النهاية!

عندما قرأ «قيس» الأوراق التي حصل عليها من رجل العصابة، وجد بينها عقد اتفاق وقَّعته زوجة السيد «أدهم» مع السيد «قاسم» معاونه وكاتم أسراره … ينص على أن يعاونها السيد «قاسم» في بيع كل ممتلكاته داخل مصر، وسحب جميع أرصدته من البنوك؛ لأنه الوحيد الذي لديه توكيل عام منه … يمكنه بمقتضاه التصرف على هذا النحو؛ وذلك مقابل حصوله على نسبة تعادل عشرة بالمائة من مجموع ثروته، التي تفوق المليار جنيه في مصر والولايات المتحدة.

وقد وقَّع شاهدًا على هذا العقد شخص يُدعى «مايكل».

وبين الأوراق، عثر على صور لشخص يشبه إلى حد كبير السيد «أدهم».

غير أن لون عينَيه مختلف … فالسيد «أدهم» أزرق العينَين … والرجل أسود العينَين …

وفي صورة أخرى، نفس الرجل يرتدي نظارةً شمسية …

واندهش حين رآه في صورة ثالثة أزرق العينَين.

وقد عرف أنه ليس السيد «أدهم» لعدة أسباب …

أولها: أن عينَيه تلمعان بشدة؛ ممَّا يدل على أنه يرتدي عدسات لاصقة … والدليل الآخر على ذلك هو الاحمرار الشديد الذي رآه في عينَيه …

وارتداء النظارة الشمسية أيضًا كان بسببها.

وهنا، اتضح ﻟ «قيس» سبب مقتل «قاسم» …

فبعد أن نفَّذ لهم كل ما طلبوه منه … حان بينهم وقت الحساب.

فحصل على نصيبه من خيانته للرجل الذي وثق به … على رصاصتَين … وميتة مهينة.

وبعد أن عرف «قيس» بما في الأوراق … استدعى الرجل، وعقد معه اتفاقًا … على أن يقوم هو بملازمة رجل العصابة الذي ينتظره في المطار … ولا يتركه أبدًا، وبذلك يضمن له ألَّا يفجِّر القنبلة التي فوق ذراعه؛ لأنه في هذه الحالة سينفجر معها … وبذلك يضمن أن يرحل إلى مصر، وتضمن المنظمة ألَّا تنفجر القنبلة في المطار.

وبعد هذا الاتفاق، قام «قيس» بالاتصال بقيادة المنظمة، وشرح لهم الموقف بكل أبعاده، وأخبرهم بما يراه من حل، وطلب منهم الاتصال بالسلطات الأمنية وعمل اللازم.

وبعد دقائق، اتصل به مسئول أمني كبير، فحيَّاه على شجاعته، وطلب منه استكمالًا للخطة … أن يدخر الرجل بعض الوقت لضرورات أمنية يراها، وبعدها عليه أن يوصله إلى المطار.

واستدعى «قيس» الرجل … وفتح له باب السيارة، وسمح له بركوبها.

وأمر السائق بالتوجه إلى المطار … وسأل الرجل عن ميعاد قيام طائرتهم، فعرف أنه بعد نصف ساعة …

فرأى أن الوقت مناسب الآن للوصول إلى المطار … وبمجرد وصول السيارة إلى صالة المغادرة … فتح رجل العصابة الباب … وغادرها جريًا إلى صالة السفر … فعبر البوابة الإلكترونية جريًا.

فعلا صفير آلة كشف الأسلحة والمتفجرات، وأُعلنت حالة الطوارئ بالمطار …

وعندما حاصر رجال الأمن رجل العصابة، كشف لهم عن ذراعه …

فتراجع الجميع حين رأَوا القنبلة …

وعن بعد لمح زميله … فجرى إليه، وتأبَّط ذراعه، ولم يتركه.

وأشار بيده طالبًا أحد رجال الأمن.

وعندما اقترب منه، طلب منهم أن تُقلَّهما طائرة خاصة إلى خارج البلاد …

فطلب منه منحه بعض الوقت، ليعرض ذلك على رؤسائه.

وبعد حوالي ثلث الساعة … أخبرهما الضابط أن القيادات الأمنية وافقت على طلبهما، وعليهما التوجُّه إلى أرض المطار …

وبجوار البوابة الداخلية لصالة السفر، أوقفت سيارة تنتظرهما، لتحملهما إلى الطائرة.

وبعد حوالي كيلومتر، توقَّفت السيارة بجوار طائرة تستعد للإقلاع، وانطلقت السيارة بمجرد نزولهما منها …

وبمجرد انطلاق السيارة … تحرَّكت الطائرة قبل أن يركب الرجلان … وحاولا اللحاق بها، والتعلُّق بعجلاتها قبل أن تطير، فلم يتمكَّنا.

فأخذا يصرخان، ويهدِّدان، ويتوعَّدان بتفجير المطار كله …

ولشدة فزعهما، أمسكا بخناق بعضهما … وكانت هذه هي اللحظة المناسبة …

فأشار أحد الضباط بإبهامه، ومن برج المراقبة، انطلقت رصاصة ما أصابت رجل العصابة في ذراعه … أعقبها انفجار شديد، تناثرت معه جثتاهما …

وعبر التليفون المحمول، أخبر «قيس» زملاءه بما حدث … فأخبروه بأن «أحمد» و«إلهام» و«عثمان»، قد عثرت عليهم سفينة صيد، وهم في طريقهم إلى مصر …

أمَّا لماذا أخذهم معه شبيه «أدهم»؟ فلأنه خاف أن يفتضح أمره في المطار … ويقبض عليه، ولم تكن أمامه وسيلة غير الخروج في حماية الشياطين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤