سيد القصيدة
يُخيَّل إليَّ أحيانًا أني ما كتبتُ إلا عن هذه المدينة مِن خلف كل المدن، سواء في اجتراح الكلام عنها أو الصَّمت دون كل ما تمسُّه العين فيها مرتعشًا وغافيًا. إنني عندئذٍ أكتُبُني ضامًّا شَتاتي بين اندثارها وانبعاثها، واضعًا بصمات الشوق على أديم الشوارع الراحلة، أما ما تبقَّى فهو يهجع في خاطر الحسرات. وسِيَّان كل شيء، سِيَّان الوجوه، الجُثث، القامات، الحجارة، لون السماء، انتشار البحر، الدَّجَل العابر والافتراء المزمن إلا ذلك العمر الفريد علَّمْتَنا يا صديقنا أحمد المجاطي وسيد قصيدتنا المحبوبة كيف نقطف فيه وردة التهلكة ونمضي بها بعيدًا إلى منافينا، وفي لحظات الشجن، وما أكثرها، نتلو ما تَيسَّر من قصيدة «الدار البيضاء» بعد طقوس أنت تعرفها: