تفجيرات عكسية!

رأى «أحمد» بقية زملائه يُعَدون للتحنيط، وقبل أن يرى بقية ما يحدث، كان رأس الرجل الذي هاجمهم يسد الفتحة التي خلَّفها الحجر المخلوع، بعد أن سدَّدت له «ريما» طلقةً من مسدسه.

فقال لها «أحمد»: أتعرفين يا «ريما» … أن هذه الأسلحة تعمل بنفس نظرية الثقب الأسود الذي يسبح في الفضاء.

ريما: تعني أنها طلقة جاذبية.

أحمد: نعم … وكذلك كانت القنبلة التي انفجرت حول الخزان.

ريما: حوله كيف؟

أحمد: لقد اختاروا نقطةً أسفل مركز دائرة قاعدته وفجَّروها.

ريما: يجب القبض على كل الموجودين هنا.

أحمد: أو قتلهم.

ريما: المتاح نفعله.

سُحب الرجل من قدمَيه من ثقب الجدار، فمرَّت بجوار أذنه طلقة طائشة فسقط جالسًا على الأرض وبجواره «ريما»، فقال لها: لقد اكتشفونا.

ريما: أصبح الأمر خطيرًا جدًّا.

أحمد: ليس أمامنا غير طريقتهم.

ريما: وما هي؟

أحمد: نقوم بعدة تفجيرات متتالية تُبعدهم عن طريق خروجنا.

ريما: هل تعرفه؟

أحمد: لا ولكن سأعرفه.

وعلى رأس أحد التماثيل النحاسية، وجَّه مسدسه، ثم أطلقه، فانفجر التمثال انفجارًا عكسيًّا، وذلك بأن انفتحت بطنه، وانجذبت إليه أربعة تماثيل نصفية، وبطلقة أخرى، دوَّى انفجار ضخم تهاوى معه جزء من الجدار.

واختفى «أحمد» ومعه «ريما» خلف الجزء المنهار.

وملأت أصوات الأقدام جنبات المعبد.

وانسحب «أحمد» ومن خلفه «ريما» حتى ابتعدا عن الردهة.

وراحا يبحثان بين الجدران عن باب يدخلان منه إلى بقية الشياطين، غير أنهما لم يحتاجا لذلك؛ فقد قابلا في طريقهما «إلهام» ومن خلفها «فهد»، الذي قال لهما: إن «خالد» الآن في اللحظات الأخيرة.

أحمد: ماذا تعني؟

فهد: لقد انتهَوا من إعداده للتحنيط.

إلهام: أي إنهم سيخدِّرونه الآن؟

فهد: بل سيعرِّضونه لطلقة جاذبية.

وكالفهد انطلق «أحمد». لم ينتظر أن يسمع بقية الحديث، وقد طرأت في رأسه فكرة تمكِّنه من الوصول إلى «خالد»؛ فقد لاحظ أن ساعته تشع ألوانًا شتى عندما تقترب من ساعات زملائه، ممَّا يعني أن طاقة الجاذبية في هذا المعبد قد أثَّرت عليها.

ولم تخيِّب ظنَّه الساعة، بل قادته بأمانة شديدة إلى غرفة التحنيط الكبرى والتي رأى فيها الكثير من التوابيت، ولا يعرف هل هي لفراعين ماتوا منذ زمن، أم لأناس شاء حظهم العاثر أن يقعوا في يد هؤلاء المهووسين بكل ما هو مصري قديم، حتى وصلوا إلى درجة المرض.

ووجدوا أن الوقت لن يسمح بمزيد من التفكير … فحمل تمثالًا برونزيًّا، وحطَّم به التابوت الذي يشبه وجهه وجه «خالد»، فوجد «خالد» نائمًا بلا حراك.

فحمله … وقبل أن يخرج من الغرفة … وجَّه مسدسه إلى مولِّد الطاقة به، ثم أطلق طلقةً جاذبية، وقفز خارجًا منها … وقبل أن تتوالى الانفجارات بداخلها، ويسقط سقفها، وجدرانها.

وتتوالى سلسلة سقوط الجدران … وتتجمَّع فقاعة هواء ضخمة تبتلع الشياطين.

ومن موقع الانفجار الثاني تنشق الرمال، ويخرج الزملاء الأربعة ومعهم «ريما».

وقد تركوا هذا المعبد خرابًا، غير أن لغز قنبلة الثقب الأسود ظلَّ حيًّا!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤