الفصل الثالث

في القصر

المشهد الأول

توادوسيوس – الوزيران – الحجاب
توا (إلى الوزيرين) : لم ترد إلينا التفاصيل المسهبة عن أعمال القائد، وما جرى له مع الثوار، فماذا تضمر لنا الأيام؟
وزير١ : لا شيء يا مولاي، فهي أطوع من بنانك.
وزير٢ : كيف لا، وأنت رب البلاد، ومليك العباد!
توا : دعونا من هذه التمليقات، فهذه صفحة سوداء من تاريخي لا أستطيع محوها مهما فعلت، وسيرددها التاريخ، وتتناقلها الأعصار، ولكن ما كُتب قد كُتب، وجلَّ من لا يغلط.
وزير١ : لا تحزن يا مولاي، فحياة رعيتك لا تساوي دقيقة واحدة من الحزن لقلبك الشريف، ولا سيما أنهم هم البادئون بالشر، ولو لم تؤدبهم لكانوا وصلوا إلى ما هو أعظم من هذا، واضطررت إلى أشد من هذا العقاب.
توا : إنكم تجتهدون في تبرئتي، فأنا عارف أنني ارتكبت إثمًا عظيمًا.

المشهد الثاني

المذكورون – القائد
القائد (يدخل) : عِم مساءًا مولاي!
توا : تكلم أيها القائد، وهات ما وراءك من الأخبار.
القائد : عملًا بإرادتك السامية قد نكلنا بأهالي سلانيك، وأذقناهم ثمرة العصيان، فأسكرت سيفي من دمائهم.
توا : أشكر لك بسالتك، وإنْ على عملٍ لا يستحق الشكر، وبعد المذبحة ماذا جرى؟

(الحاجب يخرج.)

القائد : هدوء يملأ البلاد، وسكون سائد على المدينة، فكأنها مدينة الأموات.

(توا يتنهد.)

الحاجب (يدخل قائلًا) : هذا كتابٌ يا مولاي دفعه إليَّ رسولٌ يقول إنه قادم من عند الأسقف إمبروسيوس.
توا (يفض الكتاب، ثم يلتفت إلى الوزراء قائلًا) : أسألكم الخلوة أيها الوزراء.

(الجميع يخرجون بعد التحية.)

(توا يلتفت بالحاجب، فيخرج.)

المشهد الثالث

توادوسيوس وحده
توا : هذا كتابٌ من الأسقف إمبروسيوس، فلنقرأه:

أيها الإمبراطور!

إن ضميري يبكتني متذكرًا قول النبي داود: إذا لم ينصح الكاهنُ الأثيمَ، فيموت بإثمه ويأثم الكاهن لتقاعده عن النصح، فلا أنكر أيها الملك ما لك من الغيرة على الإيمان، وما بقلبك من خوف الله، على أنك ذو طبع متحفز للغضب، إذا حلمك أحد عدت إلى الحلم سريعًا، فأسأل الله ألا يكون لك من يهيجك، إذا لم يكن من يحملك على الحلم.

إنك لم ترَ بأم العين فظائع مقتلة سلانيك، فكم من شيخٍ أثقلت ظهره السنون، قطعوه شطرين بسيوفهم، ولم يحترموا شعره الأبيض، وشيخوخته التي احترمها الموت، فلم يدنُ منها! وكم من خدر دخلوه، فاستباحوا به الأعراض، وهتكوا حرمة الشرف! وكم من أم قتلوها، ولم يُبقوا على رضيعها! وكم من شاب أذاقوه الردى، ولم يأسفوا على شباب علقت عليه آمال الوطن! وقد ساءني بل أحزنني جدًّا مقتل الولدين، وأبيهما، فقد استنجد الوالد بالأرض والسماء، ووعد الظالمين القساة، بل البرابرة، بكل ما يملكه ليصفحوا عن ولديه، فلم يُسمع له دعاء؛ بل قتلوا ولديه، وألحقوه بهما …

لقد أبكاني، وأبكى الأساقفة جميعًا هذا الحزن، ولا ريب أنه بلغ مسامع الرب؛ ولهذا تراني أوبخك، وأؤنبك على جرمك الفظيع؛ لأن اشتراكي معك لا يبرئك من الإثم، بل يثقلني بخطيئتك، ولا يبقى لك ناضح لتتوب إلى الله، ليتوب الله عليك.

أنت إنسان عرضت لك تجربة، فانتصر عليها، فالإثم لا يُمحى إلا بالدموع، والرب لا يغفر إلا لمن تاب، ولا يستطيع ملك أو رئيس ملائكة أن يغفر الخطايا إلا بالتوبة، فأشير عليك، وأتضرع إليك أن تتوب، فلا أجسر أن أقدم الذبيحة إذا رغبت في أن تشهدها، فإن ذلك محظور على من أراق دم بريء واحد، فما ترى فيمن أراق دماء أبرياء كثيرين، فأنا أحبك، وأجلُّك، وأصلي من أجلك، فإن وثقت من ذلك، فارْعَوِ بالتوبة إلى الله، وإن لم تثق بصدق كلامي، فاعذرني إذا فضلتُ الله عليك.

إمبروسيوس
أسقف ميلان

(يطوي الكتاب، ويضعه في جيبه، ثم يفكر قليلًا، وينهض قائلًا):

ويلي! أرى وجه البسيطة أظلما
والأرض غاضبة عليَّ مع السما
أطلقت للنفس العنان وليتني
لم أترك الأهواء تفعل مثلما …
يا خجلتي وصحائفي قد سُوِّدت
بجرائمٍ منها الوجود تألما!
يا خجلتي في موقف الديان إذ
تبدو سلانيكٌ كبحرٍ من دما!
وأرى الشيوخ على الثرى صرعى وقد
ذرفت عليها الأرض دمعًا عندما
وأرى نساء في الخدور تجندلت
ظلمًا، فويلي من عذاب جهنما
وأرى أُطيفالًا بهم قد أعملوا
الرمح المثقف والحسام اللهذما١
تبًّا لتاوادوسيوس … راعيًا
جعل الرعية للأسنة مطعمًا
يا ليتني في القبر ميتًا مدرجًا
فجرائمي قد أغضبت رب السما
إني إليك أبا البرية تائبٌ
عما فعلت فجُدْ بعفوك وانعما
إن كنتُ ذا الذنب العظيم فتوبتي
ستكون يا رب البرية أعظما
أنا نادمٌ أنا نادمٌ أنا نادمٌ
ولتوبتي طوفان دمعي قد طما
آه! ما أفظع ذنبًا اقترفته، فقد ارتاعت له البشرية وأنَّت الإنسانية من جور هذا الحكم، وضميري يبكتني على فظائعي.

(تظهر له أشباح.)

ماذا أرى؟ خناجر حمراء! سيوفًا ملطخة بالدم! رجالًا صرعى! ما هذه الأشباح؟ إنها تحاول الانتقام مني، إليكِ عني أيتها الخيالات! ابعدي ابعدي، إنكِ ترهبيني، رباه كيف الخلاص (تختفي الأشباح).
وا خجلتي منك يا إمبروسيوس! لقد نهيتني عن هذا الإثم الفظيع، فانتهيت، ولكن ذوي المآرب جعلوا لي العدول عن الفتك بالشعب عجزًا وجبنًا ففعلت، رباه عفوك!

المشهد الرابع

توادوسيوس – الحاجب
الحاجب : مولاي! إن إمبروسيوس قد قدم، وسألني أن أستأذن له بالدخول عليك، فماذا تأمر؟
توا (يفتكر هنيهة) : عد أيها الحاجب إليه، وقل له إن مولاي راقدٌ في غرفته، ثم ادعه إلى هذه القاعة، ومتى استقر به المقام ادع الوزراء لمقابلته، وأفهمهم أن يتلطفوا معه في الحديث، وإذا سألك بعدئذٍ أن تدعوني، فلا تتأخر.
الحاجب : سمعًا وطاعةً (يخرج).
توا : يا للفظاعة! كيف لا أخجل من مقابلتك يا إمبروسيوس، لقد نهيتني عن أفظع الآثام فما انتهيت، رباه! ماذا أصنع لأكفر عن آثامي؟

(يقرع جرسًا فيدخل جندي.)

المشهد الخامس

توادوسيوس – جندي
توا : انتظر في هذا المكان قدوم السيد إمبروسيوس، ومتى دخل تخلَّ له عن هذا المقام إذا لم تكن له حاجة بك.
جندي : أمرك مولاي.

(توا يخرج.)

جندي : ما هذه الكآبة المستولية على جلالته؟ لقد كنت أظن أننا جماعة المأمورين وحدنا عرضة للهموم، أما الآن فقد ظهر لي أن الجميع لدى الهموم سواءٌ، وربما كانت الهموم على قدر الهمم، فأنا الجندي الصغير لا يهمني إلا إملاء جوفي، وتنفيذ أوامر ضباطي فقط: تعالَ تعالَ، رُحْ رُحْ، فما أسهل هذه الحياة! فلو أعطوني هذا العرش مع الهموم والشقاء لرفضته بلا أسف، لنجرب الجلوس عليه (يجلس على الرفاص، ثم ينهض كالمرتعد) إن مقعدي الخشبي لأنعم منه وأليَن، والجلوس عليه أشهى وألذ، مجانين هم الملوك؛ يحملون أحمالًا ثقيلة، أما أنا فلا يهمني شيء في العالم، فمن المأمورية إلى الغناء والترنيم، أسمع وقع أقدام! من هذا؟ شيخ جليل! أهذا إمبروسيوس؟!

المشهد السادس

الجندي – إمبروسيوس

(إمبرو يدخل.)

جندي : صباح الخير يا سيدنا، تفضل اجلس، هل لك بي حاجة؟ مر، فأنا أطوع لك من بنانك.
إمبرو : أشكرك يا ابني، ولا حاجة لي بك.
جندي : إذن اسمح لي بالخروج.
إمبرو : رافقك الله.

المشهد السابع

إمبروسيوس وحده
أبكي ولكن هل يفيد بكائي
من بعد ذا التنكيل من أبنائي؟!
ذهبوا جميعهمُ ضحية ساسة
قد نفذوا في الخير شرَّ قضاء
يا ليت في عيني بحر مدامع
لأنوح في الأنوار والظلماء
أبكي على شعبٍ يُساق لذبحه
سَوْق النعاج فيا لطول رثائي!
أَلِأجل تمثالٍ تُباد رعية
وتشب فيها نار كلِّ بلاء؟
رباه ما هذي القساوة لم يرد
هذا عن الأجداد والآباء
رؤساءَ هذا الشعب شرُّكمُ طما
يا ويلكم من سيد الرؤساء
أسخطتموه بظلمكم وصنيعكم
وهو الرءوف البر بالأبناء
رباه عفوًا وامنحنَّ ندامة
من أخطئوا وأقبل حميم نداني

نعم، أسألك يا الله أن تضرم في قلب الإمبراطور نار التوبة، وتمطر عليه سحائب النعمة، فيمحو بدموعه أوزاره وآثامه، لقد قتل بأوامره الأبرياء، فيا دمهم الطاهر! أسأل الله الصفح عن سافكك، فإذا تمرغ الملوك في حمأة الآثام، والمظالم، فيا ويل شعبهم، ما أمرَّ عذابه!

المشهد الثامن

إمبروسيوس – الحاجب – الوزيران
الحاجب : سيدي، إن الوزراء قد أقبلوا!
إمبرو : آه من الوزراء، فهُم هُم قد أهرقوا الدماء.
الوزيران (يدخلان) : السلام عليك أيها السيد الجليل.
إمبرو : وعليكم السلام يا ولاة الأمور.
وزير١ : يسرنا أن نرى سيادتك من حين إلى آخر؛ لنستقي من مناهل إرشادك، وينابيع حكمتك.
إمبرو : وما تنفع مياه الإرشاد؟ فأرض القلوب من فولاذ.
وزير٢ : وما تعني سيدي؟
إمبرو : أعني أن كلامي ذهب أدراج الرياح، ولم تؤثر بكم عظاتي، فأنا أرثي لكم، وأشفق على إمبراطور عظيم هو بين أيديكم كريشة في مهب الريح، أما وعدني بالعفو عن الشعب! أما أمر بحقن الدماء، وسلمني إرادته السَّنِيَّة! ولكنكم عدتم، فحولتم أفكاره عن مجاريها.
وزير١ : لا يا سيدي، فنحن براءٌ من هذا، ولكن حاكم المدينة اغتاظ مما جرى، وقدم استعفاءه مع الهيئة الحاكمة كلها، فاضطر الملك إلى مجاراته، وأصدر أمرًا ثانيًا، وهكذا كان.
إمبرو : آه من تلك الأوامر الجائرة! وويل للقساة الظالمين يوم الدين.

المشهد التاسع

المذكورون – المستشار
المستشار (يدخل) : سيدي إمبروسيوس، إن جلالة الإمبراطور أوفدني إليك؛ لأخبرك بقدومه لمقابلتك، وقد تلقى رسالتك، فأثرت به أيما تأثير.
إمبرو : وأنا لهذه الغاية أتيت، جئت لأرى جلالته، وأخاطبه كما خاطب الأنبياء قبلي الملوك قبله.

المشهد العاشر

المذكورون – توادوسيوس

(توا يدخل.)

الوزيران : حياك الله يا جلالة الإمبراطور.
توا : لقد أتيتك أيها السيد الجليل خاضعًا تائبًا إلى الله، وإليك، وألتمس منك الغفران، والسماح لي بحضور الذبيحة المقدسة.
إمبرو : إنني بالجرأة المسيحية التي تدرع بها الرسل قبلي أرد طلبك، وأرفض قبولك بين المؤمنين الأبرار، فإن آثامك هائلة، وجرائمك فظيعة، أيها الإمبراطور، فقد سفكت دماء إخوانك بلا عدل، ولا شفقة، فخضبت وجه الأرض بدمائهم انتقامًا لحاكم ظالم بربري.
توا : لئن أخطأت إلى الله، فكم من ملوك أخطئوا قبلي! ولهذا أتجاسر، وأقول لك إنني أريد أن أكون غدًا بين المؤمنين، وأقترب من مائدة الخلاص.
إمبرو : كيف ترفع إلى الله يدين ما زالتا تقطران دمًا أراقته جورًا؟ بل كيف تقبل على هاتين اليدين جسد الرب المقدس، وتتناول دمه الكريم؟ أنت يا من بسورة غضبك سفكت دماء الأبرياء، فاعتزل من هنا، ولا تزد إثمًا على إثمك الفظيع، اخرج، ولا تخالط البشر، فأنت محروم من شركة المؤمنين، فلا تخالطهم لئلا تلصق بهم عار جرائمك.

(توا يخرج كئيبًا، ويتبعه المستشار والحاجب.)

وزير٢ : ما أقوى سلطة الدين!
وزير٢ : فلها تخضع الملوك (يخرجان).

المشهد الحادي عشر

إمبروسيوس وحده

أأخاف صولة الملوك، وأنا ممثل رب الأرباب! ألم يقل رسول الأمم: وبِّخ، وأنِّب، ولا يُهِنَنَّك أحد؟! بلى؛ هكذا يجب أن أصنع، وإن عاد إلي ثانية بحلته الملوكية وتاجه الذهبي فلأطردنه، ولن أعفو عنه حتى تبدو توبته لكل ناظر.

المشهد الثاني عشر

إمبروسيوس – مكدونيس
مكدو (يدخل) : السلام عليك أيها السيد الجليل. (يركع، ويقبل يده).
إمبرو : فليباركك الله أيها الناسك المحترم.
مكدو : لقد عرفت بقدومك السعيد إلى هذا المقام، فأتيت ملتمسًا أن أكون خادمك في الذبيحة التي تقدمها في الغد في مطلع الصوم المبارك، فهل تسمح لي؟
إمبرو : وهل يسوغ لنا أن نحرمك عملًا تقويًّا أيها الورع! فبكل شكر أقتبلك، ولا حرمت الكنيسة من خدمة صادقين.

(نشيد من الخارج):

يا نفس توبي وارجعي
بتحسُّرٍ وتوجُّع

•••

لا تبتغي الآثاما
وتجنبي الظلاما
فإلامَ أنت إلاما
في غمرة لم تقشع

•••

سعدًا لمن قد تابا
وإلى المهيمن آبا
سيرى المسيء عقابًا
يوم الحساب المزمع

•••

أنا تائبٌ أنا نادمٌ
بمساءتي أنا عالم
رباه أنت الراحم
فانظر ورقَّ لأدمعي
مكدو : لقد أثرت بي هذه التسابيح.
إمبرو : أظن هذا جوق الملك يرنم نشيد التوبة.

المشهد الثالث عشر

المذكوران – الملك – وحاشيته
توا (يدخل ومعه حاشيته، وهو لابس المسح٢ ثم يقول لإمبروسيوس) : لقد أتيتك أيها الراعي الصالح لابسًا المسح خالعا الحلل الملوكية، طارحًا التاج عن رأسي، وقلبي منسحق نادم، فحلني من آثامي، ولا تحرمني من ثمار موسم الصوم المبارك.
إمبرو : إن التوبة باللسان أيها الإمبراطور لا تُقبل عند الله، فإن لم تمارس العقوبة الكنسية المفروضة على الخطأة لا أجرؤ على قبولك في هيكل الله.
توا : إن نفسي حزينة حتى الموت، وقد سحقت الندامة قلبي أيها الراعي الصالح، فلا ترذلني، لا تعاملني بحسب آثامي، فلهذا أنا جاثٍ أمام الله وأمامك، هاتفًا بلسان النبي داود: «قلبًا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله وروحًا مستقيمًا جدد في أحشائي.»٣ فحلَّني يا سيدي من وثاقي، ولا توصد في وجهي بابًا مفتوحًا لكل تائب.
إمبرو : أية توبة صنعت بعد إثمك الفظيع؟ وبأي رداءٍ عالجت جراح نفسك الثخينة؟
توا : أعلمني بما يقتضي، فأصنعه، فقد أثقلتْ آثامي عاتقي، وكرهت ثوب المعاصي القذر الذي ألبستنيه جرائمي.
إمبرو : علمت أن سرعة احتدامك حملتك على هذه المعصية الكبرى، فعليك أن تروِّض ميلك إلى الغضب، وأن تعدني الآن أمام الله، والناسك بأنك لا تنفذ الأحكام بالقتل وضبط الأملاك إلا بعد شهر من صدورها.
توا (إلى المستشار) : أعطني قلمًا وورقة.
إمبرو : انهض واكتب.
توا : بل أريد أن أكتبها جاثيًا؛ كفارة عن آثامي.
المستشار : تفضل سيدي.
توا (إلى إمبروسيوس.) :

(إلى إمبروسيوس.)

هاك ما أمرتَ سيدي.
إمبرو : انهض أيها الإمبراطور.
توا : قد لصقت نفسي بالتراب، فأحيني يا رب حسب كلمتك.
إمبرو : سر بنا إلى منبر التوبة، ويغفر لك الله آثامك، فقد علمت بتوبتك الأجيال الآتية، وربك تواب رحيم.

(توا ينهض.)

لقد ثُبْتُ عن إثمي ونفسي حزينةٌ
فيا ربي اقبلها، ويا رُسْله اشهدوا
ولي بالنبي داود خير تشبُّهٍ
فللرب طول الدهر نفسي تسجد
(يرخى الستار.)
١  اللهذم: الحاد القاطع من السيوف، والأسنة، والحراب.
٢  المسح: ثوب بسيط من صوف خام، أو من شَعر، كان النساك والزهاد يلبسونه قهرًا للجسد.
٣  قول للنبي داود جاء في المزمور الخمسين مستغفرًا الله على ما جنت يداه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤