الفصل الخامس عشر

بكاء الممالك عند البحتري وشوقي

كانت عواطف الشعراء عواطف فردية، لا اجتماعية، فكان الشاعر يبكي وجده ونعيمه وهو يندب الرسوم ويتوجع للطلول، ولم يهتم العرب ببكاء الممالك، والتفجع للشعوب، إذ كانوا في بداية الحياة وكان الرجل منهم قلما يعني بغير نفسه، وأهله، وذويه، فكانوا في شغل بأنفسهم عن بلايا الإنسانية التي تصرخ من حولهم وهم عنها غافلون.

ثم جاء القرآن فسلك في الحديث عن الممالك البائدة مسلك التخويف والترهيب، فلم يعطف عليها بكلمة، ولم يستر لها عورة؛ لأن القرآن لم يكن كتاب شعر، يرمي إلى روعة الفن وجمال الخيال، وإنما كان كتاب حكمة وموعظة، فكان من حقه أن يقول بحزم ورزانة:

أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللهِ مِن وَاقٍ * ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ ۚ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ

ولو لم يكن الزجر والردع من أغراض القرآن الأساسية، لكان له شأن غير هذا الشأن، وهو يتحدث عن فرعون وإبليس، ومن إليهم من الجبابرة والطغاة، فقد جرى حديثه عنهم مجرى الشماتة، وكانوا ينبوع سحر لا ينضب ولا يغيض لو كان القرآن كتاب فن وكتاب خيال.

على أن العرب لم يغفلوا عن الإشادة بما طوى الدهر لهم من حضارة، ولم يفتهم التغني بما كان لأسلافهم من ضخامة المدنية، وإن شابوا ذلك بالتحسر على ما درس من معالم اللهو، والتحزن لما عفا من ملاعب الشباب، فمن ذلك قول الأسود بن يعفر النهشلي:

نام الْخَليُّ وَما أحِسُّ رُقادي
والهَمُّ مُحْتَضِرٌ لَدَيِّ وِسادي
مِنْ غَيْر ما سَقَمٍ ولكِن شَفَّني
هَمٌّ أراهُ قدْ أصابَ فؤَادي
وَمِنَ الحوادِثِ لا أبالَكَ أنَّنَي
ضُرِبَتْ عَليَّ الأرْضُ بالأسْدادِ
لا أهْتَدي فيها لِموضِعِ تَلْعَةٍ
بَيْنَ العِراقِ وَبيْنَ أرْضِ مُرادِ
وَلَقَدْ عَلِمْتُ سِوى الَّذي نَبَّأتِنى
أنَّ السّبَيلَ سبيلُ ذي الأعْوادِ
إن المنيِّةَ والحُتُوفَ كِلاهُما
يُوفي المَخارِمَ يَرْقُبان سَوادي
لَنْ يَرْضَيا مِنِّي وفاءَ رَهينَةٍ
مِنْ دُونِ نَفْسي طارفي وتِلادى

ثم يقول في بكاء من ساد من الذاهبين:

مَاذَا أُؤْمِّلُ بعْد آلِ مُحرِّق
تَرَكوا مَنازِلَهُم وَبَعْدَ إِيادِ
أَهْلَ الخَوَرْنَقِ وَالسَّديرِ وَبارِقٍ
وَالْقَصْرِ ذي الشُّرُفاتِ مِنْ سِنْدادِ
أَرْضٌ تَخَيَّرَها لِطيبِ مَقيلِها
كَعْبُ بنُ مامَةَ وَاِبْنُ أُمِّ دُؤادِ
جَرَتِ الرِّياحُ عَلَى مَكَانِ دِيارِهِمْ
فَكَأَنَّما كانوا عَلَى ميعادِ
وَلَقَد غَنوا فيها بِأَنْعَمِ عيشَةٍ
في ظِلِّ مُلْكٍ ثابِتِ الأَوْتادِ
نَزَلوا بِأَنقِرَةٍ يَسيلُ عَلَيهِمِو
ماءُ الفُراتِ يَجيءُ مِنْ أَطْوادِ
فَإِذا النَّعيمُ وَكُلُّ ما يُلْهَى بِهِ
يَوْمًا يَصيرُ إِلى بِلىً وَنَفادِ

ثم عاد إلى بكاء شبابه، فقال:

إِمّا تَرَيْني قَدْ بَليتُ وَغاضَني
ما نيلَ مَنْ بَصَري وَمِنْ أَجْلادي١
وَعَصَيْتُ أَصْحابَ الصَبابَةِ وَالصِبا
وَأَطَعْتُ عاذِلَتي وَلَّانَ قِيادي
فلَقَدْ أَروحُ عَلَى التِّجارِ مُرَحَّلًا
مِذِلًا بِمالي لَيِّنًا أَجْيادي
ولَقَد لَهَوتُ وَلِلشَبابِ لَذاذَةٌ
بِسُلافَةٍ مُزِجَت بِماءِ غَوادِ
مِن خَمرِ ذي نَطَفِ أَغَنَّ مُنَطَّقٍ
وافى بِها لِدَراهِمِ الأَمْجادِ
يَسْعَى بِها ذو تُومَتْينِ مُشَمّرٌ
قَنَأَتْ أَنامِلُهُ مِن الْفِرصادِ
والْبيضُ برْمين القُلوبَ كَأنّها
أدْحيُّ بْين صربمةٍ وجماد
ينْطِفْنَ معْروفًا وهْنّ نواعمٌ
بيضْ الوجْوه رفيقةُ الأكباد

ونحا هذا المنحى متمم بن نويرة في عبنينه التي يقول فيها:

وَلَقَدْ علِمْتُ ولا محالَةَ أنّني
للْحادثات فهلْ تريْني أجْزعُ
أَفْنْين عادًا ثُم آل مُحرِّقِ
فتَركْنهُمْ بددًا وما قَدْ جمَعوا
وَلَهُنَّ كان الحارثان كِلاهُما
ولهْنَ كان أخْو المصانع تُبَّعُ٢
لا بُدَّ مِنْ تَلفٍ مُصيبٍ فانْتظرْ
أَبأَرْض قوْمك أمْ بأخْرَىَ نُصْرعُ
وليَأتِينّ عليْك يوْمٌ مرّة
يُبْكَى عَليْك مُقنّعا لا نسْمعُ

وكذلك نجد في خطب العرب وأشعارهم شذرات في التوجع لما انقرص من الممالك والشعوب، لكنها لا تمثل الوقفات الفنية التي تشد إليها الرحال، كوقفة البحتري عند رسوم الإيوان، ووقفة شوقي عند أطلال الحمراء.

إيوان كسرى

وقد يجمل أن نذكر أن إيوان كسرى، الذي استلم البحتري أحجاره، وطاف بأركانه، كان مضرب المثل عند الأعراب، فقد قيل لأعرابي: كيف نصنع بالبادية إذا انتصف النهار، وانتعل كل شيء ظله؟ فأجاب: وهل العيش إلا ذاك؟ يمشي أحدنا ميلًا فيرفض عرفًا كأنه الحمان، ثم تنصب عصاه، ويلقي عليها كساءه، وتقبل الرياح من كل جانب، فكأنه في إيوان كسرى.

وقد حُكيَ فيما نقل ياقوت أن المنصور لما أراد بناء بغداد استشار خالد بن برمك في هدم الإيوان وإدخال آلته في عمارة بغداد، فقال له: لا تفعل يا أمير المؤمنين! فقال: أبيت إلا التعصب للفرس! فقال: ما الأمر كما ظن أمير المؤمنين، ولكنه أثر عظيم يدل على أن ملة ودينًا وقومًا أذهبوا ملك بانيه لدينٌ وملكٌ عظيمٌ، فلم يصغ إلى رأيه وأمر بهدمه، فوجد النفقة عليه أكثر من الفائدة بنقضه فتركه، فقال خالد: الآن أرى يا أمير المؤمنين أن تهدمه؛ لئلا يقال: إنك عجزت عن خراب ما عمره غيرك، ومعلوم ما بين الخراب والعمارة!

وقد تكون هذه الحكاية صحيحة، وقد تكون خرافة تناقلها الناس، ولكنها على كل حال دليل على منزلة الإيوان في صدور العرب لذلك العهد.

أما قصر الحمراء الذي بكاه شوقي فهو من قصور الأندلس، والأندلس هي الفردوس المفقود، الذي يبكيه المسلمون، ولننظر فسيحدثنا شوقي عنه أصدق الحديث.

نفسية البحتري

وأريد بنفسية البحتري ذلك الخاطر الذي استولى عليه حين همّ بوصف الإيوان، وقد رأيناه يذكر لذلك علتين: إحداهما في بداية القصيدة، والثانية في النهاية، أما الأولى فهي الهرب من الهموم، ومن ظلم الأقارب، بالفزع إلى طلول الإيوان، ينسى في أكنافها حزنه وبثه، ويستودعها أساه وشجاه، وذلك حيث يقول:

صُنْتُ نَفْسِي عَمَّا يُدَنِّسُ نَفْسي
وَتَرَفَّعْتُ عَنْ جَدَا كُلِّ جِبْسِ٣
وَتَماسَكْتُ حْيثُ زَعْزَعني الدّهْـ
رُ الْتِماسًا مِنْهُ لتَعْسِي وَنُكْسي
بُلَغٌ مِنْ صُبابَةِ العَيشِ عِنْدِي
طَفّفَتْها الأيّامُ تَطْفيفَ بَخْسِ
وَبَعيدٌ مَا بَيْنَ وَارِدِ رِفْهٍ
عَلَلٍ شُرْبُهُ وَوَارِدِ خِمْسِ٤
وَكَأَنَّ الزَّمَانَ أَصْبَحَ مَحْمُو
لا هَواهُ مَعَ الْأَخَسِّ الْأَخَسِّ
وَاشْتِرائِي الْعِرَاقَ خُطَّةُ غْبنٍ
بَعْدَ بَيْعِي الشَّآم بَيْعَةَ وَكسِ
لا تَرُزْني مُزَاوِلًا لاخْتبَارِي
عِنْد هَذي البَلْوَى فتُنكَرَ مَسِّي٥
وَقَديمًا عَهدْتَني ذا هَنَاتٍ
آبياتٍ عَلى الدَّنيئاتِ شُمْسِ
وَلَقَدْ رَابَني نُبُوُّ ابنِ عَمِّي
بَعْد لينٍ مِنْ جانبَيْهِ وأُنْسِ
وإذا ما جُفيتُ كُنْتُ حَرِيَّا
أنْ أُرَى غَيْرَ مُصْبحٍ حَيْثُ أُمْسِي

ثم انتقل إلى الموضوع مباشرة، فقال:

حَضَرَتْ رَحْلِيَ الهُمُومُ فَوَجَّهْـ
ـتُ إلَى أَبَيضِ المدائِنِ عنْسِي
أتَسلَّى عنِ الحُظُوظِ وآسَي
لِمَحل مِنْ آلِ سَاسَان دَرْسِ
ذَكَّرَتْنِيهِمُ الخُطُوبُ التَّوَالِي
وَلَقَدْ تُذْكِرُ الخُطُوبُ وتُنْسِي

ونراه في نهاية القصيدة يذكر أنه بكى الإيوان، وليست الدار داره ولا الجنس جنسه؛ لأن لأهله نعمى عند أهله؛ ولأنهم أيدوا ملكهم وشدوا قواه، بما أمدوهم به من الكتائب في أيام القتال، وذلك حيث يقول:

عَمَرَتْ للسّرُورِ دَهْرًا فصَارَتْ
للتّعَزّي رِبَاعُهُمْ وَالتّأسِّي
فَلَهَا أنْ أُعِينَهَا بدُمُوعٍ
مُوقَفَاتٍ عَلى الصَّبَابَةِ حُبْسِ
ذاكَ عِنْدِي وَلَيْستِ الدَّارُ دارِي
باقْترَابٍ مِنْها ولا الْجِنْسُ جنْسِي
غَيْرَ نُعْمَى لأهْلِهَا عِنْدَ أهْلِي
غَرَسُوا مِنْ ذَكَائِها خيْرَ غَرْسِ
أيّدُوا مُلْكَنَا وَشَدُّوا قُوَاهُ
بكُماةٍ تَحْتَ السَّنَوَّرِ حُمْسِ٦
وأعَانُوا عَلَى كتَائِبِ أرْيَا
طَ بطَعْنٍ عَلَى النُّحورِ وَدَعْسِ
وأرَانِي مِنْ بَعْدُ أكْلَفُ بِالأشْـ
ـرافِ طُرَّا مِنْ كُلّ سِنْخٍ وَإسِّ٧

وفي هذا البيت الأخير يذكر أنه يكلف بالأشراف من كل جنس، ويبكي المجد الذاهب، وإن تقطعت بينه وبين أهله الأسباب.

نفسية شوقي

أما شوقي فقد حدثنا عن خاطره حين هم بوصف الحمراء، فترك لنا قطعة منثورة تصف حسه، ووجدانه، وهو يطوف بذلك البيت، وقد سلك شوقي هذا المسلك غير مرة، فإنا نراه قدم قصيدته في وصف رومة برسالة بعث بها إلى أستاذنا الجليل إسماعيل بك رأفت، ونجده فعل مثل ذلك حين قدم للأستاذ مرجليوت قصيدته في وصف النيل، وإلى القارئ كلمته عن رحلته إلى وطن ابن خفاجة وابن زيدون:

لما وضعت الحرب الشومى أوزارها، وفضحها الله بين خلقه وهتك إزارها، ورم لهم ربوع السلم وجدد مزارها، أصبحت وإذا العوادي مقصرة، والدواعي غير مقصرة، وإذا الشوق إلى الأندلس أغلب، والنفس بحق زيارته أطلب، فقصدته من برشلونة، وبينهما مسيرة يومين بالقطار المجد، والبخار المشتد، أو بالسفن الكبرى الخارجة من المحيط، الطاوية القديم نحو الجديد من هذا البسيط، فبلغت النفس بمرآة الأرب، وكحلت العين في تراه بآثار العرب، وإنها لشتى المواقع، متفرقة المطالع، في ذلك الفلك الجامع، يسري زائرها من حرم إلى حرم، كمن يمسي بالكرنك ويصبح بالهرم، فلا يتقارب غير العتق والكرم، طليطلة تطل على جسرها البالي، واشبيلية تشبل على قصرها الخالي، وقرطبة منتبذة ناحية بالبيعة الغراء، وغرناطة بعيدة مزار الحمراء، وكان البحتري رحمه الله رفيقي في هذا الترحال، وسميري في الرحال، والأحوال تصلح على الرجال، كل رحل لحال، فإنه أبلغ من جلَّى الأثر، وحيا الحجر، ونشر الخبر، وحشر العبر، ومن قام في مأتم على الدول الكبر، والملوك البهاليل الغرر، عطف على الجعفري حين نحمل عنه الملا، وعطل من الحلى، ووكل بعد المتوكل للبلى، فرفع قواعده في السير، وبنى ركنه في الخبر، وجمع معالمه في الفكر، حتى عاد كقصور الخلد امتلأت منها البصيرة وإن حلا البصر، وتكفل بعد ذلك لكسرى بإيوانه، حتى زال عن الأرض إلى ديوانه، وسينيته المشهورة في وصفه ليست دونه، وهو تحت كسرى في رصه ورصفه، وهي تريك حسن قيام الشعر على الآثار، وكيف تتجدد الديار في بيوته بعد الاندثار. قال صاحب (الفيح القسي في الفتح القدسي) بعد كلام: «فانظروا إلى إيوان كسرى وسينية البحتري في وصفه، تجدوا الإيوان قد حرث شعفائه وعفرت شرفاته، وتجدوا سينية البحتري قد بقى بها كسرى في ديوانه، أضعاف ما بقي شخصه في إيوانه»، وهذه السينية هي التي يقول في مطلعها:

صُنْتُ نَفْسِي عَمَّا يُدَنِّسُ نَفْسي
وَتَرَفَّعْتُ عَنْ جَدَا كُلِّ جِبْسِ

والتي اتفقوا على أن البديع الفرد من أبياتها قوله:

والمنايا مَوَاثِلٌ وَأَنُوشِرْ
وَأنُ يُزْجِي الصُّفُوفَ تَحْتَ الدِّرَفْس٨

فكنت كلما وقفت بحجر، أو طفت بأثر، تمثلت بأبياتها، واسترحت من مواثل العبر إلى آياتها، وأنشدت فيما بيني وبين نفسي:

وَعَظَ الْبُحْتُريَّ إِيوانُ كِسْرَى
وَشَفَتْني الْقُصورُ مِنْ عَبْدِ شَمْسِ

ثم جعلت أروض القول على هذا الروي، وأعالجه على هذا الوزن، حتى نظمت هذه القافية المهلهلة، وأتممت هذه الكلمة الريضة، وأنا أعرضها على القراء، راجيًا أن يلحظوها بعين الرضاء، ويسحبوا على عيوبها ذيل الإعضاء.

وهذه الكلمة تمثل نثر شوقي، فهو يسجع ولا يكاد يبين٩، غير أنه قد يوفق إلى تشابيه مبتكرة تسير مسير الأمثال، كقوله في وصف آثار العرب في بلاد الإسبان: «يسري زائرها من حرم إلى حرم، كمن يمسي بالكرنك ويصبح بالهرم».

وتلك والله عبادة صريحة لآثار الفراعنة على ضفاف النيل.

وهي كذلك تمثل رأيه في شعر البحتري، فهو عنده «أبلغ من جلى الأثر، وحيا الحجر، ونشر الخبر، وحشر العبر»، وتصور لنا تلك الكلمة ما كان يجول في نفس شوقي، وكيف كان روح البحتري يُطيف به وهو يطوف بالحمراء.

ولا يدري من هم الذين يذكر شوقي أنهم اتفقوا على أن البديع الفرد من قصيدة البحتري هو قوله:

وَالمنَايا مواثِلً وأنَوشِرْ
وإِنَ يُرْجِي الصُّفوفَ تَحْتَ الدِّرفْسِ

وكنا نحب لو ينبه لقوله في وصف الإيوان:

لَيسَ يُدرَى أصُنْعُ إنْسٍ لجنٍّ
سَكَنوهُ أمْ صُنعُ جنٍّ لإنْسِ

وقوله في بكائه:

لَوْ تَرَاهُ عَلِمْتَ أَن الليَالِي
جَعَلَتْ فيه مَأْتَمًا بَعْدَ عُرْسِ

ولشوقي رأيه، فقد يختلف النقد أحيانًا باختلاف الأذواق.

١  الأجلاد: جمع جلد بالتحريك، وهو القوة.
٢  المصانع: القصور.
٣  الحبس: هو الدنيء الجبان.
٤  الخمس: شر الأظماء.
٥  لا تزرني: لا تمتحني.
٦  السنور: السلاح.
٧  الأصل والجنس.
٨  الدرفس: العلم، وهي كلمة فارسية، ومنها جاءت الكلمة الفرنسية.
٩  غضب شوقي رحمه الله من هذه الكلمة، وكان يرى نفسه أكتب الناس، ونحن لا نؤمن بقوته الكتابية، ولكنا مع ذلك نراه بلغ الغاية في رسالته عن قناة السويس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤