارة المخدرات في العالم، وأحاط نفسه بمجموعة من الرجال الأقوياء الذين يحبونه بشكل جنوني؛ ولذلك فشلت كلُّ محاولات الانقلاب ضده أو القبض عليه … كان الشياطين في تلك الأثناء مقيدين بسلاسل حديدية قوية، وقفوا جميعًا في حالة صمت لا يعرفون ماذا يحدث لهم في الدقائق القادمة!

فجأة سمعوا الزعيم «لوكا» وهو ينادي عبر الهدفون على العميل «الأفعى» … وعلى الفور انفتح أحد الأبواب أتوماتيكيًّا، وظهر العميل «الأفعى» الذي حيَّا الزعيم ووقف صامتًا، فقال له «لوكا»: عليك الآن بسحب اعترافات هؤلاء الأولاد قبل أن نشاهدهم في بئر الأفاعي … فابتسم العميل «الأفعى» وهو يقول: سمعًا وطاعة يا سيدي.

واقتاد الشياطين إلى غرفة مجاورة لغرفة الزعيم، وهناك بدأ استجوابهم … قال في لهجة سريعة: لقد وصلنا أخيرًا إلى الرجل الداهية، وعلينا بالتصرف بحكمة، وإلا فقدنا عمرنا جميعًا.

كان «أحمد» أو الرجل «الأفعى» يتحدث بالعربية إلى الشياطين وهو يعرف أن كل ما يدور الآن معروض على شاشة العرض في غرفة الزعيم فقط دون أن يفهم ماذا يقولون لأنهم يتحدثون بالعربية.

قال «أحمد»: سأصعد الآن لمقابلة الزعيم في غرفته العلوية، وسأقوم بعدها بفصل التيار الكهربي عن أنحاء القلعة، ثم ألقي بمفتاح صغير على الأرض، وقال: هذا مفتاح قيودكم، تحرَّروا منها بسرعة في الوقت الذي سينقطع فيه التيار الكهربائي … سيتعطل بعدها كلُّ شيء بالقلعة المحصنة، وحتى الأسلحة التي تعمل بالكهرباء، وسنواجه لحظتها صراعًا مع الحراس الأقوياء الذين يقومون بحراسة الرجل الداهية «كارلوس روبيرتو»!

انتهى «أحمد» من كلماته، وصَعِد لمقابلة الزعيم «لوكا» الرهيب أو «كارلوس روبيرتو».

كان الزعيم مسترخيًا على سريره حين دخل عليه «أحمد».

قال الزعيم: لقد رأيتك وأنت تحاول مع هؤلاء الأولاد، هل توصلتَ لشيء معهم؟ فقال «أحمد»: نعم إنهم يحاولون كسب بعض الوقت ليتأخر نزولهم لبئر الأفاعي، ثم ضحك، وضحك معه «لوكا» الرهيب وهو يقول: فليذهبوا إذن الآن، فإني لا أهتز ولا أخاف، ثم ضحك بصوتٍ عالٍ وهو يعطي الأمر ﻟ «أحمد» بأن يذهب بهم إلى بئر الأفاعي.

اتجه «أحمد» إلى غرفة الكنترول الضخمة، وكان العامل ومعه حارس الغرفة يجلسان ويحتسيان كوبَين من الشاي. قال «أحمد» موجهًا حديثه إليهما: اصعدَا لمقر الاجتماعات. فأطاعَا الأوامر على الفور؛ فهما يعرفان قيمة الرجل «الأفعى» الذي اكتسب ثقةَ الزعيم في وقت قريب، وصار له الكلمة في «قلعة الأسرار».

وما إن صعد العامل وحارس غرفة التحكم في كهرباء القلعة حتى سحب «أحمد» أحد الأزرار التي تعطل كلَّ أجهزة القلعة، وساد الظلامُ لحظاتٍ قبل أن تُضاءَ الشموع، ويظهر الحراس العمالقة، ويتجهون إلى غرفة الزعيم العلوية.

لم يكن يتخيل «كارلوس روبيرتو» أن هناك محاولة انقلاب عليه، ولذلك ظل مسترخيًا إلى أن يعرف سبب العطل.

كان في تلك الأثناء قد تحرر الشياطين من قيودهم، واتجهوا بناءً على إشارة «أحمد» … باتجاه غرفة الزعيم، كان هناك مجموعة من الحراس يزيد عددهم على الثلاثين، وصاحوا جميعًا وهم يرون الشياطين وقد تحرروا من قيودهم … خيانة … خيانة … وسمع «كارلوس» صوت الحراس، فأمر بسرعة القبض على العميل «الأفعى» وهو يردد بالإنجليزية تارة وبالفرنسية تارة أخرى: مستحيل … مستحيل.

بسرعة توجَّه الحراس وقد أمسك بعضهم بأسلحة نارية باتجاه الشياطين الذين اندفعوا ليشتبكوا مع الحراس.

ودارت معركة شرسة فاجأ الشياطين الحراس بالعلبة السرية التي تُصدر سحبًا رمادية تحجبهم عن الرؤية، وتعالَت صيحات الحراس: أشباح إننا نحارب شياطين … عفاريت، وحسم الشياطين المعركة بسرعة، وأمسك «أحمد» ومعه «باسم» بالزعيم «كارلوس روبيرتو» الرجل الذي مات سبع مرات … وكان على وشك الهروب من الدهليز الخلفي للقلعة.

بعد أن سيطر الشياطين على الموقف تمامًا في «قلعة الأسرار» … ذهب «أحمد» إلى غرفة التحكم الكهربائية، وسرعان ما أضيئت الأنوار من جديد، وعلى الفور قام الشياطين بحبس كل الحراس، في الوقت الذي ذهب فيه «أحمد» وبصحبته «زبيدة» حيث أبلغَا السلطات عن مقر «قلعة الأسرار».

كان رجال البوليس في غاية الاندهاش وهم يرون هذه القلعة، وقد عقدت الدهشةُ ألسنتَهم فلم ينطقوا بحرف واحد.

بينما اندفع أحد الضباط إلى «أحمد» وبقية الشياطين وحياهم وهو ينحني للأمام … ويقول: مستحيل … ماذا فعلتم بالضبط؟ ثم كيف؟ وأكمل الضباط: أخيرًا تم القبض على «كارلوس روبيرتو» الحقيقي …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤