عمرو بن كلثوم – الحارث بن حلزة

ابتدأ المؤلف بحديث عمرو بن كلثوم وذكر أنه أحيط بطائفة من الأساطير، وحكى قصة مهلهل في أمره لزوجته بوأد ابنته ليلى التي يقال إنها أم عمرو بن كلثوم، وحديث الهاتف الذي أنشده في منامه بيتين يومئ بهما إلى أن ليلى ستلد فتى له شأن، وأتى بما يزعم من أن آتيًا أتى ليلى وهي حامل بعمرو وأتاها وقد مرت على ولادته سنة، وينشدها في المرتين وهي نائمة شعرًا ينوه فيه بشأن الجنين والرضيع.

هاتان القصتان من النوع الذي يتحدث به الناس في السمر ولا يذهبون به مذهب التاريخ الموثوق به، فهما يناديان على أنفسهما بالاصطناع ولا سيما حين ترى صاحب الأغاني يرفع سندهما إلى رجل من بني تغلب لم يذكر اسمه،١ فللمؤلف أن يشغل وقته بنقد هذا السخف متى كان غرضه تمرين الأطفال على نقد الأساطير، أما الطلبة الذين يصلون إلى أن يترددوا على الجامعة فإنهم عن هذا النقد المبتذل السوقي لفي شغل.

•••

قال المؤلف في ص١٦٥: «وسواء أكان عمرو بن كلثوم شخصًا من أشخاص التاريخ أم بطلًا من أبطال القصص، فإن القصيدة التي تنسب إليه لا يمكن أن تكون جاهلية أو لا يمكن أن تكون كثرتها جاهلية.»

تردد المؤلف في أن المنحول من القصيدة جميعها أو كثرتها، وسيذهب في ص١٧٢ إلى أنها منحولة بجملتها، وهذا هو الذي يلتئم مع الدليل الذي يسميه دليلًا فنيًّا وهو اختلاف اللهجات، فإن القصيدة مصبوبة في لهجة هي هذه اللهجة التي تتماثل فيها أشعار البلغاء. ونحن نرجح أن تكون القصيدة جاهلية؛ إذ ليس في ألفاظها أو معانيها ما يجعلها بموضع الريبة ما عدا اختلاف الروايات في بعض أبياتها وسننظر في شأنه قريبًا، ونرجح أن تكون لعمرو بن كلثوم؛ لأن الرواة ينسبونها إليه ولم يقم في سبيل هذه النسبة ما يقطعها، ويضاف إلى هذا أنا نجد في كتب الأدب آثارًا تدل على أن القصيدة كانت مستفيضة على ألسنة بني تغلب كبارهم وصغارهم، قال ابن قتيبة في كتاب الشعر والشعراء: «وكان ابن كلثوم قام بها خطيبًا فيما كان بينه وبين عمرو بن هند، ولشغف تغلب بها وكثرة روايتهم لها قال بعض الشعراء:

ألهى بني تغلب عن كل مكرمة
قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
يفاخرون بها مذ كان أولهم
يا للرجال لفخر غير مسئوم»
وجاء هذا في كتاب الأغاني٢ أيضًا فقال أبو الفرج: «وبنو تغلب تعظمها جدًّا ويرويها صغارهم وكبارهم حتى هجوا بذلك، قال بعض شعراء بكر بن وائل: «ألهى بني تغلب» البيتين.
ويقولون بعد هذا: إنه كان قام بها خطيبًا بسوق عكاظ، وقام بها في موسم مكة.٣ وهذه الآثار ليست بأقل قيمة من الأثر الذي أخذ به المؤلف في أن علقمة كان يتردد على قريش ويعرض عليها شعره.

فالقصيدة سالمة من دواعي الريبة، والرواة يشهدون بأنها لابن كلثوم، وهذه الآثار تدل على أنها كانت مستفيضة على ألسنة بني تغلب، فهي لعمرو بن كلثوم لا تخرج عن حوزه حتى يقيم مرغليوث، أو حتى يقيم المؤلف على اصطناعها بينة.

•••

ساق المؤلف قصة قتل عمرو بن كلثوم لعمرو بن هند وما يذكره بعض الرواة في سبب هذا القتل، وقال في ص١٦٦: «أليس هذا لونًا من الأحاديث التي كان يتحدث بها القصاص يستمدونها من حاجة العرب إلى المفاخرة والتنافس، بلى! وقصيدة عمرو بن كلثوم نفسها نوع من هذا الشعر الذي كان ينتحل مع هذه الأحاديث.»

القصة التي حكاها المؤلف جاءت في كتاب الأغاني٤ مروية عن ابن الكلبي عن شرقي بن القطامي، وإذا كان هذا مبلغها من الرواية فهي لا تعدو أن تكون من الأسمار، وأهل العلم لا يدخلون مثل هذا في التاريخ الموثوق به، وقد رواها بعض شراح المعلقات عن أبي عمرو الشيباني أيضًا، وهي بعد هذا محتملة لأن تكون واقعة، بل الظاهر أن أصلها وهو قتل عمرو بن كلثوم لعمرو بن هند كان أمرًا واقعًا، فإن هذه الحادثة كانت مذكورة في عهد جرير والأخطل وأشار إليها الأخطل في قوله:
أبني كليب إن عمَّيَّ اللذا
قتلا الملوك وفككا الأغلال
ولم يمض وقتئذ على عهد عمرو بن كلثوم وعمرو بن هند إلا نحو مائة سنة وقتل ملك كعمرو بن هند واقعة عظيمة شأنها أن يبقى ذكرها دائرًا في النوادي مستفيضًا على الألسنة، ولا يتضاءل في هذه المدة إلى أن يكون أمرًا منسيًّا حتى تدعيه تغلب لأحد عظمائها بالباطل ثم لا يقوم بالإنكار عليها خصمها الذي هو أحرص الناس على ألا يكون لها أثر من فخر، وأبعد من هذا أن يموت ذلك الملك حتف أنفه وتزعم تغلب أنه مات قتيلًا وأن قاتله أحد زعمائها، وحيث لم يقم وجه للريبة في أصل القصة وهو قتل عمرو بن كلثوم لعمرو بن هند عرج عليه العلامة ابن خلدون في تاريخه٥ فقال في الحديث عن عمرو بن هند: «فتك به في رواق بين الحيرة والفرات عمرو بن كلثوم سيد تغلب ونهبوا حياءه.»

ومن يسلم أن تلك القصة المفصلة لا تأخذ الظن المعتد به في التاريخ لا يلزمه أن يذهب في القصيدة التي يرويها الثقاة من النبهاء إلى أنها مصطنعة، فإن الباحث بجد لا يعمد إلى الخبر يرد عن الرجل من طريق واهية ويلحق به خبرًا آخر لم يدخل عليه من هذا الطريق.

•••

ذكر المؤلف شك الرواة في بعض قصيدة عمرو بن كلثوم واختلافهم في بعض أبياتها.

وقال في ص١٦٦: «وأولئك وهؤلاء لا يختلفون في إنطاق عمرو بن عدي بالبيتين:

صددت الكأس عنا أم عمرو
وكان الكأس مجراها اليمينا
وما شر الثلاثة أم عمرو
بصاحبك الذي لا تصبحينا»
من الرواة من لم ينطق بهذين البيتين عمرو بن عدي وهو من يعزوهما إلى عمرو بن معدي كرب أحد الشعراء المخضرمين المتوفى في آخر خلافة عمر — رضي الله عنه — ذكر صاحب الأغاني البيتين وقال: «قد زعم بعض الرواة أن هذا الشعر لعمرو بن معدي كرب.» وساق على هذا ما يرويه الهيثم بن عدي عن ابن عباس من أن «هذا الشعر لعمرو بن معدي كرب في ربيعة بن نصر اللخمي».٦
ومن الرواة من يرجح أن يكونا لعمرو بن عدي ويقول: إن ابن كلثوم أدخله في قصيدته.٧ وسواء أكان البيتان لابن عدي وأدخلهما ابن كلثوم في قصيدته أم نحلها ابن كلثوم بعض الرواة، فإن ورودهما في القصيدة وشأنهما ظاهر لا يسري إلى سائر القصيدة بالاصطناع، وربما كان نقدها من دلائل صحة ما لا يختلف الرواة في أنه لعمرو بن كلثوم.

•••

قال المؤلف في ص١٦٧: «وستجد فيها أبياتًا تمثل إباء البدوي للضيم واعتزازه بقوته وبأسه كقوله:

ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا

قلت: إن هذا البيت يمثل إباء البدوي للضيم. ولكني أسرع فأقول: إنه لا يمثل سلامة الطبع البدوي وإعراضه عن تكرار الحروف إلى هذا الحد الممل:

ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا

فقد كثرت هذه الجيمات والهاءات واللامات واشتد هذا الجهل حتى مل.»

مَن الذي يقرأ هذا البيت ويجد له في النطق عسرًا أو في الذوق ثقلًا أو في النفس مللًا؟ إن هذا البيت سهل على اللسان خفيف على الذوق طريف في النفس، والتكرار في ذاته لا يخدش وجه الفصاحة، وإنما مرجعه الذوق السليم فهو الذي يقضي بسوء أثره أو حسن موقعه من الكلام، وقد بسط البحث وحققه على هذا الوجه الشيخ عبد القادر الجرجاني في دلائل الإعجاز، وضرب أمثلة للتكرار الذي لا يمس فصاحة الكلام، ومن هذه الأمثلة:

وجهل كجهل السيف والسيف منتضى
وحلم كحلم السيف والسيف مغمد

ولعل بعض أشياع المؤلف يذهب إلى أن من لم يرم هذا البيت بقلة الفصاحة فذوقه غير سليم، فنقول لهم: اقرأوا البيت خالية أذهانكم من كل ما قاله صاحبكم فيه، ثم انظروا ماذا ترون!

نحن نعلم أن الذوق هو الذي يستفتَى في شأن التكرار ولهذا لم نعب قول المؤلف في ص٨: «أن أجيبك على هذا السؤال، بل أنا لا أكتب ما أكتب إلا لأجيبك عليه، إجابة مقنعة يجب.»

ولو فرضنا أن التكرار في البيت ثقيل معيب، فمن الذي يقول: إن العربي القح لا يكبو في بيت من الشعر يحسبه خفيفًا على الذوق وهو على الذوق ثقيل، فالمؤلف يزعم أن القصيدة مصطنعة والبيت غير فصيح. ولا ينازع في أن منشئها عربي فصيح فالعلة التي يذكرها في نظم العربي لهذا البيت المكروه يصح لنا أن نذكرها حين ننسب الشعر لابن كلثوم، ولا أحسبه يقول: إن صانع القصيدة أتى بهذا البيت غير الفصيح نكاية بابن كلثوم.

ولو فرضنا أن التكرار في البيت مكروه وأن العربي القح لا يخونه ذوقه فيقول ما تنبو عنه الأذواق السليمة، لكان من المعقول أن يحكم باصطناع البيت وحده ولا يسري حكمه إلى القصيدة بجملتها.

•••

قال المؤلف في ص١٦٧: «ومهما يكن من شيء فإن قصيدة ابن كلثوم هذه من رقة اللفظ وسهولته ما يجعل فهمها يسيرًا على أقل الناس حظًّا في العلم باللغة العربية في هذا العصر الذي نحن فيه. وما هكذا كانت تتحدث العرب في منتصف القرن السادس للمسيح وقبل ظهور الإسلام بما يقرب من نصف قرن. وما هكذا كانت تتحدث ربيعة خاصة في هذا العصر الذي لم تسد فيه لغة مضر ولم تصبح فيه لغة الشعر. بل ما هكذا كان يتحدث الأخطل التغلبي الذي عاش في العصر الأموي أي بعد ابن كلثوم بنحو قرن، واقرأ هذه الأبيات وحدثني أتطمئن إلى جاهليتها.» وساق المؤلف نحو اثنين وثلاثين بيتًا من معلقة ابن كلثوم وقال: «أمتن من هذه القصيدة وأرصن قصيدة الحارث بن حلزة.»

شأن الباحث الذي يريد نفي قصيدة عن عصر ويذهب إلى نفيها من ناحية مخالفتها لأسلوب ذلك العصر أن يشرح هذا الأسلوب ويرسم صورته في أذهان طلابه ويقيم البينة على أن هذه الصورة صادقة، هكذا يفعل الباحث المستقيم، ولكن المؤلف ينفي قصيدة: «ألا هبِّي» عن منتصف القرن السادس للمسيح، بزعم أن العرب أو ربيعة ما كانت تتحدث هكذا، ولم يخطر على باله أن يقول كلمة تصور طريقة الحديث في ذلك العهد، وتثبت أن هذه السهولة لا تطوع بها ألسنتهم في حال.

نحن والمؤلف في عدم معرفة طرز حديث ذلك العهد على سواء، وليس بين أيدينا سوى هذا الشعر الذي يقول الرواة: إنه مما تحدثت به ربيعة في منتصف القرن السادس للمسيح، وليس من أدب البحث أن نقول لهم: هذا لا يشبه حديث ربيعة في ذلك العهد إلا أن نعرف من طريق آخر كيف كان شعراء ربيعة يتحدثون.

•••

حكى المؤلف قصة الحارث بن حلزة مع عمرو بن هند وإلقائه معلقته بين يديه وجاء في خلال القصة أنه اعتمد على قوسه وارتجل هذه القصيدة، ثم قال في ص١٧٠: «ويكفي أن تقرأ هذه القصيدة لترى أنها ليست مرتجلة ارتجالًا وإنما هي قصيدة نظمت وفكر فيها الشاعر تفكيرًا طويلًا، ورتب أجزاءها ترتيبًا دقيقًا.»

انقاد المؤلف إلى هذا النقد بيد جرجي زيدان حيث قال في تاريخ آداب اللغة العربية:٨ «يزعمون أنه قالها ارتجالًا، وذلك بعيد؛ لأنه ذكر فيها عدة من أيام العرب عير ببعضها بني تغلب تصريحًا، وعرض ببعضها لعمرو بن هند، فهي من قبيل الملاحم في وصف الوقائع.»

ونقد جرجي زيدان هذا الذي اقتدى على أثره المؤلف إنما يجيء على الرواية التي تقول: إنه ارتجلها ارتجالًا، ولكنك تقرأ القصة في شرح ابن الأنباري للمعلقات فتجد فيها ما هو صريح في أنه لم يرتجلها — كما تقول تلك الرواية — بين يدي عمرو بن هند ارتجالًا، تقرأ في ذلك الشرح: «وقال الحارث بن حلزة لقومه: إني قد قلت خطبة فمن قام بها ظفر بحجته وفلج على خصمه، فرواها ناسًا منهم، فلما قاموا بين يديه لم يرضهم، فحين علم أنه لا يقوم بها أحد مقامه قال لهم: والله إني لأكره أن آتي الملك فيكلمني من وراء سبعة ستور وينضح أثري بالماء إذا انصرفت عنه، غير أني لا أرى أحدًا يقوم بها مقامي فأنا محتمل ذلك لكم.»

فهذه الرواية تنفي أن يكون الحارث ارتجل القصيدة بين يدي عمرو بن هند وليس فيها ما يدل على أن القصيدة مقولة في غير تفكير وأناة.

•••

قال المؤلف في ص١٧٠: «وليس فيها من مظاهر الارتجال إلا شيء واحد هو هذا الإقواء الذي تجده في قوله:

فملكنا بذلك الناس حتى
ملك المنذر بن ماء السماء

فالقافية كلها مرفوعة إلى هذا البيت، ولكن الإقواء كان شيئًا شائعًا حتى عند الشعراء الإسلاميين الذين لم يكونوا يرتجلون في كل وقت.»

لم يتفق الرواة على هذا البيت من القصيدة ولم يأت في النسخة التي كتب عليها التبريزي، ولا النسخة التي كتب عليها أبو عبد الله الزوزني، وإنما هو شيء يرويه الأصمعي عن حرد بن المسمعي، حكى ابن الأنباري في شرح المعلقات عن الأصمعي أنه قال: «أنشدني هذا البيت حرد بن المسمعي، وقال: لا يضره إقواؤه، قد أقوى النابغة في قصيدته الدالية، وعاب عليه أهل المدينة فلم يغيره.»

•••

قال المؤلف في ص١٧١: «نقول: إن قصيدة الحارث أمتن وأرصن من قصيدة ابن كلثوم. وقد نظمتا في عصر واحد، إن صح ما يقول الرواة، فهما مسوقتان إلى عمرو بن هند، فاقرأ هذه الأبيات للحارث وقارن بينها في اللفظ والمعنى وبين ما قدمنا لك من شعر عمرو.» وساق المؤلف من القصيدة ثمانية أبيات أولها:

ملك أضرع البرية لا يو
جد فيها لما لديه كفاء

ثم قال: «وانظر إلى هذه الأبيات يعير فيها الشاعر تغلب بإغارات كانت عليهم لم ينتصفوا لأنفسهم من أصحابها.» وساق تسعة أبيات أولها:

أعلينا جناح كندة أن يغـ
ـنم غازيهم ومنا الجزاء

ثم قال: «فأنت ترى أن بين القصيدتين فرقًا عظيمًا في جودة اللفظ وقوة المتن وشدة الأسر، على أن هذا لا يغير رأينا في القصيدتين، فنحن نرجح أنهما منتحلتان، وكل ما في الأمر أن الذين كانوا ينتحلون كانوا كالشعراء أنفسهم يختلفون قوة وضعفًا وشدة ولينًا.»

الذي يعمد إلى قصيدتين مما يعزى إلى الجاهلية ويتحدث في تزويرهما شأنه لا يدخل في بحث سهولة النظم ومتانته إلا إذا قرر للشعر الجاهلي خطة من هاتين الخطتين، ثم يسقط القصيدتين من ناحية مخالفتهما للخطة المعهودة في شعر الجاهليين، وقد نفى المؤلف قصيدة عن عمرو بن قميئة، وأخرى عن مهلهل، وثالثة عن جليلة، واستعان على هذا النفي بما في هذه القصائد من سهولة ولين، وكنا حسبنا ساعتئذ أن ميزة الشعر الجاهلي في نظره أن يخرج في رصانة ومتانة، وعندما انتقل إلى الحديث عن قصيدة الحارث بن حلزة وأخذ ينعتها بالرصانة والمتانة سبق ظننا إلى أنه سيكف عنها بأسه ويدعها لصاحبها كما سمحت نفسه بأن ترك قصيدتين: «طحا بك قلب» و«هل ما علمت» لعلقمة، وما لبثنا أن انقلب على تلك الرصانة والمتانة وساقها مساق السهولة واللين، وقال: الرصين المتين كالسهل اللين كلاهما منحول ليس من الجاهلية في شيء!

يعطي ويمنع لا بخلًا ولا كرمًا
وإنما خطرات من وساوسه

وإذا كانت المتانة كاللين لا تحمي الشعر من الرمي بالتزوير، فما هو الداعي إلى المقايسة بين القصيدتين من هذه الناحية؟ لا يبقى لهذه المقايسة وجه سوى أن المؤلف يريد أن يريك شاهدًا على أنه ينقد الشعر ويستطيع أن يميز لينه من خشنه.

١  ج٩، ص١٨١.
٢  ج٩، ص١٨٢.
٣  أغاني، ج٩، ص١٨٢.
٤  ج٩، ص١٨٢.
٥  ج٢، ص٣٠١.
٦  ج١٤ ص٧٣.
٧  خزانة الأدب، ج٣، ص٤٩٨.
٨  ج١ ص١١٥.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤