كتاب الضفاف: نصوص الغربة نصوص الولع
«إن كل مقالة أو حكاية أو مُقارَبة أو نَص، هنا، هو مناسبة لفتح شِغاف هذا الوجدان ليتولَّى إرسال الخطاب، وإعادة تأسيس كل ما حوله وينبثق منه، مثل مِصفاة تَمُر منها الكائنات والمرئيَّات والأشياء لِتتوَجدن، فتكتسب مِن ثَمَّة ماهِيَّتها المبتغاة، ما يُؤهِّل المادة للاصطباغ بالأدبية، لا بل تُحوِّلها كينونةً لها.»
يصحبنا «أحمد المديني» عبر ضفافه الخمس: فرنسا، والمغرب، والمشرق العربي، والروح، والكتابة التي هي أهم الضفاف؛ ليَقُص علينا حديثًا مشحونًا بالشِّعر والحب والجنون، ساردًا لنا حياةً غنية في تفاصيلها، زاخرة بالتجارب، مُتجاوِزة فضاءها اليومي والذاتي، ومُحلقة في فضاء عمومي وجماعي، عازفًا لنا لحن الغُربة والحُلم والصمت، ومتنقلًا بنا عبر أمكنة شَتَّى مُوزَّعة بين مُدن ومطارات وأنهار؛ فنجد أنفسنا بين صفحات الكتاب أمام فَيْض من الألوان والمَشاهد والأحداث والشخوص والمَواقف التي يسردها «المديني» عبر ثمانيةٍ وثمانين نصًّا من النصوص التي انتقاها بحرص وعناية من بين مئات النصوص التي سبق له نَشرُها مُتفرِّقة في الصحف والمجلات، لكنه ارتأى أن يعود إليها مُصطفِيًا منها ما رآه جديرًا بالبقاء، ومُلملِمًا شذراتها المبعثرة في هذا الكتاب، مُبقيًا على صورتها الأصلية كي تكون شاهدة على تاريخها، ناطقة بخواطر صاحبها وقت كتابتها.