الفصل الرابع والعشرون

برتقال وبيتزا

شيء لا يُصدَّق! نحن حقًّا في الطريق!

السماء تُمطر، ولكن ما الضَّير في ذلك؟ فالرياح مُواتِية، والإبحار مُيسَّر! كنتُ أقف على متن القارب تاركًا الرياحَ تُداعِب وجهي، وكنتُ أنظر إلى الأشرعة، وشعَرتُ أنه أروعُ منظر رأيتُه في حياتي. تشعر أنك تتنفَّس نسيمَ الحرية!

ضبَطت أبي اليوم وهو يتدرَّب على رميِ البرتقال! عندما أدرك أنني أشاهده، أسقَط البرتقال، وقال: «هذه لعبةٌ غبية.»

•••

كنتُ أجلس هنا أفكر في الليلة اللي سبَقَت رحيلَنا عن جراند مانان، عندما اتصلتُ أنا وأبي بأمي لنودِّعَها (مرةً أخرى). وقد بدا في صوته بهجةٌ شديدة. لعلها اعتادَت المكوثَ بمفردها دون مضايقة من أحد.

كان ختامُ أبي للمحادثة غريبًا، لم يكن ذلك الشخص الذي اعتَدْنا صُراخه. أخَذ يقول لها: «أعرف»، و«سأفعل»، و«لا بأس»، وجُملًا أخرى قصيرةً مكوَّنة من كلمتين من هذا القبيل. وفي النهاية، اختنق صوته بعضَ الشيء (أهذا هو أبي؟) وقال لها إنه يُحبها.

يا إلهي!

وعندما أغلق الخط، قال لي: «أتريد بيتزا؟»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤