مزيد من المعلومات

قرأ رقم «صفر» هذا التقرير، وجلس صامتًا لحظات، ثم قرأه مرة أخرى، ووضع تحت بعض السطور الهامة علامات … وطلب من قسم التصوير إعداد ١٣ نسخة من التقرير … وطلب من القسم الإداري توزيع هذه النسخ على الشياطين اﻟ ١٣ …

انهمك الشياطين اﻟ ١٣ في قراءة التقرير … وقد كان تقريرًا ممتعًا، لم يسبق له مثيل خلال مغامراتهم الكثيرة …

ورفع «أحمد» سماعة التليفون الداخلي، وطلب «عثمان» ووجده يضحك قائلًا: كنت سأطلبك فورًا.

أحمد: ما رأيك؟

عثمان: قصته ممتعة.

أحمد: بعد أن قرأت التقرير، ترى أين نبحث عن «روكو» في «نيويورك» أم في «بربادوس».

عثمان: نبحث عنه في كل مكان.

أحمد: إن كل مكان تعني العالم كله …

ومن غير المعقول أن نبحث في أرجاء الكرة الأرضية عن هذا العبيط؟ …

عثمان: وهل هو عبيط فعلًا؟

أحمد: وماذا ترى أنت؟

عثمان: أتوقع أن يقترح رقم «صفر» أن يقوم فريقان بالبحث … واحد في «نيويورك» … والثاني في شواطئ البحر الكاريبي.

عثمان: وإلى أين تفضل الذهاب؟

أحمد: إنَّ اسم «بربادوس» يثير ذكريات القراصنة، ولعلك تذكر أن أكثر الروايات التي ألفها «رفائيل سبايتني» عن القراصنة كانت تدور في هذه المنطقة … أسماء الموانئ مثل: «جاميكا» … و«بورت ريكو» و«هسبانيولا»، ورجال من أمثال الكابتن «مورجان».

عثمان: بالمناسبة يا «أحمد» هل الكابتن «مورجان» شخصية حقيقية؟

أحمد: نعم … لقد كان قرصانًا شَرِسًا، كسب من مغامراته في البحار الكثير … ويقال إنه دفن كنزًا من المجوهرات يُساوي الملايين في منطقة من هذه المناطق.

عثمان: وهل تُريد أنت إحياء ذكريات القراصنة؟

أحمد: إنها لم تَعُد ذكريات … فما حدث في صفقة الأسلحة هو نوع من القرصنة.

عثمان: وهل تعتقد أن «روكو» استولى على الملايين العشرة وهرب؟

أحمد: لا أظن ذلك … ماذا ترى أنت؟

عثمان: أشمُّ في هذه المغامرة رائحة دولة أجنبية تَدَخَّلتْ حتى لا تحصل الدولة العربية على صفقة الأسلحة.

أحمد: أعتقد أن أنفك العزيز يشمُّ جيدًا.

وتمَّ استدعاء الشياطين إلى قاعة الاجتماعات الكبرى للقاء رقم «صفر» … وكانت خريطة كبيرة لجنوب «أمريكا» مضاءة قد ظهرت أمامهم … وبدا واضحًا فيها الشواطئ الجنوبية «للولايات المتحدة الأمريكية» … و«المكسيك» و«كوبا» … ومجموعة الجزر المتناثرة في خليج «المكسيك» والبحر «الكاريبي» …

وقال رقم «صفر»: أعتقد أنكم جميعًا قد قرأتم التقرير الذي وصلنا من مخابرات دولة عربية … لقد بذل رجال المخابرات جهدًا كبيرًا في محاولة معرفة مصير «روكو» ولكن دون جدوى … وقد تأكد للمُخابرات أن شحنة الأسلحة قد تمَّ شحنها على السفينة «ميلوس» فعلًا … وأنها اتجهت إلى خليج «المكسيك»، وأنها وصلت قريبًا من جزر «البهاما» … ثم اختفت بعد ذلك ولم تصل إلى الميناء النهائي «بربادوس» …

سألت «إلهام»: هل المطلوب البحث عن «روكو» أم عن «ميلوس»؟

ردَّ رقم «صفر» عن الاثنَين معًا … وبالطبع إذا عثرنا على الشحنة واستطعنا نقلها إلى سفينة عربية، فإن مهمتنا تكون قد انتهت.

وصمت رقم «صفر» قليلًا ثم قال: لقد وعدتنا الدول العربية التي تُريد الشحنة أنها سوف تَمنح «ش. ك. س» عشرة بالمائة من قيمة الصفقة كلها؛ أي ٤ ملايين دولار لدعم نشاط المنظمة إذا استطعنا العثور على الشحنة وتحميلها على سفينة عربية.

قال «أحمد» ضاحكًا: وما هو نصيب الشياطين اﻟ ١٣ من هذا المبلغ يا سيدي؟

رد رقم «صفر»: لقد قررنا تخصيص المبلغ لتطوير بعض الأسلحة الخاصة بكم … ولكن هناك مكافأة أخرى.

أحمد: هل يمكن أن نعرفها الآن؟

رقم «صفر»: لا … ولكن بعد إتمام العملية.

أحمد: على سبيل التشويق؟

رقم «صفر»: نعم … على سبيل التشويق.

رشيد: وإذا عثرنا على «روكو» فقط؟

رقم «صفر»: إن الدولة العربية وعدت بالمبلغ إذا استطعنا توصيل الشحنة سالمة إلى السفينة العربية.

رشيد: إذن لماذا نبحث عن «روكو»؟ إن مهمتنا هي شحنة الأسلحة.

رقم «صفر»: إنَّ «روكو» سيقودكم إلى شحنة الأسلحة … إنه الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يُفسِّر ماذا حدث؟

أحمد: هل هناك احتمال لعملية تخريب، وأن تكون السفينة قد انحرَفَت بشحنتها؟

ردَّ رقم «صفر»: هذا احتمال ممكن.

أحمد: متى نبدأ يا سيدي؟

رقم «صفر»: فورًا … وعليكم تقسيم أنفسكم إلى مجموعات … تسافر كل مجموعة إلى أحد أماكن الأحداث … مجموعة إلى «نيويورك» … ومجموعة إلى جزر «البهاما» حيث شوهدت السفينة «ميلوس» لآخر مرة، ومجموعة إلى «بربادوس» حيث الميناء النهائي الذي كانت ستُسلَّم فيه الشحنة.

أحمد: هل هناك عملاء لكم في منطقة جزر «البهاما» أو في «بربادوس»؟ إننا نعرف عميلنا في «نيويورك».

رقم «صفر»: لا، ولكن يشرف على هذه المنطقة من ناحيتنا عميل مُمتاز في «ميامي» اسمه «مونديلا» … وآخر في «المكسيك» واسمه «ناسو» … وستصلُكم الأرقام التليفونية والشفرة الخاصة بالاتصال بهما.

انفضَّ الاجتماع ليَنعقِد اجتماع آخر بين الشياطين اﻟ ١٣ … لتقسيم العمل بين المجموعات وتحديد أنواع الأسلحة، وأجهزة اللاسلكي التي تربط المجموعات حتى يمكن تبادل المعلومات بينهما.

واستقرَّ الرأي في النهاية على تقسيم المجموعات … فمجموعة «نيويورك» وتضم فيها: «بو عمير» ومعه «هدى» و«فهد» و«خالد» و«ريما».

ومجموعة جزر «البهاما» وتضم: «قيس» و«باسم» و«رشيد».

ومجموعة «بربادوس» وتضم: «أحمد» و«عثمان» و«إلهام» و«زبيدة». وتخلَّف «مصباح» عن العمل لإصابته بمرض طارئ …

وبدأ الاستعداد للسفر …

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤