قائمة الأدوار

المدخل

  • كريستوفر سلاي Christopher SLY: (سمكري.)
  • السيدة: (صاحبة الحان.)
  • لورد.
  • برثلوميو Bartholomew (كان يُنطق بارتلمي): (الغلام الصغير لدى اللورد.)
  • مشرفان على رياضة صيد الثعلب.
  • خدم.
  • ممثلون.

المسرحية داخل المسرحية

  • بابتيستا مينولا Baptista Minola: (مواطن من أغنياء مدينة بادوا.)
  • كاترينا Katherina: (ابنته الكبرى.)
  • بيانكا Bianca: (ابنته الصغرى.)
  • بتروشيو Petruccio: (أحد السادة من ذوي الأملاك من مدينة فيرونا.)
  • جروميو Grumio: (خادمه الخاص.)
  • هورتنسو Hortensio: (صديق بتروشيو، يريد أن يخطب بيانكا.)
  • لوسنتو Lucentio: (أحد السادة من ذوي الأملاك من مدينة فيرونا، ويريد أن يخطب بيانكا.)
  • ترانيو Tranio: خادم لوسنتو
  • بيونديلو Biondello: خادم لوسنتو
  • جريميو Gremio: (رجل غني مُسن، يريد أن يخطب بيانكا.)
  • فنشنتو Vincentio: (والد لوسنتو.)
  • التاجر: (من مدينة مانتوا.)
  • الأرملة: (زوجة هورتنسو.)
  • كيرتيس Curtis: (حاجب بتروشيو.)
  • ناثانيل Nathaniel: خادم بتروشيو.
  • فيليب Philip: خادم بتروشيو.
  • جوزيف Joseph: خادم بتروشيو.
  • نيكولاس Nicholas: خادم بتروشيو.
  • بيتر Peter: خادم بتروشيو.
  • الحائك.
  • خردواتي.
أفراد حاشية وخدم (وولتر، شوجرسوب، جريجوري، جبريل، آدم، رافي)، وشرطي. (Walter, Sugarsop, Gregory, Gabriel, Adam, Rafe).

حواشي الشخصيات

  • قائمة الأدوار: كان الناقد نيكولاس رو (Nicholas Rowe) أول محرر يدرج في طبعته قائمة بالأدوار عام ١٧٠٩م، وهو يرصد أولًا أدوار الذكور ويتبعها بأدوار الإناث، وهو النظام الذي استمرَّ متَّبعًا حتى نحو منتصف القرن العشرين.
  • كريستوفر سلاي: كان يوصف في طبعة الفوليو الأولى (١٦٢٣م) في الإرشادات المسرحية وفي أسماء المتحدثين بأنه «صعلوك» وحسب، ولكن المحررين حذوا حذو المحرر «رو» المُشار إليه بأن جعلوه «سمكريًّا»، قياسًا على اعتبار «السمكري» صعلوكًا أو نموذجًا للصعاليك في بعض مسرحيات تلك الفترة. وهو يصف عمله في النص، في السطر ١٦–٢٠ من الجزء الثاني من المدخل.
  • السيدة (صاحبة الحان.): كانت السيدات يمتلكن الحانات في ذلك العصر مثل الرجال، وظهورها هنا له دلالته لأنها تقدِّم للجمهور أول «صورة» للمرأة، وهو ما تغيَّر في مسرحية «ترويض امرأة شرسة» حيث يصبح صاحب الحانة رجلًا.
  • لورد: لا يُذكر له اسم، ولكنه حين يقوم بدور الخادم يكتسب اسم «سايمون» أو «سيم».
  • بارثلوميو: يحرص شيكسبير في المدخل على أن يظلَّ الجمهور على وعيٍ بأن بارثلوميو غلام اللورد، وهو صبيٌّ لم يبلغ الحلم، وصوته يحاكي صوت النساء، ولكن النص يستبدل الزوجة باسمه في الجزء الثاني من المدخل، وتقول آن روزاليند جونز وبيتر ستاليبراس (Jones & Stallibrass) في كتابٍ لهما عن الملابس في عصر النهضة (٢٠٠٠م) إن هذا له دلالته فيما يتعلق بموضوع المسرحية الرئيسية، ولذلك فقد ظلَّ هذا الدور مقصورًا على الغلمان حتى العصر الحديث.
  • مشرفان على رياضة صيد الثعلب: يقوم هذان بعد ذلك بأدوار خدم اللورد وخدم بتروشيو.
  • خدم: يقوم هؤلاء بأدوار جميع الخدم في المدخل والمسرحية.
  • ممثلون: يقول النقاد إن عدد الممثلين الذين يزورون هذا المكان لا يقلُّ عن عشرة أشخاص، وفي عرض المسرحية الذي أخرجه بيل ألكسندر عام ١٩٩٢م جعل هؤلاء الممثلين من بين الذين يقومون بالأدوار الرئيسية في المسرحية، مثل كاترينا وبتروشيو وجروميو وبابتيستا وبيانكا وترانيو وهورتنسو، وبذلك ربط المُخرج بين المدخل وبين المسرحية الرئيسية.
  • بابتيستا مينولا: يقول بعض الشراح إن مؤلِّف كُتُب النصوص اللاتينية لتلاميذ المدارس كان اسمه بابتيستا، وكان أيضًا من مدينة مانتوا الإيطالية، ويضيفون أن اهتمامه بالتعليم في المسرحية يوحي بأن شيكسبير كان يشير من طرفٍ خفيٍّ إلى ذلك المؤلِّف.
  • كاترينا: يتفاوت هجاء هذا الاسم وتتفاوت صوره في النَّص، ما بين «كاترينا» (بالتاء) وكاثرينا (بالثاء)، وهما الصورتان الإيطاليتان للاسم، وبين «كاثرين» و«كيت»، وهما الصورتان الإنجليزيتان، وقد حاول بعض النقاد استنباط دلالات معيَّنة لتفاوت صورة الاسم، كالقول بأن الصورة الإيطالية تختصُّ بصورة المرأة «المعلنة» (أيْ أمام الناس)، والصورة الإنجليزية تختصُّ بصورتها «الخاصة»، ولكن هذا الرأي لم يجد مساندةً من أحد، خصوصًا لأن الاختلاف عادةً ما يمليه الوزن الشعري، ولم يأخذ أحدٌ بدعاوى الأمريكية لوري ماجواير (Laurie Maguire). (انظر المراجع).
  • بيانكا: الاسم يعني «البيضاء» بالإيطالية، والمقصود الدلالة على الطُّهر والنقاء. ولكن بعض النقاد يقولون إن شيكسبير ربما كان يقصد الإشارة فقط إلى ذات المظهر «البرَّاق» الخادع، أيْ إلى إقامة مفارقة بين الظاهر والباطن، نظرًا لشيوع إطلاق هذا الاسم على سيئات السُّمعة، ففي عُطيل نجد أن بيانكا عاهرة، وكتب ميدلتون (المعاصر لشيكسبير) مسرحيةً بعنوان فلتحذر النساء من النساء التي يصور فيها سيرة «غانية» شهيرة من بنات البندقية؛ اسمها بيانكا كابيلو (١٥٤٨–١٥٨٧م)، ونشرها عام ١٦٢٠م تقريبًا، وصورة هذه المرأة تكمن، كما يقول النقاد، خلف صورة الزانية القاتلة في مسرحية الشيطانة البيضاء التي كتبها وبستر (١٦١٢م).
  • بتروشيو: تنفرد طبعة آردن ٢٠١٠م بهجاء هذا الاسم الذي أوردته في قائمة الأدوار، أيْ Petruccio، ولكن هجاءه في النصِّ الأصلي لشيكسبير هو Petruchio، والمعروف أن شيكسبير أخذ الاسم بصورته الإيطالية Petrucio من مسرحية المزاعم التي كتبها جاسكونيي، أو من مسرحية المزاعم الإيطالية Gli Suppositi للشاعر أريوسطو (Ariosto)، وإن لم يأخذ سوى الاسم، أيْ من دون أخذ أيَّة صفات أخرى للشخصية في أيٍّ من المسرحية الإنجليزية أو الإيطالية (والمفترض أن الإنجليزية ترجمة عن الإيطالية)، إذ يقوم صاحب هذا الاسم بدور الخادم. وتقول آن طومسون إن شيكسبير أضاف حرف h بعد حرف c لأنه كان يريد أن ينطق هذا الحرف كما ننطقه في church (تشيرش)، ولكن المعروف أنه إذا اجتمع الحرفان في الإيطالية حوَّلا الصوت إلى (ك)، ولهذا فإن المُخرج الإيطالي فرانكو زيفريللي حافظ على نطق الاسم بتروكيو في الفيلم الذي أخرجه عن المسرحية عام ١٩٦٦م، ولذلك، وعلى الرغم من ظهور هذا الاسم بالصورة التي أرادها الشاعر في جميع طبعات المسرحية عندي (المُشار إليها في التصدير) باستثناء آردن ٢٠١٠م، فإنني اخترت هذا الاستثناء حفاظًا على اتفاق النطق مع الهجاء. ومن الطريف أن الاسم بالإيطالية يعني «بيتر الصغير»، وصورة التصغير هذه شائعة في الإيطالية قديمًا وحديثًا وتأتي لنا بكلمات شائعة كثيرة منها casino التي أصبحت تشير إلى دار المَيْسر (أيْ دار لعب القمار في الإنجليزية الحديثة) من باب التلطُّف في التعبير، فالاسم يعني بالإيطالية «البيت الصغير»، مثلما يعني اسم البلد Venezuela «فينيسيا الصغيرة» ما دام صيغة التصغير لاسم مدينة فينيسيا أو «البندقية» بالإيطالية Venezia، وكنت قد شُغلْت طويلًا بسرِّ تحويل الاسم الأجنبي إلى «بندقية» العربية، حتى أطلعني المرحوم الدكتور فاروق عبد الوهاب على أن اسم المدينة بالألمانية هو «فينيديج»، والمعروف أن العرب تحوِّل حرف (ڤ) إلى قرينه الباء (ب)، والجيم الجافة إلى قاف، فتحول الاسم «بنيدق» ومنها إلى «بندق» التي توحي لغير المتخصِّص بكلمة مشابهة في النطق وهي benedict من دون صلة حقيقية، وكان العرب يطلقون على المدينة بلاد «البندق»، وربما جاءت نسبة السلاح الذي نطلق عليه هذا الاسم اليوم من ارتباطه أصلًا بتلك المدينة، حسبما يحكي ابن زنبل (الشيخ الرمَّال) في كتابه عن واقعة الغوري مع السلطان سليم الذي كتبه في القرن السادس عشر ونشر في مصر للمرَّة الأولى عام ١٩٦١م باسم آخرة الماليك، إذ يقول إن أحد أبناء «المغرب»، والمقصود شمال إفريقيا بصفة عامة، هو الذي أتى بهذا السلاح إلى السلطان قنصوة الغوري فرفض استعماله، وأصرَّ طومان باي نائبه على الحرب بالطريقة السلفية، لأن القتل بالنار حرام.
  • جروميو: يقول بعض الشرَّاح إن شيكسبير أخذ الاسم من إحدى شخصيات مسرحيات بلاوتوس، الكاتب الروماني الذي اشتهر بكوميدياته (ت١٨٤ ق.م)، ولكن المحدثين يرون أنه اختراع شيكسبيري يتمثل في تحريف كلمة groom أي السائس أو الخادم بحيث توحي بالصورة الإيطالية، وأناقش في المقدمة استخدام هذا الشخص للنثر الساخر وسخريته حتى نظمًا من مولاه.
  • هورتنسو: الأصل كما أوردته في قائمة الأدوار ينتهي بالنهاية الإيطالية «يو» (io)، ولكنني عند مشاهدتي للمسرحية لاحظت أن اسمه يُنطق دون إظهار لهذا المقطع، وتسجيل المسرحية عندي يؤيِّد ذلك فأحببت اتباع النطق الشائع الذي يتضمن تخفيفًا يحتاج إليه النظم الإنجليزي، وأمَّا اسم الشخصية التي يتنكر بها، وهو «ليسيو»، فيرد بهجاءين مختلفين في المسرحية؛ الأول Litio ثلاث مرَّات، والثاني Lisio أربع مرَّات، والمحرر «نيكولاس رو» (Rowe) المُشار إليه عاليه يورد هجاءً آخر هو Licio، ويقول هوزلي (Hosley) في دراسته المنشورة عن مصادر المسرحية عام ١٩٦٤م (انظر المقدمة والمراجع) إن هذا الهجاء تحريف للاسم الإيطالي Lizio الشخصية الفكاهية في «الكوميديا الجديدة» الكلاسيكية، وكان اسمًا قديمًا للثوم! وأمَّا اختيار المحرر «رو» لحرف c فيرجع، كما يقول الشرَّاح، إلى أنه وجد فيه إشارة ساخرة إلى الإباحية، فهو مشتقٌّ من الفعل licere بمعنى يبيح أو يسمح.
  • لوسنتو: ينتهي هذا الاسم في الأصل بمقطع «يو» (io) مثل هورتنسو، ولكن هذا المقطع لا يظهر في النطق وهو ما أرجعه الباحثون إلى النظم، واسمه، كما هو واضح، يوحي بالضوء، فنحن نعرف في اللاتينية Lux, Lucis، ومعظم الأسماء التي تتضمن هذا المقطع الأول توحي بالضوء أو الجمال كقولك «وضَّاح» بالعربية. وهو يتنكر في شخصية «كامبيو» (Cambio) وهي كلمة إيطالية تعني «أنا أغيِّر» أو «التغيير»، وقد عربناها في مصر ونستخدمها في البنوك بصيغتها المعربة «الكامبيو»، بمعنى تغيير العملة أو صرفها.
  • ترانيو: يقول هيبارد إن الاسم قد يوحي بأنه تحريف إيطالي للفعل الإنجليزي train الذي يعني الخداع (المعجم الكبير) أو التحايل أو المخاتلة، وهو معنًى غير شائع. والاسم يرد بعدَّة صور في الإرشادات المسرحية وفي نسبة كلام المتحدثين إليهم، ولكنني اتبعت الصورة الغالبة.
  • بيونديلو: استعار شيكسبير هذا الاسم من بوكاشيو، وفيه يبدو خادمًا مغرمًا «بالمقالب» والألاعيب، ولكنه لا يظهر في أيِّ مصدر من المصادر المعروفة للمسرحية.
  • جريميو: يُشار إلى هذا الشخص باعتباره «المغفل العجوز»، في الحوار وعند ظهوره أول مرَّة، وهو من الشخصيات «المعتمدة» في الكوميديا الإيطالية في عصر النهضة، وخصوصًا ما يسمَّى كوميديا المهارة (commedia dell‘arte) (وفق ترجمة هيبارد للمصطلح الإيطالي)، وكان عادةً يتسم بالثراء والبخل ويقف عائقًا يحول دون زواج العشاق، وأمَّا وصفه بكلمة «بنطلون» (pantaloon) في الإرشاد المسرحي ١ / ١ / ٤٧ فيشير إلى أن سرواله فضفاض بسبب نحول جسمه، فالسراويل في ذلك العصر كانت ضيقة وتبرز عضلات لابسيها من الشبَّان الأقوياء، ومن ثَم وصفته بالهرم والنحول.
  • فنشنتو: يشير بيونديلو إلى هذا الشخص في ٤ / ٢ / ٦٤ قائلًا إنه تاجر أو معلِّم، أيْ إنه يقدِّم للقارئ أو للمُشاهد اختيارًا ما بين هُويَّتين، والنصُّ يشير إليه بعد ذلك بصفة المعلِّم، ولكن الواضح من أقواله عن الحوالات المالية التي يريد تحصيلها أنه تاجر، وذلك ما تؤكده الشخصية الموازية له عند أريوسطو وجاسكونييى. وأمَّا سبب الخلط (أي الإشارة إليه بصفة المعلِّم لا التاجر) فتشرحه آن طومسون (٢٠٠٣م، ص١٦٥-١٦٦) قائلةً إن الإشارة إليه بلفظ التاجر mercantante حيرت عامل الطباعة لأنها لفظة إيطالية قديمة، فقرر استبدال كلمة المعلِّم اليسيرة بها وهي pedant، وعندما رجعت إلى معجم أوكسفورد الكبير وجدت الكلمة الشيكسبيرية، وإن كان المعجم يقول إنها «مهجورة، نادرة الاستعمال.» وقد اتبعت طبعة آردن في وصف هذا الشخص بالتاجر، وإن كان نقاد المسرح يقولون إنه كان دائمًا ما يظهر في صورة رجل سكران على المسرح، وربما كان المُخرجون يرون أن السُّكْر من شِيَم التجار لا المعلِّمين.
  • الأرملة: هذه شخصية نمطيَّة، لا اسم لها، وقد ذكرت صفات هذا النمط في المقدمة، ولمَن يريد الاستزادة أن يرجع إلى كتاب سارة مندلسون وباتريشيا كروفورد بعنوان المرأة في مستهلِّ العصر الحديث في إنجلترا ١٥٥٠–١٧٢٠م (١٩٩٨م)، ص١٧٤–١٨٤.
  • كيرتيس: يفترض أنه رجل نظرًا للفكاهة التي تصفه بأنه ديوث في ٤ / ١ / ٢٤-٢٥، وكان الاسم في ذلك العصر لقبًا للعائلة أو اسمًا لأحد أفرادها، ولكن جاريك جعل امرأةً تقوم بهذا الدور في المسرحية التي أعدَّها عن ترويض الشرسة باسم كاثرين وبتروشيو عام ١٧٥٦م، ومنذ ذلك الحين والمُخرجون يجعلون امرأةً تلعب الدور، كما حدث في إخراج فرقة شيكسبير الملكية للمسرحية عام ١٩٧٨م، وفي العروض التي أخرجتها المُخرجات، كما تقول إليزابيث شافر (Schafer) في كتابها عنهنَّ الصادر عام ٢٠٠٠م.
  • خدم بتروشيو: الملاحَظ أن أسماء هؤلاء الخدم إنجليزية، وهو ما تفسره هودجدون (٢٠١٠م) بأنه محاولة من جانب شيكسبير لصهر أدوار الخدم بأدوار سادتهم.
  • الحائك: ما نسميه الخيَّاط (سابقًا) أو الترزي (الطرزي) سابقًا وحاليًّا، وكان يصنع الثياب للرجال وللنساء، وكانت شخصية الحائك في المجتمع مَثار سخريةٍ واستهزاءٍ آنذاك.
  • الخردواتي: هو الذي يتولى إحدى الصناعتين؛ إمَّا إعداد القبعات بأشكالها، وإمَّا بائع لوازم الحياكة من أزرار وإبر ومقصَّات … إلخ. وأمَّا الكلمة الحديثة المستعملة لبائع قبَّعات النساء، وهي كلمة milliner فأصلها milaner؛ أيْ ساكن مدينة ميلانو الإيطالية التي ذاعت شهرتها في تصميم قبَّعات المرأة وصناعتها.

أفراد حاشية بتروشيو وخدمه، لا يشارك هؤلاء في الحدث، بل يوحون بجوِّ القصر المنيف وحسب.

المدخل – المشهد الأول

(يدخل كريستوفر سلاي، الصعلوك، وصاحبة الحان «السيدة».)١
سلاي : بالحقِّ سأخرب بيتك.٢
السيدة : الحبس مصيرك في الحبَّاسة٣ يا متشرِّد!
سلاي : أنت نفاية!٤ ليس في أُسرة سلاي متشردون. انظري في
التاريخ! جئنا في صحبة ريتشارد الفاتح.٥ وإذَن فاخرسي!٦ ودعي الدنيا تسير.٧ هُسْ!
السيدة : لن تدفع ثمن الأكواب التي كسرتها؟
سلاي : لا! ولا مليم!٨ فوِّتيها٩ يا هيرونيمو! إلى فراشك البارد واطلبي الدفء.
السيدة : أعرف كيف أعاملك؛ سأذهب وأستدعي الأومباشي.١٠ (١٠)
سلاي : أومباشي يوزباشي بمباشي … سوف أواجهه في المحكمة. لن أتزحزح قيد أنملة١١ يا غلام! أحضريه وأهلًا به!

(ينام سلاي.)

(الأبواق تصدح: يدخل اللورد مرتديًا رداء ركوب الخيل لممارسة رياضة صيد الثعلب، وخلفه اثنان من المشرفين على تنظيم الرياضة من حيث رعاية كلاب الصيد والخيل وما إلى ذلك.)

اللورد :
يا مَن تتولَّى الإشراف على تنظيم الصَّيد! آمُركَ بأنْ ترعى
كلَّ كلابي خير رعاية. امنحْ كلْبي «مريمان» بعضَ الرَّاحة
فالمسكينُ غَدَا فمه يُرْغِي من فرط الإجهادْ. واربطْ كلبي
«كلاودر.» في رَسَنٍ مُشترَكٍ١٢ مع كلبةِ غنَمي ذات البحَّة
أوَلَمْ تَشهدْ كيف تَمكَّن كلبي «سيلفر» في رُكن سياج الحقْل
من إدراك وجود الثعلب والرائحةُ بلا أثرٍ يُذكرْ؟١٣
لن أخسر لو راهنتُ عليه بعشرين جُنَيْهًا.١٤ (٢٠)
المشرف ١ :
لكنْ كلبُكَ بلمان يا مولايْ … ليس أقلَّ من المذكور براعة
إذ نبحَ ليعلن إدراكَ الرَّائحة وقد خفيَتْ كلَّ خفاءْ١٥
ولقد كشف الرائحة الخابية اليوم … أكثر من مرَّة!
صدِّقْني يا مولايْ … هذا كلبٌ أفضلْ.
اللورد :
أنتَ مغفَّلْ! لو كان الكلب «إكو» يتميَّز بالسرعة مثلهْ (٢٥)
لَقطعتُ بأنَّ المذكور يوازي عشرة أمثالهْ! أطعمْها
خيرَ طعامٍ وتولَّ رعايتها دون استثناءْ
إذ أعتزم خروجي ثانيةً للصَّيد غدًا.
المشرف ١ : سمعًا يا مولايَ وطاعة.
اللورد : مَن ذاك هنا؟ مخمورٌ أم ميِّتْ؟ انظرْ هل يتنفسُ؟ (٣٠)
المشرف ٢ :
بل يتنفسُ يا مولايْ! لو لم تُدْفئه الجِعَةُ لَمَا أمكَنهُ
أن يستغرق في النوم بهذا الفَرْش الباردْ.
اللورد :
يا أيها الوَحْشُ البشعْ! كم يشبه الخنزير في رقدتهِ!
يا أيها الموتُ العَبوسْ! ما أقبحَ النوم الذي أراه صورةً١٦
بغيضةً لكْ! أقولُ أيُّها الرجالْ: إنِّي أريد اللهو بالسكرانْ (٣٥)
من خلال خُدعةٍ معيَّنة! ما رأيكم في نقله إلى الفِراش لابسًا
أحلى ثيابْ؟ وفي أصابع اليدين كلها خواتمْ! وفي جواره على
الصِّحاف حلوى أو فواكهْ!١٧ وقد أحاط بالفِراش عندما يُفيقُ
أتباعٌ مُهندَمون! أليس ينسى عندها الشحَّاذُ نفسَهْ؟ (٤٠)
المشرف ١ : صدقْني يا مولايْ! لا خِيرةَ للشحَّاذِ١٨ سِوى ذلكْ!
المشرف ٢ : وسينكر ما يَشهدهُ حين يُفيقْ.
اللورد :
وسيبدو حُلْمًا عذبًا أو وهمًا.١٩ لا وزن لهُ.
وإذَن فخذوه الآن وراعوا الدقَّة في تنفيذ الخُدعة
ولْتتلطَّفْ أيديكم في حَمْل المخمور إلى غرفتيَ المُثلى (٤٥)
وضَعُوا فوق حوائطها لوحاتٍ أو منسوجاتٍ زاهيةَ الألوانْ٢٠
ولْيُغسَلْ رأسُ الرجل المتَّسخ بماءٍ دافئْ … ومُقطَّرْ!
ولْيُحرَقْ بعضُ بخورٍ من عودٍ أو صَنْدَلْ … كي تحلو رائحة الغرفة
وليعزفْ بعضُ الموسيقيِّين له ألحانًا تُبهجه عند الصَّحْو
ألحانًا ربانيَّة! ولْيكُن الكلُّ على استعدادْ! (٥٠)
فإذا عَنَّ له أن يتكلم فعليكم أن تَحنوا قامتكم بين يديه
وعليكم إظهارُ الإجلالِ لهُ وخضوعُ الأتباعْ
قولوا «بمَ يأمرُ مولانا الأكرمْ؟»
ولْيحملْ أحدُكمُو للرجل هنا حوضًا فضيًّا
يملؤه ماءُ الورد وفوق الماء زهورْ (٥٥)
وليُحضِرْ أحدُكمُو إبريقًا والثالثُ مِنشفةً …
قولوا هل يتفضَّلُ مولانا بغسيل يديه بماءٍ باردْ؟
وأعدُّوا للرجل كذلك أغلى حُلَّة
وسَلوه ماذا يَبْغي أن يرتديَ اليوم؟
ولْيتحدَّثْ أحدُكمُو معه عن بعض كلاب الصَّيد وعن خيلهْ٢١ (٦٠)
ولْيذكُرْ كمْ تنتحبُ — لِمَا حلَّ به من مَرضٍ — زوْجتهُ
اجتهِدوا حتى يقتنع بأنَّ جُنونًا حلَّ بهِ
فإذا قال لكم «إنِّي سلاي.» قولوا إنك تحلُمْ
فالواقع أنك لوردٌ جبَّارْ! هيَّا يا كُرماء إلى التنفيذْ!
وليتلطَّفْ كلٌّ منكمْ في إنجاز المطلوب بغير تصنُّعْ (٦٥)
فلسوف نُسرِّي عن أنفسنا تسريةً فائقةً
لو أحكمْنا تنفيذ الخُطَّة دون مُغالاة.
المشرف ١ :
يا مولايَ تأكَّدْ أنَّا سوف نجيد التمثيلْ
حتى يتصور من دقَّة ما نبذله من جهدٍ
أنَّ له منزلةً ليست أدنى ممَّا نزعمْ (٧٠)
اللورد :
تلطَّفُوا في حَمْله إلى الفِراشْ … وعندما يصحو
لا بدَّ أنْ يقُوم كلُّ واحدٍ بواجبهْ
 (يحمل البعض سلاي إلى خارج المسرح وبعد خروجهم يسمع دوي الأبواق.)
قُمْ يا غلام فانظرْ سرَّ هذا البُوقْ.
(يخرج خادم.)
لعلَّه مسافرٌ نبيلٌ طال ترحالُهْ (٧٥)
فودَّ الاستجمامَ في هذا المكانْ.
(يدخل الخادم.)
ماذا رأيتَ؟ مَن أتانا؟
الخادم : العفوَ يا مولايَ إنَّهم ممثلون يبتغون عرض مسرحيَّةٍ على سموِّكمْ.٢٢

(يدخل الممثلون.)

اللورد : اطلُبْ من الجميع الاقترابْ! يا مرحبًا بكُمْ!
الممثلون : شكرًا لكُمْ يا صاحبَ العِزَّة. (٨٠)
اللورد : هل تعتزمون قضاءَ الليلةِ في كَنَفِي؟
الممثل ١ : إن يتكرَّمْ مولايَ ويسمحْ لفريقي بأداءِ الواجبْ.
اللورد :
وبكُلِّ سرورْ! أذكرُ هذا اللاعبَ منذُ مُشاهدتي إيَّاهُ يقومُ
بدَوْرِ الولد الأكبر لمُزارعْ. أذكرُ أنَّ أداءكَ في
خِطبةِ وُدِّ فتاةٍ مُوسِرَةٍ كان عظيمًا. اسمُكَ لا أذكرُهُ لكنْ (٨٥)
كان أداؤكَ للدَّوْرِ طبيعيًّا قَطْعًا والدَّوْرُ يُناسبُكَ تمامًا.
الممثل ٢ : أعتقدُ بأنَّكَ تعْني «سوتو» يا مولايْ.
اللورد :
ذاك صحيحٌ فعلًا. وأداؤكَ دَوْرَكَ كان بديعًا
والواقعُ أنَّكَ جئتَ إلينا في أنسبِ وقتٍ
وخصوصًا أنِّي مُنهمِكٌ في تدبير فُكاهة (٩٠)
وبراعتُكَ تساعدُني خيرَ مُساعَدةٍ في إتقانِ اللُّعبة
فلدينا لوردٌ قرَّرتُ بأنْ يَشهدَ تمثيليَّتَكُمْ هذي الليلة
لكنِّي لا أثقُ بقُدرتكمْ بالحقِّ على ضبطِ النَّفْسِ
وأخشى إنْ لاحظتُمْ بعضَ غرابةِ ردِّ الفعلِ لديهِ (٩٥)
أنْ تنفجروا بالضَّحِكِ عليه فتؤذوا إحساسَهْ
فمعاليهِ لم يَشهدْ تمثيلًا إطلاقًا من قَبْل.
وأُصارحُكُمْ أنْ لن يَقْبلَ برحابَةِ صدرٍ أيَّةَ سُخريةٍ منهُ
الممثل ١ :
لا تَخْشَ يا مولايَ شيئًا! فنحنُ نستطيعُ ضبطَ النَّفْسِ حتى
إنْ يكُنْ أشدَّ أهل الأرض في غرابة الأطوارِ. (١٠٠)
اللورد :
قُمْ يا غلامُ اذهبْ بهم إلى خزائن الطَّعامِ والشَّرابِ
وأكرِم الجميعَ ترحابًا بهم بلا استثناءْ
قدِّمْ لهم كلَّ الأطايب التي في منزلي.
 (يخرج أحد أفراد الحاشية مع الممثلين.)
وأنتَ فلْتذهبْ إلى غلامي برثلوميو
واجعلْهُ يرتدي كلَّ الملابس التي تليقُ بابنةِ الأشرافْ (١٠٥)
وبعدها اتَّجِهْ لغرفة المخمور في صُحْبتهِ
وخاطِب الغلامَ باسْمِ «سيِّدتي»! أَظهِرْ له كلَّ احترامٍ
قائلًا على لساني إنَّهُ إنْ شاء أنْ ينالَ حُبِّي
فإنَّما عليه أنْ يحاكيَ الذي رآهُ من وقارٍ في السُّلُوكِ
في قرينات الكبار من ذوي النَّبالة
تُجاهَ أزواجهنَّ … ولْيفعل الذي كلَّفتُهُ بهِ
في حَضْرَةِ السكرانِ ناطقًا ألفاظَهُ بصوته الخفيضِ
ليِّنَ الإيقاع مُنْحني الهامَة … وقائلًا:
«فما الذي تأمرُني بهِ هنا يا صاحبَ المعالي
حتى تَقومَ عَقِيلتُكْ … وزوجُكَ المتواضعة (١١٥)
بما تريدُهُ منها فتُظهِرُ الحُبَّ الذي تُكِنُّهُ لكمْ؟»
وبعدها عليه أنْ يعانق المخمورَ في حنانٍ مُغوِيًا إيَّاهُ بالقُبَلْ!
ومُرْهُ أنْ يَبْكي بكاءَ فرحةٍ طاغيةٍ
مُنكِّسًا للرأسِ فوق صدرِهِ٢٣ كأنَّما لم تستطعْ (قرينتُه)
كتمانَ ما تُحسُّهُ من بهجةٍ بأنَّ زوْجَها النبيلَ قد شُفِي (١٢٠)
من وهم هذه السِّنين السبعِ٢٤ إذْ أَوْحَى لَهُ
بأنَّهُ لا يرتقي عن أيِّ شحَّاذٍ وصُعْلوكٍ بَغيضْ.
أمَّا إذا كان الغلامُ فاقدًا مواهبَ النِّساءِ في
إنزالِ شُؤْبُوبٍ من الدمع الغزير وقتما يشاءْ
فلْيَستعنْ في هذه الأحوالِ بالبصلْ!٢٥ (١٢٥)
قرِّبْ له في فُوطةٍ بَصَلَة … واجعلْه يَنشَقْها،
وعندها لا بدَّ أن يسيلَ من عينيه دمع!
نفِّذ أوامري هنا بكلِّ سرعةٍ مُمكنةٍ
وسوف تأتيكَ المزيدُ من أوامري في الحال.
(يخرج الخادم.)
لا شكَّ عندي أنَّ ذلك الغلامَ سوف يحكي
رقَّةَ الكريمةِ المُنعَّمَة … في كلِّ مِشيةٍ لها وكلِّ صوتٍ أو عمَلْ …
لَكَمْ أتوقُ للإصغاء للغلام وهو يدعو ذلك السِّكِّير «يا زوجي!»
وكم أتوقُ أنْ أرى الأتباعَ يكتمون الضَّحِكْ
في تصنُّع الخضوع للحقير السَّاذَج! لا بل سأنضمُّ إليهم٢٦ (١٣٠)
لكي أُنظِّم العمَلْ … وربَّما كان انضمامي عاملًا (١٣٥)
يحُدُّ من نوازع الضَّحِك الشديد في أحشائهمْ٢٧
هذا وإلَّا ما توقَّفوا عن الضَّحِكْ.

 (يخرج الجميع.)

المدخل – المشهد الثاني

 (المنظر: يدخل سلاي، في شرفة تعلو قليلًا عن أرضية المسرح، ومعه ثلاثة خدم، يحملون الملابس وحوضًا وإبريقًا ضخمًا ومعدَّات أخرى. ثم يدخل اللورد.)٢٨
سلاي : باللهِ عليكم آتوني قَدَحًا من جِعَةٍ جِدِّ خفيفة٢٩
الخادم ١ : هل آتي لمعاليكم بنبيذٍ إسبانيٍّ أبيضْ؟
الخادم ٢ : هل تتفضَّل عزَّتُكم بتذوق فاكهةٍ محفوظة؟٣٠
الخادم ٣ : أيَّ ملابسَ يبغي مولايَ بأن يرتديَ اليوم؟
سلاي :
أنا كريستوفر سلاي. لا تدعوني بصاحب المعالي ولا صاحب (٥)
العِزَّة. لم أشربْ نبيذًا إسبانيًّا أبيضَ قط! وإذا كنتم تريدون
تقديم شيء محفوظ لي فآتوني بلحومٍ محفوظة، لا يسألني أحدٌ
منكم عمَّا ألبس، فأنا لا أملك إلا ما ألبسه! فصِداري في
صدري، والجورب في أقدامي، وحذائي يكفيها! بل أحيانًا ما (١٠)
لا يكفيها إذ إنَّ أصابع أقدامي أحيانًا ما تنظر نافرةً من سطح
حذائي!
اللورد :
أدعو ربِّي أنْ يُنجيكُم يا ذا الرفعةِ من هذا الوهم الباطل!
عجبًا كيف تأتَّى لعظيمٍ جبارٍ ذي حَسبٍ ونَسبْ
وله أملاكٌ شاسعةٌ وله صِيتٌ داوٍ
أن يَسكنهُ عِفريتٌ ذو خُبثٍ بالغ؟ (١٥)
سلاي :
عجبًا! تريد دَفعي إلى الجنون؟ ألستُ كريستوفر سلاي؟
أليس والدي سلاي من قرية «بيرتون هيث»؟ ألم أكُن بائعًا
جوَّالًا منذ الصغر، قبل أن أتعلم صناعة أمشاط تنقية الصوف
الحديدية، وقبل أن أتحول إلى احتراف رعاية الدببة المستأنسة،
وقبل أن أتخصص الآن في مهنة السمكري؟ اسأل عني المرأة (٢٠)
السمينة، ماريان هاكيت، صاحبة الحان في قرية ونيكوت،
فهي تعرفني. إن أنكرَتْ أني مدينٌ لها بأربعة عشر بنسًا من
حساب شرب الجعة، «فاحسبني» أكْذَبَ وغدٍ في أرض
المسيحية. عجبًا! تراني فقدتُ عقلي؟ هذا …
الخادم ٣ : واهًا لك! ذلك ما تَنْعيه قرينتُكم!
الخادم ٢ : واهًا لك! ذلك ما يُضني كلَّ الخدمِ لديكم!
اللورد :
وذاك ما يصدُّ عنكَ أقرِباءَك، فلا يزور زائرٌ دارَكْ!
فإنما جنونُكَ الغريبُ قد نَفَاهم عنك.
يا أيها اللورد النبيلُ كيف تَنسى حَسَبَكْ؟
عليكَ باستدعاء فكرك العريق من مَنفاهْ
وابعثْ إلى المَنفى بهذه الأضغاثِ من أحلامِكَ الحقيرة! (٣٠)
وانظُرْ تأمَّلْ كيف قام بين أيديكَ الخدمْ!
كلٌّ له مهمَّةٌ والكلُّ رهْنُ إشارتكْ!
تودُّ الاستماع للموسيقى؟ (تعزف الموسيقى) هذا أبوللو
نَفْسُهُ يعزفُ!
وانظُرْ تجدْ عشرين بُلبلًا بداخل الأقفاص صادحة
أم هل تريدُ أن تنام؟ هذا فِراشُكَ الوثيرُ أعدَدْناهُ لك! (٣٥)
به عذوبةٌ تَفوقُ ما أُعِدَّ للمليكة العُليا سميراميس من
فَرشٍ منمَّقٍ يُثير شهوة الذي ينام فيه! قُل: «إنَّني
أريدُ أن أمشي.» وسوف نفرش الطريق بالأزهار لك!
تُراكَ تبتغي الرُّكوبْ؟ إذَن فهذه خُيولُكَ المُطهَّمة
وفوقَهَا سُرُوجُها التي يَزِينُها النُّضَارُ واللآلئ. (٤٠)
تُريدُ أن تصيدَ بالصُّقور؟ إذَن فهذه صقورُكَ التي تجوبُ
أقطارَ السماء عالياتٍ فوق ما ترتاد قُبَّرة الصباح!
تريدُ صيد الثعلب؟ إذَن فهذه كلابُك التي يعلو نُباحُها
وتُرجِع السماءُ صوتَها فتُصدِر الأصداءَ حادةً من جُحر كلِّ ثعلبٍ!
الخادم ١ :
قُل أبتغي صيدَ الأرانب! فهذه كلابُك التي (٤٥)
تنافس الغِزلانَ سُرعةً وكرُّها يفُوقُ ظبيةً تفرُّ نافرة.
الخادم ٢ :
فهل تحبُّ فنَّ الرسم؟ إذَن نُريك لوحةً فورًا
لأدونيس عند جَدْولٍ رَقْراقْ … وفوق شطِّهِ اختَفَتْ
فينوسُ بين أعشابٍ طوالْ! وكلما تمايلَتْ نِصالُها ظننْتَ أنَّها
ماجَتْ بأنفاسِ الدلالِ اللاهية (٥٠)
حتى وإن كانت نِصالُ العُشبِ تلهو في النسيمْ.
اللورد :
وقد نُريكَ لوحةً تصوِّرُ الحسناءَ «إييو» وهي بِكْرٌ بعد،
وكيف خُودِعَتْ وفوجئَتْ بالاغتصاب عندها
في مَشهدٍ حيٍّ يصوِّر ارتكابَ تلك الفَعْلة!
الخادم ١ :
وانظُرْ كذا حوريَّةَ الغابِ التي تُسمَّى دافني (٥٥)
أثناء سيرها وحيدةً … في وسط أشواكِ الدَّغَلْ،
وكيف أنَّها تحكُّ ساقَيها كأنما تَدْمَى جروحُها،
وكيف فاضت الدموعُ من عينَي أبوللو للذي يراهْ٣١
إذ أبدع الرسامُ تصويرَ الدماء والدموعْ!٣٢
اللورد :
إنكَ لوردٌ يا مولايَ ولستَ سوى لوردٍ وامرأتُكَ٣٣ أجملُ (٦٠)
بمراحلَ من أيِّ امرأةٍ في هذا الزمن الأغبَرْ!٣٤
الخادم ١ :
قبل انبثاقِ دمعِها حزنًا عليكَ مثل أنهارٍ
حقودٍ تغمُرُ الوجهَ الجميلَ
لم يكُن في الكون مخلوقٌ يُضارعُها جمالًا أو بهاءً
ورغم ذاك لا تزالُ أجملَ الحِسانِ كلِّهنَّ (٦٥)
سلاي :
هل أنا لوردٌ حقًّا؟ ألديَّ امرأةٌ رائعةٌ وبهذا الوصفِ؟
أم أنِّي أحلمْ؟ أم أنِّي كنتُ الغَافي وصحوتُ اليوم من الحُلْمِ؟
كلا! لستُ بغافٍ فأنا أسمعُ وأرى … وأنا أتكلَّمْ!
وأشمُّ روائحَ طيبةً وأحسُّ ليونةَ هذي الأشياءِ
أقسم بحياتي إنِّي لوردٌ حقًّا (٧٠)
لا أعملُ بالسَّمْكرةِ وليس اسمي كريستوفر سلاي
يعني! جيئوا بامرأتي حتى أُبصرَها٣٥
وبقَدَحٍ أخرى من هذي الجِعَةِ لأشرَبَها.
الخادم ٢ :
يا مولانا الجبَّارْ! هل ترغبُ في غَسْلِ يديك؟
ما أسعَدَنا أن نَشهدَ عودةَ عقلكْ! (٧٥)
ما أجملَ أن ترجعَ للرُّشد فتَعرفَ مَن أنت!
كنتَ تعيشُ بحُلْمٍ طِيلةَ أعوامٍ خمسةَ عشر٣٦
فإذا استيقظتَ وجدتَ الصحوَ قرينَ النَّوم
سلاي : أعوامٌ خمسةَ عَشر؟ أُقسِمُ ما أطولَ هذا النَّوم!
لكنْ أفَلَمْ أتكلَّمْ قطُّ طَوالَ السنواتِ المُنصرِمَة؟ (٨٠)
الخادم ١ :
بَلَى قد تحدَّثْتَ يا سيِّدي! ولكنَّه كان مثلَ حديثِ خُرافة!
فرغمَ وجودكَ داخل غرفتكَ الباذخة،
إذا بك تشكو التجنِّي عليك ونبْذكَ خارج دارك،
وإذ بكَ تشتُمُ صاحبةَ الحان بل وتؤكدُ أنك تنوي
مقاضاتَها في المحاكم … بتهمة غشِّ مكاييلِها للجِعَة (٨٥)
بأنْ قدَّمتْها بغير زجاجاتها المُقْفَلة!
وما بين حينٍ وحينٍ تنادي على من تسمَّى سيسيلي هاكيت.
سلاي : صحيحٌ فهذى خادمةُ الحانِ والسيدة.
الخادم ٣ :
لكنك لا تعرف يا مولايَ الحاناتِ ولا مَن فيها من خدم!
بل لا تعرف أيَّ رجالٍ عدَّدتَ لهم بعضَ الأسماءْ (٩٠)
مثل ستيفن سلاي أو مثل عجوزٍ يُدعى جون نابس اليوناني٣٧
أو بيتر تيرف وهنرى بمبرنل! بل عشرون وأكثر من
هذي الأسماء وتلك الأشخاص! إذ ما وُجِدُوا قطُّ
وما شاهدهم أحدٌ قط!
سلاي : شكرًا لله على إتمام شفائي. (٩٥)
الجميع : آمين.
سلاي : أشكركم٣٨ ولسوف أكافئ حسن رعايتكم لي في مرضي.

 (يدخل برثلوميو، غلام اللورد، متنكرًا في ثياب سيدة أي زوجة سلاي، وبصحبته بعض أفراد الحاشية.)

برثلوميو : ما حالُ٣٩ مولايَ الكريم؟
سلاي :
أُقسمُ إنِّي في أحسن حال! فهنا كلُّ سرورٍ وحبورْ!
أين امرأتي؟
برثلوميو : أنا يا مولايَ الأكرم؟ ماذا تبغي منِّي؟ (١٠٠)
سلاي :
أنتِ امرأتي فلماذا لا تدعوني يا «زوجي»؟
لا يدعوني «يا مولايَ» سِوى خدمي! لكنِّي بالحقِّ قرينُكْ!
برثلوميو :
يا زوجي يا مولايَ ويا مولايَ ويا زوجي
إنِّي زوْجتُكَ بكلِّ الطاعة.
سلاي : أعرف ذلك خيرَ المعرفة! فبماذا أدعوها؟ (١٠٥)
اللورد : «سيدتي!»
سلاي : سيدتي آليس أم سيدتي جوان؟
اللورد : سيدتي لا غير. ذلك ما يدعو اللورد به امرأته.
سلاي :
إذَن فاسمعي زوجتي سيدتي! يقولون إنِّي قضيتُ بنومٍ وحُلمٍ٤٠
طويلٍ سنينًا تزيدُ على خَمسَ عَشرَة (١١٠)
برثلوميو :
كأنَّكَ قد غِبتَ عنِّي ثلاثين عامًا،
ومُستبعَدًا من فِراشي مَعَك!
سلاي :
وهذا كثير! فيا خدمي! أقولُ اتركونا هنا وحدَنا.
 (يخرج اللورد والخدم.)
وأنتِ اخلعي الآن هذي الثيابَ وهيَّا معي للفِراشْ!
برثلوميو :
إنِّي أتوسَّلُ لك يا مولايَ الأنبلَ (١١٥)
أنْ تُعفيني بعضَ ليالٍ أو إنْ لم تَقدِر،
فالصبر إلى ما بعدِ غُروب الشمس،
فبهذا أمر أطبَّاؤكَ بصراحة،
ذاك وإلا كنتَ تُخاطر برجوع المرض السابق.
وإذَن لا بدَّ بأن أتحاشى اليوم فِراشَك! (١٢٠)
أرجو أن يقفَ السببُ المذكورُ هنا كالحائلِ٤١ هذي المرَّة.
سلاي :
بل إنه لَواقفٌ إلى الحدِّ الذي لا أستطيع الصبر فيه كل هذه
المدَّة، لكنني أخاف عودة السقوط في الأحلام من جديد. إذَن
أظلُّ صابرًا برغم هذا اللحم والدم.
(يدخل خادم.)٤٢
الخادم :
فِرقتُكَ التمثيليَّةُ يا مولايْ … سَمِعَتْ بشفائِك، (١٢٥)
فأتتْ حتى تعرضَ كوميديا مُمتعةً،
إذ قال أطبَّاؤك إن العرضَ مناسبْ
ما دامَ الحزنُ المتراكمُ قد أغلظَ فيك قوامَ الدَّم،٤٣
والسوداءُ إذا سادت في الجسم أتَتْ بالخَبَلِ
وقالوا يُستحسَنُ أن تسمع تمثيليَّة (١٣٠)
تُذْكي في نفسِكَ روحَ الفرحةِ والمرحِ الصاخبْ
وبذا تَمنعُ ألفَ أذًى وتُطيلُ العُمْر.
سلاي :
أقسم إني سأسمعها. دعهم يمثلونها. أليست الكوميدينو٤٤
نوعًا من الرقص المرح بأعياد الميلاد أو التواثب الفكه؟
برثلوميو : لا يا مولايَ الأكرمْ! في الكوميديا إمتاعٌ أكبر! (١٣٥)
سلاي : إمتاعٌ٤٥ كمَتاعِ المَنزلْ؟
برثلوميو : بل نوعٌ قصصي.
سلاي :
وإذَن سنشاهدها يا سيدتي الزوجة. اتخذي هذا المقعد٤٦
بجواري. ودعي الدنيا تمضي! لن نرجع يومًا لشبابٍ عشناه!٤٧

 (يظل سلاي وبرثلوميو جالسَين في ركنٍ على المسرح.)

١  الإرشادات المسرحية: يقول أوليفر إن هذه الإرشادات ربما لم ينصَّ عليها المؤلِّف، بل كتبها المُلقِّن في نصِّ التلقين، وهو الاحتمال الذي أشار إليه كويلار-كوتش، وجون دوفر ويلسون في طبعة نيوكيمبريدج (١٩٢٨، ١٩٥٣م)، ولكن جميع الطبعات توردها، وأصبحت من ثَم جزءًا من النَّص.
٢  «سأخرب بيتك»: الأصل I’ll feeze you وهجاء الفعل في طبعة الفوليو pheeze كان يعني أصلًا، كما يقول المعجم، «يطرد» أو يدفع الشخص إلى الفرار ذعرًا، ولكن صورة الفعل تطورت واتخذت صورة المثل السائر وهو I’ll vease thee، ومن ثَم اكتسبت المعنى الدارج الذي أتيت به، وأمَّا الدلالة الأخرى، وهو يضرب أو يجلد (OED. v. 3a, 3b) فهي مضمرة أيضًا، ولمَّا كان هذا السطر بداية المدخل والمسرحية فهو يعتبر القول الذي يحدِّد «النطاق الدلالي» للمشهد كله، ولهذا اخترت الصيغة العربية المستمدَّة من العامية غير المقصورة على عامية العربية في مصر.
٣  «الحَبَّاسة الخشبية»: الأصل a pair of stocks، وكانت هذه الحبَّاسة تتكون من لوحين من خشب الزان، فيهما فتحتان تدخل فيهما قدما الشخص، ثم ينطبقان عليهما بحيث يمنعانه من الحركة، ولهذا يُشار إليها بالمثنى، ونحن لا نفعل ذلك بالعربية كالإشارة بالمثنى في الإنجليزية إلى المقصِّ أو إلى السروال أو إلى الملقاط … إلخ. وكان العقاب بالوضع في هذه الحبَّاسة شائعًا فيما يتعلق بما نعتبره اليوم جُنحًا طفيفة، ويجري علنًا، أيْ أن يُحبس الشخص في مكان عام مثل السوق أو أحد الميادين. وإلماح صاحبة الحانة إلى هذه العقوبة يعتبر استكمالًا لحديث لم نسمعه عن المال الذي تطالب سلاي بدفعه إليها. وكانت الحبَّاسة تتكون في الواقع من لوحين آخرين تُحبس فيهما يدا المُعاقَب، بحيث يظلُّ واقفًا عاجزًا عن الحركة حتى تنقضي مدَّة العقوبة.
٤  «نفاية»: في الأصل baggage وهذا هو المعنى المقصود وإن كان المعنى المضمر قائمًا أيضًا وهو «العاهرة»، باعتبار ذلك لفظ سباب وحسب، والطريف أن كلمة bag التي عادةً ما تعني الحقيبة تُطلَق في بريطانيا على المرأة الدميمة، وbaggage التي تُطلَق على مجموع ما يسافر به الشخص مثلًا من الحقائب، وقد تُجمع مع الكلمة المفردة، أيْ bag and baggage لتعني «بقضِّه وقضيضه» أو «برُمَّته» وبالعامية «بربطة المعلم».
٥  «جئنا في صحبة ريتشارد الفاتح»: يستغل شيكسبير المثل السائر «أتيت مع الفاتح.» (I came in with the conqueror) للسخرية من جهل سلاي، فالفاتح هو وليم لا ريتشارد، ويقول أوليفر إن سلاي ربما كان يظن أن «الفاتح» جزء من الاسم.
٦  «اخرسي»: في الأصل paucas pallabris والمقصود كُفِّي عن الكلام، وهو تحريف للعبارة الإسبانية pocas palabras التي تعني حرفيًّا «كلمات قليلة» بمعنى أقللي من الكلام، والنطاق الدلالي يفرض اللفظة العامية، وخصوصًا نظرًا لباقي المشهد.
٧  «دعي الدنيا تسير» (let the world slide): توازي التعبير العامي «مشي حالك» أو التعبير المصري «خليها على الله!»، وكلمة «هس» في الأصل Sessa أيْ كُفِّي! وربما كانت مشتقَّة من الفرنسية cessez بهذا المعنى.
٨  «ولا مليم»: الأصل not a denier وكان المقصود أصغر عملة من العملات الفرنسية المُشار إليها، ورغم اختفاء المليم من فئات العملات المصرية، فإن الكلمة أجنبية الأصل، وتعني جزءًا من ألف (أيْ من الجنيه) وكلمة الجنيه نفسها guinea هي الاسم الذي عربناه بتحويل الجيم إلى غين، أي البلد غينيا، والأصل كما هو معروف أن هذه العملة التي تعتبر قديمة في إنجلترا أُطلقت على العملة الذهبية التي كانت تضرب من ذهب غينيا، وكلمة غينيا / جنيه مشتقَّة وفق ما يقول الباحثون من كلمة بربرية (أيْ من لغة شمال إفريقيا) تعني الأَسوَد أو الزنجي وهي تحريف لكلمة aguinaw أو gnuawa
٩  «فوِّتيها»: والأصل Go by مختصر لتعبير let it go by، وأمَّا «هيرونيمو!» فإشارة إلى استعمال هذا الاسم، وهو أصلًا اسم القديس جيروم (الذي كان يكتب هيرونيموس) الوارد في إحدى المسرحيات المعاصرة، وأمَّا تعبير «إلى فراشك البارد واطلبي الدفء!» فمرتبط بالمتشردين الذين دائمًا ما يحلمون بالإيواء في مكان دافئ.
١٠  «الأومباشي»: في الأصل headborough وهو رُتبة خفيضة في الشرطة، ومن ثَم فقد عدَّلها المحررون إلى thirdborough حتى تتفق مع ردِّ سلاي الذي يسخر فيه من هذه الرتبة، فإذا كانت هذه تقابل العبارة العامية «العسكري أبو تلات شرايط!» فهو يردُّ عليها قائلًا «أبو تلاتة وأبو أربعة وأبو خمسة!» ولكن الفكاهة في محاكاة ما تقوله تكمن في إخراج الجرس نفسه والسخرية منه، وهكذا أتيت بالمقابل بالعربية، ولو أنها جميعًا ألفاظ تركية.
١١  «لن أتزحزح قيد أنملة»: الأصل تعبير اصطلاحي يجري مجرى الأمثال:
(I’ll not budge an inch)
وهذا ما يقابله في ثقافتنا. وأمَّا كلمة boy التي تتلو هذا التعبير فقد ترجمتها بعبارة «يا غلام!» وهذا هو المثال الوحيد في شيكسبير لمخاطبة امرأة بلفظ مذكر. وتقول بربارة هودجدون إن سلاي ربما كان يشير إلى الغلام الذي يمثل دور السيدة في أيام شيكسبير، ومن ثَم فهو يكسر الإيهام المسرحي. ويقول أوليفر إن سلاي لا يوجه الكلام إلى شخصٍ بعينه، فاللفظ يفيد احتقاره لأيِّ فرد يتصادف أن يسمعه، وتقول آن طومسون إنه ربما يكون خطأً لإظهار آثار السُّكْر الذي يدفع سلاي إلى النوم بعد ذلك بخمس كلمات.
١٢  «في رَسَن مشترك»: كانت الكلاب تُربط معًا، وخصوصًا الكلب ذا الخبرة مع كلب غير ذي خبرة، حتى يتعلم منه الأخير. و«البحَّة» في الصوت كانت من المزايا التي يقدِّرها الإنجليز.
١٣  دائمًا ما يُشار إلى الرائحة الواضحة بالصفة hot والباردة (cold) تعني الرائحة التي لا تكاد تدركها أنوف الكلاب. وانقطاع الرائحة يُشار إليه في النصِّ بعبارة the coldest fault فالاسم يعني «الاختفاء»، والصفة تفيد الضعف، وهو ما ترجمته من دون ذكر الحرارة أو البرودة.
١٤  التعبير الإنجليزي اصطلاحي إلى الحدِّ الذي تحوَّل معه إلى مثل سائر، وfor twenty pounds سوف تتكرر في المشهد الأخير، حيث يراهن الأزواج على طاعة زوجاتهم، فعندما يقترح لوسنتو أن يكون الرهان عشرين جنيهًا ٥ / ٢ / ٧٢، يسخر بتروشيو قائلًا: إنه مقدار الرهان على صقور أو كلاب. وفي اللغة المعاصرة مازالت صورة الرهان قائمة (مجازيًا) في قولك for my money بمعنى إنني أراهن على كذا.
١٥  «وقد خفيت كل خفاء»: في الأصل: upon the merest loss، والاسم يشير إلى اختفاء الرائحة اختفاءً كاملًا، والصفة تعني أنه كان اختفاءً مطلقًا، وأمَّا الضمير it في العبارة السابقة فيشير إلى الرائحة، وهو ما أوردته بصريح اللفظ.
١٦  يُفاجأ اللورد برؤية سلاي نائمًا، وبعد هنيهةٍ تخطر له صورة الموت، فيتحول إيقاع النظم لديه، ويقرر أن يلهو بالسكران، وذلك من دون أيَّة دوافع منطقية لهذا التحول من صورة الموت إلى «المقلب» الذي يريد أن يدبِّره للصعلوك، وهذا من خصائص الكوميديا الهزلية التي ناقشتها في المقدِّمة، وأول إشارة إلى اختلاط الهُويَّات الاجتماعية من طريق التنكر، الذي يؤكد الطابع الميتامسرحي للعمل كله.
١٧  «حلوى أو فواكه»: هذا هو معنى banquet هنا، وهو شائع في شيكسبير.
١٨  يقول آرثر كويلار-كوتش إن «الشحَّاذ لا خيرة له.» عبارة تذكِّر السامع بالمثل السائر «ليس للسائل خيرة» (Beggars cannot be choosers). ومن الأقوال الاصطلاحية هنا وفي السطر السابق «أن ينسى نفسه.»
١٩  أحافظ على ترجمة fancy بالوهم، فهو المعنى الذي يستمسك به شيكسبير، حسبما يرِد في حلم ليلة صيف (٥ / ١٢–٢٢) وفي روميو وجوليت (١ / ٤ / ٥٠–١٠٣) وعندها يعني به «الحب»، فمعنى الوهم مضمر فيه، ولذلك ترجمته في تاجر البندقية Where is fancy bred? بعبارة «ما أصل وهم الحب؟» وحتى حين يرِد بمعنى الميل الشديد الذي يوازي «أنا غاوي» العامية، فالوهم لا يفارقه، ولكننا اليوم نستخدم الكلمة من دون هذا الإيحاء، فعندما تقول لفتاةٍ إن فلانًا «يهواها» تقول He fancies you فقط.
٢٠  «لوحات أو منسوجات زاهية الألوان»: هذا هو المعنى المضغوط في عبارة Wanton pictures.
٢١  «عن خيْله»: في الأصل horse فقط باعتبار اللفظة اسم جنس، ومن ثَم فهي تعني الجمع، كقولك «الحَب» بالعربية لتعني الحبوب، وقد اقتصر اسم الجنس المذكور على الإشارة إلى المُشاة والفُرسان (the foot and the horse) أيْ على السياق الحربي في الإنجليزية الحديثة.
٢٢  الفرقة المسرحية الجوالة تذكِّرنا بالفرقة التي تصل في هاملت، ويقول المعلقون إنه لمَّا كانت هذه المسرحية كُتبت في وقت ما بين ١٥٨٩–١٥٩٤م (١٥٩٢م؟) أيْ إبان انتشار وباء الطاعون وإغلاق المسارح، فإن الفِرَق كانت تضطرُّ إلى التجوال لتقديم عروضها في الأقاليم.
٢٣  «منكسًا للرأس فوق صدره»: الأصل And with declining head into his bosom.
يقول موريس إن الضمير his يحتمل وجهين؛ أولهما الإشارة إلى صدر الغلام نفسه، وثانيهما الإشارة إلى صدر سلاي، والترجمة تسمح بالقراءتين، وإن كنت حين أعدتُ قراءة النص العربي وجدت أنني أرجح القراءة الأولى، لأن تنكيس الرأس يعني ذلك، ويُشار إليه في الإنجليزية الحديثة بتعبير hanging his head وأمَّا المعنى الآخر الذي قرأه موريس فهو يذكِّرنا بقول نزار قباني في أغنية «أيظنُّ»: «خبأت رأسي عنده وكأنني / طفل أعادوه إلى أبويه!» وكم ضحكنا من صورة تخبئة الرأس كأنه شيء ثمين منفصل عن الإنسان ويمكن أن يوضع في صندوق محكم الإغلاق مثلًا! والمقصود «دفنت رأسي في صدره» أو «ألقيت برأسي على صدره» ولكن البحر الشعري لم يطع نزارًا، رحمه الله.
٢٤  «هذه السنين السبع»: العدد المحدَّد غير مقصود، فالرقم سبعة مشهور في الحكايات الخرافية والشعبية، بل يُعتبر من الأرقام المقدَّسة في المسيحية والإسلام، ونحن نذكر الحلم الذي رآه فرعون مصر وأوَّله له يوسف عليه السلام. وقد حاول أحد المحررين (تيبولد ١٧٣٣م) تعديل النصِّ بإضافة كلمة twice حتى يقترب الرقم من ١٥ المذكور فيما بعد، ولكن التعديل لم ينجح ولم يأخذ به أحد.
٢٥  «فليستعن في هذه الأحوال بالبصل»: الإشارة هنا إلى مَثَلين شائعين؛ أولهما:
(To weep (it may serve) with an onion)
ويكاد يطابق ما أتيت به، والثاني هو:
(Mine eyes smell onions, I Shall weep anon)
أيْ «عيناي تشمَّان البصلا، وبذا أبكي حالا!»
٢٦  ١٠٥–١٣٤: يُصدر اللورد تعليماتٍ تتجلى فيها الأعراف المسرحية الخاصة بصورة المرأة، وتعبيره عمَّا يفترضه في المرأة أو الزوجة المثالية (ناطقًا ألفاظه بصوته الخفيض / لين الإيقاع منحني الهامة، ١١٢-١١٣) يجعله منحازًا إلى بتروشيو، وتقول هودجدون إن هذه الفقرة تستبق أداء كاترينا لدورها، فتقيم «قافية بنائية»، كما أن قيام اللورد بوضع خطة محدَّدة يجعل حديثه موازيًا للاستراتيجيات التي وضعها بتروشيو لترويض كاترينا في ٤ / ١ / ١٧٧–٢٠٠.
٢٧  «نوازع الضحك الشديد في أحشائهم»: الأصل لا يقول الأحشاء بل الطحال، وكان الطحال يعتبر أحيانًا مصدر المرح، وأحيانًا أخرى مصدر الحزن والضِّيق، فحذفت الإشارة المخصصة وأتيت بالمقصود.
٢٨  الإرشاد المسرحي في نصِّ الفوليو يوحي بوجود شرفةٍ فوق جدار غرفة الملابس، ويقول النقاد إن دخول هؤلاء مثل تلك الشرفة البعيدة يحُول دون حرية حركتهم، خصوصًا وأنهم من المُحال أن يقلَّ عددهم عن ستة أشخاص، وربما وصل العدد إلى تسعة، ومن ثَم فقد اقترح النقاد الاستعاضة عن الشرفة المنصوص عليها بمصطبة في آخر المسرح، أو الاستغناء حتى عن هذه المصطبة وتفسير عبارة «المستوى الأعلى» (aloft) بأنه عمق المسرح، أيْ خلفيته، والمعروف أن مستوى خشبة المسرح أعلى في الخلفية بمقدار يتفاوت وفقًا لمساحته عن مستوى المقدمة، حتى يتيح لمَن يجلس في الصفوف الأمامية متابعة ما يجري في الخلف. ويقدِّم بعض النقاد رسومًا كروكية توضح ما يمكن تنفيذه عمليًّا في هذا المشهد. وأمَّا عبارة «المعدَّات الأخرى»، إلى جانب الحوض والإبريق، فربما كانت تتضمن الطعام والشراب والآلات الموسيقية. وأمَّا عودة دخول اللورد هنا فهي مستغرَبة (إذ التزم المُخرج بالديكور المنصوص عليه)، ويقترح أوليفر أن يكون واقفًا خلف ستارة، فإذا أُزيحت الستارة ظهر ولم يكسر ما يسمَّى «قاعدة» إعادة دخول المسرح، وهي التي تنصُّ على عدم العودة إلى الدخول إلا ما بين الفصول.
٢٩  «جِعَة جدُّ خفيفة»: أيْ رخيصة كالتي اعتاد أن يشربها.
٣٠  ترديد الأسئلة المتشابهة في السطور ٢–٤، و٢٤-٢٥ يوحي بأساليب الهزليات الخفيفة، إذ يؤكد التكرار الإشارة إلى الأشياء التي سوف يحرم بتروشيو زوجته منها، وهي الشراب والطعام والملابس الأنيقة، ويُشار إلى هذا التكرار اليوم باسم TweedledumTweedledum؛ وهما أخوان لا يكادان يفترقان شبهًا في قصة في المرآة للويس كارول.
٣١  يقول الشرَّاح إن هذه التفاصيل تبين موضوعات اللوحات الزاهية الألوان في السطر ١ / ٤٦ من المدخل عاليه. أمَّا أدونيس وإييو ودافني فمصدر قصصهم مسخ الكائنات لأوفيد، وكان شيكسبير يعرف هذا المصدر خير المعرفة في الأصل اللاتيني وفي ترجمة آرثر جولدنج. فأمَّا القصة الأولى، قصة أدونيس، فتصور حب فينوس لهذا الشابِّ الجميل الذي قتله خنزيرٌ بريٌّ أثناء رحلة صيد في الغابة، والقصة يرويها أوفيد في الكتاب المذكور (١٠ / ٥٩٦–٨٦١). وأمَّا فينوس — التي يشير إليها شيكسبير بالصفة التي شاعت عنها وهي القيثيرية (Cytherea) نسبةً إلى جزير قيثيرا (Cythera) التي تقول الأساطير إنها «وُلدت» فيها عندما تشكلت من البحر — فإن قصة اختبائها في الأعشاب الطويلة أو القصب لتتأمل جمال أدونيس العاري أثناء استحمامه، لا ترد عند أوفيد، ويقول هيبارد إن سبنسر يروي قصةً أو حادثةً مثيلةً في ملكة الجان (٣ / ١ / ٣٤–٣٨) وتقول آن طومسون إن شيكسبير على الأرجح يمزج هذه الرواية بما يرويه أوفيد في الكتاب نفسه (٤ / ٣٤٧–٤٨١) عن سلماكيس (Salmacis) وهيرمفروديتوس (Hermaphroditus) والمعروف أن شيكسبير كتب قصةً شعريةً بعنوان فينوس وأدونيس ونشرها عام ١٥٩٣م.
وأمَّا اللوحة الثانية فلوحة تصور الحسناء «إييو» (Io) التي اغتصبها جوبيتر (زيوس) الذي اختبأ حتى يفاجئها في ضباب كثيف، ثم حوَّلها بعد ذلك إلى عنزة، وهي مما يرويه أوفيد نفسه في الكتاب المذكور (١ / ٧٠١–٩٤٣). وأمَّا اللوحة الثالثة فهي تصور دافني (Daphne) وكانت حورية من حوريات الغاب، وقد عشقها أبوللو وحاول اغتصابها ولكنها تحولت فجأةً إلى شجرة من أشجار الغار، وتمكنت بفضل تدخُّل الأرباب التي حولتها من تفادي الاغتصاب، وهي واردة في أوفيد أيضًا (١ / ٥٤٥–٧٠٠) في الكتاب نفسه.
٣٢  تقول آن طومسون «إن الضغط في هذه السطور يضع أبوللو داخل الصورة وخارجها.» وإن الشاعر يمتدح التصوير أو الوصف الطبيعي (من هذا النوع) في قصته الشعرية اغتصاب لوكريس (السطر ١٣٦٦ وما بعده)، وفي مسرحيته سيمبلين ٢ / ٤ / ٧٢–٧٦.
٣٣  «وامرأتك»: تقول طومسون إن اللورد يشير إلى امرأة سلاي بعد الإشارة إلى صور المرأة المتعدِّدة، فكأنما يأتي بالذروة اللازمة لما سبق من صور الغواية. انظر المقدمة.
٣٤  «هذا الزمن الأغبر»: يُجمع النقاد على أن اللورد يشير إشارةً متحذلقةً ومتعمدة التصنع إلى العقيدة الشائعة بأن الدنيا تتدهور بانتظام، وأن حال الزمان يسوء باستمرار ويهبط من الذروة التي وصل إليها يومًا ما في العصر الذهبي أو من النعيم في الجنة (بالمفهوم الديني).
٣٥  يتحول سلاي من النثر إلى النظم تحت ضغط رفقائه، ويقول بريان فيكرز (Vickers) «إن التذبذب ما بين النثر والنظم يسجل تسجيلًا حسَّاسًا تطوُّر حلم اليقظة الذي يعيش فيه سلاي.» ويقارن هذه اللحظة بتحويل أسلوب نطق إلايزا دولتيل، في مسرحية بيجماليون لبرنارد شو، إلى النطق المعتمد «الصحيح» للغة الإنجليزية (الملامح الفنية لنثر شيكسبير، ١٩٦٨م، ص١٣-١٤). ويقول ج. ب. شاند (Shand) إن الانتقال إلى النَّظم يمثل النزعة الانتهازية الواعية عند سلاي، أيْ محاولته الانتقال فعلًا إلى طبقة لا ينتمي إليها ولا يمكن أن ينتمي إليها، في دراسة له بعنوان «قراءة السلطة: التمثيل في قاعة الدرس باعتباره قراءة دقيقة.» في كتاب من تحرير Riggio بعنوان تعليم شيكسبير من خلال الأداء، ١٩٩٩م، ٢٤٤–٢٥٥.
٣٦  «أعوام خمسة عشر»: الخادم يضاعف الرقم الذي أتى به سيده. انظر الحاشية على ١ / ١٢١ أعلاه.
٣٧  «جون نابس اليوناني»: الأصل يقول John Naps of Greece في طبعة الفوليو، وعلى الرغم من أن طبعة آردن التي أترجم منها النصَّ تطعن في صحة هذه الكلمات، وتزعم أن Greece تحريف لكلمة Greet وهو اسم قرية في مقاطعة جلوسترشير بالقرب من ستراتفورد، أيْ إن هودجدون أباحت لنفسها تغيير الاسم دون مبررٍ قوي، فالمعروف، كما يقول تيرنيس سبنسر (Spencer) في دراسة قديمة له نشرها في مجلة اللغات الحديثة رقم ٤٩ عام ١٩٥٤م (ص٤٨-٤٩) أن الجنود المرتزقة اليونانيين كانوا يتنقلون في أوروبا وخصوصًا في إنجلترا في القرن السادس عشر، وأن الاسم نابس ليس اسمًا إنجليزيًّا، وقد يكون تحريفًا لاسم يانوبولوس، أو بابا يانوبولوس، ولكن جميع الطبعات التي عندي باستثناء آردن (٢٠١٠م) وفولجر (١٩٩٢م) تلتزم بالأصل، وإن كانت فولجر تورد «التصحيح» بصورة غير مؤكدة. وعلى أيَّة حالٍ فالمتفق عليه أن الاسم الحالي يقوم على الجناس مع كلمة Jackanapes أو هو تحريف متعمَّد لها، وهي التي تعني «المخادع» أو «الهزءة»!
٣٨  يوجه سلاي الشكر إلى مخاطَب مفرد، ولكن المقصود جميع الخدم، كما أنه يشكرهم على رعايتهم إياه أثناء مرضه وإن لم يصرِّح بهذا، فأتيت بالمقصود في الحالة الأولى وصرحت بما أعرب عنه مضمرًا في الحالة الثانية.
٣٩  التورية في كلمة fare بمعنى «يعمل» في السؤال الذي يقابل الصيغة العامية «عامل إيه يا مولاي؟» (ما حال مولاي الكريم؟) وبمعنى اللفظ إذا اعتُبر اسمًا، أي الطعام والشراب تورية لا مقابل لها بالعربية ولا مناص من التضحية بها في الصياغة، ولكن الممثل يستطيع أن يوحي بها بحركة يده، أيْ بأن يشير إلى الطعام والشراب عندما يقول «هنا كل سرور وحبور.» وهو ما فعله الممثل الإنجليزي الذي أراد إظهار التورية.
٤٠  عندما يندمج سلاي في أداء دوره مُبديًا اقتناعه بأنه لورد يظهر براعته في النَّظم، فيغير البحر الشعري وهو ما جاريته في الترجمة بالتحول إلى البحر المتقارب الذي ينقطع إيقاعه عندما يظهر برثلوميو في دور زوجته وعصيانه لطلب المضاجعة.
٤١  «يقف حائلًا»: الفعل stands في الأصل تعبير مجازي يستغله سلاي في إيراد ردٍّ يتضمن إشارةً جنسية.
٤٢  يقول هيبارد إن الخادم الذي يشير إليه الإرشاد المسرحي هو اللورد نفسه، ويؤيده أوليفر، ولكن الناقدة م. م. ماهود (Mahood) تقول إن أحد خدم اللورد هو الذي يدخل المسرح، وإن ذلك الخادم هو الذي يشير الإرشاد المسرحي إليه باسم «المرسال»، في كتابها الأدوار الثانوية في مسرح شيكسبير، ١٩٩٢م، ص٤٦. وتقول هودجدون إن قيام اللورد بهذا الدور يؤكد انقلاب المراتب الاجتماعية، مثلما قال أوليفر بذلك قبلها.
٤٣  «أغلظ فيك قوام الدم»: الأصل hath congealed your blood كان الناس في العصر الإليزابيثي يعتقدون أن الحزن (sadness) المرادف للسوداء (melancholy) في هذين السطرين يؤدِّي إلى تغليظ قوام الدم، وأن السوداء تؤدِّي إلى الخبل (frenzy)، وبرثلوميو يقصد باستخدام الألفاظ «العلمية» إقناع سلاي إقناعًا «علميًّا» بأنه كان مخبولًا وبأن الكوميديا علاجه، والنصُّ على ذلك موجود في كتابٍ نشره روبرت بيرتون عام ١٦٢٠م بعنوان تشريح السوداء ويقول فيه بهذا، ويوصي بالدرس للتغلب على السوداء (مقتطف في طومسون وأوليفر وهودجدون.)
٤٤  يختلط معنى الكوميديا على سلاي فيقول كلمة تشبهها في الجرس ولا علاقة لها بها، على خلاف بين المحررين في هجائها، فأتيت في الترجمة بالمقابل وهو «الكومودينو» لإظهار جهل سلاي.
٤٥  يتصور سلاي أن كلمة «إمتاع» ذات علاقة بالمتاع.
٤٦  السطران الأخيران يطبعان باعتبارهما نثرًا ويقول فيكرز في كتابه الذي سبقت الإشارة إليه إن النثر يناسب ختام أقوال سلاي هنا، والسطران منثوران في طبعة آردن (٢٠١٠م) ومنظومان في طبعة آردن ١٩٨١م، وسيجنت ١٩٦٦م، والسطر الأول منثور والثاني منظوم في طبعة نيو كيمبريدج (٢٠٠٣م). ولمَّا كنت أتبع طبعة آردن الأخيرة، أي الصادرة عام ٢٠١٠م، فقد ترجمتها من بحر الخبب، أقرب البحور العربية إلى البحر الإنجليزي، وظني أن القارئ سوف يشعر بالإيقاع ولو لم أقسم السطرين بالأسلوب المعتاد.
٤٧  آخر سطر في المسرحية: (ودعي الدنيا تمضي! لن نرجع يومًا لشبابٍ عشناه!) يحاكي الأصل:
And let the world slip: we shall ne’er be younger.
وتقول هودجدون إن الوزن هنا غير سلس، ولكنني أرى أن تقسيم السطر إلى شطرتين تتكون كلٌّ منها من خمسة مقاطع، ثلاثة منها منبورة في الشطرة الأولى، واثنان منبوران في الثانية، تقسيم شائع في شيكسبير، وأهمُّ من هذا تكرار سلاي لعبارة «دع الدنيا تمضي!» التي بدأ بها حديثه في المشهد الأول، وهي تحوير مقبول للمَثَل السائر let the world wag (or pass).
والشطر الثاني تحوير لمَثَلٍ آخر هو: you shall never be younger.
والمقصود ما يقوله رامي على لسان الخيام (من السريع.)
وعَيْشُنَا طَيْفُ خَيَالٍ فَنَلْ
حَظَّكَ مِنْهُ قَبْلَ فَوْتِ الشَّبَابْ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤