المصيدة!

شعر «أحمد» بحرج الموقف؛ فالبوليس سيمسح المنطقة، ولن يهدأ إلا بعد القبض عليهما … وعامل البنزين قد يُدلي بأوصافهما … ومافيا السلاح قد تُحرر أوصافهما للبوليس للتخلص منهما … وأخيرًا العاملون في الفندق الذين رأوه عند عودته مبتلًّا، وفي حالة لا تدلُّ على أنه المليونير «أحمد زايد».

لذا كان عليهما التصرُّف بسرعة، فاقترح «بو عمير» الاختفاءَ لفترة، ولم يَعُد أمامهما للتحرك غير «زبيدة»؛ فهي التي تستطيع التحرك بحرية، فلا أحدَ يعلم عنها شيئًا.

وما لا يعرفانه أنها كانت قريبة منهما جدًّا، حتى إنهما عندما همُّوا بالاتصال بها، كانت تطرق الباب.

لم يتمالك «بو عمير» نفسَه من الضحك، عندما فتح الباب، ووجدها أمامه فاستقبلها قائلًا لها: إنك حقًّا محترفة، حتى إنك تتلقين الاتصال قبل أن يتمَّ!

فقالت «زبيدة» باسمةً: لماذا؟ … هل كنتما تتصلان بي؟

أحمد: لم نكن نتصل … بل كنَّا ننوي الاتصال بك لتأتي؟

«زبيدة» ضاحكة: وهذا يكفي لأن أنفذَ الأوامر … ماذا جرى الآن؟

حكى لها «أحمد» ما حدث بعد هروب «كاتي» منه، وكيف أن «سايبرسبيس» ليست شبكةَ سرقة فقط، ولكنها أيضا شبكة موت، ومنظمة عالمية ضخمة، تموِّل أبحاثًا علمية متقدمة.

وعرفت منه المأزق الذي تسبَّب فيه حريقُ السيارة، فاقترحَت الابتعاد عن الفندق، مع دفع مقدم حجز أسبوعين، حتى لا يشعرَ أحدٌ أنهما هربَا بعد وقوع الحادث.

بعد الاتصال بالمنظمة تم تأجيرُ شقة لهما في شارع «بان هوف أشراس» قرب محطة سكك حديد «زيورخ»، وفي مواجهة فندق «الأمباسادور»، فقد كان عليهم أن يتركوا «جنيف» الآن، ولفترة حتى يمرَّ حادثُ السيارة، لكن عليهم في نفس الوقت متابعة البحث عن «سايبرسبيس»، وكان الجو في «زيورخ» باردًا، وكانت الثلوج تغطِّي الشوارع، وكان على «أحمد» أن يظهر بمظهر الرجل الثري «أحمد زايد»، وهذا يحتاج إلى ملابس باهظة الثمن، إلا أنه وجد كلَّ ما يحتاجه في دولاب غرفة نومه بالشقة الجديدة، وكذلك «بو عمير» و«زبيدة».

وفي أول اجتماع لهم في «الموفينبيك» الذي يقع في نفس الشارع الذي يُقيمون فيه سألهم «أحمد» عن رأيهم فيما إذا كانت «كاتي» ستعاود الاتصال به مرة أخرى …

فقال «بو عمير»: لا أعتقد … ولا حتى «ألبرتو».

زبيدة: إنهم لا يعرفون مكانك حتى يتصلوا بك!

أحمد: هل تعتقدين ذلك؟

على مائدة قريبة منهم، لاحظ «بو عمير» مَن يراقبهم في حذر، وعندما شعر بنظراته له … انصرف تاركًا النقود فوق الفاتورة على مائدته … ولم يتركه «بو عمير» بل سار خلفه عن بعد، محاولًا ألَّا يغيبَ عن ناظرَيه، وانحرف خلفه في أكثر من شارع، إلى أن غاب فجأةً عن عينَيه، فاستدار يبحث عنه، ففاجأه الرجلُ بضربةٍ قوية … اندفع لها الدمُ في رأسه … فقفز على يدَيه … وعاجله بقدمَيه فطوَّحه بعيدًا … إلا أنه نهض مسرعًا وجرى مختفيًا في الظلام.

فعرف أنهم مراقبون منذ خروجهم من «جنيف» وأن «ألبرتو» لن يتركهم … وحين عاد إلى «الموفينبيك» لم يجد «أحمد» و«زبيدة» فعاد مسرعًا إلى الشقة، ولكنه لم يجدهما أيضًا، إلا أنه شعر بمن يختفي خلف ستارة الحمام … فأغلق باب الحمام ثم أوقع بعضَ الكراسي الخشبية خلفه، وجرى وهو يضرب الأرض بقدمَيه، ليسمعَه مَن يريد مطاردته، فخرج الرجل من الحمام يجري شاهرًا سلاحه … ليتعثر في المقاعد الملقاة، ويسقط على بندقيته، فتخرج منها رصاصة تُرديه قتيلًا.

ترك «بو عمير» الشقة، وسارع بمغادرة «بان هوف أشراس»، ولحسنِ حظِّه التقى ﺑ «أحمد» و«زبيدة» في الطريق فأبلغهما بما حدث … وبأن عودتهما إلى الشقة أصبحَت أمرًا مستحيلًا … والبحث عنهما الآن على أشدِّه، وصورهم في كل مكان … وإن لم يقعوا في أيدي البوليس، فسيقعون في يد مافيا السلاح … فقد اقترنت صورُهم بأحداث سرقة، وحريق سيارة، وأخيرًا قتل.

إلا أن «أحمد» توقَّف فجأة، مادًّا يدَيه لتعترض سيرَهما … ثم قال لهما في همس: الآن فقط … والآن فقط، سوف نرى «سايبرسبيس».

زبيدة: لماذا؟

أحمد: لقد أصبحنا مطاردين من البوليس؟ أي إننا لا نبحث وراءهم، وأصبحنا أيضًا مطاردين من مافيا السلاح … وليس لنا ملجأ إلا هم.

كانت حسابات «أحمد» سليمة … فقد توقَّفت سيارة «فان» سوداء في الظلام وفتح صندوقها الخلفي … ونزل منه رجلان، طلبَا من الشياطين الثلاثة الركوبَ دون مقاومة … وقد كان في نيتهم جميعًا ألَّا يقاوموا فهم يريدون تحريك الأحداث التي جمدَت عند هروبهم. ولم يتساءلوا إلى أين تسير السيارة؟ إلا أن سؤالًا واحدًا … أرَّق «أحمد»؛ فهو يريد معرفة هل هم من «سايبرسبيس» أم لا؟! وإن لم يكونوا منهم … فمَن هم؟

كان بصندوق السيارة زجاجٌ يُطلُّ على الكابينة الأمامية، رأى منه «أحمد» رجلَين مسلحَين بأسلحة ثقيلة، يجلسان بجوار السائق، فشكَّ أن يكونَا من «إس إس»، وعند محطة البنزين توقَّفت السيارة، وكان الوقت متأخرًا، وعربات متوقفة عن العمل، إلا أن الرجلين اقتادوهما إلى إحدى العربات داخل المحطة فأدخلاهما فيها وأغلقَا عليهم الباب، وتحرَّكت العربة تصعد لأعلى.

قالت «زبيدة»: إلى أين؟

أحمد: إلى جبل «القمم البيضاء» …

زبيدة: تقصد إلى قمة جبال «القمم البيضاء»؟!

أحمد: نعم.

إلا أن العربة لم تبلغ القمة … بل توقَّفت أمام سطحٍ مستوٍ خرساني، فنزل الشياطين عليه، وعلى طريقٍ يمتدُّ كالثعبان داخل قلب الجبل، تُغطِّيه الثلوج، كانت تقف سيارةٌ صغيرة، ليس بها سائقٌ … فنظروا لبعضهم في تساؤل، ثم كان قرار الركوب جماعيًّا، تحرَّكَت بعده السيارة في نعومة شديدة … حتى دخلَت إلى غرفة منحوتة داخل الثلج … تتناثر فيها بعضُ المقاعد الوثيرة تتوسطها مائدةٌ صغيرة … فتوقَّفت السيارة، وانبعث من مكان ما بالحجرة صوتٌ نسائي يقول: أهلًا بكم، تفضلوا بالجلوس.

لم ينتظر «أحمد» حتى تُتمَّ كلامَها بل جلس جاذبًا «بو عمير» ليجلس بجواره هامسًا في أذنه: إنها «كاتي»!

بو عمير: إذن نحن في «سايبرسبيس».

خرجَت «كاتي» من باب جانبي، يسبقها رجلٌ في الأربعين من عمره، نحيف، أنيق في بساطة، تملأ الابتسامةُ وجهَه.

فوجد «أحمد» نفسَه مدفوعًا لأن يقول له: أنت أحد أعضاء «سايبرسبيس»؟!

كاتي: إنه السيد «شارتز» … أحد الأعضاء البارزين.

شارتز: لقد كنت شغوفًا لأن أراكم؛ لرغبتكم الشديدة في التعرف بنا.

أحمد: ولكنكم كدتم تقتلونني في بحيرة الثلج!

فضحكَت «كاتي» وهي تنظر له في إعجاب، إلا أن «بو عمير» كان صامتًا يفكر ويتساءل … هل هؤلاء حقًّا أعضاء «سايبرسبيس»؟ أم أنهم مافيا السلاح … وقد أوقعوا بهم؟

ورأى في هذه اللحظة فتاةً رشيقة، تسير في ثقة، تخرج من باب بآخر الحجرة وتُبلغ «شارتز» بأن هناك اتصالًا على الشبكة … وأنه مطلوب. اختفى «شارتز» للحظات، ثم عاد قائلًا: لقد علم أنكم عندي.

أحمد: من «ألبرتو»؟

شارتز: نعم.

أحمد: وماذا يريد؟

شارتز: إما إتمام صفقة السلاح …

بو عمير: وإما تسليمنا.

شارتز: وهناك اقتراحٌ أخير.

زبيدة: قتلنا.

شارتز: نعم …

أحمد: إنه اقتراحٌ وجيه … أن يحذروكم منَّا …

شارتز: لقد حذروني من ألَّا أنفذ.

بو عمير: وبماذا أبلغتَه؟

شارتز: طلبتُ مهلة لأفكر، ولكن لديَّ سؤال هام … هل هناك صفقة سلاح تحتاجونها فعلًا؟

أحمد: لا … لقد كانت حجة لنقابلكم.

امتعض وجهُ «شارتز»، وظهر عليه الضيقُ الشديد، بعد الكلام الذي سمعه من «أحمد»، وتركهم وغادر الحجرة.

فالتفتَت «كاتي» ﻟ «أحمد» تسأله عن اتفاقه القديم، بأن يدفع لها عمولة الصفقة دون أن يُتمَّها؟ فأبلغها أن ذلك كان مقابلَ أن تقابله ﺑ «إس إس».

قالت له: إنك الآن معرَّض للقتل أنت ومَن معك على يدهم، أو يد مافيا السلاح.

أحمد: سيقتلوننا؟

كاتي: بل سيتركونكم تموتون بطريقتهم.

زبيدة: وماذا تستطيعين عمله لنا؟

كاتي: سأُخرجكم بطريقة ما من «سويسرا»!

لم يردَّ «أحمد» على عرض «كاتي»، ورأى أنه ليس من الحكمة رفضه، وليس من الأخلاق قبوله … ولكن عندما يستحكم الخطر، سيضطر إلى اللجوء لها.

ولم يكن هذا رأي «بو عمير»؛ فهو يرى أنها امرأة بلا أخلاق، وقد لا تنفذ الاتفاق بعد أن تحصل على المال.

لاحظَت «كاتي» عدمَ الرضا على وجوههم، وهم يتشاورون همسًا، فاتخذَت قرارًا ما في نفسها، قرأته «زبيدة» على وجهها، فقالت ﻟ «أحمد»: الخطر الآن سيأتي من ناحية «كاتي».

بو عمير: كنت أعرف ذلك مقدمًا.

انتفض «أحمد» واقفًا ثم أشار ﻟ «كاتي»، وانتحى بها جانبًا، وحاول مفاوضتها للتعاون معهم … وكانت «زبيدة» و«بو عمير» يراقبان ردودَ الفعل على وجهها. إلا أن ملامحَ وجهها جمدَت فلم يستطيعَا الخروج بنتيجة.

وعلَت في هذه اللحظة بعضُ الهمهمات المتداخلة … وعمَّ المقرَّ الضجيجُ … لم يعرف الشياطين سببَه … ثم أتَت مَن تُحادث «كاتي» همسًا … فانتفضَت الأخيرة واقفةً وهي تقول: إنه «ألبرتو»!

فسألها «أحمد» قائلًا: «ألبرتو» هنا؟

كاتي: إنه في الطريق.

بو عمير: لقد أصبحنا وليمةً يا صديقي!

قال «أحمد» باسمًا: لا أعتقد أن «شارتز» من آكلي لحوم البشر، ثم انتفض واقفًا وهو يقول: ولكننا نحن آكلو لحوم البشر، حين يضطرنا الموقف.

ثم أمسك ﺑ «كاتي»، فشلَّ حركتَها، وقال ﻟ «زبيدة» قيِّديها.

ثم أشار ﻟ «بو عمير»، فخرج خلفه، يجري في حذر حتى بوابة القاعة … فوجد حارسَين يقفان على بابها … فثنَى «أحمد» قدمَه وفردَها في وسط أحدهما كالصاروخ … فطار في الهواء ساقطًا عند قاعدة الجبل، لُيقابلَ زميلَه الذي أطاح به «بو عمير».

وكانت الخطوة التالية، هي قطع الطريق على «ألبرتو» لكيلا يَصِل إلى القاعة، إلا أن «أحمد» آثر ألَّا يخرجَ اليوم بيده فارغة؛ فقرر القبض على «ألبرتو»، وترحيله سرًّا، للاستفادة منه لاختراق صفوف مافيا السلاح.

كان الطريق الوحيد للقاعة الموجود بها هو التلفريك … وبناء على ذلك سيكون من السهل القبض عليه هو ورجاله، وهم معلَّقون في الهواء.

إلا أن هذه الخطة ينقصها السلاح … فعاد جريًا إلى القاعة، وكانت «زبيدة» قد انتهَت من «كاتي»، و«شارتز» لم يظهر بعد، فطلب من «كاتي» أن تدلَّه على مخبأ أسلحتهم … فلم تُجِب … فوعدها أن إجابَته لا يرمي بها من قمة الجبل، فنظرت إليه في خوف. فأكَّد لها «أحمد» إن لم تدلَّه على طريق السلاح … فسيكون ذلك مصيرها … فأقسمت أنها لا تعرفه.

إلا أنه وجد معها مسدسًا فأخذه منها … ومن الباب الواقع في آخر القاعة دخل يبحث عمَّا يريد، فرأى وهو غير مصدق أنه لا ينظر إلى فراغ … ونظر تحته فرأى هُوَّة سحيقة … تُفضي إلى قاعدة الجبل!

فتساءل مندهشًا: كيف إذن تخرج «كاتي» و«شارتز» … ومَن معهما؟ … وإلى أين كانوا يذهبون؟ وعلى جانب الجبل لاحظ قضيبًا ضخمًا، يقف بمحاذاة الجبل فتابعه إلى أن رأى مصعدًا كبيرًا … يقف على بُعد منهم … فعاد جريًا إلى «بو عمير»، وأخبره أن المصيدة أصبحَت مصيدتَين … ثم حكى له عمَّا رآه … إلا أنه سمع أزيزًا خفيفًا وصوتَ احتكاك ظبيَين معدنيَّين … فعرف أن أحدهم في الطريق، ولكن من أين يأتي؟ وكيف سيواجهونهما معا … ولديهم مسدس واحد؟! إلا أن صوت الأزيز زاد من ناحية المصعد … فاختبأ «أحمد» و«بو عمير» خارج القاعة حتى لا يراهما الداخل إليها من الباب الآخر … وبعد لحظات امتلأَت الغرفة بالرجال وكانت «زبيدة» قد لحقَت ﺑ «أحمد» و«بو عمير»، فمالَا على «كاتي» يفكَّان قيدها … وبدأ حديثًا قصيرًا جدًّا، خرج أحدُهما يجري في حذر في اتجاه الشياطين، وخلفه آخر فتركاه … حتى أصبح على حافة السطح الخرساني … وقبل أن يستديرَ لهم قال له «أحمد» في صوت خافت: لا تلتفت. وخرج الآخر يستطلع الأمر … فسمع نفس التعليمات من «أحمد» … وفي هذه اللحظة … ظهرَت عربة التلفريك تتقدم في بطء عن بُعد وبها مصباح صغير مضاء … فقال «بو عمير»: الآن سيظن «ألبرتو» أنهم سيقتلونه.

أحمد: المهم الآن كيف سنحصل على أسلحة هذين الرجلين … دون أن يرانا «شارتز» ورجاله!

زبيدة: أأمر أحدهما أن يأتيَ بظهره.

فأمره «بو عمير» وعاد الرجل يسير بظهره، حتى اقترب منهم، فقال له «أحمد» هذا يكفي، ثم مدَّ يدَه وأخذ بندقيته النصف آلية قائلًا: تكفينا هذه …

إلا أن «بو عمير» قال له: عُدْ إلى زميلك وقُل له أن يفعل مثلما فعلت … ومثلما فعل «أحمد» مع الرجل … فعل مع زميله … وحصل «بو عمير» هو الآخر على بندقية نصف آلية.

وكانت عربة التلفريك قد اقتربَت … فأمر «أحمد» الرجلَين أن يبتعدَا عن الطريق وأن يرفعَا أيديَهما بالتحية إلى «ألبرتو» ومَن معه.

توقَّفَت عربةُ التلفريك أمام السطح الخرساني، ونزل منها «ألبرتو» الذي رفع يدَه بالتحية إلى الرجلين ومَن معهما؛ فقد ظن أن الشياطين ضمن حراس المقر … وقد ساعدهم الظلام على ذلك …

ودخل بخطوات واسعة إلى القاعة … تاركًا رجالَه المسلحين خارجها … وأحد رجاله بالعربة … وأصاغ «أحمد» السمع، فسمع «شارتز» يقول له: ألم ترَ «أحمد زايد» في الخارج؟

فردَّ عليه: إنه لا يوجد إلا رجاله، ولكنه تعجَّب لسلبيته معهم.

فرد «شارتز»: بأنه أرسل اثنين من رجاله لتعقُّبهم.

ألبرتو: تقصد أن مَن بالخارج رجلان فقط من رجالك؟

شارتز: نعم.

شعر «أحمد» أن هذه هي اللحظة المناسبة للتدخل … وقبل أن يأمر «ألبرتو» رجاله بالتدخل. كانت بنادق الشياطين النصف آلية تُسقطهم من أعلى الجبل إلى قاعدته … فانهالَت عليهم برصاصات الرجل الموجود بعربة التلفريك … وخشي «أحمد» أن يعودَ مرة أخرى بالعربة … ويحضر لهم إمدادات من رجال العصابة، فقرر ألَّا يترك لهم طريقًا للهرب فصوَّب إليه بندقيتَه … وتَحين فرصةُ اقترابِه من شباك العربة للتصويب عليهم، فأرسل إليه رصاصةً أسقطَته قتيلًا … وبعدها ساد الهدوءُ لفترة … سمع خلالها الشياطين أزيزَ المصعد الخلفي … فعرفوا أنهم في طريقهم إلى «المصيدة»، فألقى نظرة سريعة على القاعة فوجدها خالية، فدخل في خفة وحذر حتى بلغ بابها الخلفي. ففتحه بقدمه … مُصدرًا بندقيته ثم وقف في مواجهته … ونظر لأسفل … فوجد المصعد يهبط ببطء … فرفع بصره لأعلى … فوجد محركًا كهربائيًّا معلَّقًا على عدة قضبان حديدية مثبتة بجسم الجبل، فوجَّه إليه بندقيتَه … أطلق عدة رصاصات … أوقفَته عن العمل … فتوقَّف المصعد في منتصف الطريق وتصايح الرجالُ الراكبون فيه في ذعرٍ. في اللحظة التي كان الشياطين يتصلون فيها برقم «صفر» … ليُخبروه أنهم قبضوا على أحد زعماء مافيا تجارة السلاح … وأحد أهم أعضاء «سايبرسبيس» ومعه ثلاثة من رجاله … وأنهم منهكو القوى … وجوعى … لكنهم سعيدون بانتهاء أول خطوة في الطريق للقضاء على «سايبرسبيس».

وإلى اللقاء في الجزء الثاني١
١  الجزء الثاني هو ثورة الأخطبوط (الناشر).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤