الفصل الثامن عشر

وادي الحجارة١

ثم على مسافة ٥٧ كيلومترًا من مجريط تقع وادي الحجارة، وسكانها اليوم بقدر سكان القلعة، وهى مبنية على الضفة اليمنى من نهر هينارس. وفى هذه البلدة تزوج فيليب الثاني بالملكة إيزابلا، من آل فالوا، وفيها مات الكاردينال بادرو مندوزه، وفيها مدفن الكونت طانديلّا، أول قائد عسكرى لغرناطة بعد استيلاء الإسبانيول عليها.

fig7
شكل ٢٥-١: أحد مناظر وادي الحجارة اليوم.

وقد كانت مدة بقاء العرب في وادي الحجارة ٣٦٧ سنة. قال ياقوت الحموي في المعجم فَرَج بالتحريك والجنم، مدينة بالأندلس تعرف بوادي الحجارة، وهى بين الجوف والشرق من قرطبة، ولها مدن بينها وبين طليطلة. وينسب إليها أيوب بن الحسين بن محمد بن أحمد بن عوف بن حميد بن تميم، يكنى أبا سليمان، ويعرف بابن الطويل، رحل إلى المشرق، ثم استقضاه الحكم المستنصر ببلده، وكان أديبًا حكيمًا، قدم قرطبة، وروى عنه ابن الفرضي، وتوفي سنة ٣٨٣ بوادي الحجارة ذكر ذلك ابن الفرضي. انتهى.

وقال ابن حوقل عن وادي الحجارة: مدينة كبيرة، ثغر مشهور الحال، مسور بحجارة، وهى ذات أسواق، وفنادق، وحمامات، وحاكم، ومحلف، وبها تسكن ولاة الثغور، كأحمد بن يعلى وغالب، وعليها أكثر جهاد جليقية، ومنها إلى شعراء القوارير، وبها منهل تنزله الرفاق مرحلة، ومنها إلى مدينة سالم مرحلة. انتهى.

وجاء في الانسيكلوبيدية الإسلامية: أن وادي الحجارة يقال لها أيضًا مدينة الفرج، نسبة إلى عائلة من البربر يقال لهم بنو فرَج كما روى اليعقوبي. وكان فتح العرب لهذه البلدة سنة ٧١٤، زحف إليها موسى بن نصير وطارق بن زياد معًا، وبقيت في أرض العرب إلى سنة ١٠٦٠، إذ استرجعها منهم الملك فرديناند القشتالي، ولكن عاد العرب ففتحوها مرة ثانية، وبقيت في أيديهم إلى سنة ١٠٨١، فافتتحها ألفاريانس دومينية Alvar Ganes de Minaya من أبناء عم القمبيدور، الملقب بالسيد، ومن قواد الأذفونش السادس، وكانت معدودة من القلاع العربية الحصينة وخرج منها كثير من أهل العلم، كما يظهر من المكتبة العربية الأسبانية. أي مطبوعات قديرة،٢ والنسبة إلى هذه البلدة حجاري، وهناك مؤرخ معروف اسمه الحجاري، أصله من وادي الحجارة. ولما كانت في أيدي العرب كان قد بقي فيها عدد غير قليل من المسحيين. انتهى.

هوامش

(١) وتسمى مدينة الفرج، قال في صبح الأعشى: مدينة الفرج بفتح الفاء والراء المهملة ثم جيم وهي مدينة شرقي طليطلة وشرقيها مدينة سالم. قال ابن سعيد: ويقال لنهرها وادي الحجارة.
(٢) مستشرق إسبانيولي من عائلة عربية الأصل نشر عدة تآليف عربية طبعها في مجريط وهو أستاذ أبسن بلاسيوس المستشرق الإسبانيولي المشهور كما أخبرنيه هو بنفسه يوم تلاقيت معه في خزانة كتب الإسكوريال سنة سياحتي إلى الأندلس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤